* عن المشعل
س - نَشَرتَ شريطين حول ارتشاء رجال الدرك، في موقع " يوتوب " شاهدهما مئات الآلاف من الزوار، محققا أرقاما قياسية، وخلقا ضجة كبيرة في وسط قيادة حسني بنسليمان الأمنية، و نالا متابعة إعلامية مكثفة.. بحيث يمكن القول أنك أحدثت السبق الصحفي للسنة، من حيث نسبة المتابعة والتأثير، لكن شخصك يظل لغزا.. ألم تلعب فأرة الغرور في رأسك و تدفعك للإعلان عن شخصك بغاية جني ثمار الشهرة التي تحققت لقناص ترجيست؟
ج - عن أي شهرة تتحدث أخي الكريم، فعملي هذا لم يكن يوما، ولن يكون بدافع الشهرة أو بغرض تحقيق مكاسب شخصية، فهو نابع من نية صادقة، وسيبقى كذلك بإذن الله كما ستبقى شخصية القناص لغزا إلى أن يشاء الله.
س - أجريتُ معك من قبل استجوابا، هو الأول من نوعه، نشرتُه بموقع هيسبريس الإلكتروني، كيف وجدتَ ردود الفعل التي أحدثها الاستجواب المذكور من خلال تعليقات القراء؟
ج: الناس شعاب، ولكل منهم نظرته الخاصة للأشياء، ولكل واحد منهم منطلقه وغايته، وهذه أمور تتحكم في طريقة تفكير المرء وتحليله للأشياء، فهناك المُدعمون المشجعون، للعمل المتواضع الذي قُمنا به، وهناك المنتقدون الغاضبون... ولكل واحد منهم مبرراته، سواء كانت عاطفية أو عقلية، منطقية او غير من منطقية، ولكن الذي تعجبت واندهشت له، هو أن الأكثرية، لم تصدق أمر الحوار حيث اعتبروه مُختلقا، و افتراء على القناص ولم أجد سببا يدعوهم لذلك.
س – كيف استقبلت ردود الفعل التي اعتمدتها قيادة رجال الدرك بعد نشر شريطيك؟
ج : كنت على دراية بها آنفا : وتتمثل في تقديم أكباش فداء لذر الرماد في العيون، وهذا ما حدث بالضبط.
س – ألم تتأثر بالحصار الذي مورس على مدينتك ترجيست، من طرف رجال الدرك، إلى درجة أنه كان هناك من السكان، مَن أدان العمل الإعلامي الجريء الذي قُمت به بعدما قهرتهم ضغوطات رجال الدرك؟
ج: كان الحصار طريقة ذكية جدا، بل وحيلة جهنمية مدروسة بعناية، والغاية منها الانتقام من السكان، وفي نفس الوقت إرسال رسالة إلى كل من يتعاطف مع القناص ويشجع أعماله، ولكل
من يتجرأ على الإساءة لرجال الدرك، لقد كان حصارا خانقا، دفع الكثير من السكان إلى التذمر و تحميل القناص، تبعات ما حدث، كان شبيها بحصار غزة: جميع الطرق المؤدية إلى المدينة أغلقت بحواجز أمنية وتشديد المرتقبة، لم يشهد لها الاقليم مثيلا، لقد تمت المبالغة في هذه الإجراءات إلى حد كبير، مما دفع المتضررين من السكان إلى اقتراف وابل من الشتائم والسباب في حق القناص والعمل الذي قام به، ولكن العقلاء والحكماء، فطنوا للعبة وتبين لهم أن المر كان بتعلق بحق أريد به باطل.
س – تفيد الأخبار القادمة من ترجيست، أن عادات ارتشاء الدرك ورجال السلطة، بشكل عام بصدد العودة شيئا فشيئا، وذلك مع أخذ بعض الاحتياطات من طرفهم، ألا ترى أن مشكل الرشوة لا يمكن أن يحله مجرد شريطين للفيديو؟
ج: نعم لقد عادت حليمة إلى عادتها القديمة، ذلك لأنه لم تتم محاسبة المسئولين الحقيقيين، و الدرع " الواقي " لرجال الدرك المتمثل في قائد السرية وللمركز، حيث لفت انتباهي نصب حواجز أمنية ليلا عوض واضحة النهار، لذا فإذا لم يكن الشريطان السابقان كافيان، فسيكون هناك ثالث ورابع وخامس.
س – هل تؤمن بجدوى العمل الإعلامي في تغيير السلوكيات من الأسوأ للأفضل؟
ج: أومن بذلك أشد الإيمان، فعندما يسلط الإعلام الوطني، الضوء على قضية ما تستفيد هذه الأخيرة، من متابعة جماهيرية واسعة، ويُضفى عليها طابعا وطنيا، بينما إذا كانت القضية تقتصر على جهة أو إقليم معين، فإن مصيرها يكون التجاهل، وهذا ما حصل مع قضية القناص.
س – فهمتُ من خلال بعض المعطيات، أنه لديك مشاريع أشرطة أخرى، هل يُمكن أن تتحدث عنها في هذا الحوار؟
ج: بحمد الله فكتيبة القناص بصدد الإعداد لشريط " البركان الثائر " – الذي أمددتك بصور منه.. ونحن بصدد البحث عن هويات الدركيين المتلبسين بالرشوة، كما كان شأن الشريطين السابقين " الوعد الصادق " و " البرهان الساطع " ونحن في المراحل الأخيرة من هذا المشروع، ويتضمن الشريط 3 أفراد من الدرك الملكي في حالة تلبس، تحت قيادة قائد السرية الرقيب أنور ومساعده الحاج اوفريد أما المشاريع المستقبلية فهي رهينة بمستجدات الظرف والمكان.
س – هل هناك موعد محدد لبث شريط قادم لك؟
ج: قبل شهر رمضان المعظم سيتم نشر البركان الثائر بإذن الله.
س – كيف تنظر إلى الواقع المغربي.. وما هي خصائصه من وجهة نظرك؟
ج: أنا لست محللا اجتماعيا، و أهل مكة أدرى بشعابها، ولكل منطقة ماضيها الأليم، مع المؤسسات الحكومية من مستشفيات و مراكز الأمن ... إلخ وواقعها الذي تبكي له العيون ويُدمي القلوب، و على كل حال الحمد لله على نعمة الصحة والعقل، أظن أن بعض أهم المجتمع المغربي تكشف عنها طبيعة الأحزاب، والحملات الانتخابية، والتكتلات.. فالتحالفات التي نشاهدها اليوم كفيلة بكشف خصائص هذا المجتمع، المبنية على المصلحة الشخصية، و اللامبالاة، بالإضافة إلى اللامسئولية، حيث تجد، مثلا بعض فئات هذا المجتمع العمل السياسي والانتخابات فرصة للقفز عبر رمي الناس بالأكاذيب والشعارات الجوفاء، و المراوغات المحبوكة، وحبذا لو استدعتهم الجامعة الملكية لألعاب القوى للمشاركة في اولمبياد بيكين حيث كنا سنضمن ميداليات ذهبية عديدة في هذا النوع الفريد من القفز والضحك على ذقون الناس.
س – في نظرك مَن المسئول عن انتشار عادات الارتشاء والفساد الإداري بصفة عامة بالمغرب، هل السلطة أم المجتمع؟
ج: كلاهما يتحمل المسؤولية، فلا الدركي يتوفر على دخل محترم، يصون به ماء الوجه، ولا أفراد المجتمع يعون خطورة هذا الداء، أما المسكين" راه ماعندو مايعطي ".
س – كيف استقبلت الانتقادات الموجهة إليك، والمنشورة في بعض الصحف، والتي أفادت بأن لديك دوافع انتقامية، من رجال الدرك، دفعتك لفعل ما فعلته، كيف ترد على هذه الانتقادات؟
ج: مهما حملت هذه الانتقادات من تفاهات وباطل، فلن تؤثر على هدفي، الذي يثقل قلبي وتقتنع به نفسي ويشغل تفكيري، فالقافلة تسير والكلاب تنبح، ولكل امرئ ما نوى، فليس بالغريب عن هذا البلد الحبيب، أن بكون هناك شراء لأقلام بعض أشباه الصحفيين من ضعاف النفوس.
استوقفتني بعض الاتهامات، التي نشرت في الصفحات الأولى لبعض الجرائد، والتي ادعت أن لدي دوافع انتقامية لابن خالتي، وما إلى ذلك من ترهات قيلت لحاجات في نفس أكثر من يعقوب، إنني بريء من كل هذه الادعاءات، براءة الذئب من دم يوسف.. هذا في حين تم نشر مضمون شريط فيديو القناص الفيديو الثاني " البرهان الساطع " والرسالة وما إلى ذلك، في الصفحات الأخيرة لتلك الصحف، وهذا ما خلف لدي أكثر من سؤال!
هل تجرأ أحد من هؤلاء وخط ولو جملة واحدة، عن تفاصيل الحصار الذي شهدته المدينة؟ والخناق الذي ضربه رجال الدرك على السكان، وتبعات الحصار على القبائل المجاورة؟ أم أنه من السهل اتهام القناص ومن الصعب لوم المخزن؟ هم يؤمنون بهذا المنطق الأعوج لأنه في نظرهم ليس من حق القناص أن يحمل حمل صديقته الوفية الجريئة – الكاميرا - للتعبير عن الواقع، بكل مساوئه: الابتزاز والظلم الذي نعيشه... لذلك سهل عليهم اتهامه بأي شيء، لأنه ليس لديه زرواطة ينهال بها على رؤوسهم، ولأنه لن يُجرجرهم ، كما يفعل المخزن، في أروقة وقاعات المحاكم بتهمة السب والقذف، هكذا تكون الحكَرة وإلا فلا.
س – اخترت العناوين التالية لأشرطتك: " الوعد الصادق " ثم " البرهان القاطع " والآن " البركان الثائر " هل يتعلق الأمر بسلسلة عناوين، توجد وراءها إستراتيجية معينة، أم أن الأمر صدفة فقط؟
ج: إنه الوعد الصادق الذي كُنت قطعته على نفسي، وبرهان قاطع ضد الظلم والابتزاز وبركان ثائر على الحصار وواقع المدينة المزري، فلكل شيء شكل ومضمون، وقوانين ناظمة، لذلك فعلى اللاعب أو المتباري، دائما وضع استراتيجية، قبل خوض غمار المنافسة، وهذا ما افعله بالضبط، فإذا تمعنت جيدا في العناوين، وقمت بإسقاطها على واقع المدينة، لاتضحت لك الفكرة.
س – عَبَّرتَ من قبل، في الحوار الأول الذي أجريته معك، عن كرهك للمخزن، وقلت بأنه يتعامل مع سكان الشمال، وكأنهم أوباش، هل تعرف أن هذا النعت قاله الحسن الثاني، في حق سكان الريف؟
ج - لا يا أخي، لنضع النقاط على الحروف فانا اكره الطريقة التي نُعامل بها من ابتزاز و ظلم واستغلال... أما المخزن ككل، ففيه الصالح والطالح، و تحية تقدير واحترام لكل شرفاء رجال الدرك، أما ما قاله الحسن الثاني رحمة الله عليه، فكان لأسباب عديدة، ودون أن ندير عجلة الزمان إلى الوراء، والغوص في دهاليز الأمور، فالكل يعلم الإقصاء الذي عرفته المنطقة الشمالية، والصراع الذي كان دائرا بين هذه الأخيرة، و المخزن بصفة عامة، وبالأخص مع سكان الريف.. ولقد كان رد أبناء المنطقة واضحا، حيث قالوا بصوت واحد: إذا كنا أوباشا فلن نحتفل بعيد العرش ولن نقول عاش الملك.
س – أجمع الكثيرون أنك رجل ذكي، لكن ألا تعرف أنك تلعب مع المخزن لعبة القط والفأر، حيث إمكانية سقوطك بين يديه تظل قائمة؟
ج: هل أسقط بين يديه أم تحتها؟ ولكن لماذا؟ وما هي التهمة المنسوبة إلي؟ وما الذنب الذي اقترفته؟ أنا لست لا بقط ولا فأر إذا كانوا هم كذلك، فهم أحرار، فيما أرادوا، والنجاة من بطشهم ومكرهم تظل قائمة كذلك بإذن الله.
س – كيف استقبلت أنه بالرغم من الرسالة التي وجَّهتها للملك محمد السادس، في ختام شريطك السابق " البرهان " القاطع، إلا أنه لم تكن هناك أية مبادرة اتجاه إصلاح الوضع، بل إن الخطاب الملكي لعيد العرش أشاد برجال الدرك؟
ج: لا بالعكس لم أذكر يوما أن جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، خص رجال الدرك بالذكر، فالإشادة بعملهم الوطني واجب، وإصلاح أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية ضرورة، وهذا انجاز في حد ذاته، ونقطة إيجابية تحتسب للقناص.
س – كلمة اخيرة؟
ج: شكرا لك أخي العزيز مصطفى على اهتمامك بموضوع القناص، وعلى حواراتك وزياراتك الالكترونية المتتالية، التي تعتبر المتنفس الوحيد لإيصال صوتي، والكشف عن ما يختلج به فؤادي... ففي قلبي رسالة وعلى محياي ابتسامة لكن بعيني دمعة... مدينتي سكانها أموات لا حياة فيها لمن تنادي.. طغى على قلبهم الهوان والضعف والخوف، والمثقفون المخنثون - إلا من رحم ربك - يبذرون وقتهم في كتابة مقالات استهزائية، وسرد النكت البذيئة، ونشرها في جرائد الكترونية لإضحاك الناس، وتخديرهم، بينما واقع المدينة تجزع له النفوس الأبية، ويُدمي القلوب الحية، وهو أولى بان تُكتب عنه المجلدات عسى هذا الليل أن ينجلي. وأنا في انتظار ردة فعل البرلمانيين الحسيميين والترجيستيين، من الشريط الجديد " البركان الثائر " والذين قطعوا وعدا مع أنفسهم وحملوا على عاتقهم بعد النجاح في الانتخابات، إصلاح أحوال المدينة وسكانها، في حين وطنوا نفوسهم على جعل قضايا المدينة في خبر كان، والنوم فوق كرسي البرلمان. ترجيست أصبح نهارها بلا شمس، وليلها بلا قمر، كما صار المعروف فيها منكرا، والمنكر فيها معروفا، وكأن شعارها صار على هذا النحو :
صومـــوا ولا تتكلموا إن الكلام محرم
ناموا ولا تستيقظوا ما فاز إلا النوم
إن قيل أن نهاركم ليل فقولوا :مظلــــم.
س - نَشَرتَ شريطين حول ارتشاء رجال الدرك، في موقع " يوتوب " شاهدهما مئات الآلاف من الزوار، محققا أرقاما قياسية، وخلقا ضجة كبيرة في وسط قيادة حسني بنسليمان الأمنية، و نالا متابعة إعلامية مكثفة.. بحيث يمكن القول أنك أحدثت السبق الصحفي للسنة، من حيث نسبة المتابعة والتأثير، لكن شخصك يظل لغزا.. ألم تلعب فأرة الغرور في رأسك و تدفعك للإعلان عن شخصك بغاية جني ثمار الشهرة التي تحققت لقناص ترجيست؟
ج - عن أي شهرة تتحدث أخي الكريم، فعملي هذا لم يكن يوما، ولن يكون بدافع الشهرة أو بغرض تحقيق مكاسب شخصية، فهو نابع من نية صادقة، وسيبقى كذلك بإذن الله كما ستبقى شخصية القناص لغزا إلى أن يشاء الله.
س - أجريتُ معك من قبل استجوابا، هو الأول من نوعه، نشرتُه بموقع هيسبريس الإلكتروني، كيف وجدتَ ردود الفعل التي أحدثها الاستجواب المذكور من خلال تعليقات القراء؟
ج: الناس شعاب، ولكل منهم نظرته الخاصة للأشياء، ولكل واحد منهم منطلقه وغايته، وهذه أمور تتحكم في طريقة تفكير المرء وتحليله للأشياء، فهناك المُدعمون المشجعون، للعمل المتواضع الذي قُمنا به، وهناك المنتقدون الغاضبون... ولكل واحد منهم مبرراته، سواء كانت عاطفية أو عقلية، منطقية او غير من منطقية، ولكن الذي تعجبت واندهشت له، هو أن الأكثرية، لم تصدق أمر الحوار حيث اعتبروه مُختلقا، و افتراء على القناص ولم أجد سببا يدعوهم لذلك.
س – كيف استقبلت ردود الفعل التي اعتمدتها قيادة رجال الدرك بعد نشر شريطيك؟
ج : كنت على دراية بها آنفا : وتتمثل في تقديم أكباش فداء لذر الرماد في العيون، وهذا ما حدث بالضبط.
س – ألم تتأثر بالحصار الذي مورس على مدينتك ترجيست، من طرف رجال الدرك، إلى درجة أنه كان هناك من السكان، مَن أدان العمل الإعلامي الجريء الذي قُمت به بعدما قهرتهم ضغوطات رجال الدرك؟
ج: كان الحصار طريقة ذكية جدا، بل وحيلة جهنمية مدروسة بعناية، والغاية منها الانتقام من السكان، وفي نفس الوقت إرسال رسالة إلى كل من يتعاطف مع القناص ويشجع أعماله، ولكل
من يتجرأ على الإساءة لرجال الدرك، لقد كان حصارا خانقا، دفع الكثير من السكان إلى التذمر و تحميل القناص، تبعات ما حدث، كان شبيها بحصار غزة: جميع الطرق المؤدية إلى المدينة أغلقت بحواجز أمنية وتشديد المرتقبة، لم يشهد لها الاقليم مثيلا، لقد تمت المبالغة في هذه الإجراءات إلى حد كبير، مما دفع المتضررين من السكان إلى اقتراف وابل من الشتائم والسباب في حق القناص والعمل الذي قام به، ولكن العقلاء والحكماء، فطنوا للعبة وتبين لهم أن المر كان بتعلق بحق أريد به باطل.
س – تفيد الأخبار القادمة من ترجيست، أن عادات ارتشاء الدرك ورجال السلطة، بشكل عام بصدد العودة شيئا فشيئا، وذلك مع أخذ بعض الاحتياطات من طرفهم، ألا ترى أن مشكل الرشوة لا يمكن أن يحله مجرد شريطين للفيديو؟
ج: نعم لقد عادت حليمة إلى عادتها القديمة، ذلك لأنه لم تتم محاسبة المسئولين الحقيقيين، و الدرع " الواقي " لرجال الدرك المتمثل في قائد السرية وللمركز، حيث لفت انتباهي نصب حواجز أمنية ليلا عوض واضحة النهار، لذا فإذا لم يكن الشريطان السابقان كافيان، فسيكون هناك ثالث ورابع وخامس.
س – هل تؤمن بجدوى العمل الإعلامي في تغيير السلوكيات من الأسوأ للأفضل؟
ج: أومن بذلك أشد الإيمان، فعندما يسلط الإعلام الوطني، الضوء على قضية ما تستفيد هذه الأخيرة، من متابعة جماهيرية واسعة، ويُضفى عليها طابعا وطنيا، بينما إذا كانت القضية تقتصر على جهة أو إقليم معين، فإن مصيرها يكون التجاهل، وهذا ما حصل مع قضية القناص.
س – فهمتُ من خلال بعض المعطيات، أنه لديك مشاريع أشرطة أخرى، هل يُمكن أن تتحدث عنها في هذا الحوار؟
ج: بحمد الله فكتيبة القناص بصدد الإعداد لشريط " البركان الثائر " – الذي أمددتك بصور منه.. ونحن بصدد البحث عن هويات الدركيين المتلبسين بالرشوة، كما كان شأن الشريطين السابقين " الوعد الصادق " و " البرهان الساطع " ونحن في المراحل الأخيرة من هذا المشروع، ويتضمن الشريط 3 أفراد من الدرك الملكي في حالة تلبس، تحت قيادة قائد السرية الرقيب أنور ومساعده الحاج اوفريد أما المشاريع المستقبلية فهي رهينة بمستجدات الظرف والمكان.
س – هل هناك موعد محدد لبث شريط قادم لك؟
ج: قبل شهر رمضان المعظم سيتم نشر البركان الثائر بإذن الله.
س – كيف تنظر إلى الواقع المغربي.. وما هي خصائصه من وجهة نظرك؟
ج: أنا لست محللا اجتماعيا، و أهل مكة أدرى بشعابها، ولكل منطقة ماضيها الأليم، مع المؤسسات الحكومية من مستشفيات و مراكز الأمن ... إلخ وواقعها الذي تبكي له العيون ويُدمي القلوب، و على كل حال الحمد لله على نعمة الصحة والعقل، أظن أن بعض أهم المجتمع المغربي تكشف عنها طبيعة الأحزاب، والحملات الانتخابية، والتكتلات.. فالتحالفات التي نشاهدها اليوم كفيلة بكشف خصائص هذا المجتمع، المبنية على المصلحة الشخصية، و اللامبالاة، بالإضافة إلى اللامسئولية، حيث تجد، مثلا بعض فئات هذا المجتمع العمل السياسي والانتخابات فرصة للقفز عبر رمي الناس بالأكاذيب والشعارات الجوفاء، و المراوغات المحبوكة، وحبذا لو استدعتهم الجامعة الملكية لألعاب القوى للمشاركة في اولمبياد بيكين حيث كنا سنضمن ميداليات ذهبية عديدة في هذا النوع الفريد من القفز والضحك على ذقون الناس.
س – في نظرك مَن المسئول عن انتشار عادات الارتشاء والفساد الإداري بصفة عامة بالمغرب، هل السلطة أم المجتمع؟
ج: كلاهما يتحمل المسؤولية، فلا الدركي يتوفر على دخل محترم، يصون به ماء الوجه، ولا أفراد المجتمع يعون خطورة هذا الداء، أما المسكين" راه ماعندو مايعطي ".
س – كيف استقبلت الانتقادات الموجهة إليك، والمنشورة في بعض الصحف، والتي أفادت بأن لديك دوافع انتقامية، من رجال الدرك، دفعتك لفعل ما فعلته، كيف ترد على هذه الانتقادات؟
ج: مهما حملت هذه الانتقادات من تفاهات وباطل، فلن تؤثر على هدفي، الذي يثقل قلبي وتقتنع به نفسي ويشغل تفكيري، فالقافلة تسير والكلاب تنبح، ولكل امرئ ما نوى، فليس بالغريب عن هذا البلد الحبيب، أن بكون هناك شراء لأقلام بعض أشباه الصحفيين من ضعاف النفوس.
استوقفتني بعض الاتهامات، التي نشرت في الصفحات الأولى لبعض الجرائد، والتي ادعت أن لدي دوافع انتقامية لابن خالتي، وما إلى ذلك من ترهات قيلت لحاجات في نفس أكثر من يعقوب، إنني بريء من كل هذه الادعاءات، براءة الذئب من دم يوسف.. هذا في حين تم نشر مضمون شريط فيديو القناص الفيديو الثاني " البرهان الساطع " والرسالة وما إلى ذلك، في الصفحات الأخيرة لتلك الصحف، وهذا ما خلف لدي أكثر من سؤال!
هل تجرأ أحد من هؤلاء وخط ولو جملة واحدة، عن تفاصيل الحصار الذي شهدته المدينة؟ والخناق الذي ضربه رجال الدرك على السكان، وتبعات الحصار على القبائل المجاورة؟ أم أنه من السهل اتهام القناص ومن الصعب لوم المخزن؟ هم يؤمنون بهذا المنطق الأعوج لأنه في نظرهم ليس من حق القناص أن يحمل حمل صديقته الوفية الجريئة – الكاميرا - للتعبير عن الواقع، بكل مساوئه: الابتزاز والظلم الذي نعيشه... لذلك سهل عليهم اتهامه بأي شيء، لأنه ليس لديه زرواطة ينهال بها على رؤوسهم، ولأنه لن يُجرجرهم ، كما يفعل المخزن، في أروقة وقاعات المحاكم بتهمة السب والقذف، هكذا تكون الحكَرة وإلا فلا.
س – اخترت العناوين التالية لأشرطتك: " الوعد الصادق " ثم " البرهان القاطع " والآن " البركان الثائر " هل يتعلق الأمر بسلسلة عناوين، توجد وراءها إستراتيجية معينة، أم أن الأمر صدفة فقط؟
ج: إنه الوعد الصادق الذي كُنت قطعته على نفسي، وبرهان قاطع ضد الظلم والابتزاز وبركان ثائر على الحصار وواقع المدينة المزري، فلكل شيء شكل ومضمون، وقوانين ناظمة، لذلك فعلى اللاعب أو المتباري، دائما وضع استراتيجية، قبل خوض غمار المنافسة، وهذا ما افعله بالضبط، فإذا تمعنت جيدا في العناوين، وقمت بإسقاطها على واقع المدينة، لاتضحت لك الفكرة.
س – عَبَّرتَ من قبل، في الحوار الأول الذي أجريته معك، عن كرهك للمخزن، وقلت بأنه يتعامل مع سكان الشمال، وكأنهم أوباش، هل تعرف أن هذا النعت قاله الحسن الثاني، في حق سكان الريف؟
ج - لا يا أخي، لنضع النقاط على الحروف فانا اكره الطريقة التي نُعامل بها من ابتزاز و ظلم واستغلال... أما المخزن ككل، ففيه الصالح والطالح، و تحية تقدير واحترام لكل شرفاء رجال الدرك، أما ما قاله الحسن الثاني رحمة الله عليه، فكان لأسباب عديدة، ودون أن ندير عجلة الزمان إلى الوراء، والغوص في دهاليز الأمور، فالكل يعلم الإقصاء الذي عرفته المنطقة الشمالية، والصراع الذي كان دائرا بين هذه الأخيرة، و المخزن بصفة عامة، وبالأخص مع سكان الريف.. ولقد كان رد أبناء المنطقة واضحا، حيث قالوا بصوت واحد: إذا كنا أوباشا فلن نحتفل بعيد العرش ولن نقول عاش الملك.
س – أجمع الكثيرون أنك رجل ذكي، لكن ألا تعرف أنك تلعب مع المخزن لعبة القط والفأر، حيث إمكانية سقوطك بين يديه تظل قائمة؟
ج: هل أسقط بين يديه أم تحتها؟ ولكن لماذا؟ وما هي التهمة المنسوبة إلي؟ وما الذنب الذي اقترفته؟ أنا لست لا بقط ولا فأر إذا كانوا هم كذلك، فهم أحرار، فيما أرادوا، والنجاة من بطشهم ومكرهم تظل قائمة كذلك بإذن الله.
س – كيف استقبلت أنه بالرغم من الرسالة التي وجَّهتها للملك محمد السادس، في ختام شريطك السابق " البرهان " القاطع، إلا أنه لم تكن هناك أية مبادرة اتجاه إصلاح الوضع، بل إن الخطاب الملكي لعيد العرش أشاد برجال الدرك؟
ج: لا بالعكس لم أذكر يوما أن جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، خص رجال الدرك بالذكر، فالإشادة بعملهم الوطني واجب، وإصلاح أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية ضرورة، وهذا انجاز في حد ذاته، ونقطة إيجابية تحتسب للقناص.
س – كلمة اخيرة؟
ج: شكرا لك أخي العزيز مصطفى على اهتمامك بموضوع القناص، وعلى حواراتك وزياراتك الالكترونية المتتالية، التي تعتبر المتنفس الوحيد لإيصال صوتي، والكشف عن ما يختلج به فؤادي... ففي قلبي رسالة وعلى محياي ابتسامة لكن بعيني دمعة... مدينتي سكانها أموات لا حياة فيها لمن تنادي.. طغى على قلبهم الهوان والضعف والخوف، والمثقفون المخنثون - إلا من رحم ربك - يبذرون وقتهم في كتابة مقالات استهزائية، وسرد النكت البذيئة، ونشرها في جرائد الكترونية لإضحاك الناس، وتخديرهم، بينما واقع المدينة تجزع له النفوس الأبية، ويُدمي القلوب الحية، وهو أولى بان تُكتب عنه المجلدات عسى هذا الليل أن ينجلي. وأنا في انتظار ردة فعل البرلمانيين الحسيميين والترجيستيين، من الشريط الجديد " البركان الثائر " والذين قطعوا وعدا مع أنفسهم وحملوا على عاتقهم بعد النجاح في الانتخابات، إصلاح أحوال المدينة وسكانها، في حين وطنوا نفوسهم على جعل قضايا المدينة في خبر كان، والنوم فوق كرسي البرلمان. ترجيست أصبح نهارها بلا شمس، وليلها بلا قمر، كما صار المعروف فيها منكرا، والمنكر فيها معروفا، وكأن شعارها صار على هذا النحو :
صومـــوا ولا تتكلموا إن الكلام محرم
ناموا ولا تستيقظوا ما فاز إلا النوم
إن قيل أن نهاركم ليل فقولوا :مظلــــم.