فجأة، استيقظت الرومانسية الغافية في نفوس الفرنسيين بفضل حملة إعلانية لا يعرف أحد، حتى الآن، من يقف وراءها وما الغرض «التجاري» منها. فقد امتلأت جدران العاصمة ومحطات وقوف الحافلات، منذ أيام، بملصق يعلوه قلب أحمر وصورة مموهة لامرأة ذات شعر أسود طويل. ولا يحمل الملصق سوى عبارة واحدة: «إيما أنا أُحبك... عودي». التوقيع بول.
ومن الشوارع انتقلت صورة إيما ورجاء بول اليها أن تعود الى شاشة التلفزيون وبرامج الإذاعة، على شكل رسائل إعلانية مدفوعة. ثم ارتسمت صورة إيما، بواسطة الضوء وأشعة الليزر، على المباني الشهيرة مثل مبنى الاوبرا في حي الباستيل والعمارات التاريخية في الجزيرة التي تتوسط نهر السين وتسلقت حديد برج «إيفل». وفي مدى اسبوع صارت هذه المرأة المجهولة وعاشقها الملتاع حديث الباريسيين وتحولا الى رمز للحب الشاعري في زمن العولمة. وراح الكل يتساءل: «من يقف وراء هذه الحملة الباهظة؟ وكم يملك بول لكي يدفع ثمن استعادة إيما؟ و ثم ظهر موقع على الإنترنت مخصص للحملة، كشف أن الغموض المحيط بالملصقات والرسائل المذاعة والمبثوثة سيماط عنه اللثام نهار الخميس المقبل، بعد غد.
لكن الجرائد لم تنتظر الموعد وراحت تتبارى في تخمين الجهة التي استأجرت الوسائط الاعلانية كافة. وأكد البعض أنها القناة التلفزيونية الأُولى، بينما توقع آخرون أن عاشق إيما هو المصمم جان بول غوتييه وأن هذه وسيلته للفت أنظار النساء الى عطر جديد سيطلقه في الأسواق قبل أعياد الميلاد ورأس السنة. ونقرأ في الموقع الإلكتروني المخصص لإيما رسالة من بول يخاطبها فيها قائلاً: «لا بد أنك لاحظت، منذ أيام، أن حبي لك ما زال يعلن عن نفسه في كل مكان. ونقرأ على الموقع نفسه عشرات الرسائل التي بعث بها أفراد، ما بين معجب وساخط، إحداها من شابة تنصح إيما بالقول: «كوني منطقية. إن بول يحبك فماذا يفيد أن تتركي الامور مستمرة هكذا؟ أنت تعرفين أنك ستخبرينا في النهاية، إذاً انطقي رجاء». ويكتب شخص آخر: «بصراحة، لقد فلقتونا برسائلكم الاذاعية الباكية».
دخلت الأفلام الموسيقية القصيرة «الكليبات» على الخط وامتلأت بها المواقع الخاصة بها على الإنترنت. كما ذكرت معلومات صحافية أن شركة الاعلانات التي يملكها رجل الأعمال لاغاردير سجلت باسمها حقوق استخدام عبارة «إيما أنا أُحبك».