بقلم فكري ولدعلي
Fikripress2010@hotmail.fr
منذ تولي الملك محمد السادس عرش البلاد ، شهد المغرب انفتاحا واسعا على جميع الأصعدة الداخلية منها و الخارجية، و قد تمت في عهده مجموعة من الإصلاحات الجوهرية نذكر على سبيل المثال مدونة الأسرة التي اعتبرت مكسبا سياسيا قبل أن تكون مكسبا للمرأة فبالأحرى للأسرة،ولعل من ابرز نتائجها تنويه الرئيس الأمريكي جورج بوش، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن المغرب ماض في خط مستقيم على طريق الانفتاح و تكريس الديمقراطية،هذا بالإضافة إلى كشف مستور سنوات الرصاص من خلال إنشاء هيئة الإنصاف و المصالحة و التي بدورها شكلت لجانا لتقصي الحقائق،هذه الأخيرة نظمت جلسات للاستماع نقلت على شاشة التلفاز و تتبعها الرأي العام الوطني و الدولي باهتمام كبير،لكن تبقى النقطة السوداء في أجندة هذه الهيئة هي عدم تحديد مسؤولية الاغتيالات و الزج في المعتقلات و التعذيب و المقابر الجماعية... الخ
على العموم، أصبحنا نرى مغربا جديدا مغربا شابا بقيادة ملك شاب، أنصف المظلوم و أعان المحتاج و الفقير و المعاق، و أصبح الجميع في عهده ذو صوت مسموع حيث بلغت حرية التعبير أوجها حتى مست قائد البلاد بنفسه.
و السؤال المطروح الآن، هل الملكية في المغرب بهذه السياسة التي تنهجها ستصون نفسها من أعدائها؟ أم هي تقطع سبل استمرارها؟وهل سأستبق الأحداث إذا قلت أن أصدقاء الملك و الملكية الآن هم أعداء الغد؟فلنا أسوة حسنة في أصدقاء الملك الراحل الحسن الثاني الذين كانوا بالفعل أعداءه و حاولوا قلب نظام الحكم في المغرب سنوات 1971 و 1972 لولا ألطاف الله و حنكة الملك
الراحل.
أنا لست في موقع يؤهلني لأحكم على مسار ملك البلاد أو طريقة حكمه،لكن بنيت كلامي هذا على مجموعة من الوقائع و الحقائق الملموسة من جهة، و على غيرتي على وطني المغرب و خوفي على مصيره و مصير شعبه من جهة أخرى.
لقد تخلى نظام الملك محمد السادس على السياسة الأمنية الرادعة التي انتهجها والده الملك الحسن الثاني و امن بعقيدة أساسها الديمقراطية،لكن هذه العقيدة لن تحمي الملك ممن يحيكون له المكائد،فمجرد الحديث أن الملك مستهدف من قبل الإرهابيين و يحاولون إسقاطه بكيفية سلمية حسب تنظيم عبد السلام يس أو بكيفية غير سلمية و ذلك عن طريق التنظيمات الإرهابية
و منها ما اكتشف مؤخرا و المدعوة ب’’ أنصار المهدي’’ التابعة لتنظيم القاعدة ، فهذا فشل كبير للسياسة الأمنية المغربية.
و أقولها بكل جرأة و مصداقية، إن الملكية في المغرب هي صمام الأمان بالنسبة لهذا البلد الذي نعم بالاستقرار و ما زال ينعم به رغم الريح التي تحاول أن تعصف بنظامه و بشعبه و بمستقبل الأجيال القادمة.فإذا كان لابد من التغيير فلنغير رؤوس الفساد الذين يسرقون قوت هذا الشعب و يتلاعبون بمصيره