منتدى الدريوش ريف

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

5 مشترك

    عيد في القريـــــــــــــــــــة

    avatar
    ghallada
    المشرف جمال
    المشرف جمال


    ذكر
    2841
    العمر : 34
    لإقــامه : ............
    المهنة : صحفي
    نقاط : 67
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 26/02/2007

    منقول عيد في القريـــــــــــــــــــة

    مُساهمة من طرف ghallada الجمعة أكتوبر 12, 2007 6:10 pm

    بداية أود أن أزف إلى جميع قرائي وقارئاتي وكافة منتسبي ومنتسبات مجلس آل كبيس الكرام أطيب التهاني ، وأصدق الأمنيـّـات بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك ، وعساه كل ما عاد يلقاكم السنة وكل سنه ، وبهذه المناسبة أقدم لقرائي وقارئاتي الكرام موضوعي التراثي هذا حول ملامح العيد في القرية خلال الفترة من أواخر الخمسينيات وطوال الستينيات من القرن الماضي ، أي قبل خمسين سنة من الآن تقريبا، ويجدر بمن يريد أن يكتب بحثا دراسيا في هذا الشأن أن يستفيد من بعض المعلومات الواردة في موضوعي هذا .
    والآن تفضلوا جميعا لقراءة الموضوع في النص التالي .
    ـــــــــــــــــــــــــ
    ملامـحُ العيـدِ في القريـةِ
    العيد في القرية حسب ما روي لي عنه من والديَّ وما عايشته بنفسي وملاحظة عيني حتى عام 1971م ، كان ذا قوة تأخذ إحساس الناس ومشاعرهم ، فيحسون فيه حقا بطعم فرحة العيد ، حيث يرونه في كل ما حولهم متغيراً وليس على طبيعته التي اعتادوها يوميـا ، سـواء فـي أطبـاق الحلـوى أو فـي عادات الناس صغـارا وكبارا ورجالا ونساءً . يشعـرون فعلا بمقـدم العيـد وحلولـه ، فيعيشـون أيامـه ولياليـه أُنساً وسعادة وسروراً .
    كان العيد وبالأَخص عيد الفطر في ذلك الزمان يبدأ من حيث الاستعداد له في التاسع والعشرين من شهر رمضان أو الثلاثين المتمم لرمضان ، حيث يذهب صغار الأولاد الذكور إلى مصلى العيد الذي يكون في معزل عن بيوت القرية ، ويبعد عنها مسافة قليلة ، ويكون فـي العراء والأرض الخلاء ، يحدد بحصيات صغيرة لتميز ملامحه ، فيذهب هؤلاء الصغار ليرمموا ما أسقطته الشهور السالفة خلال السنة المنصرمة من الحصيات ، ثم ليمسحوا أرضه مسحا تاما كي يبعدوا عن أرضه الحصيات الصغيرة جدا المتبعثرة فيه ، والتي نتجت عن عوامل الطبيعة مثل الأمطار التي تهطل في الشتاء .
    وتغرب شمس اليوم الأخير من رمضان ، ويبدأ أهل القرية يتحرون خبر العيد . طبعا في ذلك الوقت لم توجد إذاعة ولا يوجد تلفاز لتوصيل الخبر لهم ، ومفاده أن يوم غد هو يوم العيد في دولة قطر ، بل كانوا يعرفون حلول العيد عندما تتلقى مراكز الشرطة في الشمال برقية من مدينة الدوحة العاصمة تفيدهم بضرورة إخطار أهالي المنطقة بأن دولتهم ستحتفل في جميع مدنها وقراها يوم غد بأول أيام العيد لحلوله . فتقوم سيارة الشرطـة بالطواف بيـن بيوت القريـة وهي تزمر بالبوق ( الهرن ) ، وكثيرا ما يكون ذلك في الساعات المتأخرة من الليل نظرا لوصول الخبر متأخرا . فينهض الناس من نومهم على إثر ذلك لو كانوا نائمين ليعلموا أن العيد قد حلَّ عليهم غدا ، ويلزمهم الاستعداد لصلاته في الصباح الباكر ، حيث كانت سيارات الشرطة في ذلك الزمان لا تطوف ببيوت القرية ليلا مزمرة بالبوق إِلاَّ في حالتين فقط ، الأولى عند إخطارهم ببداية رمضان غداً ، والأُخرى بحلول يوم العيد غداً أيضاً ، وفيما عدا ذلك لا تفعل سيارات الشرطة هذا ، وأحيانا لا يأتيهم الخبر إِلاَّ ضُـحى يوم العيد ، فيضطرون إلى قطع صيامهم والتوجه إلى مصلى العيد فور نقل الخبر إليهم .

    ويأتي صباح يوم العيد ، فيذهب أهل القرية رجالا وأولادا ذكورا إلى مصلى العيد ، ويستمعون إلى الخطبتين بعد أن يصلوا ركعتي العيد ، الأولى بسبع تكبيرات ، والأخرى بخمس تكبيرات ، ثم ينتهي تجمعهم الديني في المصلى ليبدؤوا تجمعا اجتماعيا آخر يتمثل في تزاورهم فيما بينهم البين ، حيث يتزاورون البيوت لأنهم قبيلة واحدة ذو قربى وصلة رحم ، وتقدم لهم في البيوت سفرة أكلات العيد ( الفوالة ) ، وهي الحلوى الدهنية ، و الرهش الطحيني ) و ( شعر البنات ) والذي عُـرِف في هذه السنين بمسىً آخر وهو ( لحية الشايب ) ، و( الزلابيا ) ، وهذه الأنواع من الحلوى يشترونها من الدوحة العاصمة لعدم توفرها في القرى ، وربما يخالط تلك المأكولات اللقيمات ، و( البلاليط ) المعروفة حاليا على الشهرة بالشعرية .
    وذلك لعدم تمكنهم من الوصول إلى العاصمة ليشتروا تلك الأنواع من الحلوى ، أو رما لعدم توفرها نهائيا في القرى أو العاصمة في سنين قديمة أسبق ، ومن ثم يشربون القهوة القطرية ، ويشتمون رائحة العود ( وهو نوع من أنواع البخور ذي الرائحة الزكية الطيبة التي تختلط بدخانه المتصاعد من ( المقبس ) ، ويهو ما يعرف اليوم باسم ( المدخن ) .
    وكان شباب ذلك الزمان لا يرتدون ما يعرفه أبناء اليوم من أنواع القماش الفاخرة العديدة المختلفة ، بل كانوا يلبسون نوعين من القماش في العيـد ، وهما ( اللاَّس و لشعري ) ، و( الغترة ) المعروفـة بنعت ( أُم قمر ) ، حيث فيها أربعـة أقمار كبيـرة مـن أربع زواياه ، أو ( الغترة ) المعروفة بنعت ( أم نجمة ) ، وهي التي تكون فيها نجوم صغيرة ، وأحيانا ينعتونها بنعت ( المنقطة ) ، ويلبسـون أيضا النعال المزركشـة ( بالزري ) ، وكانـوا ينعتونها بقولهم عنها ( نعال أم زري ) .
    أما الكبار مـن الرجال فيلبسـون الثياب البيضاء العاديـة ، ويرتـدون ( الغتر ) والنعـل العاديـة ، إضافـة إلـى العباءة الرجاليـة القطريـة ، والتـي تعـرف سابقا وحاليا باسم ( البشت ) .
    وينتهي ضحى العيد ، فتنتهي الزيارات الأُسْـرية ، ويفتح بعد ذلك كبير أهل القرية مجلسه لاستقبال مَـنْ يفد إليهم من القرى الأُخرى لتبادل التهاني بمناسبة العيد ، وحين يفـد الوفد ، يجد كبير القوم ، وهو كبير أهل القرية ومعه رجالها جالسين في مجلسه .
    ثم تنتهي هذه الفترة ، وتأتي فترة الغداء ، فيجمعون صواني أهل بيوت القرية في مجلس كبيرهم ، ويجتمعون سويا في تناول وجبة غداء العيد ومن حضر العيد معهم من غريب دار أو رسول من مكان ما صادف مجيئه إليهم يوم العيد ضحىً. وبعد أن ينفض مجلسهم وتحين فترة القيلولة عقب صلاة الظهر ينامون سويعات عددا ، ليستأنف بعد صلاة العصر كبيرهم فتح مجلسه لاستقبال مَـنْ قـد يفد لتبادل التهانـي خلال فتـرة المساء ، في حين تقام أمام المجلس ( العرضة ) ، وهي فن من فنون الطرب الرجولي تقيمه قبائل القرى في أيام العيد والأعراس فيما مضى ، وتؤدى فيها قصائد ملحنة تلحينا كثيرا ما يكون حماسيا في شعـر حماسـيٍّ ، يؤديانـه صفان متقابلان ، يقع بينهما ضاربي الطبول و ( الطارات ) ، ويدور حولهم حملة السيوف والبنادق ليؤدوا رقصـة ( العرضة ) ، والمعروفة باسم ( التحيل ) ، وهو من التحايل على هيئة ما يرد في الحروب من تحايل الفرسان على بعضهم ليفتك أحدهم بالآخر ، ولكن رقصة العرضة هذه ليس فيها فتكا ، وإنما هو عرض مشبه بذلك التحايل فقط على شكل سلمي ، وينشدهم القصائد شعراء أو حافظو أشعار يسمونهم الشيالة أي الملقنون ، بحيث يقول الشيال صدر البيت والصفان يرددونه عدة مرات كل صف على حدة ، ثم يكمل بعجـز البيت من القصيـدة ، وهكذا حتى تنتهـي القصيـدة ، وفي النادر ينشدهم الشيال قصائد غزلية لتدخل إلى نفسهم مزيدا من الفرحة والأُنس بالعيد ، يداعب بها هذه النفوس المنشرحة بالبهجة ويغازلها سرورا موصولا بتلك الفرحة . وعلى سبيل المثال قصيدة غزلية مطلعا البيت التالي .
    وأمس الضحى شرفت أنا في راس رجم امنيف وآخيل ديرة صاحبي لطف الحشا وينها
    أو من قول الشاعر في بمتون قصيدته الغزلية الأبيات التالية .
    وانت يا لابس الثوب لِـمْـشجـر خلني عنك رِدْنِ الثوب آشيله
    لا تجـره علـى القـاع ايتدمــر وان تدمر فلا تلقى مثيلــه
    وهذه القصيدة الأخيرة لها ردحة خاصة تتسم بنوع من العجالة والخفة تتناسب مع اقتراب الغروب الحثيث ، ولا ينشدهم إياها الشيال إِلاَّ في نهاية فصول ( العرضة ) مع مقدم الغروب لتكون هي قصيدة الختام ، وتتميز هذه القصيدة أيضا بحركة هي أقرب إلى القفز الخفيف في المكان مع رفع الرجل اليمنى ومدها نحو الأمام ، ثم الرجل اليسرى بنفس الحركة مع التكرار حتى نهاية أبيات القصيدة .
    ويستمر هذا الحال إلى ما قبيل الغروب ، ثم ينصرف الجميع استعدادا لصلاة المغرب . وبعد انقضاء صلاة المغرب ، يحين مباشـرة وقت تناول عشاء العيـد ، فيجمعـون صوانيهم في مجلس كبيرهم ثانية كما فعلـوا فـي الغــداء .
    وبعد صلاة العشاء ينصرف كبار السن للنوم المبكر ، ويبقى الشباب والصبية الذكور ليحيوا الليل حتى منتصفه بأغاني السامري و( الخريسعاني ) ، وهما ضربان من ضروب الفن والطرب يقامان في الأعياد والأعراس ليلا ، ويؤديان بطريقة التمايل بشكل زاوية جهة اليمين وجهة الشمال من خـلال مجموعتيـن مـن الرجال متقابليـن جالسيـن وبينهما ضاربو الطبل و( الطارات ) ، ينشدهم رجل حافظ لأغاني هذين النوعين من الطرب ، والمجموعتان ترددان قوله عدة مرات بطريقة كل مجموعة على حدة ، ويستمر حالهم هذا إلى منتصف الليل ، ثم ينصرفون للنوم .
    وكانوا يستعـدون لفنـون ( العرضة والسامري و الخريسعاني ) بتجهيـز الطبول والطيـران ( الطارات ) مـن خـلال اهتمامهـم بجلـود الذبائـح قبل رمضان ويدبغونها بـدواء لم أعرفـه اسمـاً ولكنـي أعرفـه نوعـاً ، ثـم يحفـرون حفرة في الأرض ، ويدفنونهـا فيهـا لمـدة أُسبوع ، وبعـد تلك المـدة يخرجونـها ليصنعـوا منها دفوف الطبـول والطيـران .
    أما نسوة القرية وفتياتها فكن يرقصن رقصة ( المراداة ) في بيت إحدى كبيرات نساء القرية عقب تناول وجبة الغداء ، قد تستمر هذه الرقصة إلى ما قبل المغرب بقليل ، في حين أن بعض النسوة يقمن بالزيارات على كبيرات السن لتقديم التهاني لهن .
    إن هذه القيم كانت أهم عوامل تآلف أهل القرية لتجسد في تقاليدهم وعاداتهم ضرورة أهمية العمل على صلة ذوي الأرحام والقربى ، والتي تميزهم بشيم الكرام ونخوتهم وشهامتهم الرجولية . هذا التجسد الذي نلحظه قد تراخى في هذه السنين بسبب تأثير المدينة واكتساب قيم المدنية بمظاهرها ومعطياتها التي تباعدت بين كثير من الناس ، ولا غـروَ إن قلت ، بل باعدت حتى بين الابن وأبيه ، والشقيق وشقيقه ، والصديق وحميمه .

    noura
    noura
    مشرفة
    مشرفة


    انثى
    874
    العمر : 35
    نقاط : 6
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 12/02/2007

    منقول رد: عيد في القريـــــــــــــــــــة

    مُساهمة من طرف noura السبت أكتوبر 13, 2007 8:54 am

    شكحرا أخي جمال
    avatar
    سليمان حدوشي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    ذكر
    2810
    العمر : 36
    لإقــامه : اسبانيا
    المهنة : مشرف على قسم صوت المهاجر من خارج الحدود
    نقاط : 353
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 21/04/2007

    منقول رد: عيد في القريـــــــــــــــــــة

    مُساهمة من طرف سليمان حدوشي السبت أكتوبر 13, 2007 3:17 pm

    شكرا اخي على المووع
    avatar
    سليمان حدوشي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    ذكر
    2810
    العمر : 36
    لإقــامه : اسبانيا
    المهنة : مشرف على قسم صوت المهاجر من خارج الحدود
    نقاط : 353
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 21/04/2007

    منقول رد: عيد في القريـــــــــــــــــــة

    مُساهمة من طرف سليمان حدوشي السبت أكتوبر 13, 2007 3:18 pm

    عيد في القريـــــــــــــــــــة 3eed2
    avatar
    ghallada
    المشرف جمال
    المشرف جمال


    ذكر
    2841
    العمر : 34
    لإقــامه : ............
    المهنة : صحفي
    نقاط : 67
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 26/02/2007

    منقول رد: عيد في القريـــــــــــــــــــة

    مُساهمة من طرف ghallada الأحد أكتوبر 14, 2007 11:29 am

    العفو اخواني ومرة اخرى اقول لكم عيد مبارك سعيد
    karim_viva
    karim_viva
    رئيس تحرير نوارس الريف
    رئيس تحرير نوارس الريف


    ذكر
    6091
    العمر : 38
    لإقــامه : tafersit+tanger+tetouan
    المهنة : تاجر
    نقاط : 0
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 27/08/2007

    منقول رد: عيد في القريـــــــــــــــــــة

    مُساهمة من طرف karim_viva الأحد أكتوبر 14, 2007 12:40 pm

    شكرا اخي جمال
    karim_viva
    karim_viva
    رئيس تحرير نوارس الريف
    رئيس تحرير نوارس الريف


    ذكر
    6091
    العمر : 38
    لإقــامه : tafersit+tanger+tetouan
    المهنة : تاجر
    نقاط : 0
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 27/08/2007

    منقول رد: عيد في القريـــــــــــــــــــة

    مُساهمة من طرف karim_viva الأحد أكتوبر 14, 2007 12:40 pm

    شكرا اخي جمال
    ادارة الموقع
    ادارة الموقع
    مصمم
    مصمم


    ذكر
    49911
    لإقــامه : أرض الله واسعة
    المهنة : على باب الله
    نقاط : 1371
    السٌّمعَة : 3
    تاريخ التسجيل : 10/02/2007

    منقول رد: عيد في القريـــــــــــــــــــة

    مُساهمة من طرف ادارة الموقع الإثنين أكتوبر 15, 2007 4:03 am

    شكرا أسي جمال

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 8:22 am