حول مشروع جامعة لاهاي العالمية للصحافة والإعلام
حوار الصحافي الأمازيغي سعيد باجي
عن جريدة العالم الأمازيغي مع
الأستاذ التجاني بولعوالي
نائب رئيس الجامعة،
ورئيس قسم الصحافة والإعلام الأمازيغي
حوار الصحافي الأمازيغي سعيد باجي
عن جريدة العالم الأمازيغي مع
الأستاذ التجاني بولعوالي
نائب رئيس الجامعة،
ورئيس قسم الصحافة والإعلام الأمازيغي
س- ماهي الإضافة التي جاء بها مشروع إقرار وحدات دراسية للإعلام والصحافة الأمازيغية؟ ولماذا اختيار جامعة لاهاي لإطلاق هذا المشروع؟
ج- في الحقيقة، إن جامعة لاهاي العالمية للصحافة والإعلام تمثل مشروعا علميا وحضاريا متميزا، يندر مثله في العالم الإسلامي أو الثالثي برمته، ويتجلى هذا التميز من جهة أولى، في طبيعة هذه الجامعة التي تختلف عن باقي المؤسسات الجامعية، في أنها أول جامعة تتخصص في علوم الإعلام وتقنيات الصحافة، حقا أن ثمة العديد من المؤسسات المتخصصة في الإعلام والاتصال، لكنها لا تعدو أن تكون إلا معاهد أو كليات تابعة لجامعات عامة، لا يشكل الإعلام أو الصحافة إلا شعبة عادية من شعبها المتنوعة، أو قسما معينا من أقسامها الكثيرة، مما يحكم عليه بأن يظل هامشيا وأحيانا مهمشا، رغم أنه يعتبر الرهان الأول والأخير الذي يوجه راهن البشرية ومستقبلها، أما في جامعتنا فالإعلام يعتبر الأصل أو المركز في حين تعتبر التخصصات الأخرى تبعا له أو خدما له، وهذا هو ملمح تميز جامعة لاهاي العالمية للصحافة والإعلام، التي يستشعر مؤسسوها أن المستقبل سوف يكون لمن يملك سلطة الإعلام، التي أضحت تشكل السلطة الأولى، لا الرابعة كما هو سائد في التنظير التقليدي.
وتنفرد جامعة لاهاي العالمية للصحافة والإعلام من جهة ثانية، بسبقها التاريخي والعلمي إلى تخصيص أقسام إعلامية وصحافية جديدة، تفتخر بأنها السباقة إلى اقتراحها وتنظيم مناهجها، رغم أن المصادر العلمية فيها شحيحة، بل ومنعدمة، كما هو الشأن في القسم الأمازيغي، الذي راهنت الجامعة عليه، فنجحت في استقطاب التأييد اللازم لإنجاحه، سواء من الأساتذة والباحثين، أم من الإعلاميين، أم من الطلبة، وهذا أمر جد عادي، في زمن اليقظة الثقافية والعلمية الأمازيغية، لذلك فإن إطلاق هذا القسم من جامعة لاهاي العالمية، يشكل إضافة نوعية في مسار خدمة الأمازيغية خدمة علمية وحضارية، وسوف يتحول هذا القسم في المستقبل القريب إلى كلية قائمة بذاتها.
كما تجدر الإشارة إلى أن الجامعة في طور تهيئة أقسام إعلامية وصحافية جديدة، كالتركماني والإسلامي والإفريقي وغيرها.
س- هل هناك إقبال من طرف الطلبة على التسجيل في هذه الوحدات الدراسية الفريدة من نوعها؟
ج- أجل، رغم أن بزوغ مشروع جامعة لاهاي العالمية للصحافة والإعلام، لم يمر عليه إلا بضعة أشهر، فإنها حققت ما لم تحققه بعض الجامعات التي مر على ظهورها حوالي عقد زمني، حيث تم تسجيل عدد لابأس به من الطلبة، في مختلف أقسام الجامعة، وينفرد القسم الأمازيغي بحوالي 50% من عدد الطلبة المسجلين رسميا بالجامعة، وهو عدد متزايد باستمرار، مما يشكل مؤشرا حسنا على أن قسم الإعلام والصحافة الأمازيغية في جامعتنا سوف يشهد إقبالا كبيرا وتطورا ملحوظا، ثم إن ما تفتخر به جامعة لاهاي العالمية للصحافة والإعلام، هو أن أغلب الطلبة المسجلين ينخرطون، بشكل مباشر، في الميدان الإعلامي، كتابة أو إشرافا، بل وأن منهم من يحضر بقوة في الثقافة الأمازيغية.
س- ماهي آفاق هذا المشروع الأمازيغي؟ وهل الهدف هو تكوين صحافيين وإعلاميين أمازيغ، أم أن هناك آفاقا أخرى؟
ج- كما سبق وأن قلت، إن إقبال الطلبة والمهتمين على قسم الإعلام والصحافة الأمازيغية، والجامعة لاتزال في مهدها، يعتبر فألا حسنا لهذا المشروع، الذي سوف يتطور أكثر، فيتحول القسم الأمازيغي إلى كلية للإعلام والصحافة الأمازيغية، ذات فروع ومعاهد وشعب متنوعة، وذات مناهج علمية وأكاديمية متميزة، لم يؤلف بعد مثلها، في الفكر الأمازيغي، مما سوف يؤهلها لأن تكوّن إعلاميين وصحافيين أمازيغيين متمرسين، فتنتقل بالإعلام الأمازيغي من درك الهواية والتلقائية والعشوائية، إلى نطاق المهنية والاحترافية، وهذا لعمري مكسب عظيم للثقافة الأمازيغية، سوف يدعم بمشاريع عدة تنوي الجامعة إطلاقها، كمركز علمي متخصص في الدراسات الإعلامية الأمازيغية، ومجلة علمية أمازيغية، واتفاقيات ثقافية مع مختلف المؤسسات والجمعيات الأمازيغية وغير ذلك. كما أود أن أعلم المثقفين والباحثين الأمازيغيين، بأن جامعة لاهاي العالمية للصحافة والإعلام تسعى إلى دعم كتابة البحوث والدراسات الأكاديمية بإحدى الألسن الأمازيغية، أو باللغة الأمازيغية الموحدة، وهذه بادرة منقطعة النظير، تفتخر الجامعة بأنها ستكون السباقة إلى طرحها ودعمها، لاسيما وأن ثمة الآن رسالة ماجيستر مسجلة لدى الجامعة، لعلها سوف تكون أول رسالة جامعية تكتب باللغة الأمازيغية الموحدة.
س- ماهي الصعوبات التي تواكب إعداد هذا المشروع؟
ج- في حقيقة الأمر، ثمة الكثير من الصعوبات التي تعترض سبيلنا، سواء أكانت ذات طابع منهجي تقني، أم مادي، أم تواصلي أم غير ذلك، لكن إيماننا العميق بإنجاح هذا المشروع الحضاري الكبير والفريد من نوعه، يجعلنا نتحدى أكثر، ونطمح أكثر، رغم انعدام الموارد المادية، حيث إن الجامعة لا تتلقى أي دعم مادي، من أي جهة، فهي تعتمد على الدعم الذاتي من تمويل المؤسسين، كما أنها تراهن على رسوم الدراسة التي بدأ الطلاب يدفعونها تباعا.
س- ماهي نظرتكم المستقبلية إلى هذه التجربة؟
ج- نحن نقول دوما أن مستقبل الأمازيغية لغة وثقافة، سوف يكون واعدا، وهذه ليست مجرد بشرى طوباوية، وإنما توقع مدعوم بمعطيات الواقع، التي توميء إلى أن الأمازيغية بدأت انطلاقا من أواخر القرن المنصرم، تثبت ذاتها ليس أيدولوجيا فحسب، وإنما تاريخيا وحضاريا، وما حققته من مكتسبات عظيمة في زمن قياسي، يعتبر دليلا قاطعا على أن الذات الأمازيغية ذات متميزة، بأخلاقها وعطائها وتفاعلها، ويمكن إدراج تجربة تدريس الصحافة والإعلام الأمازيغي في هذا السياق لا خارجه، خصوصا وأن هذا المشروع جاء استجابة لحاجة الثقافة الأمازيغية، إلى صحافة متمكنة وإعلام ممنهج، من شأنهما أن يخدما مختلف قضايا الأمازيغية، لغوية كانت أو ثقافية أو تربوية أو تاريخية أو اجتماعية، بطرائق علمية وموضوعية وعلى مستوى أكاديمي رفيع، مما سوف يعزز موقع الأمازيغية داخل النسيج الثقافي المغربي والعالمي