driouch your talk
حامل والبنت عذراء... عجيب؟ صرخ فؤاد بهذه الجملة من هول المفاجأة. وفؤاد (21 عاما) طالب في جامعة البصرة، تزوج من زميلة له زواج متعة لثمانية اشهر، هي مدة السنة الدراسية. فقد وقعا في الحب، ولما كان ما زال طالبا، دون عمل او مورد ثابت، وبالتالي سيكون مرفوضا من اهلها، فقد كان زواج المتعة هو الحل! قبل شهر قالت له انها تشعر بنفس علامات الحمل التي تسمع بها من النساء، ذهبا الي طبيبة نسائية وتبين انها حامل في الشهر الثالث! كذبت الأمر، لأن علاقتي بها كانت بحدود المداعبة فقط . ذهبا الي قابلة فأكدت انها ما تزال عذراء، بالرغم من حملها في الشهر الثالث! عند زيارتي جامعة البصرة لمست تغيرات وتصرفات غريبة غير معهودة، وارتباكا يسود العلاقة بين الجنسين. فاللقاءات الطبيعية صارت محرمة تقريبا. ويفسرون ذلك التحول بضغط الجماعات الدينية علي الفتيات لارتداء الحجاب وتجنب الماكياج ومنع الملابس المثيرة ! اصبحت العلاقات متشنجة، والثقة مفقودة: فأحد الجانبين قد يكون مرتبطا باحدي الميليشيات الدينية، ما يجعل المكاشفة، او اعلان الحب سببا للقتل. ولما كان الفقه الشيعي يجيز زواج المتعة فقد استهوي شباب الجامعات العراقية عموما والجنوبية خصوصا، فبه تضمحل المخاطر ويتحقق الهدف. لكن الحب ليس السبب الوحيد دائما في زيجات المتعة. تقول الطالبة ش. ع (20 عاما) ان زواجها كان من اجل ان تنفق علي نفسها: جئت من مدينة العمارة لأدرس في كلية التربية، وانا من اسرة محدودة الدخل جدا، فاضطررت للزواج من مسؤول ثري، يعطيني كل ما اريد . و ش. ع تبدو مقتنعة: لماذا تسألون عن زواج المتعة؟ بماذا يختلف عن الزواج العرفي او زواج المسيار؟ خلفت الحروب في العراق نحو مليون أرملة. اغلبهن يعشن في ظروف الفقر. هذا عامل آخر يسهل سريان ظاهرة زواج المتعة. ومن اهم شروط هذا الزواج، حسب آية الله بشير النجفي، ان تكون المرأة ثيبا، اي مطلقة او ارملة، ولا يصح الدخول بالباكر غير الراشدة الا في حالة موافقة ولي امرها. ويجوز الدخول بباكر راشدة، لكن هذا مكروه شرعا وتفضل ايضا موافقة ولي امرها. وبالنسبة الي الشيخ أحمد الملا، أحد شيوخ المذهب السني، فان زواج المتعة حرام وزنا، ولا يوجد نص عليه في الكتاب او السنة. وحسب الملا فانه يختلف عن الزواج العرفي، لأن للأخير شروط وجود الشهود، وعقد القران عند احد الشيوخ الموثقين، وهو ليس زواجا منقطعا بل دائم حسبما هو معروف عن اي زواج. وبعيدا عن الشرع، ما يتفق او يختلف عليه، فان زواج المتعة مرفوض تماما في العرف الاجتماعي. واغلب الذين استفتيناهم من عامة الناس عبروا عن استنكاره واعتباره عاملا يساعد علي انتشار الفساد بحجة الحلال، وكلما سألت شابا ان كان يقبل زواج اخته بالمتعة، كاد يضربني علي هذه الجرأة التي بمنزلة انتهاك العرض! ما زال المجتمع العراقي يرفض اي ارتباط خارج المؤسسة الزوجية، والعوائل الجنوبية تحافظ علي تقاليدها حتي في اشد حالات العوز والفقر، والبكارة ما زالت تمثل شرف العشيرة بكاملها وليس شرف العائلة فحسب. ومهما انتشر زواج المتعة، فانه يدور في مملكة الظلام.. مملكة الأسرار. جلس فؤاد يفكر كيف سينهي هذه المسألة: فقد اسقطت القابلة الجنين الذي كان ببطن زوجته، لكن ما بقي لا يمكن التستر عليه، وهو انها فقدت بكارتها. اصبح الموضوع، اذن، هو الستر الذي هتكته اللذة.. كما فعلت مع الحب! | |
|