الهجرة شر لابد منه...البكاء تعبير عن الام الإغتراب ...
مدينة تارغونة الاسبانية التي تضم فئة كبيرة من المهاجرين الريفيين
اعتدت على زيارة قريتي تيسلي منذ مدة وأعتقد اني بدأت في زيارتها سنة 1987 واعني بزيارتها من خلال القيام بنزهة عبارة عن رحلة تكون اخر الاسبوع الأحد -تبتدأ من الفجر إلى غاية مغيب الشمس وإلى يومنا هذا مازالت في شد الرحال نحوها كلما سنحت الفرصة وعندما أزورها أشعر وكأني اطل عليها لأول مرة وتختلف كل زيارة عن الاخرى ..في السنين الأخيرة كان يرافقني إبني محمد وقد اصبح مولعا بزيارتهما خاصة انه يعشق البراري ويحب اجواء القرية .وكان في كل مرة عندما يرافقني يقصد منزل -رائد- صديقه الصغير وكان يحبه كثيرا أحيانا يبقى بجانبه لفترة من الوقت وفي بعض الاحيان يأتي رائد ليشاركنا اجواء النزهة.
قصدت تسلي الأحد-11/11/07 كالعادة ورافقني إبني محمد إنطلقنا حوالي الساعة السادسة والنصف وبعد جلسة الاستراحة في -تيزي-واصلنا السير لنصل الى تسلي على الثامنة والنصف و على وقع نباح الكلاب استيقظ- موسكوفي- الذي التحق بنا على الفور وشرعنا في إعداد الفطور وفي تلك الفترة التي كنا ننتظر فيها موعد تناول الفطور وفي خضم الحديث المتنوع الذي قادنا إلى مواضيع عديدة الحرث/القنص/الهجرة ..وكان موضوع هجرة الطقل رائد اهم شيء تحدثنا فيه حيث افتقدناه كثيرا خاصة انه كان يحضر إلينا كلما زرنا القرية وكان غالبا ما يقضي معظم وقته رفقة محمد .رائد هاجر اخيرا ولم يبلغ عامه الثالث نحو الديار الاسبانية لينضاف الى بقية من اخذتهم الهجرة وابعدتهم عنا ليسقط من خانة ابناء تسلي الذين صارو يتساقطون مثل اوراق الخريف ...لقد اخذت الهجرة الرجال والنساء وحتى الاطفال وإذا كانت الاهداف المادية هي الغاية التي لأجلها يهاجر معظم السكان فإن هذا يحدث على حساب امور عديدة منها )الاخلاق- الكرامة-التصامن الاسري-و..امنيتي واملي الكبير ان لا يضيع رائد وسط هذه المتاهات المادية وينصهر في المجتمع الاسباني كما حدث لعديد )الاطفال والشباب الذين راحوا ضحية الهجرة هذه الاخيرة سرعان ما تتغير الغاية منها (لقمة العيش تحسين الوضع)بعد التوغل في إسبانيا او في غيرها من البلدان..وإذا ضيعنا اطفالنا واخذوا منا وانسلخوا من هويتهم وصارو بضاعة في يد الغير فلماذا نتزوج ونلد ونسهر الليالي ونتعب ..نسيت ان اكمل حديثي عن الرحلة.تناولنا الفطور الذي احتوى على شاي مهيء على الحطب وزيت الزيتون وخبز..جمعنا اغراضنا التي وضعها -موسكوبي-بمنزله وقصدنا الجبل الكبير حيث طلب مني محمد رؤيت الغابة بينما موسكوبي رافق مجموعة من القناصين بحثا عن الطرائب وفي الغابة إستمتعنا -اناومحمد- بالأجواء الرائعة حيث الهدوء والهواء النقي والمناظر الخلابة التي تنسيك كل شيء احسست بمحمد وهو في قمة سعادته وسط الاشجار ومازاده سعادتا مجيء عصفور صغير حيث اقترب منه هذا الاخير وكأنه على علاقة به منذ زمن طويل غادر العصفور المكان قبل ان نغادره نحن عائدين حيث توقفنا لتناول الغذاء عند موسكوبي وبعد ذلك بقليل غادرنا تسلي عائدين وقد وصلنا الى البيت بعد المغرب بقليل حيث كان محمد متعب جيدا غير انه كان في نفس الان فرحا بقضائه وقت ممتعا ومسليا في البرية وقد كانت هذه اول رحلة الى تسلي بعد هجرة رائد الى الديار الاسبانية والتي كانت بتاريخ 11/11/07
توقيع: سعـيـــــــــــــــــــد /مـــحــــــمـــــــد /ادرغــــــــــــــــال
تسلي موطن رائد
بدون تعليف...
[اهداء الى جميع المغتربين بإسبانيا
عدل سابقا من قبل في الأربعاء نوفمبر 14, 2007 12:52 pm عدل 6 مرات