مشكلة ايجاد الحب الحقيقي :
الكل يريده ، فبدونه تكون الحياة ناقصة، وإن التوق الشديد بأن يحب الانسان وهذا الحب موجود في قلبه ذكراً ام انثى .
يطرق الناس طرقاً مختلفة لاكتشاف الحب الصادق ، الحب الحقيقي ، حب قوي وعميق ، حب يدوم كل العمر . غير ان البحث وراء الحب سبّب اوجاعاً وآلاماً ومرارة تفوق كل ما سببته الأمراض والحروب عبر التاريخ .
يبذل كثيرون أقصى جهد لديهم في محاولتهم فهم طبيعة الحب وفهم كيفية إمكان العثور عليه ، وهناك أشخاص كثيرون مستعدون أن يعطوا أي شيء تقريباً مقابل ان يختبروا الحب ، خاصة حب شخص من الجنس الآخر . والحب هو الذي يجعل الحياة مثيرة لدى المراهقين ، غير أن اعداداً هائلة من الشباب تتجه الى الألم والخيبة والحسابات الخاطئة المأساوية والأخطاء لافتقارهم الى فهم واضح لما يعنيه وما لا يعنيه الحب .
أسباب عدم الايجاد الحب الحقيقي :
المراهقون لا يعرفون ما هو الحب:
قد يرتكب بعض المراهقين اخطاءاً مأساوية وغالباً ما يكون السبب وراء هذه الأخطاء هو أن المراهقين لا يعرفون ما هو الحب الحقيقي ، فهم يخلطون ما بين الحب الحقيقي والاختبارات والمشاعر الأخرى ونتيجة لذلك فإنهم يفتقرون الى أي أساس يقومون بموجبه العلاقات التي يسعون الى تأسيسها والقرارات التي يتخذونها بحثاً عن الحب الحقيقي .
ما لا يعنيه الحب :
الحب الحقيقي ليس الشهوة:
قال احد مغني الروك ملاحظة عميقة حين قال "لا تدور اغاني الحب اليوم حول الحب وانما حول الشهوة" وكثيراً ما نخلط بين الشهوة والحب في أفكارنا وموسيقانا وأفلامنا ومجلاتنا – وحتى في ثقافتنا عموماً ، لكن الحب يختلف اختلافاً كبيراً عن الشهوة . فالحب يعطي بينما الشهوة تأخذ ، الحب يثمن الحبيب ويقدره بينما الشهوة تستغله ، الحب يدوم اما الشهوة فتخمد .
الحب الحقيقي ليس قصة غرام :
يحس بعض العشاق بإثارات عاطفية قوية لدى التقبيل ، ويستطيع بعض الشباب ان ينطق عبارات تجعل البنت تحس بالرضى الداخلي ، وممكن ان تجعل بعض الفتيات الشاب يحس بأنه اعظم من اي شخص آخر بمجرد النظر الى عينيه . ويمكن لعشاء على ضوء الشموع مصحوباً بموسيقى حالمة ورقصة بطيئة في ليلة مليئة بالنجوم ان تعطى احساساً بأن هذه اللحظات مميزة . فقصص الحب الرومنسي امر يتعلق بإحساس أما الحب الحقيقي فهو اكثر من ذلك .
الحب الحقيقي ليس الافتتان :
فالافتتان هو انبهار بشخص من الجنس الآخر او اهتمام شديد به . ويمكن ان يؤدي هذا الى ان يصبح الشاب او الشابة مبهور الانفاس وغائب الذهن (مسطولاً) وحالماص ومشوش الذهن . ونصف الافتتان على انه :-
يتركز عادة على الذات لا على الآخر . فأنت تعجب بشخص وتخدع نفسك بإقناعها بالوقوع في حب شخص آخرة تحوم حوله أحلامك . وتعتقد انك مستحق للتخلي عن استغراقك في الذات من اجل مصلحة هذا الشخص الآخر . ثم تستيقظ ذات صباح لتكشف ان احساسك بالنشاط والخفة قد تبخر في الليل . كما تجد نفسك اسيراً لمشاعر مطابقة نحو شخص آخر .
عندما يتحدث الناس عن الوقوع في الحب او الحب من النظرة الأولى فإنهم يتحدثون غالباً عن الافتتان . ويمكن ان يكون الافتتان شعوراً غامراً لكنه ليس حباً حقيقياً .
الحب الحقيقي ليس الجنس:
يخلط مراهقون كثيرون بالاضافة الى بالغين كثيرين بين كثافة الجنس وعلاقة الحب القوية . غير ان الامرين مختلفان تماماً ، فالحب عملية بينما الجنس فعل . الحب امر نتعلمه بينما الجنس امر غريزي ، يتطلب الحب اهتماماً او انتباهاً او عناية دائمة بينما لا يتطلب الجنس بذل اي جهد ، يحتاج الحب الى وقت للتطور والنضج ، بينما لا يحتاج الجنس الى اي وقت للتطور ، يتطلب الحب تفاعلاً عاطفياً وروحياً بينما لا يتطلب الجنس الا تفاعلاً جسدياً من شأن الحب ان يعمق العلاقة اما الجنس (الذي يعمل وحده) فيخّمل العلاقة .
إذا الحب الحقيقي ليس الشهوة او الحب الرومانسي او الافتتان او الجنس .