موضوع الكلمة : هل الحاكمية قسم رابع ؟ |
بسم الله الرحمن الرحيم هل الحاكمية قسم رابع؟ وأقوال العلماء في الرد على من قال بذلك أقوال العلماء المعاصرين في الرد على من جعل الحاكمية قسماً من أقسام التوحيد لقد أمرنا سبحانه وتعالى أن نسأل أهل الذكر، وأمرنا بالرجوع إلى العلماء حتى لا تضل بنا السبل فنهلك ولات حين مندم. وحتى نعلم بصّرك اللَّه بالهدى وجعلك سالكاًً دربه أن هذا التقسيم محدث ولا أصل له وإنما هو من قول الخوارج ، نسوق لك أقوال أئمة الهدى من بقية السلف حتى تستنير بأقوالهم وتسلك دربهم توفق للخير. · فتاوى العلماء المعاصرين في هذا التقسيم: 1 ـ هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية فتوى رقم (18870) بتاريخ 11/6/1417هـ وهذا نص السؤال والجواب: السؤال: بدأ بعض الناس ـ من الدعاة ـ يهتم بذكر توحيد الحاكمية بالإضافة إلى أنواع التوحيد الثلاثة المعروفة، فهل هذا التقسيم الرابع يدخل في أحد الأنواع الثلاثة أو لا يدخل فنجعله قسماًً مستقلاًً حتى يجب أن نهتم بها؟ ويقال أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب اهتم بتوحيد الألوهية في زمنه حيث رأى الناس يقصرون في هذه الناحية ، والإمام أحمد في زمنه قد اهتم بتوحيد الأسماء والصفات حيث رأى الناس يقصرون في التوحيد من هذه الناحية، أما الآن فبدأ الناس يقصرون في توحيد الحاكمية فلذلك يجب أن نهتم به، فما مدى صحة هذا القول؟ الجواب: أنواع التوحيد ثلاثة: توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات وليس هناك توحيد رابع، والحكم بغير ما أنزل اللَّه يدخل في توحيد الألوهية وجعل الحاكمية نوعاًً مستقلاًً من أنواع التوحيد عمل محدث لم يقل به أحد من الأئمة فيما نعلم ، لكن منهم من أجمل وجعل التوحيد نوعين: توحيد المعرفة والإثبات وهو توحيد الربوبية والأسماء والصفات، وتوحيد في الطلب والقصد وهو توحيد الألوهية ومنهم من فصّل فجعل التوحيد ثلاثة أنواع كما سبق واللَّه أعلم. ويجب الاهتمام بتوحيد الألوهية جميعه ويبدأ بالنهي عن الشرك لأنه أعظم الذنوب ويحبط جميع الأعمال، وصاحبه مخلد في النار، والأنبياء جميعهم يبدؤون بالأمر بعبادة اللَّه والنهي عن الشرك وقد أمرنا اللَّه باتباع طريقهم والسير على منهجهم في الدعوة وغيرها من أمور الدين، والاهتمام بالتوحيد بأنواعه الثلاثة واجب في كل زمان، لأن الشرك وتعطيل الأسماء والصفات لا يزالان موجودين بل يكثر وقوعهما ويشتد خطرهما في آخر الزمان، ويخفى أمرها على كثير من المسلمين، والدعاة إليها كثيرون ونشطون، وليس وقوع الشر مقصوراًً على زمن الشيخ محمد ابن عبدالوهاب، ولا تعطيل الأسماء والصفات مقصوراًً على زمن الإمام أحمد ـ رحمهما اللَّه ـ كما ورد في السؤال، بل زاد خطرهم وكثر وقوعهما في مجتمعات المسلمين اليوم، فهم بحاجة ماسة إلى من ينهى عن الوقوع فيهما ويبين خطرهما، مع العلم بأن الاستقامة على امتثال أوامر اللَّه وترك نواهيه وتحكيم شريعته كل ذلك داخل في تحقيق التوحيد والسلامة من الشرك، وصلى اللَّه على نبينا محمد وأله وصحبه وسلم). سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ عبدالعزيز بن عبداللَّه آل الشيخ، والشيخ صالح بن فوزان الفوزان، والشيخ عبداللَّه بن عبدالرحمن الغديان، والشيخ بكر بن عبداللَّه أبو زيد. 2 ـ سماحة شيخنا العلامة عبدالعزيز بن عبداللَّه بن باز مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء ـ رحمه الله ـ: السؤال: سماحة الشيخ ما حكم إفراد أنواع أخرى للتوحيد زيادة على المعروفة عند أهل العلم (الألوهية والربوبية والأسماء والصفات) ويقول إنه يجوز الزيادة على هذه التقسيمات لأنها تقسيمات اجتهادية اصطلاحية فيفرد مثلاًً توحيد الحاكمية ويجعله توحيداًً خاصاًً غير توحيد الألوهية؟ الجواب: لا، هذا ما له أصل داخل في توحيد الألوهية، الأقسام بالاستقراء ثلاثة و ما عداها داخل فيها، فتوحيد الحاكمية وتوحيد العبادة شيء واحد فالحكم بشرع اللَّه من العبادة، من عبادة وطاعة اللَّه مثل: أداء الصلاة من توحيد اللَّه، وأداء الزكاة، وأداء صوم رمضان، حج البيت كله من توحيد العبادة فالواجب على المسلمين أن يحكموا شرع اللَّه وأن يصلوا ويصوموا، ويزكوا لأنه كله داخل في توحيد العبادة ؛ وتوحيد الأسماء والصفات : الإيمان بأسماء اللَّه وصفاته ووصفه بها على الوجه اللائق به سبحانه من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. وتوحيد الربوبية قد أقرَّ به المشركون وهو الإيمان بأن اللَّه هو الخلاّق، الرزّاق المحي المميت المدبر لا خالق غيره، ولا رب سواه سبحانه وتعالى، وما سوى ذلك داخل فيهم توحيد الحاكمية، وتوحيد الصلاة والزكاة كله داخل فيهم. توحيد العبادة يجب أن يحكم بشرع اللَّه كما يجب أن يصلى لله ويصام لله وأن يزكى لله وأن يحج لله وهكذا. ا.هـ. كلامه. 3 ـ فضيلة العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه اللَّه ـ: السؤال: شيخنا بارك اللَّه فيك ذكر علماء السلف رحمة اللَّه عليهم أن التوحيد أنواع ثلاثة : الألوهية، الربوبية، الأسماء والصفات، فهل يصح أن نقول بأن هناك توحيداًً رابعاًً هو: توحيد الحاكمية أو توحيد الحكم؟ فأجاب الشيخ: لا يصح ، أبشر، لا يصح ولكن الرد ما يكون بهذا الجواب: الحاكمية فرع من فروع توحيد الألوهية والذين يدندنون بهذه الكلمة المحدثة في العصر الحاضر يتخذون سلاحاً ليس لتعليم المسلمين التوحيد الذي جاء به الأنبياء والرسل كلهم، إنما هو سلاح سياسي وأنا من أجل هذا إن شئت أن أثبت لكم ما قلت آنفاًً مع أن هذا سؤال تكرر مني الجواب مراراًً وتكراراًً عنه وإن شئت مضيناً في ما نحن فيه. أنا قلت في مثل هذه المناسبة تأييداًً لما قلت آنفاًً إن استعمال كلمة الحاكمية هو من تمام الدعوة السياسية التي يختص بها بعض الأحزاب القائمة اليوم ... إلى أن قال: فهم اتخذوا هذه الكلمة وسيلة للدعاية السياسية عندهم .. فالدعوة التي ندعو الناس إليها فيها الحاكمية وفيها غير الحاكمية: توحيد الألوهية وتوحيد العبادة يدخل فيها ما تدندنون حول الحاكمية: حديث حذيفة بن اليمان أن النبي عليه الصلاة والسلام لما تلا على الصحابة الكرام هذه الآية اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) [التوبة:31] قال عدي بن حاتم: واللَّه يا رسول اللَّه ما اتخذناهم أرباباًً من دون اللَّه، قال: «ألستم كنتم إذا حرموا لكم حلالاً حرمتموه، وإذا حللوا لكم حراماً حللتموه» قال: أما هذا فقد كان. قال: «فذلك اتخاذكم إياهم أرباباً من دون اللَّه » (نحن الذين نشرنا هذا الحديث ووصل هذا إلى الآخرين ثم طووا جزءًا من توحيد الألوهية أو العبادة بهذا العنوان المبتدع لغرض سياسي .. فهم وقفوا عنده دعاية ولم يعملوا بمقتضاه .. (المسلمون عدد (639) بتصرف يسير جداًً). 4 ـ فضيلة شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله. السؤال: سئل حفظه اللَّه عن هذه المسألة؟ فأجاب: بأن من يدعي أن هناك قسماً رابعاً للتوحيد تحت مسمى توحيد الحاكمية يعد مُبْتَدعاً، فهذا تقسيم مُبتدع صدر من جاهل لا يفقه من أمر العقيدة والدين شيئاً. وذلك لأن الحاكمية تدخل في توحيد الربوبية من جهة أن اللَّه يحكم بما يشاء ويدخل في توحيد الألوهية أن العبد عليه أن يتعبد اللَّه بما حكم. فهو ليس خارجاًً عن أنواع التوحيد الثلاثة وهي: توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات) (المسلمون عدد 639). وسئل أيضاً ما نصه: ما تقول عفا اللَّه عنكم فيمن أضاف إلى التوحيد قسماًً رابعاًً سماه توحيد الحاكمية؟ فأجاب: (نقول إنه ضال وجاهل لأن توحيد الحاكمية هو توحيد اللَّه عز وجل فالحاكم هو اللَّه فإذا قلت التوحيد ثلاثة أنواع كما قال العلماء فإن توحيد الحاكمية داخل في الربوبية لأن توحيد الربوبية هو توحيد الحكم والخلق والتدبير لله عز وجل وهذا قول محدث منكر .. فهذا قول محدث مبتدع منكر ينكر على صاحبه ويقال له إن أردت الحكم فالحكم لله وحده وهو داخل في توحيد الربوبية لأن الرب هو الخالق المالك المدبر للأمور فهذه بدعة وضلالة) (اللقاء المفتوح رقم (150) في 20 شوال/1417هـ وجه (أ)). 5 ـ فضيلة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن عبداللَّه آل الشيخ ـ المفتي العام في المملكة العربية السعودية: أجاب عن هذا التساؤل قائلاًً: «عندما يتأمل المسلم كتاب اللَّه سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يجد أن التوحيد أقسام ثلاثة: أولاًً: التوحيد الذي أقر به المشركون جميعاًً ولم ينازع فيه أحد وهو توحيد الربوبية وهو الاعتقاد بأن اللَّه رب كل شيء وخالقه، هذا فطرت النفوس عليه حتى فرعون الذي قال: أنا ربكم الأعلى قال اللَّه عنه:( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) [النمل:14]. ثانياًً: ما جاء في كتاب اللَّه من بيان أسماء اللَّه وصفاته في قوله تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) [الأعراف: 180] وكذلك صفات اللَّه تعالى في كتابه العزيز فاللَّه وصف نفسه بصفات وسمى نفسه بأسماء، وهذا من ضروريات الإيمان: أن تؤمن بأسماء اللَّه وصفاته. ثالثاًً: التوحيد الذي دعت إليه الرسل وهو دعوة الرسل أممهم إلى إخلاص الدين لله وإفراد اللَّه بجميع أنواع العبادات(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) [الأنبياء:25] وإذا تأملت القرآن وجدت القرآن وجدت التوحيد هكذا قال اللَّه تعالى وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ) [الزمر:38] وقوله: (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) [سبأ:24] قال اللَّه قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا) [يونس:31] أي: فتعبدونه وحده وتخلصون له الدين. أما الحاكمية فإن أريد بها تحكيم شريعة اللَّه فإنما هي من لازم توحيد العبد لله وإخلاص العبادة لله أن يحكم شرع اللَّه فمن اعتقد أن اللَّه واحد أحد فرد صمد وأنه المعبود بحق دونما سواه وجب عليه أن يحكم شرعه وأن يقبل دينه وألا يرد شيئاًً من ذلك فمن لازم الإيمان باللّه تحكيم شريعته وقبول أوامره بالامتثال وقبول نواهيه بالترك والبعد عنها وأن يحكم شرع اللَّه في كل قليل وكثير، وإذاًً فالحاكمية تضمنها توحيد الألوهية ولا يجوز أن نجعلها قسماًً خاصاًً يخصها لأنها مندرجة تحت توحيد العبادة. (المسلمون عدد 639). |
4 مشترك
موضوع الكلمة : هل الحاكمية قسم رابع ؟ (1)
abou isshak- عضو فضي
1666
العمر : 37
لإقــامه : الدريوش
المهنة : ....
نقاط : 29
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 24/11/2007
- مساهمة رقم 1
موضوع الكلمة : هل الحاكمية قسم رابع ؟ (1)
ادارة الموقع- مصمم
49911
لإقــامه : أرض الله واسعة
المهنة : على باب الله
نقاط : 1371
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 10/02/2007
- مساهمة رقم 2
رد: موضوع الكلمة : هل الحاكمية قسم رابع ؟ (1)
zaynab- عضو نشيط
95
العمر : 37
لإقــامه : flah
المهنة : ahfak
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 12/12/2007
- مساهمة رقم 3
رد: موضوع الكلمة : هل الحاكمية قسم رابع ؟ (1)
جازاك الله عنا خيرا
abou isshak- عضو فضي
1666
العمر : 37
لإقــامه : الدريوش
المهنة : ....
نقاط : 29
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 24/11/2007
- مساهمة رقم 4
رد: موضوع الكلمة : هل الحاكمية قسم رابع ؟ (1)
جزاك الله عنا خيرا
الألباني- عضو نشيط
38
العمر : 64
لإقــامه : المسجد
المهنة : داعية
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 27/06/2008
- مساهمة رقم 5
رد: موضوع الكلمة : هل الحاكمية قسم رابع ؟ (1)
جزاك الله عنا خيرا