ابن الريف المغربي أول وزير مسلم بهولندا
أحمد أبو طالب أمستردام – أصبح أحمد أبو طالب (ذو الأصول المغربية) أول وزير مسلم في تاريخ هولندا بعد أن اختاره "يان بيتر بالكونند" رئيس حكومة يسار الوسط الجديدة لشغل حقيبة وزير الدولة للشؤون الاجتماعية.
وحسم التشكيل الوزاري الذي أعلن يوم 13-2-2007 بذلك التكهنات التي توقعت أن يخلف أبو طالب ريتا فردونك في وزارة الاندماج وشئون الأقليات.
وسطع نجم "أبو طالب" قبل توليه حقيبته الوزارية في الحياة السياسية الهولندية وخاصة بعد واقعة مقتل المخرج الهولندي تيو فان جوخ في عام 2004 على يد أحد المسلمين المغاربة الهولنديين، وفي يناير 2007 حصل أبو طالب على جائزة "هيلين دي مونتينييه" لعام 2006 تقديرا لجهوده في بناء جسور التواصل في العاصمة أمستردام.
وتعود أصول الوزير أبو طالب إلى عائلة ريفية محافظة في المغرب حيث نشأ هناك قبل أن يهاجر وهو ابن 16 عاما إلى هولندا عام 1976، ليتم دراسته، ودخل ميدان الحياة العملية بالعمل في المجال الإعلامي وفي عام 1998 تولى منصب مدير معهد تطوير التعددية الثقافية (فوروم).
قفزة سياسية
وبعد مقتل المخرج الهولندي تيو فان جوخ عين محافظا لبلدية أمستردام للشئون الاجتماعية والعمل والتعليم ممثلا لحزب العمل "يسار الوسط".
ويقال بأن مقتل جوخ مثل قفزة في مشوار أبو طالب السياسي، حيث ازداد نشاطه داخل المؤسسات الإسلامية بشكل أكبر وأصبح الوجه البارز في التنديد بتلك الجريمة.
وترددت تصريحاته المنددة بحادث القتل في تلك الأثناء، فقال: "لن نتركهم يخطفون منا أضواء الإسلام السمح المسالم ودين الرحمة.. نحن في بلد يضمن الحرية للجميع وليس من حق أحد أن يقتل هذه الحرية".
وبرز شخص أبو طالب عندما طالب بإخراج الأئمة الذين لا يشعرون أن هولندا بلدهم قائلا: "من لا يؤمن بهذه المبادئ فمن الأفضل له أن يغادر هذه البلاد.. لا أحد يجبرهم على البقاء، مع السلامة، هناك طائرات تقلع كل يوم".
وفي إبريل 2006 تداولت وسائل الإعلام تصريحه بأن النساء اللاتي يرتدين نقاب الوجه يخسرن حقهن في معونة العاطلين عن العمل، وهو ما اعتبره البعض علامة ورمزا لنجاحه في حين اعتبره آخرين بـ"أنه سقط في مستنقع الذوبان والانصهار في المجتمع الهولندي، واختار الوقوف إلى جانب الهولنديين بطريقة انتهازية". لكنه في النهاية حاز سمعة لدى كل الأطراف باعتباره رجلاً صارما ونزيها.
ومنذ هذه التصريحات ويعيش أبو طالب تحت الحماية الأمنية، خاصة بعد تلقيه رسائل تهديد من بعض المتشددين غير أن هذه الحماية الدائمة له لم تقلل من حركته داخل المساجد وتدعيم صلته بمجتمع الأقلية المسلمة.
خطوة إيجابية
ومن جانبه، اعتبر البرلماني المتقاعد محمد الرباع -والذي شغل مقعدا في البرلمان الهولندي لأكثر من 15 عاما- إسناد وزارة الدولة للشئون الاجتماعية إلى وزير مسلم "خطوة على الطريق الصحيح من الناحية الرمزية للمسلمين ومن الناحية الفعلية لجهود الرجل في مجال ربط جسر التواصل بين مكونات المجتمع". وقال في تصريحاته "هذه الخطوة تأتي في إطار إدماج المسلمين والأجانب في الدورة السياسية".
كما اعتبر محللون هذه الخطوة تتماشى مع اللون الجديد للحكومة التي تتجه نحو الوسط بعد أن كانت في صراع مع المجتمع. وعد المراقبون تشكيل حكومة تضم أحزابا من الوسط واليسار مرحلة جديدة لتحول يحدث في هولندا للتآلف بين المجتمع بطوائفه المختلفة، لينسجم مع الشعار الذي رفعته الحكومة الجديدة وهو "معا نعيش معا نعمل".
وأعلن عن التشكيل الوزاري الجديد لحكومة بالكونند الرابعة التي يتحالف فيها مع اليسار لتكون بذلك أول حكومة "يسار وسط" بعد فقدان اليمين الذي كان يحكم منذ عام 2001 للأغلبية في الانتخابات البرلمانية السابقة والتي عقدت في شهر نوفمبر من سنة 2006.
وحصل الائتلاف الجديد المتكون من الحزب المسيحي الديمقراطي (الذي يعده المراقبون وسطا)، وحزب الاتحاد المسيحي المنشق عن المسيح الديمقراطي وحزب العمل اللذين يعدان من يسار الوسط
عدل سابقا من قبل في الجمعة نوفمبر 02, 2007 11:14 am عدل 2 مرات
