من الصعب فعلا أن تموت كل الاحكام المسبقه القائمه على العرق , بمجرد أن ظهرت صوره مشوشه لفتاة ريفية صغيرة التقطها سائح اسباني بالقرب من تطوان وقيل انها تشبه مادلين ماكين التي اختفت في البرتغال يوم 2 مايو الماضي, حتى هاجت وسائل الإعلام الأسبانيه ثم الدوليه و ماجت و افترضت انه من المحتمل ان مغربيين قد قاموا بإختطافها . وماسبب سوء التفاهم هذا ؟؟ الإجابه ببساطه هي أن الفتاة المغربيه التي تم تصويرها محمولة على ظهر أمها كانت شقراء البشره كمادلين . تم حل اللغز سريعا و ثبت ان اسم (مادلين الريف المغربي ) في الحقيقه هو بشرى بنت عيسى . و ان والديها , المدعوان احمد و حفيظه , هم في الحقيقه في غاية اللطف لدرجة انهم سمحوا باستجوابهم لساعات بواسطة البوليس , و تقبلوا بصدر رحب مضايقات عدد ضخم من المع الصحفيين الدوليين و الاسبان و الانجليز الذين بذلوا كل مافي وسعهم لحل هذا اللغز . يبدو ان المرأه التي تحملها في الصوره من الريف . و في المغرب -وخصوصا في الريف - يعرف الناس بعضهم جيدا , أن تحتفظ هذه السيدة بطفلة تتحدث الإنجليزيه قد يؤدي الى اثارة شكوك العديد ممن يعيشون في منطقتها . وقد تجيب المتسائلين بأنها طفلة احد اقاربها الذي يعيش في اوروبا وهو امر شائع لأن غالبية المهاجرين المغاربة ينحدرون اصلا من شمال المغرب . ولو كانت هذه الفتاة فعلا هي مادلين , فما كانت هذه السيدة لتظهر معها في الأماكن العامه , لأن التعرف عليها سهل جدا خصوصا ان قضية مادلين مازالت حاضرة في الأذهان و ذات اولوية في عمل رجال الأمن المغاربه . بوجه عام ,جزءٌ أساسي من عمل السلطات المحليه هو جمع المعلومات عن أي اجنبي يعيش في أي منطقه . و هي تدير شبكة من الناشطين الذين يسجلون و يبلغون باستمرار عن أي حدث خاص يدورفي أي منطقه من الدوله . ولو كانت الفتاه في الصوره هي مادلين فعلا , فانه من الصعب جدا أن يمر وجودها بلا ملاحظه لأنه من المبكر جدا بالنسبة لها أن تتحدث اللهجه المحليه بدون التلعثم بالإنجليزيه , ماكان سيجعلها بالقطع حديث المنطقة التي تتواجد فيها .
كريم التفرسيتي