منتدى الدريوش ريف

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    الفصل الاول موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير

    شاروخان الماروكان
    شاروخان الماروكان
    عضو مميز
    عضو مميز


    ذكر
    470
    العمر : 43
    لإقــامه : اجدير
    المهنة : مسير نادي انترنيت
    نقاط : 0
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 20/10/2007

    الفصل الاول موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير Empty الفصل الاول موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير

    مُساهمة من طرف شاروخان الماروكان الخميس يناير 24, 2008 7:13 pm

    ( ميثاق التربية والتكوين )
    في البداية أود أن استحضر كتمهيد للموضوع بعض الحيثيات التي أحاطت بقطاع التعليم في المغرب منذ نشأته ، ثم سأشير باختصار شديد إلى بعض المحطات التي شهدتها كرونولوجيات الإصلاحات التربوية .بعد خروج الاستعمار الفرنسي و الأسباني كان بالطبع لا بد من اعادة بناء الكيان المغربي بكافة قطاعاته العامة بما في ذلك قطاع التربية و التعليم الذي يعتبر بمثابة القلب النابض للمجتمعات ، إذا فبعد ما كانت الدولتين الاستعماريتين الأوربيتين هما اللتان تتوليان عملية تسيير و توجيه المنظومة التعليمية وفق مرجعيتهما الثقافية و الفكرية و الايديولوجية و هو ما كان يخدم بدون شك مصالحهما الاستعمارية ، بعد ذلك و بمقتضى معاهدة ايكس ليبان التي وضعت زمام الأمور في يد ما يسمى " الحركة الوطنية " التي منحت لنفسها مشروعية تدبير الاوراش الإصلاحية أو التأسيسية لبناء صرح مغرب ما بعد " الاستقلال " فبالإضافة إلى كون القطاع - حسب تعليق بعض المحللين - كان خاضعا للدولتين الاستعماريتين الأوربيتين خاصة فرنسا ، و بالتالي ظل على الدوام كصورة مماثلة لنظامها التعليمي الذي أسسته في عهد" الحماية " باستثناء بعض الترقيعات السطحية البسيطة ، فانه من جهة أخرى كان خاضعا لسلطة التوجهات السياسية القومية و الأصولية التي سيطرت على أفراد " الحركة الوطنية " بسبب ولائهم لجهات معينة . و بناءا على ذلك تم إغراق المنظومة التربوية في المغرب بمجموعة من الأساطير و المغالطات التي تخدم أهداف و مصالح ضيقة ، و في المقابل إغفال المصلحة العامة للشعب المغربي التي تنبني على حاجيات محيطهم الاجتماعي و الاقتصادي و الثقافي ... و هو الأمر الذي حال دون تحقيق النهضة المنشودة باعتبار انه - كما سلفت الذكر في المقدمة - يعد القطاع التربوي أداة أساسية تساعد على ارتقاء و تقدم الشعوب و هو ما يفسر الاهتمام الكبير الذي توليه له الشعوب ، بحيث تخصص له ميزانيات ضخمة ، و يخضع لمراقبة صارمة لصيانته و جعله بالدرجة الأولى مرتبطا بالمحيط و حاجياته مما يضمن فعاليته و أهميته ، لكن عكس ذلك فانه في المغرب لم يستطع تحقيق تلك الغاية بل يمكن القول انه قاد المتعلمين نحو متاهات فارغة الأهمية .
    فمن أهم المرتكزات التي قامت عليها المدرسة بالمغرب منذ تأسيسها ما يسمى بالمبادئ الأربعة : التعريب و التوحيد ثم التعميم و المغربة ، وهي التي صاغها أعضاء " الحركة الوطنية " كأهداف نهائية مقدسة ، وسيتم تفعيلها و تداولها لحقب كثيرة متتالية على الرغم من ثبوت عدم جدواها و استحالة تحقق بعضها من خلال التجارب ، فمثلا رغم بذل جهود مضنية لإنجاح مبدأي التعريب و التوحيد فان أي منهما لم يتحقق إلى حدود يومنا هذا بغض النظر عن حمولتهما الايديولوجية ، إذ تسائل الكثيرون عن الغاية من مبدا التوحيد سوى استئصال وحدة اللغة الامازيغية التي كانت حاضرة في الفترة الاستعمارية الفرنسية و لو بشكل محتشم و مغرض ، ويتجسد ذلك في " كوليج ازرو " ، ونحن نعلم انه في مقابل إلغاء تلك الوحدة بقيت جميع الوحدات التي كانت حاضرة بل و أضيفت لها وحدات أخرى جديدة بحيث هناك وحدة الفرنسية و الأسبانية و الإنجليزية و العبرانية و الفارسية ... الخ . أما بالنسبة لمبدا التعريب فحدث و لا حرج ، بحيث رأينا كيف أن الإنسان و المحيط المغربيين هما المستهدفان بشكل يتنافى مع ثقافة حقوق الإنسان بمواثيقها التي تحتويها الجهات الرسمية في بلادنا .
    وعلى هذا الأساس لا يمكن أن ننكر انه كانت آمال الشعب المغربي كلها معلقة على ما ستقوم به تلك الحركة ، لكن و بناءا على استقراء للأوضاع فإنها فشلت في تسوية جميع الأمور العالقة و التي بقيت متأزمة . ومنها على الخصوص قطاع التعليم ، خاصة في علاقته بالهوية الوطنية ، أو بمعنى أخر مدى ارتباطه بالمحيط السوسيو ثقافي و اللغوي و التاريخي المغربي ، فلم يتم تسوية هذا الأمر على الرغم من أن المنظومة منذ إحداثها شهدت كثير من الإصلاحات والتي تعتبر من جهة دليلا واضحا على أن القطاع متأزم ، و أن هناك فشل دريع في ضبطه ، ومن جهة ثانية هناك تعليقات كثيرة مفادها أن تلك الإصلاحات لم تكن منسجمة ولا يستفيد أخرها من سابقها و بالتالي فإنها تسقط دائما في نفس المتاهات.
    وبالنسبة لتلك الإصلاحات فمنذ 1957 ظهر أول إصلاح تربوي وهو الذي الغي فقط بعد سنة من تداوله ، ذلك بمقتضى الإعلان عن إصلاح أخر بديل سنة 1958 ، وفي سنة 1964 تم تنظيم مناظرة دراسية في المعمورة لتدارس الأخطاء الحاصلة في المنظومة التعليمية لكن لسوء الحظ لم تؤخذ المناظرة بعين الاعتبار ، وتم تجاوزها بقدوم المخطط الخماسي 1973 - 1977 ، وظهر بعد تنفيده انه لم يستطع الحد من الأزمة المستفحلة و بعده جاء مخطط 1981 - 1985 الذي أنشئ على أساس توصيات لقاء افران في صيف 1980 ، لكن سرعان ما تم التراجع عنه هو الاخر سنة 1983 قبل انتهائه ، و انطلاقا من ذلك الحين سيظهر توجه اخر يعتمد أسلوب الإجراءات الآنية التي تعتمد سياسة الترقيع بحيث تبدأ بقدوم وزير ما يقترحها و ما أن تنتهي ولايته حتى يتم إلغائها ، بمعنى أنها عبارة عن إجراءات تبدأ من الصفر دون أن تاخد ما سبق بعين الاعتبار .
    عموما فالمنظومة التربوية في المغرب ظلت دائما وفية لتوجهاتها التقليدية المعروفة التي تم فرضها منذ البدايات الأولى ، و هي توجهات تلزم المعنيين باستيراد الخطط الإصلاحية من الخارج كإجراءات جاهزة يتم إسقاطها بشكل عشوائي على الأجيال المغربية التي تنتمي إلى وسط خاص له خصوصيات مخالفة و متميزة عن غيره ، وفي هذا الصدد ذهب كثير من الباحثين إلى أن مجموعة من المشاكل المزرية التي أثقلت كاهل المجتمع المغربي اجتماعية و اقتصادية و ثقافية ترجع بدون شك إلى طبيعة هذه المنظومة التعليمية بحمولتها الإيديولوجية التي تفشل في التأثير الايجابي المنشود في الأوضاع .
    إذا فعلى مستوى الكتابات النقدية الموجهة لقطاع التعليم ، فكثير منها أشارت إلى انه من اجل إنجاح أي إصلاح لا بد له من التوفر على شروط أساسية بالنسبة للاستاذ جغايمي جامع أوردها كما يلي ، بحيث يجب أولا أن تكون هناك رغبة حقيقية في الإصلاح ثم التجرد من الذاتية و الفكر الأحادي الضيق ، و التحلي بالموضوعية ، ومحاولة الوقوف على أسباب الفشل و ضبط مكامن الخلل باعتبار أن هناك من لازال يعتقد أن موقع الازمة يكمن فقط في الجانب التطبيقي و آلياته أي الجانب الهيكلي والياته التنفيذية و يغفلون المصدر الحقيقي الأكثر حساسية، فالأزمة هي شاملة لا يمكن تجزئتها ، و بالإضافة إلى ما سبق هناك من أكد على ضرورة إشراك جميع المعنيين بالأمر داخل المجتمع في تدبير الإصلاحات و التخلي عن جميع الخلفيات و المواقف المتجاوزة و التحلي بنظرة علمية و منطقية حيال الامور من خلال محاولة الانطلاق من واقعنا و خصوصياتنا التي تميزنا و إمكانياتنا الذاتية و حاجياتنا و ذلك يفترض بالطبع التخلي عن السياسة التي عملت على تغييب البيئة المحلية الوطنية و إقصاؤها ، وبالتالي يجب ان ندرك ان المشاريع الإصلاحية الجاهزة المستوردة سواء من الشرق او من الغرب لا يمكن الا ان تكون مصدرا لشلل و فشل القطاع و عليه فلا بد من التحلي بروح وطنية حقيقية و نية و رغبة اكيدة في الإقلاع بالقطاع إلى مكانة يكون فيها قادرا على احترام مشاعر و خصوصيات المغاربة و على خدمة التنمية الشاملة المبنية على أسس حقيقية واقعية ثم على ترقية الإنسان المغربي فكريا و علميا .
    و للتوضيح فحينما يتم الحديث عن أهمية احترام الوسط السوسيو ثقافي و اللغوي و التاريخي الحقيقي للمغرب في الإصلاحات و في التوجهات و المبادئ العامة التي تحكم القطاع ، ذلك لان المدرسة في المغرب ظلت دائما تخلق مسافة بعيدة بين ما تمليه على المتعلمين من قيم و معارف و لغات وبين الواقع الذي يعيش فيه و يعيشه التلميذ المتعلم بصفة عامة ، فيمكن القول ان تلك العناصر غير مجدية اذا ما قارناها مع ما هو اصلي راسخ في الوسط المحلي من لغة و قيم ومعارف وغيرها ، هذا مع العلم ان تلك العناصر الدخيلة غالبا ما يتم تغليفها بخلفيات إيديولوجية تحتقر و تسيء بخصوصيتنا الثقافية و اللغوية الاصلية و التي من المفروض ان يكون لها دور اساسي في بناء المجتمع المغربي.
    وهو ما اكدته علوم التربية و تبنته منظمة اليونسكو (1) فالمنظومة التربوية في المغرب ما دامت خاضعة لخلفياتها التقليدية فانما ستظل تجعل الانسان المغربي في وضع غير طبيعي يقوده في غالب الأحيان نحو الإحساس بالاغتراب و لو في عقر داره حيث لا يجد ما له صلة و لو من بعيد بواقعه و محيطه داخل ثنايا هذه المدرسة المسماة مغربية و هو الامر الذي قد ينتج عنه تدريجيا حسب احد المختصين في سيكولوجية التربية نظرة احتقارية لخصوصياته و لوطنه ، بحيث سيتنكر لاصله و هويته و ثقافته و في النهاية لا يفكر سوى في السعي الى الهجرة التي بالفعل قد اصبحت خلفية اكتسحت عقول المغاربة لا لشيء سوى لان الانسان يشعر بعنف الوضعية السالفة بالإضافة الى الاوضاع المادية ، و من الذين اكدوا هذا الأمر الأستاذ جغايمي جامع في تعليق له على الميثاق حيث اشار الى ان اعضاء اللجنة لا زالوا يحتفظون بحنين الى الخلفيات التي حكمت المغرب منذ " الاستقلال " و التي كانت السبب الرئيسي في هذا المسلسل من الإخفاقات و لذلك فلا ننتظر من هذا الاصلاح سوى الفشل اذ ان الميثاق نجده يرسخ مبدأي التعريب و التغريب بالرغم من ثبوت سلبياتهما و في المقابل يقللون من شان مبدا المغربة الذي من شانه ان يربط قطاع التربية و التعليم بوسطه السوسيو ثقافي و الاقتصادي و باعتبار ان هذا المبدا عامل اساسي لترسيخ تيمتي الوطنية و المواطنة ، و بالتالي فاللجنة لم تخرج عن السياق التقليدي الذي أحدثته " الحركة الوطنية " و هو السياق الذي همش و اقصى كل ما هو مغربي مثل الغاء تدرس الامازيغية الذي كان واردا في الفترة الاستعمارية الفرنسية و هو سلوك مبني على ايديولوجية تشرئب من الفكر القومي الاصولي ، فابعاد اللغة و الثقافة الامازيغيتين في المنظومة التعليمية و تناسيهما في الاصلاحات انما يعد استهتارا واضحا و قمعا لحق عادل و مشروع ، و هو يعد إجحاف في حق الانسان المغربي الامازيغي الذي لا تمنح له أي إمكانية للانخراط السوي و الطبيعي في قطاع التربية و التعليم ، لكن العكس هو الحاصل والا فبماذا نفسر مظاهر الفشل و الطرد و الانقطاع المبكر عن الدراسة و هي ظواهر تسود بدرجة اكبر في أوساط المغاربة الناطقين بالامازيغية £ فهل الإصلاح الجديد عمل على تجاوز هذه النواقص £ هل حاول ايقاف مسلسل تخريب الذاكرة الحضارية الوطنية و تشويهها ، وبالتالي تحقيق المصالحة مع الذات (ام ان الاصلاح سيبقى وفيا لنفس التوجهات التي انتجت الازمات )




    التوقيع
    شاروخان الماروكان
    شاروخان الماروكان
    عضو مميز
    عضو مميز


    ذكر
    470
    العمر : 43
    لإقــامه : اجدير
    المهنة : مسير نادي انترنيت
    نقاط : 0
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 20/10/2007

    الفصل الاول موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير Empty رد: الفصل الاول موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير

    مُساهمة من طرف شاروخان الماروكان الخميس يناير 24, 2008 7:13 pm

    إذن فبعد تشكل اللجنة الخاصة بالميثاق باشرت عملها في بداية ابريل 1999 ، و قد تضمنت ثلاثة و ثلاثين شخصية يمثلون تيارات وتوجهات مختلفة معروفة في المغرب ، وما دامت هذه المقاربة التي نقوم بها تتعلق بالميثاق في تناوله للقضية الامازيغية ، فانه يجدر بنا قبل كل شيء ان نذكر ان اللجنة لم تكن تضم طرفا يمثل الفعاليات و الجمعيات الامازيغية رغم رغبتها الملحة في ذلك ، ليس فقط من منطلق انها كانت ترفع مطلب تدريس الامازيغية و انما لانها قامت بدور فعال جبار في هذا الصدد من خلال الدراسات التنظيرية التي انجزت بناءا على مناهج و نظريات علوم التربية من جهة ، و لانها قامت بتنظيم تجارب ميدانية خاصة بتدريس الامازيغية للمواطنين سواءا المغاربة او الاجانب ، و في مختلف الاعمار و ذلك في اطار العمل الجمعوي . والى جانب ذلك نذكر بالأعمال التي أنجزها الكثير من الباحثين و الدارسين الامازيغيين في مجالات اللسانيات و الدراسات النقدية ، و الاقتراحات الموجهة اساسا للإصلاحات التعليمية ، لكن رغم هذا الاستحقاق
    (1) - تقرير صادر عن منظمة اليونسكو حول " اللغة الام و اكتساب المعرفة " ، نيويورك 1963 ،.
    بقوا جميعا و لسوء الحظ خارج اللجنة ، ويمكن هنا ان اسمح لنفسي باصدار ملاحظة سابقة في افق تاكيدها خلال ما سيأتي مفادها ان اعضاء اللجنة لم يتوانوا عن تصريف خلفياتهم و التي اساءت
    بصراحة للغة و الثقافة الامازيغيين من داخل نص الميثاق ، فالطريقة التي تم بها تناولهما كانت غير ملائمة و هو ما يؤكد ان ليس هناك قناعة اكيدة لادماج هذه اللغة و الثقافة المتاصلين في المحيط المغربي ، و بالتالي ليس من حقنا ابعادهما و لا الاساءة لهما .
    كما هو معلوم فنص الميثاق كان منقسما الى فرعين اساسيين ، الاول يتضمن المبادئ الاساسية التي تشمل المرتكزات التابثة لنظام التكوين ، و الغايات الكبرى المتوخاة منه ، اما القسم الثاني فيحتوي على مجالات التجديد التي تتضمن 178 مادة موزعة على تسعة عشر دعامة للتغيير . وخلال المجال الثالث المتعلق بالرفع من جودة التعليم ذكرت الامازيغية وخصصت لها المادتين 115 و 116 ، وفي ما يلي سنقف عندهما بالتحليل و التفصيل العميقين . فالمادة 115 وردت كما يلي " يمكن للسلطات التربوية اختيار استعمال الامازيغية او اية لهجة محلية للاستئناس و تسهيل الشروع في تعلم اللغة الرسمية في التعليم . و في السلك الاول من التعليم الابتدائي ، و ستضع سلطات التربية و التكوين رهن اشارة الجهات بالتدريج و حسب الامكان الدعم اللازم من المربيين و المدرسين و الوسائل الديداكتيكية " ، فهو اذن كلام ينطوي على امور كثيرة ومثيرة ، فبعد قراءة متأنية فاحصة لعبارات و مضامين هذه المادة سنسجل حولها مجموعة من التعليقات قمنا بجمعها ، ففي البداية نرى كيف ان المادة افتتحت بعبارة " يمكن " التي تفيد ان الامازيغية ستكون مادة اختيارية و ليس اجبارية ، و هو ما يعني ايضا انها لن تشمل جميع المغاربة مثل باقي المواد ، و انما ستخص فقط من يقوم باختيارها ، في حين ان المفروض ان تكون مادة إجبارية تشمل جميع المغاربة بدون استثناء ، و لو كانت هناك نية صادقة في ذلك لتم استعمال عبارة " يجب " او ما يقوم مقامها ، اضافة الى ذلك فان تدريس الامازيغية حسب المادة مسالة جهوية و ليست وطنية، مما يؤكد ما سبق أي انها لا تهم كافة ابناء الشعب المغربي بقدر ما تهم فقط فئة منه ، وفي عبارة موالية فالمادة جعلت الامازيغية مساوية للدارجة المغربية حيث قالت " اختيار استعمال الامازيغية او اية لهجة محلية " و هو أمر مجحف بلا شك ، وكذلك فالامازيغية حسب المادة ليست سوى اداة للاستئناس و الترفيه لا غير ، تم جعلها مجرد اداة او وسيلة لتسهيل تعلم اللغة الرسمية أي العربية بمعنى ان الامازيغية مجرد خادمة لها ، و بالتالي فهذه امور كافية لتاكيد الحكم السابق ، و ان الميثاق لم ينوي تسوية وضعية الامازيغية في المنظومة التعليمية بشكل حقيقي ، فقد بدا جليا كيف ان الميثاق قد اورد الامازيغية ليس كغاية و انما كوسيلة لتسهيل عملية التعريب ، و فوق كل ذلك فالطريقة هاته التي وردت بها الامازيغية تنطوي على رغبة في در الرماد في العيون .
    و كاستمرار في التعليق على المادة 115 ، و على مستوى التسمية لاحظنا ان العبارة ذكرت الامازيغية باسم نكرة ، وعموما فهي ظلت تتأرجح طوال نص الميثاق بين تسميتها باللهجة و باللغة ، فهم يتحاشون قدر الامكان استعمال لفظة اللغة ، فهل هناك شك في ان الامر غير ناتج عن نظرة احتقارية £
    شاروخان الماروكان
    شاروخان الماروكان
    عضو مميز
    عضو مميز


    ذكر
    470
    العمر : 43
    لإقــامه : اجدير
    المهنة : مسير نادي انترنيت
    نقاط : 0
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 20/10/2007

    الفصل الاول موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير Empty رد: الفصل الاول موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير

    مُساهمة من طرف شاروخان الماروكان الخميس يناير 24, 2008 7:14 pm

    اذن فهي امور تجعل المادة 115 غارقة في الإبهام ، و اما بخصوص المادة 116 اوردت انه سوف " تحدث في بعض الجامعات بدءا من الدخول الجامعي 2000-2001 مراكز تعنى بالبحث و التطور اللغوي و الثقافي الامازيغي أو تكوين المكونين و اعداد البرامج و المناهج الدراسية المرتبطة بها " فعلىالرغم من اننا الان في منتصف السنة الجامعية 05-2004 أي مرور اربع سنوات جامعية و نصف عن التاريخ المذكور في المادة ، و مرور سنة و نصف على دخول الميثاق حيز التطبيق ، و دخول السنة الثانية من تدريس الامازيغية ، الا ان شيئا مما ذكرته المادة لم ينفد ، فالامر ليس سوى أقاويل استهلاكية و بعبارة اخرى مجرد حبر على ورق لم يجد طريقة نحو التنفيذ ، هذا بالرغم من ان الطموحات تتجاوز حدود ذلك باعتبار انه يجدر ان يتم احداث شعبة خاصة باللغة والادب الامازيغيين ، على غرار باقي اللغات و الاداب التي تكتض بها الجامعات المغربية ، فنحن نود ذلك خاصة و ان العديد من الجامعات الاوربية و الامريكية اللاتينية قد سبقت الى ذلك و للتمثيل فقط اذكر : Faculté des Lettres L' université d'Utrech في هولندا .
    و إلى جانب المادتين 115 و 116 من الميثاق لا باس بل من الأجدر ان نشير ايضا الى لمحة بسيطة عن ما ورد في " الكتاب الأبيض " و الطريقة التي تناول بها تدريس الامازيغية ففي حديثه عن المواضع التي ستدرس بالامازيغية حددها في " كلمات معبرة عن مواقف معيشة ، او قصص قصيرة معززة بالرسوم ، و اناشيد وطنية و دينية بالاضافة الى حوارات بين المتعلمين بغية خلق مواقف مختلفة لحفز المتعلم على التعبير بها " فمن تامل في هذا الكلام سيرى انه لا يخرج عن نطاق المادتين السابقتين ، بحيث ذكرت الامازيغية هنا باسم نكرة و لم تذكر كلغة قائمة بذاتها و هو ما يعني محاولة لفرض مبدأ اللهجنة في تدريس الامازيغية ، و حسب العبارة فان الامازيغية لا داعي ان يكون لها كتاب مدرسي ولا دليل المدرس ولا أي شيء من هذا القبيل باستثناء بعض الصور المعبرة باعتبار ان حصة الامازيغية ليست سوى فترة استراحة و ترفيه ، و فيما يتعلق بتوزيع الحصص فقد خصص الكتاب الابيض للامازيغية حيزا زمنيا ضئيلا جدا يتجسد في تسعة وخمسين ساعة كغلاف زمني سنوي خلال السنتين الاولى و الثانية الابتدائيتين بمعدل ساعتين كل اسبوع في السنة الاولى ، و ساعة واحدة في السنة الثانية في حين و على وجه المقارنة نشير الى ان الغلاف الزمني السنوي المخصص للغة العربية يفوق 300 ساعة ، و بالتالي فالغلاف الزمني المخصص للامازيغية يفصح عن حقيقة الميز الذي مورس في حق هذه اللغة . و مما نتدكره ان هذا الكتاب قد انشئ في ظل ما يسمى بحكومة التناوب الأولى والأخيرة التي حملت شعار "انعاش الثقافة الامازيغية " لكن واقع الامر يعكس دون ذلك ، و تبقى تلك الأقوال و غيرها مجرد شعارات رنانة في ظاهرها لكن في الواقع لا أساس لها ، هذا كله يجعلنا ندرك أن الكتاب المذكور لم يخرج عن نطاق ما جاء في الميثاق .
    اذن فالميثاق من خلال المادتين 115 و 116 لم ياخد بعين الاعتبار آراء و مواقف المطالبين بإدماج الامازيغية ، فالحقيقة أن هذه الوثيقة الإصلاحية الجديدة جاءت لترسيخ نفس الواقع القائم منذ البداية ، كما ان المادتين المذكورتين ليستا سوى مواقف سياسية مالوفة لا علاقة لها بالخطاب التربوي العلمي الأكاديمي ، و بالتالي فهما دليل على الاستمرار في نفس التوجه او السياسة التعليمية التي أنجزت الأزمات لكن بصيغة أخرى ملفوفة مغايرة ، و من هذا المنطلق جاء رفض تلك الطريقة المجحفة التي تم بها إدماج الامازيغية في المنظومة التعليمية ، و التي ستحول دون تسوية وضعها ، و عليه فلا يجب ان يكون الميثاق اطارا مرجعيا واساسيا لتدريس الامازيغية .
    ومن زاوية اخرى ، فالقول بان عمل اللجنة كان محكوما بخلفيات و هواجس سياسية واضحة ، باعتبار انهم كانوا يمثلون جهات او اطراف حزبية و سياسية معروفة ، وهو ما يبدو لنا من خلال ملامسة نص الميثاق ، وبناءا على ذلك فنرى ان مسالة ادماج الامازيغية بصفة عامة لا يمكن باي شكل من الاشكال عزلها عن الجانب السياسي او بالاحرى الواقع السياسي القائم في بلادنا ، فنعلم ان هذا الامر ، أي ادماج الامازيغية في قطاع التعليم كان من بين المطالب العادلة و المشروعة التي نادت بها مكونات الحركة الامازيغية في المغرب ، و في المقابل واجه هذا المطلب ردود فعل عنيفة وقاسية حيث وصلت الى درجة الرفض المطلق و التحفظ من الأمر و بمبررات واهية من قبيل انه يهدد وحدة المدرسة في المغرب . و هنا نود أن نعيد طرح سؤال استنكاري سبق ان طرحه احد الباحثين المنادين بضرورة تدريس الامازيغية بشكل حقيقي مفاد السؤال انه كيف أن لا الفرنسية و لا الإنجليزية و لا الأسبانية و لا حتى العبرانية و الفارسية كانت مصدر تهديد لوحدة المدرسة ، ولكن فقط الامازيغية اللغة الأصلية ، اللغة الأم المتداولة و الراسخة في أعماق الوجدان المجتمعي المغربي هي التي تشكل مصدر تهديد لوحدة هذه المدرسة £ فهي أقوال تعبر عن مواقف سياسية لا ديموقراطية وراءها مصالح نخبوية ذاتية ضيقة معروفة ، ونذكر على سبيل المثال ما صرح به المريني عبد الحق حيث قال انه " لا يمكن ان نجعل من هذه اللهجات لغة التدريس و العلوم و الإدارة كما يطالب البعض مع العلم ان هذه اللهجات لا يمكن أن تعوض اللغة الرسمية للدولة " ( 2 ) ، فهذا نموذج واحد لترسانة من الآراء أو الأقاويل العنصرية التي تكن عداءا بالغا و عنيفا للغة الامازيغية و جميع تجلياتها الثقافية و التاريخية و الحضارية ، وهنا لن نحتاج إلى التعليق عن مثل هذه الأقاويل باعتبار أنها واضحة للعيان .
    وأمام تلك المواقف الرافضة لتدريس الامازيغية ذهبت كثير من الآراء إلى ان الحل المناسب لتجاوز ذلك هو توفير الحماية القانونية للغة الامازيغية وفق قرار رسمي يجعلها لغة رسمية ، و هو ما سيحصنها من كافة أشكال الإساءة ، كما ان ذلك سيكون فعلا بمثابة الخطوة الأولى نحو إدماج الامازيغية سواء في المنظومة التعليمية و في جميع القطاعات الأخرى .
    إذن فعلى عكس ما جاء في الميثاق ، فان تدريس الامازيغية يحتاج إلى تبني استراتيجية إصلاحية حقيقية تستعد للتخلي عن مختلف مظاهر تسييس قطاع التربية و التكوين ، و التحلي برؤية علمية ووطنية في مقاربة الشأن التربوي و هو ما سيقودنا نحو تخطي الوضع السابق المتأزم و المتداول طوال الأجيال الماضية ، بمعنى أن العملية التعليمية ستسير وفق خطوات منطقية عقلانية تراعي مناهج و توجهات علوم التربية و تحترم بشكل كبير خصوصيات وسطنا السوسيو ثقافي و اللغوي و هو ما سيضمن إحداث سياسة تعليمية حقيقية واقعية جديدة ستضمن السير العادي الطبيعي للقطاع .
    ومن الامور التي يجب اخدها بعين الاعتبار ان ادماج الامازيغية لا يمكن تصوره بشكل ضيق في شقه اللغوي ، و انما يجب تصوره بشكل شامل ، فمن جهة فانه الى جانب ادخالها الى الفصول يجب ان تكون حاضرة ايضا في جميع مرافق الفضاء المدرسي ، بحيث من المفروض ان يسمح بالتواصل بها سواء داخل الادارة او في الساحة بين المدرسين و المتمدرسين ، و مع اولياء و اباء التلاميذ ، وتفعيل دورها خلال الانشطة الثقافية المدرسية في اشكال التعبير كالمسرح و الشعر و الاناشيد و المسابقات الثقافية ... و استثمار حروفها " تيفيناغ " و امثالها و احكامها في الجداريات و في كتابة اسماء المرافق ( ادارة ، قاعة ...) ، كما ان ادماجها من جهة ثانية ، يجب ان لا يكتفى بادراج اللغة و انما ان يشمل ايضا الجوانب الاخرى الثقافية و التاريخية و غيرهما ، و بالتالي فالامر يفترض الغاء الكثير من الاشياء على مستوى البراج الدراسية باعتبارها تسيء للامازيغية ، فكيف يعقل مثلا ان المنظومة التربوية لازالت تقدم للمتعلمين اسطورة " الظهير البربري " كحقيقة رغم ثبوته كاكبر اكذوبة في تاريخ المغرب المعاصر (3) ، و عموما فالمنظومة التربوية لازالت تتعامل بطريقة مجحفة مع التاريخ المغربي الامازيغي العريق الضارب في اعماق التاريخ ، باعتبار ان اغلب اشواط التاريخ المغربي بما في ذلك التاريخ المعاصر قد تم تشويهه و صار نافذة لتمرير مغالطات عبر المنظومة التعليمية و غيرها من القطاعات العامة ، و في هذا الصدد نشير الى الطريقة التي تم بها الحط من قيمة الرموز المغربية خاصة الامازيغية كابطال جيش التحرير و المقاومة المسلحة امثال مولاي موحند ، امغار سعيد ، عبد الله ازكور ، عباس المساعدي و القائمة طويلة ، فما نصيب هؤلاء داخل الكراسات المدرسية £
    (2) - المريني عبد الحق في حوا ر له مع جريدة " الشرق الاوسط " عدد يوم 29 نونبر 2001 .
    (3) - منيب محمد " الظهير البربري اكبر اكذوبة سياسية للمغرب المعاصر " ، الطبعة الاولى 2002 ، دار ابي رقراق للطباعة و النشر .
    في الوقت الذي نجدها تروج و تمجد اشخاصا لم يثبت ان قاموا بحمل السلاح في وجه المستعمر ، ليس هذا ما نود ذكره بقدر ما نريد ان نؤكد على ان تدرس التاريخ الامازيغي القديم المليء بالعبر و الدروس العظيمة التي صنعها أبطال أمثال : Yugerten و tihya و Aksilو كذلك تمجيد ابطال المقاومة الوطنية الحقيقيين ، من شانه ان يفيد الاجيال المغربية و ينمي لديهم روح المواطنة و التشبت و الافتخار و الاعتزاز بوطنهم ، و ابداء الاستعداد و القدرة على حمايته و صيانته و خدمته
    بالغالي و النفيس و الارتقاء به الى الافضل عكس ما هو حاصل الان و من قبل في ظل مقررات تحرف و تحتقر ما هو وطني و تمجد ما هو اجنبي دخيل وغريب عن محيطنا ، الامر الذي يعمق ظاهرة الاستلاب و التبعية ، مما يجعلها غير مجدية و مرفوضة ، وللتوضيح ، فان الحديث عن ما هو اجنبي سواء تعلق الامر باللغات او الثقافات فانه لا يعني اطلاقا انها دعوة الى نبذ و التصدي لتلك العناصر بقدر ما هو تذكير و توضيح بان التعامل مع تلك اللغات و الثقافات الأجنبية قد تجاوز حدود الانفتاح و هو سلوك سينعكس سلبا على حساب لغتنا و ثقافتنا الأصليين خاصة في ظل اقصاءهما و تهميشهما داخل القطاعات العامة ، و بالتالي و بتعبير احد المهتمين فقد أصبحت تلك العناصر بمثابة أدوات للهيمنة تحت غطاءات مختلفة .
    شاروخان الماروكان
    شاروخان الماروكان
    عضو مميز
    عضو مميز


    ذكر
    470
    العمر : 43
    لإقــامه : اجدير
    المهنة : مسير نادي انترنيت
    نقاط : 0
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 20/10/2007

    الفصل الاول موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير Empty رد: الفصل الاول موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير

    مُساهمة من طرف شاروخان الماروكان الخميس يناير 24, 2008 7:14 pm

    وعلى مستوى اعم و تماشيا مع المنهجية التي نسلكها ، فانه في الوقت الذي يتم فيه الحديث عن الميثاق بكلام بالغ في التفاؤل ، وترفع شعارات رنانة كجودة التعليم والجهوية و غيرهما ، نجد ان الوقع التعليمي في المغرب لازال يحتضن ظواهر سلبية لا توحي الا بوجود ازمة مستفحلة ، وعلى سبيل المثال نذكر ظاهرة الاكتظاظ التي تعرفها كثير من المدارس ، ثم ظاهرة الاقسام المشتركة التي لا تخدم او لا تتماشى مع ما يروج له الميثاق ، بحيث ان هناك مثلا اقسام تضم في ان واحد اكثر من مستويين دراسيين ، يتم جمعها في حصة واحدة و تحت اشراف مدرس واحد مقهور يضطر للتنقل في حصة واحدة بين مقررات مستويات عديدة ، ناهيك عن انه يتولى أكثر من مادة واحدة ، فهو من يدرس الفرنسية و العربية في آن واحد و هو أمر استحسنته الجهات المعنية من خلال التأكيد على مبدأ " الازدواجية " . والى جانب ما سبق فالبنيات التحتية الخاصة بقطاع التعليم خاصة في المناطق المهمشة لازالت ضعيفة جدا ، ومن مظاهر ذلك ان الكثير من الاقسام التي تحتوي الأطفال حتى داخل المناطق الحضرية اصبحت هشة في جدرانها و سقوفها الآيلة للسقوط في اية لحظة ، وهي التي تتحول حسب تعبير احد المدرسين إلى دوشات باردة في الأيام الممطرة ، اذن فعن اية " جودة " نتحدث في ظل هذه الاوضاع وغيرها ، ويمكن ان نظيف هنا الى ما سبق على سبيل التمثيل دائما ان من بين الاشياء التي تتنافى مع جودة التعليم في بلادنا كون حق التعليم لا يشمل جميع افراد الشعب ، حيث ان المدارس لم تعمم بشكل كامل ، فالى يومنا هذا لازال الكثير من المواطنين يعانون من مشاكل التنقل ( الإجباري ) من اجل الاستفادة من حق التمدرس ، ومنهم لسوء الحظ من لا تسعفه اما اوضاعه الماية او الجسدية او حتى المناخية و التضارسية لتحمل ذلك التنقل ، وبالتالي فهناك من لازال محروما من ولوج المدرسة لانها اما بعيدة عن مقر سكناه و اما لارتفاع تكاليف الولوج اليها ، وفوق ذلك فلا يخفى علينا ان هناك من يعتقد انه ليس هناك داعي و لا جدوى من تحمل المشقة من اجل تعليم لن يفيد لاي شيء ، وهو موقف سائد في الكثير من مناطق المغرب ، و بالاضافة الى ما سبق اود ان اشير الى ان الجامعات و المعاهد و المدارس المتخصصة في المغرب لازالت ترتكز في المدن الكبرى مما يجعل المواطنين القريبين منها هم الاكثر استفادة بالمقارنة مع غيرهم من ابناء الهوامش الذين غالبا ما يحرمون من حقهم في التعليم العالي و المتخصص رغم توفرهم على عاملي الاهلية و الاستحقاق الكبيرين ، او على الاقل رغم طموحهم في الالتحاق بها . و عليه فان الجهات المعنية تتحمل مسئولية اقامة التوازن بين جهات البلاد ، و محو مظاهر التمركز التي تنتج التراتبية بين ابناء المجتمع على مستويات عديدة ثقافية ، اجتماعية و اقتصادية ... لدى فان اقامة التوازن فيه مصلحة عليا للشعب المغربي .
    على كل حال ، فهذه فقط امثلة تؤكد ان ازمة التعليم في المغرب هي فعلا شاملة و ليس صحيحا من يعتقد ان الامر يخص جوانب معينة دون غيرها ، فالى جانب الغايات و المبادئ و التوجهات العامة التي تنظم القطاع و التي على خطاها تنشىء المقررات ، هناك ايضا الجانب التنظيمي الهيكلي و البنيات التحتية و غيرها من الامور ، فكلها تحتاج الى محاولة اصلاحية من شانها ان تعيد للمدرسة في المغرب روحها المفقودة.

    الفصل الثاني
    واقع العملية الحالية لادماج الامازيغية
    في التعليم العمومي
    كما هو معلوم ، فقد تم اطلاق اول تجربة لتدريس الامازيغية في المغرب منذ الموسم 2003- 2004 ، وقد تم ذلك في ظل ظروف و ملابسات اثارت استغراب العديد من المتتبعين ، و توج ذلك بسيل من التعاليق او الانتقادات التي وصلت احيانا الى درجة التحفظ من العملية و من الاطراف التي قادتها ، فقد عبرت تلك التعاليق عن الوضع غير المناسب الذي نالته العملية على مستويات مختلفة ، بحيث على مستوى تعيين و تكوين المدرسين برزت اخطاء و تجاوزات حالت دون اقامة تكوين مناسب للمدرسين على الرغم من حاجاتهم الملحة الى ذلك ، ثم على مستوى الوسائل الديداكتيكية الضرورية وقعت تماطلات وتراجعات حالت دون توفير تلك الوسائل في الوقت المناسب رغم تقديم وعود للقيام بذلك ، و هو ما يعبر عن عدم التزام الاطراف المعنية أي الوزارة و المعهد بما تم اقراره في الوثائق الصادرة في هذا الامر ، كل ذلك ما سنحاول استقرائه خلال هذا الفصل ، و من اجل التثبت من صدق المعطيات و من حقيقة ما يقع في الواقع ومن حقيقة ما يقع في الواقع الدراسي سنقوم برصد ميداني لتجربة احدى المدارس المنتمية الى العينة الاولى التي اختيرت لتدريس الامازيغية .
    1- اختيار و تكوين المدرسين :
    - اختيار المدرسين :
    لقد اعلنت الوزارة المعنية عن اختيار حوالي 1090 مدرسا تم انتقائهم من ضمن القائمة التي تدرس في مجموعة من المدارس ، يبلغ عددها حوالي 315 مدرسة ، و قيل انها بمثابة عينة تجريبية في افق توسيع عددها تدريجيا الى ان يتم التعميم داخل عشرية التربية و التكوين ، لكن بعد مرور الدورات التكوينية الاولى سيلاحظ ان عدد المدرسين قد تراجع لاسباب عديدة كالمقاطعة و عدم التحاق الكثير من المدرسين ممن تم تسجيل اسمائهم ضمن القائمة المعنية ، فبعد ذلك سيصبح العدد 806 فقط حسب ما صرح به عميد المعهد الملكي للثقافة الامازيغية (1) . اما بالنسبة لعملية الاختيار فقد تمت عن طريق ادارات المؤسسات المدرسية الابتدائية المعنية بعد ان توصلت ببلاغات من الوزارة تدعوها لذلك ، و بالتالي فلم يكن الاختيار بمحض ارادة المدرسين ، وقد اشترط في ذلك ان يكون اولائك المدرسين يتخاطبون بالامازيغية ، لكن هناك اصداء من مناطق متعددة تؤكد اختراق هذا الشرط حيث تم تعيين مدرسين لا يتخاطبون بالامازيغية و قد اكد لنا ذلك المدرس الذي حاورناه في الشق الاخير من هذا الفصل ، و نحن نعلم ان فاقد الشيء لا يعطيه ، و بالتالي فذلك الامر سينتج عنه احد امرين ، اما ان المدرس سيبقي حصص الامازيغية فارغة و اما انه سيلجا الى تدريس اشياء لا علاقة لها بالامازيغية ، و الى جانب ذلك فلابد ان يمتلك المدرس قناعة راسخة للقيا م بهذه المهمة بحيث لا يخفى علينا ان هناك افراد لم يقتنعوا باهمية هذه العملية و هو الامر الذي نستشفه من كلام احد مدرسي المادة باعتباره الاقرب و الادرى بواقع العملية حيث قال : " لا بد ان نستحضر ان بعض العقليات شكلت بدورها حاجزا امام هذه العملية ، حيث ظهرت ايديولوجيات تصارع ادماج هذه المادة في المنظومة التعليمية ، و هناك من عوض حصة الامازيغية بتدريس مادة اخرى او اناشيد لا علاقة لها بالامازيغية " (2) . فهذا الكلام يقودنا الى التشديد على ضروة ضبط عملية اختيار المدرسين ، بحيث يستحسن في الوقت الراهن ، حيث لازلنا في الخطوة الأولى اختيار مدرسين لديهم دراية سابقة باللغة الامازيغية وقواعدها و إن أمكن بأدبها و تاريخها و ثقافتها ،
    والاهتمام بهم باعتبارهم جوهر انجاح العملية ، و ذلك بالرفع من كفاءاتهم المعرفية و المهنية عن طريق التكوين المستمر لاستكمال الخبرة ، و ذلك في انتظار دمج تعليم هذه اللغة في مراكز تكوين
    (1) - بوكوس احمد خلال استقباله في برنامج " لقاء مفتوح " ،بالقناة الاولى المغربية ، يوم 12 غشت 2004 .
    (2) - رحو وابن اعمر اقزاز( استاذ للغة الامازيغية ) ، في تصريح له ضمن ملف خاص بالموضوع تحت عنوان " في ظل تدريس فروعها الثلاث ، أي مستقبل للغة الامازيغية المنمطة في المدرسة المغربية " ، جريدة " العالم الامازيغي" ، صفحة 4 ، العدد 49 ، سبتمبر 2004 .
    المعلمين و المعلمات ، ثم يتم تزويدهم بالمذكرات التربوية الوزارية ، و الدروس النموذجية و التقارير ، الى جانب باقي الوسائل الديداكتيكية الضرورية من كراسات التلميذ ، ودليل المدرس ، و القواميس و غيرها من الوسائل الديداكتيكية المرافقة كالأشرطة السمعية البصرية ... و يجب تنظيم ملتقيات و ندوات فكرية إقليمية ووطنية لتدارس العملية باستمرار ، و للوقوف على الأخطاء و العراقيل و محاولة ضبطها ، كما أن اختيار المدرسين يجب أن يراعي - كما ذكرنا سابقا - مدى قناعتهم بهذه المسالة لان ذلك ضروري لإنجاح العملية باعتبارها واجب وطني يجب التفاني في انجازه ، و قد اشرنا الى هذا باعتباران هناك مدرسين ابدوا عدم اقتناعهم بالمسالة ، و هو ما علق عليه احد مدرسي اللغة الامازيغية قائلا : " هناك ايضا اساتذة ، لا اعرف ما ان كان ينقصهم التكوين ، ام غير مقتنعين باداء هذا الواجب ، و انا شخصيا اعتبر ان الاقتناع و إرادة تدريس هذه اللغة ، بعيدا عن اية خلفية ايديولوجية هي احدى الشروط الاساسية لإنجاح هذا المشروع ، فلا يمكن القبول بعناصر غير مسئولة في اداء مهامها التربوية . هذا ، و قد صادفنا ، اثناء الدورة التكوينية المقامة ببني ملال مثل هذه العناصر ، اطلب منهم ان يراجعوا انفسهم و يتصالحوا مع دواتهم و يمنحوا المكانة اللائقة باللغة الامازيغية في الحصص التربوية ، الامر لا يعدو ان يكون تطوعا او عملا من هذا القبيل ، بل واجبا ساميا ..." (3) ، اذن فالامر يقتضي العمل على إعادة النظر في الطريقة التي يتم بها اختيار المدرسين بحيث يجب ان يكون الاختيار بمحض إرادة المدرسين شريطة ان يكونوا عارفين بالامازيغية و يمتلكون قناعة باداء هذه المهمة بصدق .
    شاروخان الماروكان
    شاروخان الماروكان
    عضو مميز
    عضو مميز


    ذكر
    470
    العمر : 43
    لإقــامه : اجدير
    المهنة : مسير نادي انترنيت
    نقاط : 0
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 20/10/2007

    الفصل الاول موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير Empty رد: الفصل الاول موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير

    مُساهمة من طرف شاروخان الماروكان الخميس يناير 24, 2008 7:14 pm

    - تكوين المدرسين :
    بالاظافة الى ما سبق ،اي توفر الرغبة و القناعة و اتقان و توفر الوسائل الديداكتيكية الضرورية فان التكوين لا يقل اهمية بل هو اهم من كل شيء باعتبار ان الوحدة جديدة على مستوى المنظومة التربوية في المغرب و لم تكن موجودة في مراكز تكوين المعلمين و المعلمات ، و رغم ذلك فقد تم اقامة دورات تكوينية شابتها مجموعة من الاخطاء باعتراف كثير من المدرسين و المتتبعين ، فاول ملاحظة نسجلها حول هذه الدورات انها قصيرة جدا ، و لم تكن كافية ، ناهيك عن الغاء الدورة التكوينية الثانية في معظم المراكز على مستوى السنة الماضية ( 2003 - 2004 ) ، فلم تكن تلك الساعات القليلة كافية لاستيعاب ما يكفي من المعارف لأداء المهمة ، خاصة و ان اغلب المدرسين الذين تم اختيارهم لم يكونوا على دراية ولو بأبجدية " تيفيناغ " ، ناهيك عن الجوانب الاخرى كالنحو و الصرف و مواضيع الثقافة و التاريخ و الحضارة ، وفي هذا الصدد و لتقريب الوضع اكثر نورد تصريحات ادلى بها بعض مدرسي المادة في هذا الصدد ، فاحدهم اشار الى " ان هذا التكوين ليس له اكثر من الاسم ، اذ اتسم بالارتجالية المفرطة في غياب برنامج واضح المعالم و قابل للتفعيل و قادر على تغطية مواد أشغال الدورة التكوينية ، بالإضافة إلى هيئة التاطير و التي لا تفقه شيئا في موضوع تدريس الامازيغية من قريب ولا من بعيد ، اللهم بعض الأساتذة الجامعيين ذوي التخصص اللسني او التاريخي الذي لولاهم لكانت الدورة عبارة عن مناسبة لتخييم بشكل اخر
    ... " ( 4 ) ، واكد اخر على انه يجب " اخضاع الاساتذة المسندة اليهم مهام تدريس اللغة لتكوين
    اساسي و مستمر ، خاصة و ان شبكات المؤسسات المستفيدة من برنامج تدريس الامازيغية سيوسع انطلاقا من الموسم المقبل ، وعلى هذا الاساس من تفعيل تعليم هذه اللغة في مراكز تكوين المعلمين و المعلمات ... " (5) .
    (3) - عزيزي حميد ، مدرس اللغة الامازيغية ، مدرسة Tizi n isli نيابة بني ملال ، في حوار له مع جريدة " العالم الامازيغي " ، وردت ضمن ملف تحت عنوان : " تدريس اللغة الامازيغية ، كما يراها رجال التعليم " ، " جريدة العالم الامازيغي " ، صفحة 28 ، العدد 39 ، نوفمبر 2003 .
    (4) - طالبي ابراهيم ( مدرس للغة الامازيغية ) ، في تصريح له ضمن ملف خاص تحت عنوان " في ظل تدريس فروعها الثلاث أي مستقبل للغة الامازيغية المنمطة في المدرسة المغربية £ " ، جريدة " العالم الامازيغي " ، صفحة 4 ، العدد 59 ، سبتمبر 2004 .
    (5) - المدرس رحو اوبنعمر اقزاز ، جريدة " العالم الامازيغي " ، مصدر سابق ، ص. 4 .
    وفي نفس السياق دائما نورد ما صرحت به احدى مدرسات الامازيغية حيث قالت : " ... لم يسبق لي ان ادركت ان الامازيغية لغة قائمة بذاتها ، ولما استدعتني ادارة المؤسسة لحضور اشغال الدورة التكوينية لتدريس الامازيغية سررت للحدث و شد اهتمامي بلغة لم تكن الى عهد قريب بالنسبة لي سوى اداة التواصل بين افراد الاسرة ، وبمركز التكوين بمكناس تعرفت ، ولاول مرة على حرف تيفناغ و تعلمت الكتابة به ، كما شكلت هذه الدورة التكوينية قفزة نوعية في حياتي التربوية ، نقائش و مواضيع النحو و الصرف و ثقافة و حضارة ضاربين في القدم ، لم استوعب منها الا القليل لقصر الفترة المحددة و المخصصة لذلك " و تضيف " انه ما تزال تنقصني دورات تكوينية اخرى تعمق لدي معارف بيداغوجية و ديداكتيكية تجاه هذه اللغة ... " (6) .
    خلاصة القول ان تلك الدورات التكوينية ليست سوى مجرد تكوين شكلي اتسم بالتسرع و الاعتباطية لضالة مدته و عدم كفايته و لهذا السبب جاءت احتجاجات العديد من المدرسين و المتتبعين للعملية عموما ، و قد وصل الامر في اكاديمية مكناس مثلا الى درجة مقاطعة الدورة التكوينية الثانية من قبل مجموعة من المدرسين . اضافة الى ذلك هناك مشاكل اخرى لها صلة بالتكوين مثل مسالة التعويض ، بحيث ان المدرسين حضروا للدورات التكوينية اشتكوا من عدم تعويضهم عن خسائر التنقل و الاقامة رغم انهم تلقوا وعودا بذلك لكن دون جدوى ، ناهيك عن الاستقبال غير المناسب الذي حضوا به من حيث التغذية و من حيث الإيواء ، فكلاهما غير ملائمين .
    على اية حال فقد تم تنظيم الدوات التكوينيةعلى مستوى مقرات الاكاديميات او ما يسمى بمراكز التكوين ، بحيث تم احداث خلايا تولت تاطير الدورات التكوينية لفائدة المدرسين المعنيين ، و قد تم الارتكاز في ذلك على مطبوع توجيهي صغير الحجم يحمل عنوان "Stage de Formation en Langue Amazigh Module Langue " ، صدر في تاريخ 30 يونيو 2003 عن مركز التهيئة اللغوية التابع للمعهد ، ويتضمن معارف سوسيو لغوية ، ثم معارف حول الابجدية تيفيناغ ، ثم قواعد الاملاء و الشكل و النحو ، وحسب هذا المطبوع فهذه المعارف ستلقى في دورتين الاولى في تاريخ ما بين 1 و 5 يوليوز 2003 ، وتضم 15 ساعة يخصص منها درسين للابجدية و الاملاء ، ثم درسين في الفونيتيك و الفونولوجيا ، اما الدورة الثانية ستتم ما بين 7 و 11 يوليوز 2003 ، وتضم ايضا 15 ساعة يخصص منها درسين لصرف الافعال ، و درسين لصرف الاسماء ، و درس واحد لبنية الجملة ، ولا اظن ان هناك داعي لعرض ما جاء في المطبوع خاصة و ان ذلك سيكلفنا مشقة القيام بترجمته الى العربية باعتبار انه مكتوب بالفرنسية و هو يثير الدهشة و الاستغراب ، بالاضافة الى ان المطبوع يكتفي بتقديم تلك المواضيع كعناوين او كعوارض دون تفصيلها ، وبغض النظر عن ذلك فان المعارف التي ذكرها تحتاج الى غلاف زمني كافي يفوق بكثير ما تم اقراره في الوثيقة .
    اخيرا نشير الى انه اذا كانت الدورات التكوينية خلال السنة الاولى من التجربة قد شهدت تلك الاخطاء و في الوقت الذي ينتظر فيه تجاوزها في السنة الثانية الا اننا سنرى انها قد استفحلت بحيث انه مثلا الى حدود نوفمبر 2004 على الاقل لم يتم تنظيم الدورات التكوينية و ان كانت اكاديمية اكادير هي التي نظمت دورة تكوينية يتيمة من جهة و من جهة اخرى فانها لم تعقد الا بعد الدخول المدرسي بالضبط ما بين 4 و 6 اكتوبر 2004 ، و لاحظنا انها دامت فقط ثلاثة ايام اقل مما هو عليه في السنة الاولى . و اذا تاملنا في هذا التكوين نجد انه لم يغير شيء في الواقع حيث على
    مستوى مدرسة القصبة بتالوين نيابة تارودانت باعتبارها تنتمي الى العينة الاولى لتدرسي الامازيغية فمن المفروض حسب الخطة التوسعية المعلنة ان تشهد هذه السنة فتح المستوى الثاني الابتدائي . كما
    (6) - طحروش عائشة ، مدرسة للغة الامازيغية بمدرسة اسول اكاديمية مكناس ، في مقال تحت عنوان " الامازيغة ستتضرر من الاكتظاظ و الاقسام المشتركة " جريدة " العالم الامازيغي " ، ص. 28 ، العدد 39 ، نوفمبر 2003 .
    انه من المفروض ان تتوسع المادة في مدارس اخرى ضمن الشبكة الموجودة في المنطقة الا ان أي شيء من ذلك لم يقع ، مما يؤكد ان ليس هناك أي ملامح للتوسع و الاتجاه نحو التعميم بقدر ما هناك تراجع ، و يالتالي فليس هناك أي التزام بالاقاويل التي تم ترويجها عبر الوثائق و عبر الاعلام و التي في ظاهرها تثير التفاؤل في النفوس .
    2 - اتفاقية الشراكة بين الوزارة و المعهد :
    نعلم جميعا ان ادماج الامازيغية قد ظهر صداه في الاوساط الرسمية قبل تاسيس المعهد ، حيث نتذكر ان الميثاق قد تطرق لها لكن بشكل غير ملائم . لكنه حسب تعبير الجهات المعنية قد تم رفض تلك الصياغة بمقتضى تاسيس المعهد ، و تم الاعلان عن صيغة اخرى جديدة لادماج الامازيغية ستتم وفق توجهات حقيقية و مناسبة - حسب تعبيرهم دائما - و توج ذلك بتوقيع اتفاقية شراكة بين الوزارة والمعهد و التي ستخول للطرفين تولي عملية ادماج الامازيغية كل واحد وفق مهامه ، فالتوقيع على الاتفاقية تلزم الطرفان بتحمل اعباء العملية بحيث يعمل كل منهما على اداء مهامه و التزاماته كاملة و بدون تراجعات ، كما ان التوقيع عليها يعني باي شكل من الاشكال تحمل مسئولية العواقب الناجمة عن الاخطاء و التجاوزات غير المسموح بها في لعملية ، أي التي يمكن تفاديها لولا ان هناك نوع من اللامبالاة او أي شيء من هذا القبيل ، فهي امور غير مقبولة و لا يمكن لاحد اللجوء الى الأقاويل التبريرية مثل العبارة التي صارت تردد بكثرة مفادها اننا نعيش الخطوة الاولى التجريبية و بالتالي فلا بد من الاخطاء ، لان ذلك كثيرا ما يستغل للتستر على التجاوزات و التهرب من المسئوليات .
    اذن ففي يوم 26 يونيو 2003 تم توقيع الاتفاقية بمقر الوزارة المعنية بالرباط ، وقد تضمن نص الاتفاقية المواد الستة التي صادق عليها الطرفان بالإضافة إلى ديباجة تحتوي على الإطار القانوني الذي بنيت عليه مشروعية الشراكة ، ويتمثل في " التوجيهات الملكية بدءا من خطاب 30 يوليوز 2001 ، ثم خطاب أجدير القاضي بإنشاء المعهد ، ثم البنذين الرابع و الخامس من المادة الثالثة من الظهير المنظم للمعهد ، ثم القانون القاضي باحداث الاكاديميات الجهوية للتربية و التكوين " (7) . اما بالنسبة للمواد الستة، فالاولى " تنص على تنسيق الجهود بين الطرفين من اجل وضع برامج مشتركة على المدى القريب و البعيد لادماج الامازيغية في المنظومة التعليمية و اعداد الدراسات و الابحاث التربوية و الوسائط الديداكتيكية و كل ما يتعلق بتدريس اللغة و الثقافة الامازيغيين " . اما المادة الثانية فتنص على " عمل الوزارة على توفير الوسائل المادية اللازمة لتنظيم دورات تكوينية لفائدة الاطر التعليمية المعنية ، ووضع دفاتير التحملات و الكتب و الكراسات الخاصة بتدريس اللغة الامازيغية " . وتشير المادة الثالثة الى " عمل المعهد على اعداد المعاجيم العامة و القواميس المتخصصة و مسارد الالفاظ الخاصة باللغة الامازيغية و كذلك اعداد خطط عمل بيداغوجية من اجل ادراج اللغة و الثقافة الامازيغيين ضمن البراميج الخاصة بمقررات الشان المحلي و الحياة الجهوية " . اما المادة الرابعة تنص على " الالتزام المشترك بشروط و اجال تنفيذ احكام الاتفاقية " . و تشير الخامسة الى " انشاء لجنة مشتركة للتنسيق بين الطرفين و تتبع و تقويم مسار الاتفاقية بحيث تتكون اللجنة من ثلاث ممثلين عن كل طرف ، بحيث تسهر على تنسيق البرامج المشتركة و العمل على تقويمها بكيفية مستمرة ، و تجتمع هذه اللجنة بكيفية دورية كل ثلاثة اشهر " ، أما بخصوص
    المادة السادسة " تقر بأنه سيبدأ العمل بالاتفاقية مباشرة من تاريخ التوقيع عليها من قبل الطرفان " . فالواقع انه لما تم الإعلان عن انطلاق عملية تدريس الامازيغية لم يتم بعد توفير أي من الوسائل الديداكتيكية الضرورية ، فالوزارة لم تاخد بعين الاعتبار توصيات وقرارات لقاء 8 يونيو حول
    (7) - نص " اثفاقية الشراكة الموقعة بين وزارة التربية الوطنية و المعهد الملكي للثقافة الامازيغية " ، الرباط 26 يونيو 2003
    شاروخان الماروكان
    شاروخان الماروكان
    عضو مميز
    عضو مميز


    ذكر
    470
    العمر : 43
    لإقــامه : اجدير
    المهنة : مسير نادي انترنيت
    نقاط : 0
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 20/10/2007

    الفصل الاول موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير Empty رد: الفصل الاول موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير

    مُساهمة من طرف شاروخان الماروكان الخميس يناير 24, 2008 7:15 pm

    منهاج اللغة الامازيغية التي طالبت بإرجاء قرار تدريس الامازيغية إلى السنة الموالية باعتبار أن الفترة الممتدة من ذلك التاريخ إلى موعد الدخول المدرسي ، أي حوالي شهرين و نصف غير كافية لإنجاز الكتاب المدرسي ، لكن وكما أكد السيد الوزير ذلك في كلمته الافتتاحية للقاء دعى بإصرار إلى ضرورة انطلاق العملية و بالتالي حتمية إنجاز الكتاب المدرسي ليكون جاهزا في اقرب وقت ممكن . إذن فالأمر واضح فالإعلان عن انطلاق تدريس الامازيغية أو بالاحرى اللهجات الامازيغية و بدون كتاب مدرسي ، ولا اية وسيلة ديداكتيكية ، يعني محاولة تدريس الامازيغية وفق ما جاء في الميثاق ، وهو ما أثار حفيظة الكثير من المتتبعين داخل و خارج الوطن ، توج ذلك بكثير من الانتقادات ، لكن بعد ذلك ببضعة ايام سيتم توقيع الاتفاقية بين المعهد و الوزارة و بموجبها و كما يبدو في المادة الثالثة التزم المعهد بانجاز الكتاب المدرسي و باقي الوسائل التعليمية ، وفي مكان اخر اكد على اخراجها للواقع في اقرب وقت ممكن ، لكن ما وقع ان السنة الدراسية الاولى من تجربة الادماج انطلقت بدون كتاب و لا غيره ، و اذا اضفنا ذلك الى واقع التكوين غير الملائم الذي تلقاه المدرسين ، سنرى ان العملية محكومة بالارتجالية و الفوضوية ، فالواقع انه تم فرض منطق الكتاب الابيض و الميثاق حيث اضطر المدرسين الى الاكتفاء فقط ببعض الانشطة الشفوية او ما شابه ذلك لتدريس الامازيغية ، وهو واقع يقر بوجود نوع من الاستخفاف و اللامبالاة في التعامل مع هذه المادة .
    فغياب الكتاب المدرسي كانت له عواقب وخيمة ، اذ جعل اغلب المدرسين يصابون بالدهشة و الاستغراب الفائقين و احس الكثير منهم بانه قد انفلت منهم مربط الفرس و صاروا يركدون نحو المجهول ، فاحدهم يعبر عن الوضع بقوله ان " العملية لاقت من المعيقات ما جعلها لا تؤدي وظيفتها الموضوعية في تحقيق الاهداف المرسومة لها ، فضعف التاطير التربوي و غياب الوسائل الديداكتيكية و حتى كراسة التلميذ اصبحت في خبر كان ... كل هذا كان كفيلا بجعل عملية تدريس الامازيغية فارغة من مضمونها التعليمي و التربوي و اصبح بذلك مجرد عملية لتلميع صورة المغرب خارجيا و لدر الرماد في العيون ، وبات فعليا حق يراد به باطل ... اذ مع هذا كله تراجعت الوزارة بخصوص وعودها في تنظيم دورة تكوينية ثانية ، وتراجعت كذلك بخصوص توزيع كراسة التلميذ المتعلقة بالامازيغية و تراجعت عن مد المدرسين بكل الوسائل البيداغوجية و الديداكتيكية و اصبحت بذلك التجربة بكل حيثتاتها عبارة عن مسالة تربوية شكلية لا يمكن الاعتماد عليها و لا القياس بها للحديث عن اية عملية لتدريس اللغة الامازيغية " ( 8 ) ، وقد كانت الدهشة اكثر وضوحا و عمقا لدى المدرسين الذين لم يكونوا على دراية و لو بسيطة بالامازيغية في مختلف تجلياتها ، و عكس ذلك فان بعض المدرسين ممن كان لهم المام مسبق لم يتأثروا بالوضع اذ استطاعوا ان يباشروا عملهم منذ بداية السنة معتمدين على جهودهم الشخصية ، اذ قاموا بانجاز جذاذات يومية ، و هنا نشير الى ما قاله احد المدرسين الذي اكد : " انه لم يتردد و ينتظر ما قد يتوصل او لا يتوصل به و اجتهد في تحضير جذاذات يومية ، اذ قسم الساعات الثلاث حسب ايام الاسبوع ووضع كل قدراته التكوينية تربويا و ديداكتيكيا باللغة الامازيغية لمباشرة الدروس و الاهم ان تلاميذهابدوا تجاوبا لامثيل له و انجلت لديهم عقدة اللسان التي كانت العائق الاكبر لعدم استيعاب الطفل لمضامين الدروس في السنوات الماضية بالغات الاجنبية " (9) .
    اذن ففي السنة الاولى من تجربة تدرسي الامازيغية لم يتم اصدار سوى المذكرة رقم 108 تحمل
    عنوان " ادماج اللغة الامازيغية في المسارات الدراسية " صدرت في تاريخ فاتح شتنبر 2003 ، وهي تتضمن بعض المفاهيم الاولية في التلقين و مكتوبة باللغة الفرنسية ، وبعد ذلك و في وقت
    (Cool - المدرس طالبي ابراهيم ، جريدة " العالم الامازيغي " مرجع سابق ، ص. 4 .
    (9) - المدرس عزيزي حميد ، جريدة " العالم الامازيغي " ، مرجع سابق ، ص. 28. .
    متاخر تم التوصل بمطبوع مساعد يحمل عنوان " Awal Inu " أي " كلامي " ، و على الرغم من الالتزام والوعود فلم يتم اصدار الكتاب المدرسي و توزيعه الا قبل نهاية الموسم الدراسي بمدة قصيرة جدا ، واكثر من ذلك شهدت عملية التوزيع أخطاء فادحة ، ناهيك عن انه لم يكن مرافقا بباقي الوسائل التعليمية الضرورية خاصة المعاجم التي كانت بالطبع ضرورية للتمكن من شرح و فهم الكثير من المصطلحات المتداولة لأول مرة ، ونحن في هذا الصدد نتذكر التصريح الذي ادلى به عميد المعهد الملكي للثقافة الامازيغية بوكوس احمد للقناة الاولى حيث اكد ان المعهد قد هيا الكتب و الدليل التربوي و مجموعة من الحوامل البيداغوجية (10) . لكن نتسال إذا ما كانت فعلا تلك الأشياء موجودة جاهزة فلماذا لم يتم توزيعها على المؤسسات او في بعض المكتبات في الوقت المناسب £ أو على الأقل تعرض نسخ منها في وسائل الإعلام للتأكد من ذلك £ ان ما لا يمكن لأحد إنكاره هو ان الأطراف المعنية قد تراجعت في كثير من المناسبات عن التزاماتها ووعودها حيال العملية ، و في مستويات او مواقع عديدة ، بل لازال هناك استمرار في نفس النهج و هو امر ان دل على شيء فانما يدل على ان ليس هناك أي رغبة حقيقية في تفعيل انجاز المشروع ، ففي الوقت الذي انتظرنا فيه ان يتم في السنة الثانية من التجربة تجاوز تلك الاخطاء والتجاوزات التي عرفتها السنة الاولى ، الا اننا سنسطدم بنفس الواقع و سنكتشف ان السيناريو نفسه هو الذي سيعاد عرضه على مسامعنا و انظارنا ، فمثلا قد انطلقت السنة الدراسية 05 - 2004 ، أي السنة الثانية من التجربة لكن دون تنظيم الدورات التكوينية ، كما لم يتم إصدار الكتاب المدرسي الخاص يالسنة الثانية الابتدائية ، ولا دليل المدرس و لا اية وثيقة توجيهية مساعدة مما يعني ان ليس هناك ما يعبر عن التحسن او شيء من هذا القبيل .
    3- عملية الادماج من خلال الوثائق و المذكرات الوزارية :
    بالطبع فهي بمثابة الاليات التي عبرها يتم تصريف مختلف القرارت و الاجراءات ، فهي تتضمن الاختيارات و الاستراتيجيات التوجهية العملية التي ستؤطر العملية، اي ادماج الامازيغية ، اذن فهي التي تحمل اجراءات تلتزم الاطراف المعنية بالعمل على تطبيقها و احترامها و توفير الظروف المناسبة لتنفيذها لضمان السير العادي للعملية في جميع المستويات ، ففي ما يخص الوثائق و المذكرات فالاشكال الذي نستشفه من خلالها هو اننا حين ننظر الى التجربة من خلالها و حتى من خلال ما يروج من تصريحات على مستوى الاعلام الرسمي فانها توحي الينا او بالاحرى توهمنا بان العملية تسير نحو الافضل ، وهو ما يثير الشعور بالتفائل و الرضى الزائف لدى الكثيرين، ففي هذا الصدد نتذكر ما عبر عنه وزير التربية الوطنية الحبيب المالكي في احدى المنابر حيث قال ان " التجربة المغربية في تدريس الامازيغية تعتبر تجربة متميزة " (11) فالحقيقة انه حين ننظر الى العملية العملية من خلال ما يقع في الوسط الدراسي اي واقع العملية باعتباره هو الذي يعكس حقيقة الامر فاننا سنكتشف مع الاسف ان التجربة المغربية لا يوجد فيها ما يدعو للتفاؤل ، فهي تعيش في وضع متازم تشوبه العديد من النواقص التي لا تخدم العملية بقدر ما ستصيبها بالشلل و بالتالي الفشل . ان ما نريد قوله هنا هو ان هناك مفارقة شاسعة بين ما جاءت به الوثائق الرسمية و بين ما
    يقع في الميدان ، ولتأكيد ذلك سنقوم بعرض بعض تلك الوثائق و ربطها بواقع العملية ، وسنكتفي بدراسة وثيقتين فقط ، باعتبار انه لا نستطيع عرض أكثر من ذلك لان حيز هذا البحث لا يستوعب أكثر من ذلك .
    (10) - بوكوس احمد ، برنامج " لقاء مفتوح " ، القناة التلفزية المغربية الاولى ، يوم 12 غشت 2004 .
    (11) - وزير التربية الوطنية الحبيب المالكي في حوار له مع جريدة " الصباح " ، عدد يوم 28 ابريل 2004
    شاروخان الماروكان
    شاروخان الماروكان
    عضو مميز
    عضو مميز


    ذكر
    470
    العمر : 43
    لإقــامه : اجدير
    المهنة : مسير نادي انترنيت
    نقاط : 0
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 20/10/2007

    الفصل الاول موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير Empty رد: الفصل الاول موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير

    مُساهمة من طرف شاروخان الماروكان الخميس يناير 24, 2008 7:15 pm

    - الوثيقة الأولى :
    هي وثيقة وزارية صادرة في مايو 2003 تحت عنوان " إدماج تدريس اللغة الامازيغية في المسارات الدراسية - الموسم الدراسي 04- 2003 " ، و مما جاءت به أمرين : الأول ، يتعلق بلجنة الارتقاء بتدريس الامازيغية . و الثاني ، يتعلق بأرضية العمل المشترك بين الوزارة و المعهد ، و عموما فالوثيقة جاءت بمجموعة من التدابير و الإجراءات التي هي بمثابة التزامات يفترض إنجازها على ارض الواقع ، بداية فاللجنة المذكورة ستعمل على معالجة العديد من القضايا مثل " دراسة مقترحات اللجنة المختصة المكلفة بإعداد مشاريع مناهج اللغة الامازيغية و برامج تكوين الأطر في هذه اللغة ، و مشاريع مخططات إرساء و إدماج الامازيغية في المسارات الدراسية بمختلف المؤسسات التعليمية و مسارات التكوين بمؤسسات تكون الأطر التربوية " ثم تعمل على " رصد الامكانات المادية و المالية و البشرية اللازمة لتنفيذ المخططات السنوية لتدريس و تعلم الامازيغية " ،ثم " دراسة التقرير السنوي الشامل لمختلف القضايا المرتبطة بتدريس الامازيغية و تعلمها، انطلاقا من تقييم الإنجازات و تحديد الاختيارات و التوجهات المؤطرة للمخططات السنوية الموالية " . كما ورد فيها ان اللجنة " يمكن ان يكون ( لها ) فروع في الجهات و الأقاليم يعهد إليها أمر تتبع إرساء مناهج اللغة الامازيغية و تدريس هذه اللغة ، ورفع تقارير مفصلة في الموضوع بكيفية منتظمة الى لجنة الارتقاء بتدريس الامازيغية " و في الجزء الثاني من الوثيقة حيث وردت " ارضية العمل المشترك بين الوزارة والمعهد " ، و هي عبارة عن مجموعة من النتائج على شكل اجراءات او مهام توصلت اليها اللجنة المشتركة بعد ان قامت بتدارس مجموعة من القضايا التربوية المرتبطة بتدريس الامازيغية و تكوين الهيئات المتدخلة فيه ، ولمتطلباتها في افق الشروع في تطبيق المنهاج التربوي للغة الامازيغية في عينة من المدارس الابتدائية مند السنة الدراسية 03 - 2004 ، و سيتم توسيع تدريسها الى ان يتم تعميمها . و الواقع ان هذه السنة الثانية قد اشرفت على النهاية و لم تشهد أي محاولة جادة لتوسيع عدد المدارس ، و لم يتم حتى نقلها الى السنة الثانية الابتدائية داخل المدارس التي بدات بها التجربة في السنة الاولى . و هو ما يتنافى مع ما جاءت به الوثيقة ، و عودة الى السنة الاولى من التجربة فقد جاءت الوثيقة بعدة اجراءات عملية ، فعلى مستوى "المناهج التربوية " ، ورد انه " بعد اطلاع اللجنة المشتركة على وثيقة الاختيارات و التوجهات التربوية العامة المؤطرة لتدريس الامازيغية و تعلمها ، و على منهاج السنوات الاربع المشار اليها سلفا ، استقر راي اللجنة على : دعوة الوزارة الى تفعيل اللجنة التي اعدت المنهاج و اغنائها باعضاء اخرين ، يقترحهم المعهد الملكي للثقافة الامازيغية بهدف توسيع المنهاج ليشمل المستويات الاخرى للتعليم الابتدائي و التعليم الثانوي ... و تبدا اللجنة اشغالها فورا و تقدم مشروعها للمنهاج الشامل للغة الامازيغية قبل نهاية شهر يوليو 2003 . " لكن الحقيقة ان برنامج المنهاج الذي تم اصداره و توزيعه على المدرسين اكتشفنا من خلال المقارنة بينه و بين الصيغة القديمة ان ليس بينهما أي لمحة للتغيير ، و الفرق السطحي البسيط الوحيد الذي وقع ثم على مستوى الاختيارات و التوجهات العامة المؤطرة لاعداد منهاج اللغة الامازيغية حيث تم حذف او الغاء النقطة الرابعة التي كانت تدعو الى " اعتماد الحرف اللاتيني ( الكوني ) لتدريس وكتابة اللغة الامازيغية تماشيا مع ما يجري به البلدان الشقيقة و على الصعيد العالمي " . حسب تعبير الصيغة الاولى لوثيقة منهاج اللغة الامازيغية .
    اما على المستوى الثاني المتعلق بتكوين اطر الهيئات المتدخلة في تدريس الامازيغية اشارت الوثيقة انه الى جانب تكوين المدرسين الناطقين بالامايغية فانه ستشمل العملية ايضا كل من المفتشين و مديري المؤسسات التعليمية المعنية و من اجل ذلك اعلنت اللجنة حسب الوثيقة دائما انه سيتم " تنظيم التكوين في دورتين تستغرق كل منهما اسبوعين ( و بالتحديد ) الاسبوع الاخير من يونيو و الاول من يوليوز2003 بالنسبة للدورة التكوينية الاولى ، و الاسبوعين الاولين من شهر شتنبر 2003 بالنسبة للدورة الثانية أي ما مجموعه حوالي 120 ساعة من التكوين " . وفي الواقع فان اغلب المراكز لم تقم باتمام تنظيم الدورة التكوينية الثانية ، كما ان عدد ايام الدورة لم تعد اسبوعين بل صارت فقط خمسة ايام لا غير ، كما ان التكوين قد يشمل العديد من المدرسين غير الناطقين بالامازيغية عكس ما اقرته الوثيقة ، وبالنسبة لمديري المؤسسات المعنية فقد اكدت الوثيقة انهم " سيستفيدون من تكوين في التدبير البيداغوجي وفي الجوانب السوسيو تربوية المرتبطة بالشروع في تدريس و تعلم الامازيغية " و بالتحديد تقرر ان يتم ذلك التكوين " خلال الاسبوع الثاني من شهر شتنبر 2003 " أي انه سيوازي الدورة التكوينية الثانية الخاصة بالمدرسين ، اما بصدد مسالة التفتيش الخاصة بالمادة فرغم انه كثر الحديث عن تكوين ما يقارب 75 مفتشا مختصين في الامازيغية مكلفين بمتابعة العملية ، الا ان السنة الماضية قد مرت دون ان تستفيد الامازيغية من ذلك أي من المراقبة الوزارية حسب تعبير احد مدرسي الامازيغية من نيابة بني ملال و اكد لي ذلك ايضا المدرس الذي تولى المهمة داخل مدرسة القصبة بتالوين ، فكل تلك الاشياء صارت في خبر كان و لم تعرف/تاخد طريقها نحو التنفيذ ، و في النقطة الثالثة من نفس المستوى ( تكوين الاطر) أشارت الوثيقة الى انه سيتم " بلورة برنامج للتكوين الأساسي في تدريس و تعلم الامازيغية ، من طرف لجنة تشكلها الوزارة مع المعهد مباشرة بعد انتهاء الدورة التكوينية الاولى في بداية يوليوز 2003 ، ويتم تطبيقه في مراكز تكوين اساتذة التعليم الابتدائي ابتداءا من شتنبر 2003 ، ( و اشارت انه سيتم الاعتماد في انشاء البرنامج على ) العدة و المجزوءات الخاصة بالدورتين التكوينية ، و الاختيارات و التوجهات التربوية العامة المؤطرة لتدريس الامازيغية ، والمنهاج الشامل لهذه اللغة " .
    اما على المستوى الثالث المتعلق بمتطلبات تكوين الأطر و تدريس الامازيغية ، ففي النقطة الأولى تشير الوثيقة الى انه سيتم " القيام بدراسة ميدانية في المدارس التي تنتمي الى العينة التي سيشرع في تدريس اللغة الامازيغية بها في شتنبر 2003 من طرف الوزارة ، قبل 15 مايو 2003 ، ولتحديد مستوى تمكن الاساتذة من اللغة الامازيغية بفروعها الثلاثة ، و معرفة حاجاتهم الى التكوين ، و مستوى حافزيتهم لتدريس هذه اللغة ... و ستمكن هذه الدراسة الميدانية من وضع خريطة استشرافية لمدارس العينة المختارة لتدريس اللغة الامازيغية . ومن اختيار المنهجية قبل توسيع الدراسة الى جميع المؤسسات في مجموع التراب الوطني لوضع خريطة استشرافية عامة تعتمد في توسيع تدريس الامازيغية الى ان يتم تعميمها " و بالطبع فان اي احد يطلع على هذه الوثيقة سيتساءل عن نتائج تلك الدراسات ، وتقاريرها المفترض ان توزع على العامة ، وعن الخريطة الاستشرافية المذكورة ، و عن مظاهر لتوسع التي شهدتها العملية إلى حدود اليوم £ فالواقع أن كل ذلك مجرد أقاويل لم تعرف طريقها نحو التطبيق .
    وفي النقطة الثانية ذكرت انه سيتم " اعداد كتيب يتضمن الرصيد الغوي للسنة الاولى من التعليم الابتدائي في الامازيغية ، و موجز للنحو و اللغة الواصفة من طرف المعهد قبل 15 يونيو 2003 ، و عرضه على الوزارة لطبعه و تزويد اساتذة و مفتشي مديري مدارس عينة التطبيق بنسخ منه " . لكن في الحقيقة انطلقت السنة الدراسية 03 - 2004 ، و السنة الأولى من التجربة دون التوصل بذلك ، وبما في ذلك ايضا الكتاب المدرسي و دليل المدرس .
    - الوثيقة الثانية :
    يتعلق الأمر بالمذكرة رقم 108 صدرت عن وزارة التربية الوطنية في فاتح شتنبر 2003 ، وهي مستهلة برسالة موقعة من طرف وزير التربية الوطنية الحبيب المالكي ، موجهة إلى مديري مؤسسات التعليم الابتدائي و أساتذة التعليم الابتدائي يخبرهم فيها بالشروع في تدريس الامازيغية في السنة الاولى من التعليم الابتدائي انطلاقا من شتنبر 2003 ، وقد أشارت الرسالة إلى ان الوزارة بمعية المعهد قد قاما بتكوين الفوج الأول من الأساتذة الذين سيتولون تدريس الامازيغية ، ونحن نتذكر ان ذلك قد شابته نواقص و ملابسات كثيرة جعلته لا يفي بالغاية المرجوة منه ، كما ان الرسالة أشارت الى انه سيتم في " البداية " اعتماد المنهاج التربوي الذي تم وضعه و الذي سيعتمد على فروع أي لهجات الامازيغية المتداولة محليا في الأنشطة الشفوية بالقسم .
    كما ان المذكرة تتضمن الى جانب الرسالة ، منهاج اللغة الامازيغية ( ملحق ) و هو من جهة يتضمن تمهيد صغير ، وإشارة بسيطة للغايات و المبادئ ، ثم الاختيارات و التوجهات العامة المؤطرة له ( أي المنهاج ) ، ثم برنامجا و تخطيطا لمحتويات اللغة الامازيغية في السنتين الأولى و الثانية الابتدائيتين ، ففي التمهيد وردت عبارة مفادها انه سيتم العمل على " ادراج المضامين الثقافية الامازيغية في المناهج التربوية للمواد الدراسية الاخرى ووفق نظرة تكاملية تراعي التفاعل بين الامازيغية لغة و ثقافة و تلك المواد " . و هذا الكلام يقودنا مباشرة الى التذكير بان المقررات الدراسية في المغرب لازالت الى يومنا هذا تحتوي ترسانة من المعارف و المعطيات التي تسيء بعنف لهويتنا و لأنسيتنا الوطنيين ، فان استمرت تلك الاشياء كما هي فانه يتناقض مع هذه العبارة و مع الغايات بصفة عامة الواردة في الوثيقة و لن تسمح بتحقيقها ، مثل " تكوين مواطنين متوازنين قادرين على رفع التحديات المستقبلية " ( المادة 2 ) . و " تقوية الوعي بالذات المغربية و مقومات الشخصية الوطنية قصد تنمية ملكات الابداع انطلاقا من الذات و الخروج من التبعية الفكرية و ترسيخ روح المواطنة المغربية " ( المادة 3) .و " تمكين المتعلمين من الالمام بالبعد الامازيغي للثقافة و الحضارة المغربيين ، مع التفتح على الثقافات و الحضارات الاخرى " ( المادة 5) ... فهذه الاشياء على الرغم من اهميتها و حاجتنا اليها فان ما يروج داخل البرامج التعليمية يحول دونها . وعلى مستوى الشق الخاص بالاختيارات و التوجهات العامة المؤطرة لمنهاج اللغة الامازيغية فعكس الصياغة القديمة فقد تم التراجع عن ذكر الحرف الذي ستدرس به الامازيغية باعتبار ان المعهد قد حسم في الامر داخل دوالبه حيث قرر اعتماد الأبجدية الامازيغية بدل الحرف الكوني .
    وفي ما يتعلق ببرنامج و تخطيط محتويات اللغة الامازيغية ،بداية فهما مكتوبان باللغة الفرنسية و هو ما شكل حاجزا في التعامل مع الوثيقة من قبل المدرسين خاصة و اننا نعلم انها الوثيقة الوحيدة التي حصلوا عليها في البداية الاولى ، وهذا الامر اكده لي المدرس الذي حاورته في الشق الاخير من هذا الفصل الميداني ، وعلى كل حال ، فالبرنامج يتضمن ما اسموه بالكفاءات و عددها ستة : الكفاءة التواصلية ، الاستراتيجية ، المنهجية ، الثقافية ، التكنولوجية و اللغوية ، قدمت باختزال شديد على شكل جداول وتتضمن مفاهيم أولية في التلقين ، اما الشق الاخير من الوثيقة والمتعلق بتخطيط المحتوى فهو قبل كل شيء يشير الى الغلاف الزمني للمادة الذي يبلغ 3 ساعات موزعة على خمس حصص اسبوعيا كل حصة تدوم 35 دقيقة فقط ، و حسب الغلاف السنوي فان هذه الحصص وزعت على 34 اسبوعا في كل سنة على حدة،أي الاولى و الثانية .
    x
    شاروخان الماروكان
    شاروخان الماروكان
    عضو مميز
    عضو مميز


    ذكر
    470
    العمر : 43
    لإقــامه : اجدير
    المهنة : مسير نادي انترنيت
    نقاط : 0
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 20/10/2007

    الفصل الاول موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير Empty رد: الفصل الاول موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير

    مُساهمة من طرف شاروخان الماروكان الخميس يناير 24, 2008 7:16 pm

    - الوثيقة الأولى :
    هي وثيقة وزارية صادرة في مايو 2003 تحت عنوان " إدماج تدريس اللغة الامازيغية في المسارات الدراسية - الموسم الدراسي 04- 2003 " ، و مما جاءت به أمرين : الأول ، يتعلق بلجنة الارتقاء بتدريس الامازيغية . و الثاني ، يتعلق بأرضية العمل المشترك بين الوزارة و المعهد ، و عموما فالوثيقة جاءت بمجموعة من التدابير و الإجراءات التي هي بمثابة التزامات يفترض إنجازها على ارض الواقع ، بداية فاللجنة المذكورة ستعمل على معالجة العديد من القضايا مثل " دراسة مقترحات اللجنة المختصة المكلفة بإعداد مشاريع مناهج اللغة الامازيغية و برامج تكوين الأطر في هذه اللغة ، و مشاريع مخططات إرساء و إدماج الامازيغية في المسارات الدراسية بمختلف المؤسسات التعليمية و مسارات التكوين بمؤسسات تكون الأطر التربوية " ثم تعمل على " رصد الامكانات المادية و المالية و البشرية اللازمة لتنفيذ المخططات السنوية لتدريس و تعلم الامازيغية " ،ثم " دراسة التقرير السنوي الشامل لمختلف القضايا المرتبطة بتدريس الامازيغية و تعلمها، انطلاقا من تقييم الإنجازات و تحديد الاختيارات و التوجهات المؤطرة للمخططات السنوية الموالية " . كما ورد فيها ان اللجنة " يمكن ان يكون ( لها ) فروع في الجهات و الأقاليم يعهد إليها أمر تتبع إرساء مناهج اللغة الامازيغية و تدريس هذه اللغة ، ورفع تقارير مفصلة في الموضوع بكيفية منتظمة الى لجنة الارتقاء بتدريس الامازيغية " و في الجزء الثاني من الوثيقة حيث وردت " ارضية العمل المشترك بين الوزارة والمعهد " ، و هي عبارة عن مجموعة من النتائج على شكل اجراءات او مهام توصلت اليها اللجنة المشتركة بعد ان قامت بتدارس مجموعة من القضايا التربوية المرتبطة بتدريس الامازيغية و تكوين الهيئات المتدخلة فيه ، ولمتطلباتها في افق الشروع في تطبيق المنهاج التربوي للغة الامازيغية في عينة من المدارس الابتدائية مند السنة الدراسية 03 - 2004 ، و سيتم توسيع تدريسها الى ان يتم تعميمها . و الواقع ان هذه السنة الثانية قد اشرفت على النهاية و لم تشهد أي محاولة جادة لتوسيع عدد المدارس ، و لم يتم حتى نقلها الى السنة الثانية الابتدائية داخل المدارس التي بدات بها التجربة في السنة الاولى . و هو ما يتنافى مع ما جاءت به الوثيقة ، و عودة الى السنة الاولى من التجربة فقد جاءت الوثيقة بعدة اجراءات عملية ، فعلى مستوى "المناهج التربوية " ، ورد انه " بعد اطلاع اللجنة المشتركة على وثيقة الاختيارات و التوجهات التربوية العامة المؤطرة لتدريس الامازيغية و تعلمها ، و على منهاج السنوات الاربع المشار اليها سلفا ، استقر راي اللجنة على : دعوة الوزارة الى تفعيل اللجنة التي اعدت المنهاج و اغنائها باعضاء اخرين ، يقترحهم المعهد الملكي للثقافة الامازيغية بهدف توسيع المنهاج ليشمل المستويات الاخرى للتعليم الابتدائي و التعليم الثانوي ... و تبدا اللجنة اشغالها فورا و تقدم مشروعها للمنهاج الشامل للغة الامازيغية قبل نهاية شهر يوليو 2003 . " لكن الحقيقة ان برنامج المنهاج الذي تم اصداره و توزيعه على المدرسين اكتشفنا من خلال المقارنة بينه و بين الصيغة القديمة ان ليس بينهما أي لمحة للتغيير ، و الفرق السطحي البسيط الوحيد الذي وقع ثم على مستوى الاختيارات و التوجهات العامة المؤطرة لاعداد منهاج اللغة الامازيغية حيث تم حذف او الغاء النقطة الرابعة التي كانت تدعو الى " اعتماد الحرف اللاتيني ( الكوني ) لتدريس وكتابة اللغة الامازيغية تماشيا مع ما يجري به البلدان الشقيقة و على الصعيد العالمي " . حسب تعبير الصيغة الاولى لوثيقة منهاج اللغة الامازيغية .
    اما على المستوى الثاني المتعلق بتكوين اطر الهيئات المتدخلة في تدريس الامازيغية اشارت الوثيقة انه الى جانب تكوين المدرسين الناطقين بالامايغية فانه ستشمل العملية ايضا كل من المفتشين و مديري المؤسسات التعليمية المعنية و من اجل ذلك اعلنت اللجنة حسب الوثيقة دائما انه سيتم " تنظيم التكوين في دورتين تستغرق كل منهما اسبوعين ( و بالتحديد ) الاسبوع الاخير من يونيو و الاول من يوليوز2003 بالنسبة للدورة التكوينية الاولى ، و الاسبوعين الاولين من شهر شتنبر 2003 بالنسبة للدورة الثانية أي ما مجموعه حوالي 120 ساعة من التكوين " . وفي الواقع فان اغلب المراكز لم تقم باتمام تنظيم الدورة التكوينية الثانية ، كما ان عدد ايام الدورة لم تعد اسبوعين بل صارت فقط خمسة ايام لا غير ، كما ان التكوين قد يشمل العديد من المدرسين غير الناطقين بالامازيغية عكس ما اقرته الوثيقة ، وبالنسبة لمديري المؤسسات المعنية فقد اكدت الوثيقة انهم " سيستفيدون من تكوين في التدبير البيداغوجي وفي الجوانب السوسيو تربوية المرتبطة بالشروع في تدريس و تعلم الامازيغية " و بالتحديد تقرر ان يتم ذلك التكوين " خلال الاسبوع الثاني من شهر شتنبر 2003 " أي انه سيوازي الدورة التكوينية الثانية الخاصة بالمدرسين ، اما بصدد مسالة التفتيش الخاصة بالمادة فرغم انه كثر الحديث عن تكوين ما يقارب 75 مفتشا مختصين في الامازيغية مكلفين بمتابعة العملية ، الا ان السنة الماضية قد مرت دون ان تستفيد الامازيغية من ذلك أي من المراقبة الوزارية حسب تعبير احد مدرسي الامازيغية من نيابة بني ملال و اكد لي ذلك ايضا المدرس الذي تولى المهمة داخل مدرسة القصبة بتالوين ، فكل تلك الاشياء صارت في خبر كان و لم تعرف/تاخد طريقها نحو التنفيذ ، و في النقطة الثالثة من نفس المستوى ( تكوين الاطر) أشارت الوثيقة الى انه سيتم " بلورة برنامج للتكوين الأساسي في تدريس و تعلم الامازيغية ، من طرف لجنة تشكلها الوزارة مع المعهد مباشرة بعد انتهاء الدورة التكوينية الاولى في بداية يوليوز 2003 ، ويتم تطبيقه في مراكز تكوين اساتذة التعليم الابتدائي ابتداءا من شتنبر 2003 ، ( و اشارت انه سيتم الاعتماد في انشاء البرنامج على ) العدة و المجزوءات الخاصة بالدورتين التكوينية ، و الاختيارات و التوجهات التربوية العامة المؤطرة لتدريس الامازيغية ، والمنهاج الشامل لهذه اللغة " .
    اما على المستوى الثالث المتعلق بمتطلبات تكوين الأطر و تدريس الامازيغية ، ففي النقطة الأولى تشير الوثيقة الى انه سيتم " القيام بدراسة ميدانية في المدارس التي تنتمي الى العينة التي سيشرع في تدريس اللغة الامازيغية بها في شتنبر 2003 من طرف الوزارة ، قبل 15 مايو 2003 ، ولتحديد مستوى تمكن الاساتذة من اللغة الامازيغية بفروعها الثلاثة ، و معرفة حاجاتهم الى التكوين ، و مستوى حافزيتهم لتدريس هذه اللغة ... و ستمكن هذه الدراسة الميدانية من وضع خريطة استشرافية لمدارس العينة المختارة لتدريس اللغة الامازيغية . ومن اختيار المنهجية قبل توسيع الدراسة الى جميع المؤسسات في مجموع التراب الوطني لوضع خريطة استشرافية عامة تعتمد في توسيع تدريس الامازيغية الى ان يتم تعميمها " و بالطبع فان اي احد يطلع على هذه الوثيقة سيتساءل عن نتائج تلك الدراسات ، وتقاريرها المفترض ان توزع على العامة ، وعن الخريطة الاستشرافية المذكورة ، و عن مظاهر لتوسع التي شهدتها العملية إلى حدود اليوم £ فالواقع أن كل ذلك مجرد أقاويل لم تعرف طريقها نحو التطبيق .
    وفي النقطة الثانية ذكرت انه سيتم " اعداد كتيب يتضمن الرصيد الغوي للسنة الاولى من التعليم الابتدائي في الامازيغية ، و موجز للنحو و اللغة الواصفة من طرف المعهد قبل 15 يونيو 2003 ، و عرضه على الوزارة لطبعه و تزويد اساتذة و مفتشي مديري مدارس عينة التطبيق بنسخ منه " . لكن في الحقيقة انطلقت السنة الدراسية 03 - 2004 ، و السنة الأولى من التجربة دون التوصل بذلك ، وبما في ذلك ايضا الكتاب المدرسي و دليل المدرس .
    - الوثيقة الثانية :
    يتعلق الأمر بالمذكرة رقم 108 صدرت عن وزارة التربية الوطنية في فاتح شتنبر 2003 ، وهي مستهلة برسالة موقعة من طرف وزير التربية الوطنية الحبيب المالكي ، موجهة إلى مديري مؤسسات التعليم الابتدائي و أساتذة التعليم الابتدائي يخبرهم فيها بالشروع في تدريس الامازيغية في السنة الاولى من التعليم الابتدائي انطلاقا من شتنبر 2003 ، وقد أشارت الرسالة إلى ان الوزارة بمعية المعهد قد قاما بتكوين الفوج الأول من الأساتذة الذين سيتولون تدريس الامازيغية ، ونحن نتذكر ان ذلك قد شابته نواقص و ملابسات كثيرة جعلته لا يفي بالغاية المرجوة منه ، كما ان الرسالة أشارت الى انه سيتم في " البداية " اعتماد المنهاج التربوي الذي تم وضعه و الذي سيعتمد على فروع أي لهجات الامازيغية المتداولة محليا في الأنشطة الشفوية بالقسم .
    كما ان المذكرة تتضمن الى جانب الرسالة ، منهاج اللغة الامازيغية ( ملحق ) و هو من جهة يتضمن تمهيد صغير ، وإشارة بسيطة للغايات و المبادئ ، ثم الاختيارات و التوجهات العامة المؤطرة له ( أي المنهاج ) ، ثم برنامجا و تخطيطا لمحتويات اللغة الامازيغية في السنتين الأولى و الثانية الابتدائيتين ، ففي التمهيد وردت عبارة مفادها انه سيتم العمل على " ادراج المضامين الثقافية الامازيغية في المناهج التربوية للمواد الدراسية الاخرى ووفق نظرة تكاملية تراعي التفاعل بين الامازيغية لغة و ثقافة و تلك المواد " . و هذا الكلام يقودنا مباشرة الى التذكير بان المقررات الدراسية في المغرب لازالت الى يومنا هذا تحتوي ترسانة من المعارف و المعطيات التي تسيء بعنف لهويتنا و لأنسيتنا الوطنيين ، فان استمرت تلك الاشياء كما هي فانه يتناقض مع هذه العبارة و مع الغايات بصفة عامة الواردة في الوثيقة و لن تسمح بتحقيقها ، مثل " تكوين مواطنين متوازنين قادرين على رفع التحديات المستقبلية " ( المادة 2 ) . و " تقوية الوعي بالذات المغربية و مقومات الشخصية الوطنية قصد تنمية ملكات الابداع انطلاقا من الذات و الخروج من التبعية الفكرية و ترسيخ روح المواطنة المغربية " ( المادة 3) .و " تمكين المتعلمين من الالمام بالبعد الامازيغي للثقافة و الحضارة المغربيين ، مع التفتح على الثقافات و الحضارات الاخرى " ( المادة 5) ... فهذه الاشياء على الرغم من اهميتها و حاجتنا اليها فان ما يروج داخل البرامج التعليمية يحول دونها . وعلى مستوى الشق الخاص بالاختيارات و التوجهات العامة المؤطرة لمنهاج اللغة الامازيغية فعكس الصياغة القديمة فقد تم التراجع عن ذكر الحرف الذي ستدرس به الامازيغية باعتبار ان المعهد قد حسم في الامر داخل دوالبه حيث قرر اعتماد الأبجدية الامازيغية بدل الحرف الكوني .
    وفي ما يتعلق ببرنامج و تخطيط محتويات اللغة الامازيغية ،بداية فهما مكتوبان باللغة الفرنسية و هو ما شكل حاجزا في التعامل مع الوثيقة من قبل المدرسين خاصة و اننا نعلم انها الوثيقة الوحيدة التي حصلوا عليها في البداية الاولى ، وهذا الامر اكده لي المدرس الذي حاورته في الشق الاخير من هذا الفصل الميداني ، وعلى كل حال ، فالبرنامج يتضمن ما اسموه بالكفاءات و عددها ستة : الكفاءة التواصلية ، الاستراتيجية ، المنهجية ، الثقافية ، التكنولوجية و اللغوية ، قدمت باختزال شديد على شكل جداول وتتضمن مفاهيم أولية في التلقين ، اما الشق الاخير من الوثيقة والمتعلق بتخطيط المحتوى فهو قبل كل شيء يشير الى الغلاف الزمني للمادة الذي يبلغ 3 ساعات موزعة على خمس حصص اسبوعيا كل حصة تدوم 35 دقيقة فقط ، و حسب الغلاف السنوي فان هذه الحصص وزعت على 34 اسبوعا في كل سنة على حدة،أي الاولى و الثانية .
    شاروخان الماروكان
    شاروخان الماروكان
    عضو مميز
    عضو مميز


    ذكر
    470
    العمر : 43
    لإقــامه : اجدير
    المهنة : مسير نادي انترنيت
    نقاط : 0
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 20/10/2007

    الفصل الاول موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير Empty رد: الفصل الاول موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير

    مُساهمة من طرف شاروخان الماروكان الخميس يناير 24, 2008 7:16 pm

    4- رصد ميداني لتجربة مدرسة القصبة بتالوين نيابة تارودانت :
    على مستوى الشق الميداني لهذا البحث و رغبة مني في استقراء حقيقة وواقع العملية و لتاكيد بعض المعطيات التي قمنا بعرضها في ما سبق حرصنا على ان نقوم بزيارة استطلاعية لمدرسة من بين المدارس التي تنتمي للعينة الاولى المختارة لبدء تدريس الامازيغية منذ شتنبر 2003 ، و بالطبع يسعدني ان تكون هي مدرسة القصبة باعتبارها الاقرب الي اذ لا تبعد عن مقر سكناي سوى بضعة امتار في مركز دائرة تالوين، واكثر من ذلك لان فضائها لازال يحتفظ لي بالكثير من ذكريات سنوات تعليمي الابتدائي لذلك فيشرفني كثيرا ان تشتغل نصيبا من هذا العمل المتواضع جدا .
    على كل حال فقد التقيت الاستاذ لعبداري محند باعتباره المكلف بتولي عملية تدريس الامازيغية في القسم الاول الابتدائي داخل المدرسة ، وقد كان لي معه حوار صادق بناءا على استمارة وضعتها لهذا الغرض تتضمن اكثر من 45 سؤالا أظن أنها لامست جميع جوانب العملية ، فتقدم أستاذي العزيز للإجابة عليها بكل حفاوة و صدق ، لذلك اود ان اغتنم الفرصة لأشكره و أحييه عاليا على كل شيء ، و للتذكير فأستاذنا يحسن التخاطب بالامازيغية ، فحوارنا أجريناه بها و اكثر من ذلك اكد لي انه كان له اهتمام متواضع بالمعجم الامازيغي بحيث كان دائما يحب النبش عن المصطلحات الامازيغية القديمة - حسب تعبيره - خاصة التي في طريقها الى الاختفاء و يبحث عن معانيها ، اذن فمن خلال اجوبته اعددت هذا التقرير الشامل .
    بداية فقد اكد لي انه مقتنع تماما بضرورة تدريس الامازيغية لغة و ثقافة لجميع ابناء الشعب المغربي الى جانب الوحدات الاخرى ، فذلك يعد ذا اهمية كبيرة على مستويات مختلفة ، فنحن نعلم ان هناك ابداعات متراكمة بالامازيغية في مختلف الاشكال الفنية و الادبية ، فهو موروث عظيم ينتظر عرضه للدراسة ، وبالتالي فتدريس الامازيغية هو بمثابة فتح نافدة واسعة مطلة على ذلك الموروث ، كما اكد ان معرفة الاشياء خير بكثير من جهلها . و في ما يتعلق بطريقة اختياره لاداء هذه المهمة فقد اكد ان اختياره تم عن طريق ادارة المؤسسة التي يدرس بها ، ذلك بعد ان جاءها نداء من النيابة ، و بعد ان نودي عليه برفقة مدرس اخر في نفس المؤسسة لحضور الدورة التكوينية صرح لي انه لم يتردد في الالتحاق عكس المدرس الثاني الذي لم يلتحق على الاطلاق ، وبالنسبة لمدى اقتناعه بالمسالة اكد انه كان مقتنعا بالامر و انه كان مرتاحا لذلك بل اكثر من ذلك شعر بشوق حيال الامر ، لكن مع الاسف سرعان ما تكسر ذلك الشوق و الارتياح على ارض الواقع ، و تبخرت الاحلام التي تشكلت في مخيلته حين لم توفر له الظروف المناسبة لاداء مهمته بشكل عادي ، حيث لم يتوصل باي من الوسائل الديداكتيكية التي وعدوه أثناء الدورة التكوينية بإرسالها في اقرب الآجال ، و أصيب حسب قوله بإحباط شديد ، واصبح يرى ان الامر ليس جادا و انه يسير نحو منفذ مسدود .
    في نظره و بالرغم من كل شيء -يرى ان اختياره ضمن العينة الاولى من مدرسي الامازيغية هو بمثابة تشريف له، لانه جعله يقبل على تدريس لغتهم الاصلية للمتعلمين و التي كانت مقصية و مهمشة منذ عصور قديمة ، كما انه يشرفه ان يكون موجودا ضمن تلك العينة الاولى من مدرسي اللغة الامازيغية ، فلابد ان يسجل له التاريخ ذلك ، فقد اعتبر ان الامر يعتبر ايضا تكليفا لانه قام بتدريس مادة جديدة لم يتلقى عنها سوى تكوينا بسيطا و قصيرا جدا، و في سؤال عن مدى احساسه بالمسئولية الملقاة على عاتقه حيال العملية £ اشار الى انه متيقن من أداءه لواجبه كمدرس ، ولم يتصرف اطلاقا باللامبالاة و بالاستخفاف و استدل على ذلك بتعليقه على المستوى الجيد الذي بلغه تلامذته الذين استفادوا من حصص المادة و دعاني الى ان اتصور كيف ان هناك اطفال معربين استطاعوا اكتساب ابجذية تيفيناغ بسرعة فائقة ، كما اصبحوا يتحاورون بالامازيغية داخل الفصل كبقية الاطفال , و اضاف بخصوص المسئولية ان تعبيره عن الظروف غير الملائمة التي تمر بها العملية هو في حد ذاته تعبير عن مسئوليته و عن اهتمامه الفائق بالعملية و باداء مهامه .
    و بخصوص المعايير التي تم اعتمادها لانتقاء مدرسي الامازيغية ، اجاب بان المعيار الوحيد الذي اخبر به هو مدى اتقان المدرس التخاطب بالامازيغية ، لكن اكد لي انه صراحة تم تجاوز هذاالشرط و لم يتم الالتزام به بشكل كامل، حيث تم استدعاء مدرسين لا يتخاطبون بالامازيغية ، وفي تعليقه على ذلك اكد انه يعبر عن سوء التدبير الذي شهدته العملية ، و في سؤال عن ما اذا صادف اخطاء او تجاوزات اخرى £ اجاب بان هناك اخطاء كثيرة و شدد على مشكل كون اغلب الوثائق المتوصل بها مدونة باللغة الفرنسية وهو ما كان عائقا للمدرسين في تعاملهم معها ، و لما بدا في عرض نماذج اخرى للاخطاء و التجاوزات تدخلت لأوقفه عن ذلك اذ رايت انه يثير أشياء سيأتي دورها فيما سيأتي ، واستأنفنا الحوار بسؤال عن ما إذا كان قد اجتاز مباراة لولوج العملية £ فاكد لي انه ليس هناك أي مباراة و انما تم الالتحاق بشكل مباشر .
    في ما يتعلق بالدورات التكوينية صرح لي انه تلقى التكوين في مركز اكادير ، حيث تم تنظيم دورتين حين ذاك ، كل واحدة دامت خمسة ايام فقط فهي بالطبع مدة قصيرة جدا لا تكفي لاستيعاب جميع الاشياء التي تم عرضها ومناقشتها ، وبالنسبة لتلك المواضيع فهناك حسب تصريحه مواضيع تتعلق بابجذية تيفيناغ ، و مواضيع حول قواعد اللغة ، حول التاريخ و الادب الامازيغيين ، و حسب اعتقاده فان الامر الذي تم اهماله رغم اهميته ، هو الجانب المنهجي حيث لم يتم التطرق لمنهجية تدريس هذه المادة رغم ان الامر كان ملحا جدا ، وفي استفسار عن المستوى المعرفي و التوجيهي لمؤطري الدورات التكوينية على مستوى مركز اكادير ، اكد انهم في مستوى جيد وفقط مشكل الوقت هو الذي لم يسعفهم في اداء مهامهم بامتياز . و في جانب اخر و كما نعلم فان التحاق المدرسين بمراكز التكوين سيكلفهم نفقات مادية جراء التنقل ، و بالتالي فيفترض ان تتولى الجهات المعنية مسئولية تعويضهم عن ذلك ، وفعلا فقد اكد لي استاذي بانهم تلقوا وعودا بذلك لكن اكد من جهته على الاقل، انه الى حدود تلك الساعة لم يتلقى أي شيء من ذلك ، بل اكثر من ذلك و على غرار مراكز التكوين الأخرى التي عرفت نوعا من الاستهتار و اللامبالاة اللذين عومل بهما المدرسين أثناء إيوائهم لحضور الدورات التكوينية من قبل الجهات المعنية ، فقد اكد ان الطريقة التي استقبلوا بها في اكادير تميزت بانعدام ادنى الشروط الملائمة سواء ناحية التغذية ،او من ناحية الاقامة فهما غير مناسبين لضمان راحة المستفيدين من الدورات التكوينية الذين يعول عليهم في اداء هذه العملية .
    بعد ذلك طلبت منه العودة الى السنة الدراسية الاولى من التجربة ( 03 - 2004 )، حين تم الاعلان عن انطلاق العملية دون ان يتم اصدار الكتاب المدرسي ، و لا غيره من الوسائل الديداكتيكية الضرورية و هو ما احدث حيرة و استغرابا كبيرين لدى اغلب المدرسين، و لم يدركوا حينها ما العمل £ فلجا الكثير منهم الى الاكتفاء بتلقين ابجذية" تيفيناغ" للتلاميذ ، و فقط بعض المدرسين ممن كان لهم المام باللغة و الثقافة الامازيغيين هم الذين باشروا عملية التدريس بجذاذات من انجازهم الشخصي ، وبالنسبة لاستاذنا المحاور صرح انه بالطبع اصيب بالدهشة و الاستغراب الكبيرين مثل جميع المدرسين ، ذلك لان أي مادة في نظره كيفما كانت لا بد لها من كتاب مدرسي ، و اشار انه بعد ذلك التجىء الى الوسائل الخاصة لملئ الفراغ حيث قام بتلقين ابجذية تيفيناغ من خلال جمل و نصوص استقاها من واقع المتعلمين . اما عن اذا ما كانت له تجربة سابقة في تدريس الامازيغية او باللغة و الثقافة الامازيغيين اشار انه كان له اهتمام باللغة الشفوية لكن لم يسبق له ان تعاطى لتدريس الامازيغية من قبل سواء داخل العمل الجمعوي او داخل أي مؤسسة اخرى ، وبالنسبة للكتاب المدرسي اكد انه تلقى وعودا بالتوصل به و بدليل المدرس و المعجم المساعد لكنه لم يتلقى في البداية أي شيء من ذلك و بعد مدة سيتوصل بالمطبوع المساعد "Awal Inu" ، و في وقت متاخر جدا سيتوصل بالكتاب المدرسي " Tifawin atamazight " وفي استفسار عن من يمكن تحميله مسؤولية هذا التأخر£ يرى انها تعود للطرفين المعنيين بالعملية أي المعهد و الوزارة ، واضاف انه حتى حينما توصل بالكتاب المدرسي قبل نهاية السنة الدراسية بفترة قصيرة فلم يحصل سوى على عشر نسخ في حين بلغ عدد التلاميذ المستفيدين من العملية 36 تلميذا و تلميذة ، مع العلم ان الكتاب لم يكن متوفرا حينها في المكتبات ، اما في تعليقه عن الكتاب يرى انه لايعدو ان يكون حسب تعبيره مجرد صورة طبق الاصل لبعض الكتب الواردة من الخارج ، من حيث الاخراج ومن حيث الكم اذ انه يفوق الطاقة الاستيعابية للأطفال المتعلمين ، ومن حيث المعجم المعتمد فهو يحتاج الى قواميس مرافقة للكتاب لشرح المفردات خاصة المتداولة لاول مرة و الجديدة على التلاميذ ، و على المدرس على حد سواء ، وتلك القواميس لازلنا نفتقدها الى حدود يومنا هذا اما بخصوص ابجذية تيفيناغ لا تشكل في اعتقاده أي اشكال ما دام ان الاطفال قد تاقلموا معها بسرعة و بسهولة و اضاف انه من الاحسن ان تكون للامازيغية ابجذية خاصة بها ، فتجربة السنة الاولى التي خاضها ابانت له ان الابجذية لا تشكل أي صعوبة حيث تم التعامل معها و استيعابها بشكل سريع ، و هنا سيقف ليعبر عن حصرته فالظروف و الاوضاع التي تشهدها العملية حالت دون استمرار اولائك الاطفال الذين درسهم في السنة الاولى في حفظ و دعم ما اكتسبوه في السنة الاولى ، باعتبار ان انتقالهم الى السنة الثانية لم يرافقه صعود مادة الامازيغية الى مستواهم الجديد ، ولم يعين المدرس الخاص به ، و لم يتم التوصل بكتاب السنة الثانية الابتدائية ، مما يعني ان اولائك الاطفال لم تربطهم بالوحدة أي علاقة منذ انتقالهم من المستوى الاول الابتدائي الى الثاني .
    هذا الحديث قادني الى التساؤل عن الحالة التي استقبل بها الاطفال هذه المادة الجديدة £ فاكد لي انهم تلقوها بشغف و شوق كبيرين ، و لم يسجل أي نوع من الاستغراب او النفور ، بل لاحظ ان المادة لم تكن بالنسبة لهم عادية و ما يؤكد ذلك نشاطهم و حيويتهم التي تعاملوا بها و مشاركتهم و تجاوبهم معها و الذي يفوق نظيره داخل الحصص الاخرى ، بالطبع و حسب تعبيره لانها تعود بهم الى الاصل و اشار الى ان هناك من بين تلاميذه بعض الاطفال المعربين لكنهم تجاوبوا مع المادة كسائر المواد الاخرى ، وابدوا اهتماما واضحا بالمادة بل و ***قوا فيها ببراعة ، وعموما فانه من خلال تقييم مكاسب الاطفال في المادة تبين له ان هناك تحسن واضح .
    شاروخان الماروكان
    شاروخان الماروكان
    عضو مميز
    عضو مميز


    ذكر
    470
    العمر : 43
    لإقــامه : اجدير
    المهنة : مسير نادي انترنيت
    نقاط : 0
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 20/10/2007

    الفصل الاول موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير Empty رد: الفصل الاول موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير

    مُساهمة من طرف شاروخان الماروكان الخميس يناير 24, 2008 7:17 pm

    الى امر اخر يتعلق بمسالة التفتيش باعتباره امر ضروري للتحكم في السير العادي للعملية فبالرغم من الاعلان عن تكوين حوالي 75 مفتشا مختصين في الامازيغية على مستوى السنة الاولى من التجربة الا ان استاذنا اكد انه لم يسبق ان زاره أي مفتش ، بل عكس ذلك هو الذي انتقل لملاقاة السيد المفتش مرتين : الاولى في ايت اعزا ، و الثانية في تارودانت و كان منتظرا ان يكون هناك لقاء ثالثا في ايت برحيل لكنه الغي لسبب سندكره فيما بعد ، وفي جوابه عن سؤال حول مدى اهمية التفتيش في نظره كمدرس £ فبعد ان عبر عن تحفظه من مصطلح التفتيش اقر بان تتبع سير العملية عبر الزيارات الميدانية للمسئولين أمر ضروري من اجل الاطلالاع على مستجداتها و السير قدما بتدريس المادة ، فما وقع حسب تصريحه في نيابة تارودانت انه تم تعيين مفتش واحد تمت ترقيته حيث اصبح يشغل منصب مدير مركز تكوين المعلمين و المعلمات باكادير ، و يرى استاذنا ان المسؤول عن هذا الاشكال هو الوزارة . وعن ما اذا لاحظ ان المشاكل بدات تتراجع في هذه السنة الثانية بالمقارنة مع السنة الاولى اكد انها مازالت مستمرة ، فهناك خروقات و ملابسات غير عادية و غير طبيعية لا تخدم مصلحة العملية ، فاذا كان من المفروض مثلا ان تحتضن المدرسة في هذه السنة الثانية المستوى الثاني الابتدائي ، لكن ذلك لم يقع و لم يتم تعيين المدرس الذي سيتولى التدريس بها ، ولم يتم اصدار الكتاب المدرسي الخاص بهذا المستوى . اذن فكيف سيتم التعميم الذي يتحدثون عنه ، فعكس ذلك يمكن القول ان الرقعة السابقة نفسها هي التي تراجعت و ليس العكس .
    وفي سؤال عن ما اذا كان الان مرتاحا في تدريس هذه المادة اكد في جوابه انه سيكون كذالك اذا كان هناك ما يحفزه على العمل الجاد ، ولن يتحقق ذلك الا اذا توفرت الظروف الملائمة ، فهذه فعلا دعوة للجهات المعنية للعمل الجاد على اداء التزاماتهم خاصة المعلقة . و بما انه جمع بين تدريس كل من الامازيغية و العربية سالته عن الفروق التي سجلها بين الوحدتين ، فقال ان الفرق يكمن في كون العربية تتوفر على جميع الوسائل التعليمية و عكس ذلك بالنسبة للامازيغية ، وفي مسالة اخرى اكد انه لم يسبق له ان استدعي او حضر ملتقيات او ندوات خاصة بموضوع تدريس الامازيغية ، واشار الى عدم وجود أي نوع من التواصل و التنسيق بينه وبين المعنيين ، أي المسؤولين عن العملية وهو امر اعتبره استهتارا و لا مبالاة من قبلهم كمعنيين ، بحيث انه كمدرس خاصة في هذه المرحلة بالذات في امس الحاجة الى من يرشده و يحفزه و يدعمه ، كما اضاف انه لا بد ان تكون هناك دورات تكوينية مستمرة لجميع المدرسين لاستكمال الخبرة .

    الفصل الثالث
    ديداكتيك تدريس الامازيغية

    1- الغايات و المبادئ و التوجهات المؤطرة لتدريس هذه الوحدة :
    - الغايات من تدريس الامازيغية :
    إن إدماج الامازيغية في قطاع التعليم بصفة خاصة ، وإعادة الاعتبار لها في جميع القطاعات بصفة عامة يمكن القول انه في حد ذاته غاية سامية ، اذا نظرنا الى الامر من زاوية المشروعية ، باعتبار ان ذلك حق عادل و مشروع تقره جميع المواثيق و الاتفاقيات الدولية لحقوق الانسان و التي تحتويها الجهات الرسمية في بلادنا . و بالاضافة الى ذلك فانه لا باس ان نعتبر تدريس الامازيغية كوسيلة لتحقيق مجموعة من الغايات التي من شانها ان تخدم و تفيد بلادنا و مجتمعنا في طريقهما الشاق نحو عالم الرقي و التطور في مختلف اتجاهاتهما ، اجتماعيا ، ثقافيا ، اقتصاديا و علميا ... الخ ، بمعنى ان تدريس اللغة و الثقافة الامازيغيين ليس غاية فحسب بقدر ما هو ذو قيمة أساسية كبرى في تحصيل مجموعة من الأمور التي ستفيد الأجيال المتعلمة خاصة ، و الإنسان المغربي عامة.
    ففي هذا الجزء سنعمد - حسب الامكان - الى استجماع وذكر اكثر ما يمكن ايراده من تلك الغايات ، باعتبار انها الى جانب المبادئ و الاختيارات و التوجهات العامة ، و كذلك الوسائل و البرامج تندرج حسب المتخصصين ضمن مبحث الديداكتيك ، وكل ذلك ما سنحاول تناوله ضمن هذا الفصل .
    اذن فبالنسبة لوثيقة " منهاج اللغة الامازيغة " المعتمدة رسميا في هذا الجانب فتشير على مستوى الغايات و المبادئ الى ان " الدور الذي ينبغي ان يلعبه تدريس و تعلم اللغة الامازيغية في تحقيق الغايات الكبرى لنظامنا التعليمي ، وخاصة منها تلك التي تتعلق بتعميق الشعور بالمواطنة لدى الناشئة ، وضمان الاندماج الثقافي ، و التلاحم الاجتماعي بين مختلف مكونات المجتمع ، وتعزيزه الوحدة الوطنية ، و تنمية الاعتزاز بمختلف " مكونات " الهوية الحضارية و الثقافية المغربية..." (1). و في النقطة الاولى من هذا المستوى تشير الوثيقة الى ان ذلك سيساهم في تحقيق غايات " منها ما يتعلق بالتربية على قيم العقيدة الاسلامية ، وقيم الهوية الحضارية و مبادئها الاخلاقية و الثقافية ، و قيم المواطنة ، وقيم حقوق الانسان و مبادئه الكونية " . و في النقطة الثالثة تشير الى ان ذلك سيؤدي الى " تقوية الوعي بالذات المغربية ، ومقومات الشخصية الوطنية قصد تنمية ملكات الابداع انطلاقا من الذات و الخروج من التبعية الفكرية و ترسيخ روح المواطنة المغربية " . و في النقطة الرابعة " تمكين المتعلمين من الانخراط بفعالية اكبر في مختلف مجالات الحياة " ( 2) ، وفي النقطة الخامسة " تمكين المتعلمين من الإلمام بالبعد الامازيغي للثقافة و الحضارة المغربيين ، مع التفتح على الثقافات و الحضارات الاخرى و التعامل ايجابيا مع المستجدات العلمية و التكنولوجية "(3) . و في النقطة السادسة " تمكين الثقافة و اللغة الامازيغيين من لعب دورهما كاملا في التنمية المحلية والوطنية "( 4) .
    عموما فان الغايات من تدريس اللغة الامازيغية كثيرة و متداخلة فيما بينها ، منها ما هو تربوي و علمي وحضاري و اجتماعي و اقتصادي . فتدريس الامازيغية من شانه ان يساهم في تعريف الاجيال بمقومات و اسس حضارتهم العريقة ، و تاريخهم الزاخر المليء بالعبر و الدروس التي صنعها الرموز العظام لهذا الوطن الذين لم تمنح لهم المكانة اللائقة بهم سواء داخل البرامج التربوية و داخل القطاعات الاخرى بسبب التوجهات او الخلفيات الايديولوجية التي حكمت السياسة التعليمية
    (1) - " منهاج اللغة الامازيغية - الاختيارات و التوجهات العامة " ملحق مذكرة " ادماج اللغة الامازيغية في المسارات الدراسية " ، وزارة التربية الوطنية ، الرباط فاتح شتنبر 2003 ، ص.1 .
    (2) - المرجع نفسه ، ص.2 .
    (3) - المرجع نفسه ، ص. نفسها .
    (4) - المرجع نفسه ، ص. نفسها .
    في المغرب ، فتدريس ذلك التاريخ بصيغته الصحيحة للمتعلمين سيجعلهم بالدرجة الاولى معتزين و مفتخرين بهويتهم و حضارتهم ، و متشبتين بها مما سيكسبهم مناعة فكرية ضد جميع مصادر الاستلاب و التبعية الفكرية و الثقافية ، كما ان ذلك سيقود المدرسة في المغرب نحو تحقيق التصالح الحقيقي مع محيطها بكافة جوانبه ، و بالتالي ستصبح اطارا ناجحا في حفظ الذاكرة والهوية المغربية الحقيقيين و ترسيخهما مما سيثبت وطنيتها و مغربيتها بشكل واضح بعيد عن اللبس و الغموض .كما انه حسب أخصائيي علوم التربية ، فان العملية التعليمية ذات فعالية عالية اذا تمكنت من استثمار اللغة و الثقافة الأصليين للمتعلمين ، وهو ما تنبهت إليه منظمة اليونسكو و دعت اليه و حاولت تفعيله في مجموعة من بلدان العالم التي همشت فيها لغاتها و ثقافاتها الأصلية مثلما وقع في المغرب، حيث تنجم عن ذلك عواقب وخيمة سواء على الأجيال المتعلمة ، او على المسار التنموي للبلاد ، فهذا الوضع تنتج عنه اضطرابات نفسية في صفوف المتعلمين، خاصة الناطقين بالامازيغية ، وهو ما يعيقهم في غالب الأحيان عن المواصلة و التالق في ظل منظومة لا يجدون فيها ما يحقق ذواتهم ، و هنا نسجل مفارقة غريبة بحيث نتسال : كيف انه يتم إبعاد و عزل الإنسان المغربي عامة و المتعلمين خاصة عن ثقافتهم و لغتهم و تاريخهم ، وهي ممارسة عنصرية تتنافى مع قيم الديموقراطية و الحداثة ، وفي نفس الوقت يطالبونهم بالاندماج و التأقلم £ فهو امر مستحيل ، ويبقى الحل هو ربط الانسان المغربي و المتعلمين خاصة بمحيطهم السوسيو ثقافي ، اللغوي و التاريخي . ومن عواقب ذلك الوضع ايضا هناك مظاهرانفصام الشخصية و افتقاد الأطفال المتعلمين إلى القدرة على الانسجام و التأقلم مع الوسط المدرسي ، و ذلك ما يفسر لنا البطء الشديد و الفشل الذي تعيشه المنظومة ، و بالتالي فان تدريس الامازيغية باعتبارها وعاءا للقيم والاسس الحضارية الوطنية سيساعد على ربط المتعلمين بمحيطهم ، ويشعرهم بطمانينة داخل اسوار المدرسة ، و يشجعهم على التجاوب معها ، وسيخلق ذلك امتدادا واضحا بين المدرسة و الوسط الاسري و المجتمعي للمتعلم ، او بعبارة اخرى بين المدرسة و المحيط السوسيو ثقافي و اللغوي للمتعلم ، فهي امور او غايات سامية نتوخاها من ادماج تدريس اللغة الامازيغية بمختلف تجلياتها شريطة ان يتم ذلك بشكل تام و معقول .
    شاروخان الماروكان
    شاروخان الماروكان
    عضو مميز
    عضو مميز


    ذكر
    470
    العمر : 43
    لإقــامه : اجدير
    المهنة : مسير نادي انترنيت
    نقاط : 0
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 20/10/2007

    الفصل الاول موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير Empty رد: الفصل الاول موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير

    مُساهمة من طرف شاروخان الماروكان الخميس يناير 24, 2008 7:17 pm

    ومن جانب آخر سيضمن لنا ذلك استمرار السلم الاجتماعي و اللغوي في المغرب ، و خلق انسجام و طمأنينة و تسامح بين المواطنين المغاربة بمختلف شرائحهم ، يعني ان الاستمرار في إقصاء و تهميش هذه اللغة وتجلياتها ، و الاستمرار في إنعاش الإيديولوجية القومية و السلفية الأصولية من شانه ان يهدد السلم الذي طالما تمتعت به هذه البلاد المعروفة عبر تاريخها بالانفتاح و احترام الآخر الوافد عليها ، و في نفس الوقت عرفت بقوتها و صلابتها في دفاعها عن خصوصياتها و أرضها بامتياز اذا حاول احدهم المس بها مهما يكن . كما ان اللغة الامازيغية لغة تواصلية بامتياز على مستوى السوق اللغوية في المغرب باعتبار انها اللغة التي يتخاطب بها اغلبية الشعب المغربي ، و بالتالي فاكتساب المتعلمين لهذه اللغة و التمكن منها نطقا و قراءة و كتابة سيجعلهم بكل تأكيد يمتلكون قدرة كبيرة على التواصل داخل المجتمع المغربي .
    كما ان تدريس اللغة الامازيغية مرغوب فيه لاعتبارات علمية ، بحيث ان الامر سيكسب الاجيال كفاءات علمية عالية في مجال البحث العلمي ، بحكم ان اللغة و الثقافة الامازيغيين ترسخا بشكل واضح في اعماق البيئة المغربية و الشمالية الافريقية عامة ، و بالتالي فان القيام ببحوث في مجالات متعددة مرتبطة بهذا النطاق الجغرافي الامازيغي كالطوبونوميا (الاماكينية) و الجغرافيا و الجيولوجيا و الاركولوجيا والانطروبولوجيا و اللسانيات المقارنة و غيرها ، فهو امر يستوجب ان يكون الباحث ملما باللغة الامازيغية لكي تكون بحوثه ذات كفاءة علمية عالية و موضوعية ، يعني ان تدريس الامازيغية من شانه تمكين المتعلمين من امتلاك قدرة حقيقية على ممارسة البحث العلمي بكفاءة علمية عالية ، خاصة في المجالات المذكورة ، فهناك امور كثيرة نتتظر الخوض فيها . فاشواط كثيرة من تاريخنا لازالت غامضة و هناك مثلا نقوش و كتابات امازيغية قديمة تركها القدماء على صفائح صخرية في مناطق متعددة و متفرقة داخل المغرب ، و على امتداد جميع بقاع العالم الامازيغي ، فتلك الصفائح تحتاج الى فك رموزها و فهم معانيها ، و لن يستطيع القيام بذلك سوى من كان على دراية باللغة و الثقافة والتاريخ و الحضارة الامازيغية عموما ، وكمثال اخر هناك رصيد ضخم من الابداعات الادبية و الفنية في مختلف اتجاهاتهما ، و مدارسهما باللغة الامازيغية لازالت - رغم المحاولات القائمة - تنتظر اجيالا من الباحثين ذوي كفاءات علمية عالية لمحاولة تدوينها ، وتصنيفها و ترتيبها ، ثم دراستها ، ونحن نرى ان المنظومة التعليمية هي التي تستطيع ان تلعب الادوار الاساسية في هذه العملية خاصة في مستوياتها الجامعية ، وفي المعاهد المتخصصة ، ومراكز التكوين التابعة لها .
    الى جانب ما سبق ، فان تدريس اللغة الامازيغية و ثقافتها سيسمح للمتعلمين بالاستفادة من قيم التسامح ، و الحداثة ، و العدالة ، والمساواة ، و التفتح ، والحرية ، وثقافة حقوق الانسان . و الاعتراف و احترام الاخر ، و التي ترسخها كل من اللغة و الثقافة الامازيغيين عبر تاريخهما ، و للتيقن من ذلك يكفي الاطلاع على العرف الامازيغي القديم " Azerf n - imazighen " فهو
    - بشهادة العديد من الباحثين - يعتبر من المنظومات القانونية القديمة الاكثر ديموقراطية في العالم ، و كذلك الاطلاع على بعض الملامح الاكسيولوجية الامازيغية الاصلية التي تفسخ الكثير منها لسوء الحظ بسبب عنف الغزو الثقافي المستمر الذي تعرض له الشعب الامازيغي عبر تاريخه ، و كنموذج لتلك القيم نذكر ، " حب الحرية " و "رفض الخضوع " ، " حب الارض و الاستعداد لخدمتها ، وتسخيرها ، و الدفاع عنها " ، " احترام المراة " الى درجة تقديسها ، و مما يعبر عن ذلك تسميتها بمصطلح tamghart » « في كثير من من المناطق الامازيغية ، و كذلك تسميــــة
    " الإخوان" الذين ينسبون لدى الامازيغ الى الام " Ait ma " و" Ist ma" "gma "
    و " Ultma " وهذا يبين كيف ان المراة في المجتمع الامازيغي كانت بمتابة عمود الاسرة بل المجتمع باكمله... كل ذلك يبين القدسية و قمة التقدير و الاحترام التي يوليها الامازيغ للمراة ، وهو ما يظهر ايضا داخل العرف " Azerf " المذكور ، بحيث يتضمن قوانين تحمي المراة و تضمن لها كامل حقوقها التي ستضمن لها الحياة الكريمة مثل قانونtamazzalt .... هذه فقط نماذج لتلك القيم التي تحتفي بها المنظومة الامازيغية الاصلية ، و التي سيكون من المفيذ جدا تلقينها للاجيال ، في محاولة من جهة ، لاعادة احياء ما تم تفسيخه في المجال الاكسيولوجي و الانطروبولوجي ، واعادة بناء الانسجة الحضارية المغربية المكيفة مع بنيتها التي نشات فيها ، ومن جهة ثانية ، محاولة الاستفادة من هذه المكونات علميا في عملية التلقين و التكوين ، وفوق كل ذلك فهي امور اذا ما احتضنتها المدرسة في المغرب ستكون مشرفة لها ، وستؤكد مغربيتها ووطنيتها الحقيقية ، و عموما فكل ذلك رهين بادماج اللغة الامازيغية في القطاع ، و بشكل حقيقي معقول .
    - المبادئ و التوجهات المؤطرة للعملية :
    بعد ان تاكدنا من ان تدريس اللغة و الثقافة الامازيغيين له اهمية كبرى في مجالات كثيرة تربوية ، علمية ، اجتماعية ، حضارية و اقتصادية ...سنعمد الى تاكيد ان ذلك رهين بالطريقة التي سيتم بها الادماج و التدريس ، بحيث انه يجب ان يتم وفق مبادئ و توجهات اساسية ملائمة ، تستطيع ان تدفع بالعملية نحو افاق واسعة و تحقيق الغايات السامية المنشودة . فبالنسبة للعملية حسب التوجهات الرسمية ، وبناءا على وثيقة " منهاج اللغة الامازيغية " فان العملية ستتم " انطلاقا من الفلسفة التي حددتها لجنة الاختيارات و التوجهات التربوية ، و المتمثلة في اعتماد مدخل التربية على القيم و تنمية كفايات المتعلم كاختيار اساسي في مراجعة ووضع مناهج التربية و التكوين من اجل تكوين مواطن متوازن قادر على رفع التحديات المستقبلية . " (5) .
    و حسب نفس الوثيقة ففي النقطة السابعة الواردة في مستوى الغايات و المبادى فان " تدريس اللغة الامازيغية باعتبارها لغة التواصل اليومي و الابداع الثقافي ، و يقتضي هذا مراعاة تحولات وحاجات المجتمع المغربي الحديث في جميع الميادين ، مع الحفاظ على الحمولة الثقافية و الحضارية للغة". و في النقطة الثامنة ورد انه سيتم تعميم تدريس اللغة الامازيغية لجميع المتمدرسين في مجموع التراب الوطني وفي مختلف الاسلاك التعليمية مع مراعاة خصوصيات المتعلمين" (6) وعلى مستوى الاختيارات و التوجهات العامة الموطرة لاعداد المناهج " في النقطة الثانية تشير الوثيقة الى " وضع كتب مدرسية موحدة ، يتم تكييف معجمها ، كلما كان ذلك ضروريا مع الخصوصية الجهوية للغة " (7) . و في المادة الثالثة تشير الى " الانطلاق في وضع مناهج اللغة الامازيغية من الفروع الأساسية للغة الامازيغية مع العمل بالتدريج على بناء لغة معيارية موحدة من خلال التركيز على البنيات اللغوية المشتركة بين هذه الفروع واعطائها الاولوية في وضع كتب مدرسية ، و الملفات البيداغوجية و الدعامات الديداكتيكية الاخرى ... " (Cool . و في النقطة الرابعة تشير الوثيقة الى اخضاع عملية تعلم اللغة الامازيغية لنظام التقويم المعتمد في باقي المواد " (9) .
    ان اغلب ما جاءت به هذه الوثيقة ( منهاج اللغة الامازيغية ) قد اثار ردود فعل مستغربة ، بل اكثر من ذلك هناك من تحفظ من العملية كلها. فبعد اطلاع و نبش واسع وجدنا ان الكثير من المهتمين بالامر يرون ان المبادئ التي تستطيع ان تضمن السير العادي للعملية و جودتها و فعاليتها المنشودة تنطلق او بالاحرى ترتكز على ما يعرف داخل ادبيات العمل الامازيغي بالمبادئ الاربعة و التي كثر الحديث عنها ، و اصر الجميع على ضرورة تفعيلها ، والا فان الامر يمكن الحكم عليه منذ الوهلة الاولى بالفشل ، يتعلق الامر اذن بمبادئ التوحيد و الاجبارية ثم التعميم و الشمولية . ذلك يقتضي ان يكون هناك ايمان بوجود لغة امازيغية موحدة باعتبار " ان الدراسات اللسانية تؤكد ذلك " (10) ، و بالتالي يجب السعي و بذل جهود كبيرة لتحقيق ذلك ، واعتمادها في العملية بدل تكريس و تعميق اشكالية المتغيرات / اللهجات التي لن تخدم مصلحة اللغة الامازيغية ، و عموما فهي مسالة سنحاول توضيحها خلال احدى المراحل القادمة من هذا الفصل الاخير ، اضافة الى ذلك فان تدريس اللغة الامازيغية الموحدة المعيارية يجب ان يكون اجباريا وليس كمجرد وحدة اختيارية مثل ما حاول ميثاق التربية و التكوين " ترسيخه من خلال الماد ة 115 ، ثم ان الامازيغية يجب ان تدرس لجميع المتعلمين المغاربة سواء المعربين او الناطقين بها ، فالامر لا يعني فئة دون اخرى ما دام ان الامازيغية لغة وطنية تخص جميع المغاربة . كذلك يجب ان تشمل جميع المدارس في كافة انحاء التراب الوطني ، و تشمل جميع أسلاكها التعليمية .
    كذلك يجب ان يكون هناك تقدير و احترام حقيقي للمكون الثقافي و الحضاري الامازيغي، باعتباره من ابرز مكونات الشخصية المغربية، و الدعامة الأساسية للهوية المغربية ، و يجب تفعيلها من اجل
    محاولة اعادة الاعتبار و التوازن لها و للشخصية والهوية المغربيتين المتاصلتين ، يجب ان يكون

    (5) وثيقة "منهاج اللغة الامازيغية " ، وزارة التربية الوطنية ، مستوى الغايات و المبادئ ، النقطة الثانية ، ص.2 ..
    (6)- الوثيقة نفسها ، نفس الصفحة .
    (7) - الوثيقة نفسها ، نفس الصفحة .
    (Cool - الوثيقة نفسها ، نفس الصفحة .
    (9) - الوثيقة نفسها ، نفس الصفحة
    (10) - الصافي مومن علي " الوعي بذاتنا الامازيغية " سلسلة الدراسات الامازيغية ، منشورات الجمعية المغربية للبحث و التبادل الثقافي 1996 ، الباب الاخير " منهج توحيد اللغة الامازيغية" ص. 98 . سمونا للطباعة و النشر .

    هناك ايمان بان اللغة الامازيغية بعد سنوات او بالاحرى بعد قرون من الاهمال و التهميش لازالت حية حاملة لقيم ثقافية و حضارية عريقة و راسخة في عمق البيئة المغربية ، و ان من الأهمية ان يتم تدريس الاجيال و تلقينهم ثقافتهم و حضارتهم الاصلية، و تاريخهم العريق باحداثه ووقائعه و رموزه البارزة الحقيقية ، ذلك لتحصينهم ( المتعلمين ) من تبعات الاستلاب و التبعية ، ثم النظر
    اليها على انها لازالت تعتبر لغة حية تحقق التواصل بامتياز داخل المجتمع المغربي ، و انها يجب
    تعتمد في الادارة و الاعلام و المدرسة ، و غيرها من القطاعات العمومية ، و انها يمكن ان تكون
    لغة لتداول مختلف العلوم و التكنولوجيات ، و التعاطي بها لجميع الاشكال الادبية و الفنية ، و من اجل ذلك و قبل كل شيء ، يجب ان توفر لها الحماية القانونية عن طريق دسترتها، باعتبار ان ذلك ، من جهة حق مشروع تؤكده الشرائع الدولية لحقوق الانسان التي تحتويها الجهات الرسمية في بلادنا ، لان ذلك سيؤكد ان هناك فعلا رغبة صادقة في تدريس اللغة الامازيغية كخطوة تستدعيها الضرورة التعليمية ، وليس بداعي التمويه السياسي الذي يرغب فقط في اسكات الاصوات المنادية بذالك ، او بعبارة اخرى لرغبة في در الرماد في العيون ، ومما سيؤكد ايضا تلك الرغبة الصادقة - وباعتبار ان إدماج الامازيغية سيتم في شقيه اللغوي والثقافي - انه يجب ان تتم مراجعة السياسة التعليمية القديمة الحالية التي تسيء للمكون الامازيغي من داخل المنظومة التعليمية ، وذلك من خلال السياسة اللغوية المجحفة المتداولة منذ تاسيس المنظومة التعليمية في المغرب ، ثم من خلال البرامج التعليمية التي تروج وتكرس لخلفيات سياسية ايديولوجية لا علاقة لها بالجانب التربوي ، باعتبار انها تحتقر و تحرف كل ما له صلة بالهوية الامازيغية .
    شاروخان الماروكان
    شاروخان الماروكان
    عضو مميز
    عضو مميز


    ذكر
    470
    العمر : 43
    لإقــامه : اجدير
    المهنة : مسير نادي انترنيت
    نقاط : 0
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 20/10/2007

    الفصل الاول موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير Empty رد: الفصل الاول موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير

    مُساهمة من طرف شاروخان الماروكان الخميس يناير 24, 2008 7:18 pm

    اذن يجب النظر الى اللغة الامازيغية على ان لها مؤهلات تسمح لها بالتطور و الرقي، و مواكبة التغيرات و التطورات العلمية و التكنولوجية و الادبية والفنية المستجدة على مستوى الساحتين الوطنية و الدولية ، و لما لا القول بانها قادرة على مجابهة اللغات العالمية ، و ان المنظومة التعليمية سيكون لها الدور البارز في كل دلك ، كما اننا يجب الا نغفل ان هذا الامر يستدعي استعدادا ماديا و معنويا كبيرين من خلال توفير الوسائل الضرورية المختلفة لضمان سير العملية ، مع مراعاة توجهات و نظريات علوم التربية ، و ان يتم وضع مخطط محكم و سليم يولى برعاية تامة ، و كل ذلك يقتضي تخصيص ميزانية كافية لتغطية جمبع تكاليف العملية ، كما ان الامر يستدعي الوعي باهمية اشراك الفعاليات و الجمعيات الثقافية و السياسية الامازيغية كاطراف مدنية مستقلة ، بالطبع لانهم راكموا تجربة هامة فيما يخص مسالة تدريس الامازيغية ، و في ما يخص المجال اللساني ، و الادبي ، و الفني و التي توجت بابحاث و دراسات كثيرة ، و بالتالى سيكون من المفيد جدا الاخد بتوجيهاتهم ، و الاستفادة من تجاربهم المتراكمة . عكس ما ثم اثناء العمل على انجاز نص "ميتاق التربية و التكوين " ، و الى جانب ذلك سيكون مفيدا استحضار التجارب الدولية لتدريس اللغة و الثقافة الامازيغيين خاصة التي خاضتها العديد من الدول الأوروبية للاقداء بها .
    كذلك نشير الى انه على عكس بعض اللغات و الثقافات التي تنمي في متعلميها الانتماء العرقي ، والعصبية القبلية ، فان الامازيغية يجب توجيهها عكس ذلك لتنمي في متعلميها بالاضافة الى الاعتزاز و الافتخار و التشبت بهويتهم و ثقافتهم ، الشعور بالانتماء للكونية الانسانية بتعميق ثقافة الانفتاح، والتسامح ، و احترام الاختلاف باعتبار ان ذلك سيقودنا الى عالم تسود فيه القيم الانسانية النبيلة و هذا الامر يقتضي الموازنة بين تلقين القيم الحضارية الاصلية التي تغذي الذات و تحميها ، وبين القيم الكونية السامية التي ستساعد على تكوين اجيال قادرة على رفع التحديات و الانخراط في الركب العلمي و التكنولوجي والفكري العالمي .
    2- الوسائل الديداكتيكية المعتمدة لتدريس الامازيغية :
    كما نعلم فتجربة ادماج الامازيغية في المدرسة العمومية في المغرب اعلن عن انطلاقها مند السنة الدراسية 2003/2004 و قد شهدت العملية اختلالات كثيرة ، ومن ذلك عدم التزام الاطراف المعنية بتوفير الوسائل الديداكتيكية الضرورية في الوقت المناسب ، فقد انطلقت العملية في البداية دون ان يتوصل المدرسين و المتعلمين على حد سواء ولو بالكتاب المدرسي ، و لم يتم التوصل به الا قبل انتهاء السنة الدراسية بمدة قصيرة ، و هو ما نتج عنه حينداك ردود فعل مندهشة ، و مستغربة خاصة في صفوف المدرسين ، و ظهرت ايضا ردود فعل مستنكرة من داخل الشارع السياسي المغربي بلغت حد التحفظ من العملية و من مؤسسة "المعهد الملكي للثقافة الامازيغية" باعتبارها المسؤول المباشر في هذا الشأن باعتبار انها التزمت بانجاز تلك الوسائل بمقتضى كل من"ارضية العمل المشترك بينها و بين الوزارة "، ثم بمقتضى اتفاقية الشراكة التي وقعتها مع الوزارة، و بالضبط المادة الثالثة التي تنص على "عمل المعهد على اعداد المعاجم العامة و القواميس المتخصصة و مسارد الالفاظ الخاصة باللغة الامازيغية و كذلك اعداد خطط عمل بيداغوجية من اجل ادراج اللغة و الثقافة الامازيغيين ضمن البرامج الخاصة بمقررات الشان المحلي و الحياة الجهوية" (11) . و المادة الثانية الواردة على مستوى متطلبات تكوين الاطر و تدريس الامازيغية من وثيقة "ارضية العمل المشترك بين المعهد و الوزارة " حيت نصت على "اعداد كتيب يتضمن تارصيد اللغوي للسنة الاولى من التعليم الابتدائي في الاما زيغية و موجز للنحو و اللغة الواصفة من طرف المعهد قبل 15 يونيو 2003 وعرضه على الوزارة لطبعه وتزويد اساتذة ومفتشي ومديري مدارس عينة التطبيق بنسخ منه "(12) .
    وفي هذا الصدد ايضا نتدكر التصريح الذي ادلى به السيد عميد المعهد اكد فيه بان المعهد قام " باعداد الادوات المدرسية كما هيأ كتابا يحمل عنوان " Awal inu " وبعد ذلك كتاب القراءة و كتابة الامازيغية "tamazight tifawin a" علاوة على اعداد الدليل التربوي ومجموعة من الحوامل البيداغوجية "(13). لكن على مستوى الواقع الدراسي لم يظهر سوى الكتاب المدرسي ، ودليل المدرس ، لكن ذلك لم يتم الا قبل نهاية السنة الدراسية بمدة قصيرة جدا ، و تجدر الاشارة هنا الى ان عملية توزيع هذين الكتابين قد شابتها تناقضات ، بحيث انه عكس الكتب المدرسية الاخرى التي تولى الخواص توزيعها فان كتاب اللغة الامازيغية تولت الوزارة نفسها توزيعه واخفقت في ذلك رغم قلة عدد المدارس المعنية ، وماذا لو ان الامر يتعلق بجميع المدارس في المغرب . اما بخصوص الوسائل التعليمية الاخرىكالمعاجم و مسارد الالفاظ، وموجز النحو واللغة الواصفة ... فالى حدود يومنا هذا ورغم الاعلان عن وجودها لم يتم توزيعها على المدرسين او حتى تزويد المكتبات بها .
    - الكتاب المدرسي :
    توطئة عامة :
    كما هو معلوم : فان عملية وضع المقررات الدراسية تعتبر مسالة جد دقيقة لا تحتمل أي مجال للاخطاء ، لدى يلزم إخضاع العملية لمعايير منهجية علمية ، ومن قبل اطراف متخصصة مسئولة باعتبار ان تلك البرامج ستوجه لاجيال موجودة في طور التكون الذي ستلعب فيه تلك المقررات دور كبير في التوجيه و التكوين الاساسيين ، وبالتالي فانها مسالة يجب انجازها خارج اطار أي خلفية

    (11) - نص " اثفاقية الشراكة الموقعة بين وزارة التربية الوطنية و المعهد الملكي للثقافة الامازيغية " وزارة التربية الوطنية ، الرباط 26 يونيو 2003 ، المادة الثالثة .
    (12) -" ارضية العمل المشترك بين وزارة التربية الوطنية و المعهد الملكي للثقافة الامازيغية " وثيقة "ادماج تدريس اللغة الامازيغية في المسارات الدراسية 03-2004 " وزارة التربية الوطنية ،الرباط مايو 2003 ،المادة الثانية،ص1
    (13)- بوكوس احمد في برنامج " لقاء مفتوح " القناة الاولى المغربية ، يوم 12 غشت 2004 .
    ايديولوجية من شانها ان تقود العملية التعليمية و معها الاجيال المتعلمة نحو متاهات لا تربوية خطيرة ، فالامر اذن يفترض الانضباط لتوجهات علوم التربية في جوانبها السوسيولوجية ، و السيكولوجية التي صارت بمثابة الدعامة الاساسية لكل ممارسة تربوية تعليمية ، ثم في جانبها البيداغوجي الذي يعتبر دا اهمية كبيرة في انشاء الاستراتيجيات الديداكتيكية الخاصة بالتدريس .
    فيجب اذن على تلك البرامج ان ترتكز بشكل كبير على المحيط السوسيو ثقافي المغربي ، من خلال التعريف بابعاده اللغوية ، والثقافية ، والتاريخية والجغرافية ليستوعبها المتعلمون قبل أي محاولة للانفتاح على المحيط الاجنبي بجميع روافده ، لان ذلك من شانه حماية المتعلمين من مرارة التبعية والاستلاب الذين كرستهما البرامج التعليمية في المغرب بسبب تمجيدها للغات و ثقافات و تاريخ مجتمعات اجنبية ، وفي المقابل تقزيم الخصوصيات الوطنية الاصلية التي يمكن ان تكون ذات اهمية بالغة في توجيه و تكوين الاجيال اذا ما تم استثمارها في البرامج التعليمية بشكل واضح .
    اضافة الى ذلك فالكتب المدرسية يجب ان تكون موحدة و تنجز بشكل تدريجي يراعي مستوى كفاءات و مؤهلات المتعلمين ، ويتم الحرص على اخضاع تلك المراجعة من حين لاخر لتحسين جودتها.
    * الكتاب المدرسي للسنة الاولى من التعليم الابتدائيTifawin a tamazight
    صدر هذا الكتاب عن وزارة التربية الوطنية بتعاون مع المعهد الملكي للثقافة الامازيغية في اطار تنفيذ مواد ارضية العمل المشترك بينهما ، وبرسم الاتفاقية المبرمة بينهما و التي تخول انجاز الكتاب المدرسي و باقي الوسائل التعليمية للمعهد، و قد تم انجازه من طرف مجموعة من الباحثين ينتمون الى مركز البحث الديداكتيكي و البرامج التربوية التابعة للمعهد ، وبمساعدة من خبراء مديرية البرامج و المناهج بوزارة التربية الوطنية ، ومجموعة من الممارسين و المفتشين بالتعليم الابتدائي .
    و قد اعتمد هذا الكتاب على " بيذاغوجية الكفايات التي تبنتها برامج التعليم بالمغرب ، وتتجسد في ما يلي : - الكفايات التواصلية التي تسعى إلى جعل المتعلم قادرا على التواصل و القراءة و الكتابة - الكفايات المنهجية كالملاحظة و التركيز و التفكير المنطقي ، و تنفيذ التعليمات بدقة و موضوعية - الكفايات الاستراتيجية ، و منها على سبيل المثال : التنسيق بين حركات المتعلم ، التموقع في الزمان و المكان ، التعبير عن الشعور و الأفكار ، احترام الآخر ، الشكر ، الخ ... - الكفايات الثقافية بغية إدماج المظاهر الثقافية المحلية في ما هو وطني ، ترشيد التراث الثقافي الامازيغي عن طريق توظيف الأشعار و الأناشيد و الحكايات و الألغاز و الحكم الخ .." ( 14) . و حسب نفس المصدر فان " الكتاب يستجيب لمنهاج اللجنة الوزارية المكلفة بإعداد برامج تعليم اللغة الامازيغية ، بحيث نجده يتكون من اثني عشر وحدة تربوية موزعة زمنيا على أسبوعين لكل وحدة تربوية ، وقد خصصت أربع أسابيع كاملة للدعم و الحصيلة ، كل وحدة تربوية تبدا بمدخل استعراضي متبوع بحملة من الانشطة حول التواصل و القراءة و الكتابة ثم التوظيف او الاستعمال اللغوي الذي تمرر اثناءه بكيفية ضمنية مجموعة من القواعد النحوية و الصرفية . كما ان هناك مجالا لمختلف الالعاب التربوية و النصوص الثقافية " ( 15) . و تشير ايضا صاحبة هذه الدراسة الى انه " تذيل كل وحدة تربوية بتقويم تكويني يستهدف فحص درجة اكتساب مختلف الكفايات ، يقترح المؤلف كيفية اللجوء الى بيداغوجية الدعم و المساعدة كلما دعت الضرورة الى ذلك بواسطة مؤشرات ملموسة و قابلة للقياس على شكل تمارين في المعجم و القراءة و الكتابة و التوظيف اللغوي " ( 16) .
    مهما كان الحال فان هذا الكتاب قد تضمن مجموعة من النواقص ، فالحقيقة هناك ثلاث كتب

    (14)- اكناو فاطمة ، " الكتاب المدرسي الجديد tifawin a tamazight " مجلة inghmisen n usinag ، العدد 2 ، ماي 2004 .
    (15)- المصدر نفسه .
    (16)- المصدر نفسه .
    شاروخان الماروكان
    شاروخان الماروكان
    عضو مميز
    عضو مميز


    ذكر
    470
    العمر : 43
    لإقــامه : اجدير
    المهنة : مسير نادي انترنيت
    نقاط : 0
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 20/10/2007

    الفصل الاول موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير Empty رد: الفصل الاول موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير

    مُساهمة من طرف شاروخان الماروكان الخميس يناير 24, 2008 7:18 pm

    مدرسية مخصصة للمستوى الدراسي نفسه ، أي السنة الاولى من التعليم الابتدائي ، وهي صادرة باللهجات الثلاث Tarifit في الشمال ،Tazayanit في الوسط ، وT achlhit في الجنوب ، هذا على عكس ما كان يرغب فيه الكثير من المتتبعين الذين رغبوا في اصدار كتاب مدرسي واحد بلغة
    امازيغية معيارية موحدة ، فقد اثار هذا الامر ردود فعل مستغربة و غير راضية عن ذلك الواقع ، و قد وصل الامر الى درجة التحفظ من العملية ، و قد ظهرت تلك الردود حتى من داخل المجلس الاداري للمعهد ، وقد لوحظ ذلك خلال الدورة التي عقدها المجلس في شهر ابريل 2004 ، حيث عبر بعض الاعضاء عن عدم رضاهم خاصة على صدور الكتب الثلاثة باللهجات الثلاث باعتبار ان ذلك الامر سيكرس التفرقة و سياسة اللهجنة المعتمدة رسميا في المغرب ، كما يبدو ذلك من خلال ما كان يطلق عليه " نشرة اللهجات " و هو ما حاولت لجنة الميثاق تكريسه في قطاع التعليم ، فذلك يتناقض مع ما تدعو اليه الجهات المطالبة بادماج الامازيغية أي الالتزام بمبدا التوحيد ، وكذلك و ارتباطا بالجانب اللغوي دائما نضيف ان الكتاب لم يختتم بمعجم لشرح اهم المفردات التي وردت فيه خاصة التي سيتعرف عليها المتعلم و المعلم على حد سواء لاول مرة ، كما ان الكتاب لم يتخلص من جميع الكلمات الدخيلة و يظهر ذلك في الصفحة العاشرة من الكتاب، حيث تم استعمال مصطلح " Ism inu" المستورد من العربية بدل المصطلح الامازيغي الاصلي "Assagh inu " .
    وفي جانب اخر فيجدر الذكر بان الكتاب ان انجز باعتماد ابجدية " Tifinagh " ، الصيغة التي احدثها المعهد و اعتمدها ، و باختزال شديد نشير الى ان عملية اختيار الحرف المناسب لكتابة و تدريس الامازيغية قد تحولت الى زوبعة ، او ما سمي حينذاك " بمعركة الحرف " و هي فعلا معركة مفتعلة ، فالواقع ان هناك تباين في الاراء ما بين مؤكد للأبجدية اللاتينية ( الكونية ) ، و مؤكدة للأبجدية الامازيغية الأصلية تيفيناغ ، او للأبجدية الآرامية المسماة عربية ، و تحول هذا التباين الى صراع سجالي حكمته خلفيات سياسية ضيقة تخدم مصالح جهات معينة ، وقد انطلق ذلك مباشرة بعد صدور بيان مكناس في 5 اكتوبر 2002 من طرف جمعيات و فعاليات امازيغية اجتمعوا لتدارس المسالة ، وبناءا على مجموعة من المعايير العلمية و التقنية - حسب تعبير البيان - ثم اختيار واعتماد او بالمعنى الاصح تبني الحرف اللاتيني ( الكوني ) ، وهو ما جعل تلك الجهات تشن حملة شرسة على القرار، و هو للتذكير نفس الشيء الذي قاموا به لإفشال " مدونة إدماج المراة في التنمية "، وقد استطاعوا الزج بالعملية في متاهات سياسوية عقيمة ، الغرض منها النيل من مصلحة اللغة و الثقافة الامازيغيين . على اية حال ، و كما قيل فان المعهد قد حسم في الأمر بتبنيه للأبجدية الامازيغية" Tifinagh "التي اقام عليها تعديلات ، و بغض النظرعن ملابسات هذا القرارفان الأمر الذي يثير الاستغراب هو ان المؤسسة رغم وجودها تحت اشراف اعلى هيئة في البلاد ، باعتبارها مؤسسة استشارية لدى الملك فان قرارها في اختيارTifinagh لكتابة الامازيغية لم يحظى بالاحترام لدى جهات مخزنية اخرى و يؤكد ذلك ما وقع مثلا في الناظور حيث تم اقتلاع علامات طرقية مكتوبة الى جانب الحرف " العربي " بالحرف الامازيغي تم وضعها من طرف المجلس البلدي ، ويجدر الذكر ان الامر بالاقتلاع قد صدر عن السيد عامل الاقليم . وبغض النظر عن ذلك و عودة الى الكتاب المدرسي ، نشير الى ان هناك خلل تقني يبدو لنا من خلال ملامسة او تصفح الكتاب مفاده ان المتعلم لكي يتمكن من تصفح و قراءة ما ورد فيه عليه ان يكون ملما مسبقا بحروف Tifinagh ، لكن حسب الكتاب فان القدرة على ذلك لن يمتلكها المتعلم الا عند مشارف نهاية السنة بحكم انه يقدم الحروف موزعة على مدى السنة كلها ، فمثلا لن يتعرف المتعلم على حروف الراء بنوعيه المشدد و المخفف ، ثم الزاي بنوعيه الا في الوحدة ( Tagzumt ) 12 ، و عكس ذلك فمن اجل اعتماد هذه الابجدية يلزم ان تكون الجذاذات الاولى من الكتاب مخصصة فقط لتلقين حروف هذه الابجدية حتى يتمكن المتعلم من الدخول و التعاطي لمواد الكتاب بشكل طبيعي .
    و بالنسبة للوحدات الديداكتيكية الواردة او المعتمدة في هذا الكتاب فهي كالآتي :

    الوحدة
    Tagzumt



    الكتابة Tirra

    Tighri
    العاب تربوية النحو والافتاء النحو و الإفتاء القراءة التواصل
    awrar tajrumtd-usefti amsawad



    الشعر لاحظ - Zer
    Tizlit اسمع-
    شاروخان الماروكان
    شاروخان الماروكان
    عضو مميز
    عضو مميز


    ذكر
    470
    العمر : 43
    لإقــامه : اجدير
    المهنة : مسير نادي انترنيت
    نقاط : 0
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 20/10/2007

    الفصل الاول موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير Empty رد: الفصل الاول موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير

    مُساهمة من طرف شاروخان الماروكان الخميس يناير 24, 2008 7:19 pm

    اما بالنسبة للمواضيع او المجالات التي لامسها الكتاب فهي على التوالي : الاسرة ، المدرسة ، الحي ، المحافظة على البيئة ، الصحة ، المناسبات ، الاسفار و العطل ؛ و الملاحظ في هذا الصدد ان الكتاب لم يتضمن ما يعبر عن ادماج المظاهر الثقافية المحلية في ما هو وطني و ما يعبر عن ترشيد التراث الثقافي الامازيغي ، سواء في الاناشيد و الاشعار ، و لا في مواضع وحدة التواصل ، فقد تم عرض مواضع مالوفة ، ناهيك عن تناولها بشكل سطحي بسيط ، ولا تحاول ترسيخ تلك القيم الجميلة التي لم يكن الطفل قادرا على اكتسابها قبل تكسير عقدة اللسان التي تصده عن ذلك .
    عموما فالموضوعات كثيرة و متداخلة ، يمكن استخراجها من حقول كثيرة لكن هذه العملية تعتبر في غاية الدقة لا تحتمل العشوائية و الاعتباطية ، فاستخراج او اختيار المواضيع يخضع لمعايير كثيرة دقيقة تضمن الاختيار السليم المناسب و نذكر منها ما يلي :
    Ø الانطلاق من الغايات و المبادئ و التوجهات المسطرة لوحدة اللغة الامازيغية .
    Ø الانضباط لمحيط المتعلم و حياته اليومية و ما يقع فيهما .
    Ø اختيار مواضيع تمكن المتعلم من التعرف على بيئته الثقافية و الاجتماعية قبل الانفتاح على العوالم الخارجية .
    Ø إعطاء القيمة الأساسية للخصوصيات الثقافية و اللغوية و التاريخية الامازيغية في اختيار الموضوعات، و الانطلاق من الذات الجماعية المحلية مع إعطاء مكانة للقيم الإنسانية السامية كمبادئ الديموقراطية، الحداثة و ثقافة حقوق الإنسان ...
    Ø ربط المتعلمين بالثورة العلمية و التكنولوجية وبعالم الفكر و المعرفة .
    Ø تزويد المتعلمين بمعارف قادرة على تقوية شخصيتهم و تحتهم على الحركية و العمل بدل الجمود و التكاسل ، وتشجيعهم على البحث و الإبداع و استثمار طاقاتهم و كفاءاتهم .
    Ø تحاشي المواضيع ذات المضامين الأسطورية الخرافية لأنها حسب د. جغايمي جامع تخلق لدى الأطفال عقلية ساذجة خرافية مما سيجعلهم غير قادرين على فهم الأحداث و الظواهر و تفسيرها و تحليلها علميا .
    Ø إقرار مواضيع تربي الأطفال على كيفية المحافظة على صحة أجسامهم و رشاقتها ، و الوقاية من الأمراض الخطيرة ، و مدى أهمية ذلك في حياتهم .
    Ø إقرار مواضيع قادرة على توعية الأطفال بالمشاكل التي تصيب البيئة و تهددها ، و حثهم على المحافظة عليها .
    Ø توعية الأطفال بواجباتهم الوطنية و الدينية و الثقافية ، وأهمية الالتزام بها ، وكذلك بحقوقهم التي يحق لهم الاستمتاع بها .
    Ø مراعاة المراحل النمائية التي يمر بها المتعلم و مراعاة خصائص كل مرحلة في اختيار المعارف مما يفرض تقديم المواضيع بشكل تدريجي يرتكز على الانطلاق من البسيط نحو المركب و من المحلي فالوطني ثم الأجنبي ...
    -اللغة الامازيغية بين إشكالية المتغيرات و البحث عن لغة معيارية موحدة :
    بداية نشير الى انه رغم الظروف القاسية التي مرت منها اللغة الامازيغية عبر صيرورتها التاريخية فقد استطاعت ان تظل صامدة ، حية ، مستمرة الى يومنا هذا ، عكس الكثير من اللغات التي عاصرتها او عايشتها في القرون الاولى كالفنيقية و الارامية و الكنعانية..... و التي اختفت و لم تعد متداولة ، كما ان الامازيغية قد جاورت على الدوام لغات قوية تمتعت بسلطة و بحماية رسمية فائقة كالرومانية و الفينيقية و الفرنسية و العربية ... فالامازيغية على حد تعبيرالأستاذ جغايمي جامع عبر مسيرتها " كانت تصطدم دوما بلغات الدول الوافدة على المغرب مما ينتج عنه دوما تواجد لغة غالبة و لغة مغلوبة ، لغة محمية و اخرى غير محمية ، لغة قاهرة و اخرى مقهورة ، لغة مساندة رسميا واخرى غير مساندة ، وهذا ما يفسر تراجعها أمام البونية و اللاتينية والعربيـــة" (17) ، فتهميش هذه اللغة و اقصاؤها و عدم ادراجها في القطاعات العمومية كالتعليم و الاعلام ... جعلها تبقى لغة شفوية تغرق في مستنقع التحريف و التغيير ، و هذا الواقع راجع لاسباب واضحة . فقد كان وقع الطروحات القومية و الاصولية عميقا و مؤثرا سلبا على اللغة الامازيغية و ثقافتها و جميع تجلياتها ، فبناء على تلك الخلفيات صار كل ما له صلة بالامازيغية مرفوضا و ممنوعا ، فالدستور مثلا في المغرب كرس دائما و لازال نظام اللغة الواحدة التي هي العربية ، و جعل دائما و لازال المغرب جزءا لا يتجزأ مما يسمى" بالمغرب العربي " و من " العالم العربي " ، ونفس الامر تكرسه التوجهات الأصولية الاسلاموية التي تحتقر اللغة و الثقافة الامازيغيين و تحاول فرض منطق اللغة المقدسة و المدنسة الذي لا يعترف سوى بلغة القران دون سواها ، وبالطبع فذلك يتنافى مع جميع التوجهات الديموقراطية العادلة .
    و زيادة على ذلك ، فان اللغة الامازيغية تأثرت بانعدام الوعي بأهميتها لدى المتحدثين بها ، و يتجسد ذلك من خلال مظاهر سلبية كالتنكر لها و الارتباط بلغات أجنبية ، و أكثر من ذلك بدل جهود لخدمتها و الارتقاء بها و عكس ذلك لا يبدون أي ارادة او استعداد لخدمة و تطوير و تفعيل لغتهم الأصلية و الحفاظ عليها من الاندثار، و هو سلوك يعكس واقع الاستلاب و التبعية الناجمان عن واقع الإقصاء و التهميش اللغوي و الثقافي من جهة ، و من جهة ثانية ، فهما ناجمان عن طبيعة التوجهات الرسمية التي تروج عبر القطاعات الحية كالإعلام و التعليم . لكن رغم ذلك لا يمكن ان ننكر بروز العديد من الباحثين و المهتمين الذين كسروا الصمت الرسمي حيال اللغة الامازيغية
    وتجلياتها ، و قد واجهوا عراقيل كثيرة نظرا لغياب الإمكانيات المادية و اللوجيستيكية الضرورية ، و بفضل مثابرتهم و تحديهم استطاعوا ان يخلفوا انجازات مهمة شملت الكثير من الدراسات القيمة ذات الطابع العلمي احيانا ، و الطابع الحقوقي احيانا اخرى ، و عموما فقد تمكنت من فتح افاق واسعة امام اللغة الامازيغية ، حيث بفضلها بدا علميا ان هناك امكانية كبيرة لاعادة بناء و تطوير

    (17)- "هوية المدرسة المغربية " جغايمي جامع ، السلسلة التربوية 1، الطبعة الاولى 1995 ، مطبعة شروق اكادير ، ص 43 .
    هذه اللغة ، لكن الامر المؤسف هو ان هناك جهات لازالت لا تطيق أي محاولة لاعادة الاعتبار لهذه اللغة ، و ان من صالحهم ان تبقى مندثرة مهلوكة و " ملهجنة " ، فبالنسبة لاشكال المتغيرات / اللهجات فهي ظاهرة لا تعاني منها فقط الامازيغية و انما هي تشمل العديد من اللغات الإنسانية بما في ذلك اللغة العربية ، فنحن نعلم ان العربية المسماة اليوم بالفصحى قد كانت مجرد لهجة للقبائل القريشية ، و هناك لهجات عربية كثيرة لازالت متداولة ، وبالتالي فهذه المسالة لا يجب ان تكون حجة للحكم على الامازيغية و غيرها بالضعف ، و ان كان ذلك ( أي اشكال اللهجات ) حاصل في الواقع و انه يعتبر وضعا شادا و غير صحي ، لكن ما لا يجب ان نغفله هو ان هذا الواقع اللهجي لن يكون وقعه السلبي عميقا لولا الوضع السياسي العنيف الذي عاشت في ظله هذه اللغة عبر صيرورتها التاريخية ، و الذي حكم عليها دائما بالإقصاء و التهميش مما أنهكها و ازمها ، لكن رغم كل ذلك وكما اسلفنا الذكر فان اللغة الامازيغية استطاعت ان تستميت و تبقى حية يتداولها اغلب سكان المغرب ، و في نطاق جفرافي واسع يغطي جميع التراب الوطني باعتبارها لغتهم الاصلية ، و تداولها كما نعلم يتم على شكل ثلاث متغيرات / لهجات رئيسية Tarifit ، Tazayyanit و Tachelhit .
    فالواقع ان من حاول التامل او المقابلة بين متغيرات اللغة الامازيغية داخل المغرب على الاقل ، سيبدو له جليا ان هناك تقارب و تشارك كبيرين موجودين بينها ، و هو ما يقودنا الى القول بان الامازيغية كانت في لحظة ما لغة واحدة ، ثم لحقتها تفرعات او انشقاقات مثل ما وقع للاتينية ، و ذلك ناجم عن عوامل مختلفة كارتفاع نسبة السكان الامازيغ و نشاط عملية التنقل او الهجرة داخل مناطق العالم الامازيغي .و بالتالي فتوزع و تشتت الامازيغ داخل هذا المجال الجغرافي المعروف ب Tammazgha و إقامة تجمعات اقليمية متعددة : كالتجمع الريفي و التجمع الاطلسي و السوسي في المغربي ، و كالتجمع القبايلي و الشاوي و المزابي في الجزائر و الطوارقي (Itwarigen ) ... وغيرها من التجمعات ، فكل ذلك الى جانب الظروف المناخية الطبيعية و انعدام التواصل ادى الى حدوث تغيرات في بنيات اللغة الصوتية ، النحوية الصرفية و المعجمية وهو انتج لنا بعد صيرورة تاريخية جميع هذه المتغيرات .
    رغم ذلك بقيت هذه المتغيرات تحتفظ بخصائص مشتركة تجعلها متقاربة جدا في ما بينها ، و هو ما جعل الدراسات اللسانية التي تناولت اللغة الامازيغية تؤكد ان هناك امكانية كبيرة لبناء لغة امازيغية موحدة منمطة ، وهي امكانية واضحة قد تبدو حتى لمن كان على دراية بسيطة بهذه اللغة ، فايجاد اللغة الأصلية الأم عملية سهلة لا تتطلب سوى إجراءات بسيطة لتطهير تلك المتغيرات و تقويم بنياتها مما علق بها من تحريف و دخيل أجنبي ، فمثلا على مستوى البنية الصوتية ، فما وقع هو أن الأصوات تغيرت و حرفت بعضها و هو ما نتج عنه الاختلاف الحاصل في نطق الكلمات من مجموعة اقليمية الى اخى ، و كنموذج لذلك فنقول في الجنوب " Agllid " ( أي الملك ) و في الاطلس " Ayllid " ، وفي الشمال " A llid " ، فهذه المسالة يمكن - كما اشرنا الى ذلك - معالجتها اما بتصحيح التحريفات و التغيرات ، او كما اقترح احد الباحثين بجعلها مترادفات مثل :
    " Ull " ( أي القلب ) و " Urr " ، لكن هذا الأمر رهين بإجراءات أساسية قبلية . فقبل كل شيء يجب ان تكون هناك ارادة سياسية حقيقية لدى المعنيين ، و العمل على خلق ظروف سامحة بانجاز هذا المشروع ، ووضع استراتيجية شاملة و محكمة و ذلك في اطار معهد مستقل يتمتع بسلطة تقريرية ، مع الحرص على الاستفادة من المناهج و الاليات و الخطط التي اجتهد الباحثون السباقون الى الاشتغال على هذه اللغة في وضعها وشرح اجراءاتها ، ومن انجازات علوم اللسانيات خاصة المعاصرة ، وسيكون مفيدا استحضار تجارب اللغات التي خاضت هذه التجربة للاقتداء بها . فاذا تحقق مشروع المعيرة ستكون اللغة الامازيغية قد استكملت كليا جمعها للشروط الاساسية المعتمدة عالميا في تعريف اللغة كالاستقلالية و التاريخية و الوظائفية التداولية التي تتمتع بها اصلا .
    الى جانب منهجية " التقويم و التطهير " ، هناك من اقترح منهجية اخرى ، فبدل انشاء لغة موحدة يمكن اختيار احدى المتغيرات الحالية التي يعتقد أنها الأقرب إلى المتغيرات الأخرى ، و الأسهل استيعابا من طرف الجميع، وقبل نشرها يجب إخضاعها لدراسات مكثفة، و هناك من يعتقد أن المتغيرة المناسبة هي امازيغية الأطلس التي تحتل جغرافيا موقع الوسط بين الريف وسوس . و هناك إشكال آخر مفاده أن مسالة التوحيد و المعيرة تطرح من قبل البعض على مستوى النطاق الجغرافي المغربي فحسب ، في حين هناك من يطمح في ذلك على صعيد نطاق واسع يشمل معظم الدول الامازيغية اوعلى الاقل معضمها، ونشير الى ان ذلك كان من ضمن النقاط التي طرحها المؤتمر العالمي الامازيغيLe congres mondial amazigh منذ المؤتمر التمهيدي المنعقد سنة 1994 .
    شاروخان الماروكان
    شاروخان الماروكان
    عضو مميز
    عضو مميز


    ذكر
    470
    العمر : 43
    لإقــامه : اجدير
    المهنة : مسير نادي انترنيت
    نقاط : 0
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 20/10/2007

    الفصل الاول موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير Empty رد: الفصل الاول موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير

    مُساهمة من طرف شاروخان الماروكان الخميس يناير 24, 2008 7:19 pm

    اذن فتلك اللغة الامازيغية المعيارية الموحدة المنشودة هي التي ستكون لغة التعليم و التعلم ، و ستعتمد في الكتب المدرسية ، كما ستعتمد في المجالات الاخرى ، مما سيخول لها ان تكون اللغة المتداولة بدل المتغيرات ، فتدريس الامازيغية على اساس التقسيم اللهجي الذي نعيشه حاليا بدل اللغة الامازيغية الموحدة ، من جهة سيعكس على حد تعبير احد الباحثين الصورة المشوهة للغة الامازيغية ، و من جهة ثانية فانه سيؤدي الى عواقب وخيمة على اللغة ذاتها ، وعلى المجتمع الامازيغي و المغربي بحيث من شان ذلك ان يؤدي الى ترسيخ جدور تلك المتغيرات ، و توسيع الهوة في ما بينها مما سيحصل عنه صعوبة كبيرة في التفاهم و التواصل بين الناطقين بالامازيغية ، كما ان ذلك سسيكرس واقع التعدد من داخل اللغة الواحدة ، وليس مستبعدا ان تتحول تلك المتغيرت الثلاثة الى لغات وطنية كما حصل لمتغيرات اللغة اللاتينية ، و كل ذلك سينجم عنه تكريس تقسيم جهوي خطير مبني على اساس لغوي الى ثلاث مناطق،و لما لا خلق نزعة نحو التفرقة بين المواطنين من خلال الجهات الثلاث الكبرى للبلاد ، ففي هذا الصدد فان " الذين يدعون الى تدريس الامازيغية من خلال اللهجات ... انطلاقا من هذا الواقع اللسني المعاش يقترحون تدريس هذه الهجات كمرحلة اولية وينسون ان هذا الاقتراح ينطوي على عدة مخاطر يتمثل بعضها في كون العمل من هذا القبيل سيقودنا حتما الى إحلال اللهجات محل اللغة الامازيغية الفصيحة و بالتالي تكريس مبدا التعدد اللغوي و الثقافي على الصعيد الوطني عوض مبدا التوحيد مما يؤدي الى تكريس التفرقة بين المواطنين المغاربة و تشتيت و حدتهم و عضويتهم و يفاقم التباعد بين الجهات الوطنية و جهات بلاد تامازغا مثلما يؤدي الى خلق التنافس بين تلك اللهجات الامر الذي سينتج عنه بالضرورة خدمة التجزئة عوض الوحدة و الانصهار " (18) .
    فانطلاقا من واقع التماثل و التطابق الكبيرين الموجودين بين المتغيرات الامازيغية ، أي وجود خصائص مشتركة بينها على مستويات كثيرة نحوية ، صوتية، صرفية ومعجمية ... و بالتالي فهناك إمكانية كبيرة لتوحيد و معيرة اللغة ، أي إنشاء لغة امازيغية منمطة موحدة أو بالاحرى محاولة بناء اللغة الأصلية التي تفرعت عنها المتغيرات ، وتبقى اذن الفوارق الموجودة بين تلك المتغيرات قليلة تتجسد في مجموعة من التحريفات و التغييرات التي لحقت بنيات اللغة ، وكما اشرنا الى ذلك فهناك امكانية لمعالجتها و ذلك " عن طريق تخليص و تطهير و تقويم البنية الصوتية و الصرفية و النحوية ( للمتغيرات) مما علق بها من تحريف او اعوجاج ، و ما داخلها من دخيل اجنبي ، واتباع مبدا التطهير و التقويم ، هذا يفضي بنا مباشرة و بصفة تلقائية الى الحصول على اللغة الموحدة التي يجب أن تكون أساس الكتاب المدرسي المخصص لتعليم أجيالنا حتى ينشاوا
    (18) -جغايمي جامع في حوار له مع جريدة "العالم الامازيغي" العدد 37 ، سبتمبر 2003.
    في المستقبل و هم يتواصلون بلغة امازيغية سليمة خالية من أي تشويه " ( 19) .
    إذن فعملية التقويم و المعيرة هاته سنركز فيها على المنهج الذي وضعه احد الباحثين ( 20) ، و الذي يلامس كل من البنيات الصوتية و الصرفية و النحوية ، و ذلك كما يلي :
    q البنية الصوتية :
    في هذا المستوى سيتم تطهير و تخليص اللغة الامازيغية من مختلف أنواع التحريف و الاعوجاج ، ومن الأصوات الدخيلة ، و إحلال الأصوات الأصلية محلها و هو ما سيقودنا للحصول على نظام صوتي موحد و خال من الأخطاء ، وفيما يلي سنحاول عرض نماذج التحريفات الناجمة عن قلب أو تبديل الأصوات ، و سنفصل ذلك في الجدول الآتي :
    (19)- "الوعي بذاتنا الامازيغية " ، الصافي مومن علي ، مرجع سابق ، صص 98- 99 .
    (20)- نقصد "نهج التقويم والتطهير" الذي اقترحه الصافي مومن في المرجع السابق ، الباب الاخير .
    نوع التبديل او التحريف اللفظ بالصوت المحرف اللفظ بالصوت الأصلي الكلمة بالعربية
    استبدال الكاف بالشين
    ءاشال- Acal ءاكال - Akal الأرض

    استبدال الكاف المعقودة
    ( )


    بالجيم
    ئينبجيون-Inb iwen ئينبكيون - Inebgiwen الضيوف
    بالياء
    تايوت - Tyyut تاكوت - Tagut الضباب
    بالواو
    ءاوو- Awwu ءاكو - Aggu الضباب
    بالخاء و الغين اداتي الربط "خ" و"غ" /
    " x" و" gh " اداة الربط " " /
    " g" " من"
    استبدال اللام بالراء ئيسرمان - Iserman ئيسلمان - Iselman الاسماك
    استبدال الميم بالنون
    ئيسودن - Issuden ئيسودم - Issudem قبل
    استبدال الباء بالفاء فافا - Vava بابا - Baba ابي
    استبدال اللام المشددة بالصوتين المزدوجين " دج"
    ءاجدجيد - Ajdjid ءاكليد - Agllid الملك

    استبدال التاء
    بالصوتين المزدوجين " تس" ءاكرتسيل - Agertsil ءاكرتيل - Agertil الحصيرة
    بالسين سوكا - Suga توكا - Tuga العشب
    بالهاء نهني - Nehni نتني - Netni هم
    استبدال الجيم بالصوتين المزدوجين " دج"
    ءادج - Adj ءاج - Aj دع
    استبدال الخاء بالحاء
    كرزح - Kerzh كرزخ - Kerzx زرعت
    استبدال الزاي بالهاء تاهارت - Taharet تازارت - Tazaret الثمر



    وأشار إلى أن الأصوات (الثاء ) و ( الذال ) و (الظاء) لا تنتمي الى اللغة الامازيغية و إنما هي دخيلة تأتي محل الأصوات الأصلية التالية ( التاء) و (الدال ) و ( الضاض ) ، ونموذج ذلك باتلنسبة (للثاء) قولنا (تاثبيرت) بل (تاتبيرت ) أي ( الحمامة) ثم (ثيخسي) بدل ( تيخسي ) ... و بالتالي فحينما يتم تصحيح النظام الصوتي للغة الامازيغية سيصبح مشكلا مما يلي :
    - المصوتات : اربعة وهي i- u -a التي تقابل في العربية حركات الشكل الثلاث النصب و الرفع و الجر . اما الرابعة يطلق عليها الضمة المختلسة او الجزم المرفوع ينطق في الامازيغية بصوتي الجزم و الرفع مجتمعين معا في ان واحد ، وهو يرتبط بحروف الكاف الصريحة و الكاف المعقودة ( ) و العين و نموذج ذلك قولنا ( ءاكدال - Agwdal )
    - الصوامت : وتشمل باقي الحروف الصحيحة كالألف و الباء و الدال و الفاء و الضاض و الكاف و الهاء و الحاء و العين و الغين و الخاء و اللام و الميم و السين و الشين الخ...
    q النظام الصرفي :
    في هذا الصدد يجب القيام بتقويمات اساسية تتمثل في ما يلي :
    - على مستوى صرف الافعال : سيتم ترسيخ الحالات التسع المعروفة بدل اختزالها في عدد اقل من ذلك يقع في بعض المناطق ، حيث هناك من يجمع صيغتي الجمع المخاطب المذكر و المؤنث في صيغة واحدة ، وفي مكان اخر يتم جمع صيغتي الجمع الغائب المذكر و المؤنث في صيغة واحدة ، وهو ما ينتج عنه نوع من الخلط الذي يؤدي الى الاختلاف ، فالمطلوب اذن ادراج او اعتماد جدول الصرف كاملا بصيغه التسعة الاتية :
    1 - صيغة المفرد المتكلم للمذكر و المؤنث معا ، نموذج ذلك قولنا ( ديخ - Ddix ) أي ذهبت.
    2 - صيغة المفرد المخاطب للمذكر و المؤنث معا ، نموذج ذلك قولنا : ( تديت - Teddit ( اي ذهبت او ذهبت .
    3 - صيغة المفرد الغائب المذكر ، نموذجه قولنا : ( ئيدا - Idda ) أي ذهب.
    4 -صيغة المفرد الغائب المؤنث ، نموذجه قولنا ( تدا - Tda) أي ذهبت .
    5 - صيغة الجمع المتكلم المذكر و المؤنث معا ، نموذجه ( ندا - Nedda) أي ذهبنا.
    6 - صيغة الجمع المخاطب المذكر ، نموذجه : ( تدام - Teddam ) أي ذهبتم .
    7 - صيغة الجمع المخاطب المؤنث ، مثال ذلك : ( تدامت - Teddamt ) أي ذهبتن .
    8 - صيغة الجمع الغائب المذكر ، مثاله : ( دان - Ddan ) أي ذهبوا .
    9 - صيغة الجمع الغائب المؤنث ، نموذجه قولنا ( دانت - Ddanet ) أي ذهبن .
    ونقس على ذلك جميع الافعال الامازيغية الاخرى مثلا نقول : سولخ - Sawelx / تساولت - Tsawelt / ئيساول- Isawel / تساول- Tsawel / نساول - Nsawel / تساولم - Tsawelm /تساولمت - Tsawelmt / ساولن - / Saweln ساولنت - Sawelnt / .

    -اما على مستوى ادوات صرف الافعال في زمن الحاضر و زمن المستقبل : فهناك اختلافات ملحوظة بين المتغيرات الامازيغية لكنها ليست عميقة ، فادوات صرف الافعال في زمن الحاضر المتداولة حاليا هناك ( ءار - Ar) ، ( ءال - Al) ، ( لا - La ) و ( دا - Da ) و قد افترض الصافي مومن على ان تكون الاداة الاصلية هي ( ءال - Al ) التي حرفت و لحقتها تبديلات ، على كل حال فان الامر يسهل الحسم فيه من طرف المتخصصين ، و اكثر من ذلك هناك امكانية لاعتمادها كلها نظرا لقلتها و سهولة استيعابها . اما ادوات صرف الافعال في زمن المستقل يمكن اجمالها في الادوات الثلاثة الاتية : ( راد- Rad )، (غا- gha ) و ( ءاد - Ad ) و كذلك فان لم يكن ممكنا ادراجها كلها فان هناك امكانية كبيرة لتحديد الاصلية منها ، و في نظر نفس الباحث فالاداة الاصليةهي ( راد- Rad ) و دليله في ذلك كون الدارجة المغربية قد استعارت هذه الاداة لكن بشكل محرف و اصبحت تنطق كما يلي ( غدي - Ghadi ) باستبدال (الراء) ( بالغين)، و بالتالي فان ( غا - Gha ) محرفة حذف منها (الدال) الاخير ، و استبدل
    ( الراء) (بالغين) ، و في مكان اخر هناك ( ءاد - Ad ) حذف منها حرف الراء الاول ، اذن فمعالجة هذا الامر ليست مستعصية فهناك امكانية كبيرة للحسم فيها .
    شاروخان الماروكان
    شاروخان الماروكان
    عضو مميز
    عضو مميز


    ذكر
    470
    العمر : 43
    لإقــامه : اجدير
    المهنة : مسير نادي انترنيت
    نقاط : 0
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 20/10/2007

    الفصل الاول موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير Empty رد: الفصل الاول موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير

    مُساهمة من طرف شاروخان الماروكان الخميس يناير 24, 2008 7:19 pm

    q النظام النحوي :
    فتقويم و تنميط هذا النظام سيتم على مستويين : الاول يتعلق بطريقة جمع الاسماء، و الثاني بادوات الربط بين الاسماء و الافعال :
    - فعلى مستوى طريقة جمع الاسماء هناك اختلافات في طرق جمعها بين المتغيرات الامازيغية ، فالاسم الواحد هناك من يجمعه جمع التكسير ، و هناك من يجمعه جمعا سالما ، و هناك من يجمع بين الحالتين و يخلط بينهما ، فلحل هذا الاشكال تطرح قاعدة القياس كحل اساسي لضبط طريقة الجمع المناسبة التي ستتوحد عليها اللغة الامازيغية ، ذلك يعني ان الاسماء التي لها نفس الوزن و القريبة منها ستطبق عليهانفس القاعدة ، و باستعمال هذه الاستراتيجية اكتشف الصافي مومن ان امازيغية سوس مثلا تخطئ في جمع كلمة ( ءازرو azru- ) التي تعني ( الصخرة ) جمعا سالما حيث يقال ( ئيزران - Izran ) و هذا غير صحيح ، و في حين وجد ان امازيغية الاطلس هي التي تحتوي الطريقة الصحيحة ، و هي جمع التكسير حيث يقال (ئيزرا - Izra ) ، ولتاكيد ذلك قابل هذه الكلمة بمثيلاتها التي تنتمي الى نفس الوزن منها ( ءاكرو - Agru ) تعني ( الضفدع ) ، ثم (ءاخبو- Axbu ) أي الثقب ، فالاولى نجمعها كما يلي ( ئيكرا - Igra ) و ليس ( ئيكران - Igran ) و الثانية ( ئيخبان -Ixban ) .
    - على مستوى ادوات الربط بين الاسماء و الافعال : يتعلق الامر بالظروف المكانية و الزمانية و الادوات الانفعالية من تعجب و استفهام ، و حروف المعاني و غير ذلك ... هذا المستوى لا يطرح اشكالا كبيرا مستعصيا كما هو الشان في بعض جوانب البنيات الاخرى ، فمعظم الادوات هنا موحدة ، و تبقى الاختلافات القليلة الموجودة قابلة للتقويم و التجاوز ، و ذلك اما عن طريق اختيار الادوات الاصلية و تمييزها عن المحرفة ، او بتبنيها جميعها كمرادفات اذا تعدر تحديد الاداة الاصلية ، وللتمثيل هناك ظرف المكان و حرف الجر "على" الذي يحضر في الامازيغية بثلاث صور هي ( خ-x ) ، ( ف - F ) و( خف- Xef ) التي تم اختزالها ثارة الى (خ) ، و ثارة اخرى الى (ف) ، و بالتالي فيجب اعتماد و تفعيل الاداة الاصلية و احلالها محل باقي الادوات المحرفة على مستوى اللغة الامازيغية المعيارية الموحدة ، و في مثال اخر نذكر اداة ( من) التي تقابلها في الامازيغية الصيغ الاربعة الاتية : ( ز -Zeg ) ، (زغ -Zegh ) ( سغ - Segh ) و( زي - Zi ) و يلاحظ ان الاداة الاصلية هي ( ز - Zeg ) التي حرفت ، فنحن ندري ان الكاف المعقودة ( ) هي الاصلية في الامازيغية ووقع تحريفها اما الى الغين او الياء او الجيم او الواو ، ( انظر في جدول الاصوات السابق ) .
    ومن الادوات التي يستعصي و يتعدر تحديد الاصلي منها نشير الى اداتي التشبيه ( زوند - Zuned) ثم (ءام - Ame ) فمن خلال التامل في الاداتين يتضح ان الامر لا يوحي بتفرع احداهما عن الاخرى لتباعدهما ، ففي هذه الحالة يمكن اعتمادهما كمترادفات في الامازيغية الموحدة و لن يشكل ذلك أي اشكال.
    اخيرا ، فقد بدا لنا ان اللغة الامازيغية مهما عانت من المشاكل البنيوية التي تراكمت عبر صيرورتها التاريخية ، نتيجة الاوضاع المزرية التي مرت بها ، فانها قد استماتت و حافظت على وجودها ، واكثر من ذلك فقد تبين لنا ان هذه اللغة يمكن ان تستعيد قوتها ، و ان تكون قادرة على مجابهة اللغات العالمية ، وهذا ما نامله ، لكن ذلك بالطبع يقتضي وجود رغبة اكيدة ، و بذل جهود مضنية في سبيل ذلك .
    شاروخان الماروكان
    شاروخان الماروكان
    عضو مميز
    عضو مميز


    ذكر
    470
    العمر : 43
    لإقــامه : اجدير
    المهنة : مسير نادي انترنيت
    نقاط : 0
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 20/10/2007

    الفصل الاول موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير Empty رد: الفصل الاول موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير

    مُساهمة من طرف شاروخان الماروكان الخميس يناير 24, 2008 7:20 pm

    خاتمة

    في النهاية و كخاتمة للموضوع ، فقد اكدنا ان عملية ادماج اللغة الامازيغية في قطاع التعليم و غيره من القطاعات يستوجب تبني استراتيجية حقيقية ، مبنية على ارادة صادقة عكس ما تم استخلاصه من خلال العملية الاخيرة التي شهدت الكثير من مظاهر التماطل و الاعتباطية ، بسبب التراجع عن العديد من الالتزامات ، مما يثبت ان هناك سوء نية حيال العملية . اذن فالامر يقتضي اعادة النظر في كل شيء ، بما في ذلك الغايات و المبادئ و التوجهات العامة المؤطرة للعملية ، ومراجعة المناهج التعليمية ، و جعلها تتلائم في حمولتها و مضامينها مع البعد الامازيغي بكل تجلياته ، و ذلك عن طريق تطهيرها من جميع مظاهر التشريق و التغريب ، وفي المقابل ترسيخ او تكريس مبدا المغربة ، وذلك وفق رؤية علمية وطنية ، فالاصلاح يجب ان يتم من طرف ذهنيات مغربية متحررة و مستقلة عن تلك الانساق الايديولوجية الدخيلة، التي تكرس مظاهر التبعية و الاستلاب ، و الانطلاق في المقابل من واقع المجتمع المغربي الذي من المؤكد انه يختلف عن باقي المجتمعات الاخرى في في كثير من الجوانب اللغوية ، الثقافية وا لجغرافية... كما اننا سجلنا للاسف كون الاصلاح الاخير الذي استهدف قطاع التعليم لم ياخد بعين الاعتبار تلك الاجراءات ، بحكم ان اعضاء اللجنة المكلفة بانجاز الاصلاح سيطر عليهم الهاجس السياسي ، و لم يستطيعوا التحرر من تلك الهواجس و الخلفيات السياسية التي حكمت قطاع التعليم في المغرب منذ تاسيسه ، سواء تعلق الامر بالخلفيات الاصولية القومية التشريقية ، او ما يمكن ان نسميه بالايديولوجية العرب اسلاموية ، ثم الخلفيات و الافكار التغريبية الفرنكفونية على الخصوص ، فهذه الانساق كانت السبب الرئيسي في احداث هذا الشرخ القائم بين كل من الواقع المدرسي ، و الواقع المجتمعي المغربي بخصوصياته السوسيو ثقافية و اللغوية و الجغرافية و التاريخية .... و هذا بدوره هو الذي كان وراء هذا المسلسل من الاخفاقات المتتالية ، فما حدث هو ان الميثاق جاء ليكرس نفس الوضع الذي انتج الازمات ، لكن بصيغة اخرى ملفوفة تستعمل الامازيغية استعمالا ديماغوجيا تمويهيا للضحك على الذقون ، او لاسكات الحناجير المبحوحة المنادية بتسوية وضعية اللغة و الثقافة الامازيغيين داخل قطاع التعليم و غيره ، و هوالامر الذي لم يقتنع به افراد اللجنة ، وهو ما تؤكده الطريقة الاستهزائية الاحتقارية التي تعاملوا بها مع الامازيغية في نص الميثاق ، وبالضبط في المادة 115 ، من قبيل اعتبارها مادة للاستئناس الاختياري و اعتبارها خادمة للغة الرسمية ... و في مقابل ذلك منحت مكانة كبيرة للغات و الثقافات الدخيلة .
    ان الامر الذي يثير الاستغراب ، هو انه رغم الطريقة المؤسفة التي تم بها تناول الامازيغية فان هناك العديد من بين اصحاب النظرة التفاؤلية من يعتبرون انه ما دام ان الميثاق قد اشار او لمح للامازيغية ، كيفما كان ذلك فانه قد اقر بها ، لكن الحقيقة و بناء على ما جاء به الاصلاح فان الجمعيات و الفعاليات الامازيغية المستقلة عبرت عن رفضها المطلق للطريقة التي وردت بها الامازيغية في هذا النص الاصلاحي ، ونفس الامر وقع بالنسبة للعملية الاخيرة لادماج الامازيغية في المسارات الدراسية ابتداءا من السنة الدراسية 03- 2004 ، وهي العملية التي تاكدنا من انها محكومة بالارتجالية و الاعتباطية في جميع جوانبها ، انطلاقا من وضع الخريطة الاستشرافية للمدارس المعنية وتوسيع رقعتها ، ومرورا بالدورات التكوينية الشكلية التي اتسمت بالتسرع و غياب التنظيم المحكم ، وكذلك عملية انتقاء المدرسين التي شابتها تجاوزات من قبيل تعيين مدرسين لا يتخاطبون بالامازيغية ، ثم مسالة توفير الوسائل التعليمية الضرورية ، فالكتاب المدرسي لم يتم اصداره في الوقت المناسب ، ناهيك عن المشاكل التي شهدتها عملية توزيعه ، ثم انتهاء بطبيعة الاختيارات و المبادئ و التوجهات المؤطرة للعملية ، حيث تم تكريس مبدا اللهجنة على الرغم من ان ذلك سيؤثر سلبا على مستقبل اللغة الامازيغية و المجتمع المغربي .
    وتجدر الاشارة انه بحكم ان هذه العملية الاخيرة لتدريس الامازيغية قد جاءت بمقتضى اتفاقية الشراكة الموقعة بين المعهد الملكي للثقافة الامازيغية ، ووزارة التربية الوطنية فان هذين الطرفين هما اللذين يتحملان مسئولية فشل العملية و عواقبها ، فواقع العملية اثبت انهما قد تراجعا فعلا عن الكثير من التزاماتهما .
    اخيرا نؤكد ان الامازيغية بكل تجلياتها لازالت على حالها تعاني من الاقصاء و التهميش و الطروحات الديماغوجية ، وهو واقع ترسخه جميع الجهات سواء الحكومية او المخزنية او المدنية و حتى على مستوى الاوساط الشعبية لازال الوعي بالقضية دون المستوى المرغوب فيه ، وبالتالي فلم يحن الوقت بعد للقول بان القضية الامازيغية اصبحت قضية وطنية ، و هذا الواقع يتوجب استمرار و تصعيد جميع الاشكال النضالية الاحتجاجية و الاشعاعية ، وهو ما لا يستوعبه اصحاب النزعة التفاؤلية ، واصحاب النزعة الوصولية و الاسترزاقية ، بحيث يعتقدون انه قد تجاوزنا مرحلة القبول و الرفض الى مرحلة البحث عن السبل الاجرائية لتسوية وضعية الامازيغية ، وبمعنى اخر يعتقدون انه قد مضت مرحلة السجال السياسي الايديولوجي المحض كما سماه احدهم ، و قد حانت مرحلة التفكير في كيفيات الانجاز العلمي ، يقولون ذلك كما لو انه قد تم الاعتراف الحقيقي بالامازيغية ، وهم بذلك يحاولون ارضاء المخزن الذي تبث انه قد اساء للقضية عن طريق اختياراته و توجهاته القومية ، ويتم تغطية هذا الواقع بشعارات من قبيل ما يسمونه بالانجاز او الخطاب العلمي الاكاديمي ضدا عن الخطاب الايديولوجي السياسي، فذلك لا يعدو الا ان يكون نوعا من الاغراء و محاولة لممارسة التمويه السياسي الذي لا يخدم مصلحة القضية بقدر ما سيقودها الى احضان الاحتواء المخزني .



    بيبليوغرافيا- جغايمي جامع ، " تاملات في اصول الخطاب التربوي بالمغرب المعاصر من الاصول الى بناء المشاريع الى محاولة التاسيس و التاصيل و التحديث" السلسلة التربوية 2 ، الطبعة الاولى ، اكتوبر 2005 ، مطبعة شروق ، اكادير .
    - حنداين محمد ، " شمال افريقيا - المغرب - دراسات في التاريخ و الثقافة " الطبعة الاولى 2004 ، دار ابي رقراق للطباعة و النشر .
    - جغايمي جامع ، " تدريس الامازيغية مطلب حضاري لمغرب اليوم " ، السلسة التربوية 9 ، الطبعة الاولى 2002 ، مطبعة شروق اكادير .
    - " تعليم اللغة الامازيغية ، اشكالات تجارب افاق " اعمال الدورة الخامسة ، منشورات جمعية الجامعة الصيفية ، كادير 1999 .
    - حنداين محمد ، " ادماج الامازيغية في النظام التربوي المغربي ، ملاحظات اولية " ، الطبعة الاولى 2003 ، دار ابي رقراق للطباعة و النشر ، مطبعة فيديرانت .
    - جغايمي جامع ، " هوية المدرسة المغربية " ، السلسلة التربوية 1 ، الطبعة الاولى 1995 ، مطبعة شروق اكادير .
    - منيب محمد ، " الظهير البربري اكبراكذوبة سياسية بالمغرب المعاصر " ، الطبعة الاولى 2002 ، دار ابي رقراق للطباعة و النشر .
    - جغايمي جامع ، " مدخل الى فلسفة التربية " ، السلسلة التربوية 3 ، الطبعة الاولى 1996 ، مطبعة شروق ، اكادير .
    " ، كراسة التلميذ ، السنة الاولى من التعليم الابتدائي وزارةTifawin a tamazight - "
    التربية الوطنية و المعهد الملكي للثقافة الامازيغية ، الطبعة الاولى 2003 ، افريقيا الشرق .
    - بوزيان موساوي ، " كتاب تعليم الامازيغية للمبتدئين " ، الطبعة الاولى 2002 ، مطبعة دار النشر الجسور ، وجدة .
    - الصافي مومن علي ، " الوعي بذاتنا الامازيغية" ، سلسلة الدراسات الامازيغية ، منشورات الجمعية المغربية للبحث و التبادل الثقافي ، 1996 ، الطبعة الاولى ، سمونا للطباعة و النشر .
    - شفيق محمد ، " اربعة و اربعين درسا في اللغة الامازيغية ، نحو ، صرف و اشتقاق " ، الطبعة الثانية 2003 ، عن دار الطباعة فيديبرانت .
    - " من اجل ترسيم ابجدية تيفيناغ لتدريس الامازيغية- تحاليل ووثائق و اراء " ، منشورات الجمعية المغربية للبحث و التبادل الثقافي سنة 2002 ، سمونا للطباعة و النشر .
    - " ميثاق التربية و التكوين " ، وزارة التربية الوطنية .
    - " الكتاب الابيض " ، وزارة التربية الوطنية .-
    - " المذكرة رقم 108 ، ادماج تدريس اللغة الامازيغية في المسارات الدراسية " ، وزارة التربية الوطنية ، الرباط ، شتنبر 2003 .
    - " ادماج تدريس اللغة الامازيغية في المسارات الدراسية ، الموسم الدراسي 2003/2004 " ، مذكرة وزارية ، وزارة التربية الوطنية ، الرباط ، مايو 2003 .
    - " نص اثفاقية الشراكة الموقعة بين وزارة التربية الوطنية و المعهد الملكي للثقافة الامازيغية " ، وزارة التربية الوطنية ، الرباط ، 26 يونيو 2003 .
    - " جريدة العالم الامازيغية " ، العدد 39 ، نوفمبر 2003 .
    - " جريدة العالم الامازيغي " ، العدد 49 ، سبتمبر 2004 .
    - " جريدة الصباح " ، عدد يوم 28ابريل 2004 .
    - " جريدة الشرق الاوسط " ، عدد يوم 29 نونبر 2001 .


    الفهرس
    الموضوع : .................................................. ......................... الصفح
    تقديم............................................. .................................................. ......صص.4 - 6
    الفصل الأول: موقع الامازيغية في الورش الإصلاحي الأخير( ميثاق التربية و التكوين ) .....صص.7 - 15
    الفصل الثاني : واقع العملية الحالية لإدماج الامازيغية في التعليم العمومي........................صص.16 - 29
    1 - اختيار و تكوين المدرسين :................................................. ....................ص.17
    - اختيار المدرسين :................................................. ............................
    - تكوين المدرسين : .................................................. ...........................
    2 - اتفاقية الشراكة الموقعة بين الوزارة بين الوزارة و المعهد: . ....................................ص.20
    3 - عملية الإدماج من خلال الوثائق والمذكرات الوزارية :.......... ................................ص.22
    - المذكرة الأولى .................................................. ...........................
    - المذكرة الثانية : .................................................. ...............................
    4 - رصد ميداني لتجربة مدرسة القصبة بتالوين، نيابة تارودانت ...........................ص.25
    الفصل الثالث : ديداكتيك تدريس الامازيغية........................................ .............صص.30 - 46
    1 - الغايات و المبادئ و التوجهات المؤطرة لتدريس هذه الوحدة :..........................ص.31
    - الغايات من تدريس الامازيغية :................................................. ............
    - المبادئ و التوجهات المؤطرة للعملية : .................................................. ..
    2 - الوسائل الديداكتيكية المعتمدة في تدريس الامازيغية : ...........................................ص.36
    - الكتاب المدرسي : .................................................. ............................
    -- توطئة عامة : .................................................. ....................
    -- الكتاب المدرسي للسنة الأولى من التعليم الابتدائي : ........................
    - اللغة الامازيغية بين إشكالية المتغيرات / اللهجات و البحث عن اللغة المعياري الموحدة :
    خاتمة............................................. .................................................. ....صص.47 - 48

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 8:04 pm