مندوب الثقافة : لا نتحمل المسؤولية لأننا لم نستشر في مضمون الفيلم
حالة من التذمر و الغضب وسط الجمهور، خلفتها الأفلام السينمائية الهولندية المعروضة بالناظور خلال الفترة الممتدة ما بين 9 و 15 نونبر الجاري بقاعة العروض التابعة للمركب الثقافي بالناظور كل مساء على أقراص DVD وبترجمة عربية مكتوبة ، بحضور المندوب الإقليمي لوزارة الثقافة و فعاليات سياسية و جمعوية و جمهور عريض من مختلف الأعمار ... مشاهد عري ولقطات فاضحة استقبلت من قبل الجمهور بتصفيق و صفير احتجاجيين، وانسحابات جماعية للنساء و الرجال.
وقد تم التركيز في بعض الأفلام على مشاهد فاضحة معينة ولمدة غير قصيرة أحرجت الحاضرين الذين كان ضمنهم أسرا تضم أطفالا قاصرين. هذه المشاهد اعتبرها أحد الحاضرين رسالة مقصودة من الهولنديين لمسح ما تبقى من الحياء في المنطقة المحافظة، عبر تمرير ما أسماها ب"ثقافة المسخ". و قد عزا المشرف على السينما الهولندية في اليوم الافتتاحي دواعي اختيار الناظور- كمحطة ضمن المحطات الأخرى كالرباط و العرائش و أزمور- لعرض هذه المنتجات، بكون الأغلبية الغالبة من المهاجرين من أصول ريفية، وذلك بغية فتح قناة التواصل لتسهيل عملية الاندماج الصعبة للمهاجر المغربي في المجتمع الهولندي.
.
و لمعرفة رأي المندوب الثقافي حول الأفلام المعروضة أكد بأن المندوبية تكلفت فقط بتوفير القاعة و أنها لم تستشر و لم تستشر (بضم التاء الأولى ) في مضمون الأفلام وبالتالي لن تتحمل المسؤولية على ما تضمنته الأفلام من مشاهد، مشيرا بأن التنسيق كان بين السفارة الهولندية و المركز السينمائي المغربي الذي تكلف بالترخيص باستعمال آلة الأشعة المخصصة لعرض الأفلام. وأضاف في تصريح لـ"التجديد" بأن العرض جاء لمقاربة ثقافية لإديولوجية المواطن المغربي ، "بحيث يصطدم بثقافة غربية متفسخة التي يعتبرها الهولنديون عادية".
وكتجربة أولى، أكد المندوب الإقليمي للثقافة بالناظور بأنه " فرضنا بأن يكون في السنة المقبلة استحضار الفعاليات الثقافية قصد مراقبة مواضيع الأفلام و توقيت عرضها و حملهم على ضرورة التعامل مع الثقافات و الأعراف.
وشهد المركب الثقافي إقبالا كبيرا بمناسبة اختتام الأسبوع السينمائي، ليفاجأوا بتخصيص القاعة للنساء فقط ومنع الرجال من دخولها من قبل العناصر الأمنية دون أن يقدموا أي تبرير ، ثم أنه لم يكن مقررا بالبرنامج المصحوب بالدعوات . و أن توقيت عرضها كان متأخرا، مما أثار شكوكا حول نوع الفيلم المعروض و دواعي تخصيصه للنساء، في حين أن كل الأفلام تضمنت مشاهد فاضحة عرضت بحضور النساء.
و أفاد مصدر شاهد الأفلام بأن المشرفين اضطروا بعدما لاحظوا تذمر الجمهور إلى فصل النساء عن الرجال و تخصيصن الجناح العلوي للقاعة، لكن المشاهد لم يطرأ عليها أي تغيير كقطع –يضيف- المشاهد المخلة بالآداب رغم أن الفيلم الأول شهد حضور العائلات ضنا منهم أن الأفلام التي سوف تعرض، تم انتقاؤها مراعاة لثقافة الحضور و طبيعتهم، لكن " أضن أن المسألة أريد لها أن تكون كذلك لتحقيق أهداف مسطرة سلفا" ، واستغرب مصدر آخر في تصريح لـ"التجديد" لعدم منع الأطفال من الدخول رغم أن المشاهد كانت كارثية.
و أبدى بعض الحضور رفضهم و استنكارهم خلال استطلاع أراء المشاهدين من قبل المشرفين الهولنديين حول الأفلام المعروضة، لمشاهد العري و التي تركز عليها الكاميرا، و قالوا بأن "ذلك خدش بل وجرح لمشاعرنا كمسلمين مغاربة سيما و أن القاعة عمومية... وكأن الفيلم محاولة تحريض معلنة على الفساد" فيما قال بعض الشباب بأنها تعبر عن واقع الهولنديين و ليس المغاربة و أن التعامل ضروري مع الواقع.
محمد الدرقاوي /الناظور