الحمار في كثير من البلدان وسيلة النقل التقليدية. في الماضي كان ايضا مقياسا لمستوى الحياة. فحمير أكثر، كانت تعني إنسانا أغنى. اليوم، مع انتشار وسائل النقل الحديثة تنقلب الحقيقة، فالحمير اصبحت مؤشرا للفقر.
في ايطاليا واسبانيا، فإن الحمير اختفت عمليا، بينما مازال نهيقها في مناطق المغرب مثلا يذكر بالأيام الخوالي. ويقدر ان هناك اليوم مليونا ونصف المليون حمار. وهي تحظى بالتقدير لمثابرتها وعملها. ومن ميزات الحمار ايضا الامتنان على السلوك الحسن. ويقال انك اذا مسدت مرة على أذنه، فستكسبه صديقا مدى الحياة.
مستقبل الحمير ليس واضحا، ففي كثير من البلدان تعتبر رمزا للتخلف، بينما ارتفاع مستوى المعيشة يبعدها شيئا فشيئا عن المشهد وهو ما يشجع على وضع ما يمكن تسميته 'المؤشر الحميري' لقياس النمو والتقدم. فعندما تبلغ الثروة القومية لبلد ما مستوى معينا يبدأ عدد الحمير يتناقص على نحو دراماتيكي. طبعا، عندما يكون هذا النمو محصورا بفئة قليلة من المجتمع، فإن جماعات الحمير تبقى ثابتة، بل وربما تزداد. مسيرة انقراض الحمير، يمكن أن نلاحظها في الصين، فمثلا هناك اليوم بالارقام المجردة أكبر عدد من هذا الحيوان لكن في عام 1995 عاش هناك 17 مليون حمار، بينما اليوم وبعد عشر سنوات، لا يوجد سوى 11،6 مليونا، اما في اميركا اللاتينية، فإن التطور مختلف. ففي المكسيك بين سنوات 1995 و2005 استقر العدد على نحو 6،5 ملايين حمار. صحيح انه تزدهر في ذلك البلد تجارة السيارات المستعملة، لكن الأمر كان عمليا يبدو على النحو التالي: غالبا ما تتوقف السيارة المشتراة أمام البيت لأن البنزين نادر، وفي الحديقة الخلفية للمنزل، هناك حمار جاهز دائما لاستخدامه وسيلة نقل للعائلة. أما في البرازيل فقد سجل تراجع طفيف في عدد الحمير الى 2،4 مليون.
الكثافة الاكبر للحمير توجد في بوتسوانا الافريقية، فهناك حمار لكل خمسة من السكان، في المكسيك حمار لكل 16 من السكان، وتعود هذه الظاهرة عادة الى غياب التوزيع العادل للدخل بين السكان، بينما تنتمي مصر والمغرب والبرازيل الى التصنيف المتوسط في هذا المجال بمعدل حمار واحد مقابل كل 25 من السكان.
العدد الأكبر من الحمير يوجد في آسيا اذ يصل عددها هناك الى 21،5 مليونا. تليها افريقيا ب16 مليونا، وفي اميركا الوسطى والجنوبية يقدر عددها ب13،5 مليونا، أما أوروبا كلها فلا يوجد فيها سوى أقل من مليون.
وهناك حمار واحد مقابل 28 شخصا، تليها البرتغال ،64:1 ثم اليونان ،104:1 اما في ايطاليا فهناك حمار واحد مقابل 750 شخصا، أما اسبانيا فهي البلد الأول في العالم الذي نشأت فيه جمعيات المتطوعين لانقاذ الحمار. اما في وسط اوروبا وشمالها، فإن الوقت أصبح متأخرا جدا لمثل هذه الجمعيات، فالحمير لا نشاهدها هناك، عادة، إلا في حدائق الحيوان. ونادرا في أماكن أخرى لجذب الانتباه.