قصة من تراثنا الأمازيغي
كانت امرأة تعيش مع زوجها.و في يوم من الأيام حملت منه، إلا أنه مات قبل أن يرى المولود النور. لقد كان المولود بنتاً، وقد تعهدتها أمها بالرعاية، وحينما اشتد عودها، رفضت الأم أن تزوجها لمن تقدموا بطلب يدها من أهل القرية ،ممن كانوا يتمنون الظفر بيدها، وفضلت عليهم تزويجها بالغرباء حينما تقدموا لطلب يدها.وبعد أن انتهت الاستعدادات لحفل الزفاف، حضر أصدقاء الزوج ممتطين الخيول لأخذ الزوجة إلى بيت زوجها، جاءوا بالذبيحة والمهر الذي تم تحديده سلفا مع الأم. وتبعا لعادات المنطقة، فقد ذبحوا الذبيحة على عتبة البيت، وخرجت الأم من البيت وحيتهم قائلة:حللتم أهلا،وبوركت الأرض التي أوصلتكم إلينا. ثم ترجلوا خيولهم ودخلوا إلى البيت.وفي الغد اصطحبوا العروس معهم على ظهر بغل،وهي تتمسك بتلابيب طفل صغير،واستمر الغناء ومعه طلقات البارود، إلى أن وصل الموكب بيت الزوج،وهناك قضوا الليلة، وحينما انتهى حفل الزفاف،انصرف المدعوون إلى حال سبيلهم
وفي يوم من الأيام اشتاقت الأم إلى رؤية ابنتها، وهيأت الحمار ووضعت عليه البردعة، ووضعت في أحد سلتيها جرة من السمن وفي الثانية وضعت خروفاً وحزمتهما بشدة، وانطلقت وهي تدفع الدابة من الخلف. وفي منتصف الطريق صادفت ذئباً به عرج. ثم قالت له
ـ ما خطبك ؟
ـ فأجابها قائلا: أعاني من جرح أسفل أحد أطرافي
ـ فقالت له:لو لم يكن حماري مثقلاً جداً لدعوتك للركوب معي. ثم التفت الحمار نحوها وقال: فليركب، إذا رغبت في ذلك
أخذت الذئب ووضعته في سلة البردعة التي يوجد فيه السمن. ولاشك أن لا شيء يذهب بعقل الذئب ، مثل رؤيته للخروف،فهو لم يعد يتمالك نفسه. واصلت السيدة طريقها وشرع الذئب في أكل السمن من الجرة. وبعد أن التهم نصفه بنهم ، صرخ قائلا :نعم،وكأنه يجيب من دعاه،فسألته السيدة قائلة: من يناديك؟
ـ فأجابها قائلا: إنهم أخوال النصف
واصلت السيدة طريقها وصرخ الذئب ثانية : نعم
وسألته السيدة:من يناديك ياعمي الذئب؟
ـ أجابها قائلا: إنهم أخوالي البعاد
وسرعان ما أحست بضرورة التوجه إلى الخلاء ،فتنحت جانبا إلى أن اختفت الدابة عن ناظريها. وفي هذه اللحظة ،قفز الذئب من سلة البردعة حيث كان السمن ،إلى السلة الثانية حيث يوجد الخروف.ثم عادت السيدة بعد حين، إلى حيث تركت دابتها وتابعت سيرها
انقض الذئب على الخروف فأرداه ميتا، وسالت الدماء على الأرض وهي تنساب عبر شقوق السلة، فانتبهت المرأة إلى ذلك، ثم صرخت بفزع شديد: ـ ما هذا الدم يا عمي الذئب؟
فأجابها الذئب قائلا: انه جرحي ، لقد تفصد دما بعدما امتلأ
ثم التهم نصف الخروف، وصرخ قائلا: نعم
فسألته السيدة :من يناديك
فأجابها قائلا:أخوالي النصف
ثم عاد ليلتهم ما تبقى، وما أن انتهى من وليمته،حتى صاح من جديد قائلا:نعم
فسألته السيدة كعادتها قائلة:من يناديك
ثم أجابها الذئب قائلا :إنهم أخوالي، لقد فعلتها
وما لبث أن أنهى كلامه هذا، حتى قفز أرضا ولاذ بالفرار وهو يصرخ قائلا: لقد خدعتك أيتها العجوز
وحينما تفحصت سلتها وجدت الجرة فارغة والخروف في خبر كان. فأردفت والحسرة تعتصر قلبها
ـ لقد أكل ما كنت أجلبه إلى ابنتي، ولا أستطيع زيارتها وأنا صفر اليدين، فماذا سيقول الناس عني، لا أملك سوى أن أعود أدراجي
لقد عادت على عقبيها، وحينما وصلت إلى بيتها وبّخت الحمار بقولها
ـ عليك اللعنة أيها الحمار الأحمق أبا عن جد، إذا لم تحضر لي هذا الذئب ، سأضربك بالهراوة حتى الموت
وعاد الحمار إلى المكان الذي فر فيه الذئب،فبحث عنه، وانتهى إلى العثور عليه في مأواه في جحر بصخرة. ثم تمدد في مدخله تاركاً فاه ومؤخرته مفتوحين، متظاهراً بالموت. وحينما خرج الذئب طلباً للفريسة ، وجد الحمار ممدداً ومنتفخاً في مدخل الجحر. ثم قال: الحمد لله، الذي أنعم علينا بهذه المأدبة دون تعب ولا نصب
ثم هرع صغار الذئب لسحبه من أطرافه،محاولين إدخاله إلى الجحر. ولما لم يفلحوا في ذلك، غضب الأب وصرخ في وجوههم قائلا: تنحوا جانبا، لا هم لكم سوى إزعاجي بسبب مأكلكم اليومي..هيا ،احضروا لي حبلا
فأحضروا له الحبل، فقال لهم: اربطوا ذيل الحمار بذيلي
فربطوا ذيل أبيهم بذيل الحمار.وحينئذ استجمع الحمار كل قواه فانتصب قافزا ثم انطلق راكضا، وهو يجر وراءه الذئب المربوط بذيله.وهكذا أخذ الحمار الذئب إلى سيدته التي أهانها الذئب بخديعته.فخرجت تبحث عن الحطب، ثم أوقدت نارا تضاهي نار عاشوراء ورفعت الذئب على خازوق بعد أن بترت ذيله،ثم قذفت به إلى النار وبدأت تقلبه ذات اليمين وذات الشمال، حتى أصبح مجرد رماد
كانت امرأة تعيش مع زوجها.و في يوم من الأيام حملت منه، إلا أنه مات قبل أن يرى المولود النور. لقد كان المولود بنتاً، وقد تعهدتها أمها بالرعاية، وحينما اشتد عودها، رفضت الأم أن تزوجها لمن تقدموا بطلب يدها من أهل القرية ،ممن كانوا يتمنون الظفر بيدها، وفضلت عليهم تزويجها بالغرباء حينما تقدموا لطلب يدها.وبعد أن انتهت الاستعدادات لحفل الزفاف، حضر أصدقاء الزوج ممتطين الخيول لأخذ الزوجة إلى بيت زوجها، جاءوا بالذبيحة والمهر الذي تم تحديده سلفا مع الأم. وتبعا لعادات المنطقة، فقد ذبحوا الذبيحة على عتبة البيت، وخرجت الأم من البيت وحيتهم قائلة:حللتم أهلا،وبوركت الأرض التي أوصلتكم إلينا. ثم ترجلوا خيولهم ودخلوا إلى البيت.وفي الغد اصطحبوا العروس معهم على ظهر بغل،وهي تتمسك بتلابيب طفل صغير،واستمر الغناء ومعه طلقات البارود، إلى أن وصل الموكب بيت الزوج،وهناك قضوا الليلة، وحينما انتهى حفل الزفاف،انصرف المدعوون إلى حال سبيلهم
وفي يوم من الأيام اشتاقت الأم إلى رؤية ابنتها، وهيأت الحمار ووضعت عليه البردعة، ووضعت في أحد سلتيها جرة من السمن وفي الثانية وضعت خروفاً وحزمتهما بشدة، وانطلقت وهي تدفع الدابة من الخلف. وفي منتصف الطريق صادفت ذئباً به عرج. ثم قالت له
ـ ما خطبك ؟
ـ فأجابها قائلا: أعاني من جرح أسفل أحد أطرافي
ـ فقالت له:لو لم يكن حماري مثقلاً جداً لدعوتك للركوب معي. ثم التفت الحمار نحوها وقال: فليركب، إذا رغبت في ذلك
أخذت الذئب ووضعته في سلة البردعة التي يوجد فيه السمن. ولاشك أن لا شيء يذهب بعقل الذئب ، مثل رؤيته للخروف،فهو لم يعد يتمالك نفسه. واصلت السيدة طريقها وشرع الذئب في أكل السمن من الجرة. وبعد أن التهم نصفه بنهم ، صرخ قائلا :نعم،وكأنه يجيب من دعاه،فسألته السيدة قائلة: من يناديك؟
ـ فأجابها قائلا: إنهم أخوال النصف
واصلت السيدة طريقها وصرخ الذئب ثانية : نعم
وسألته السيدة:من يناديك ياعمي الذئب؟
ـ أجابها قائلا: إنهم أخوالي البعاد
وسرعان ما أحست بضرورة التوجه إلى الخلاء ،فتنحت جانبا إلى أن اختفت الدابة عن ناظريها. وفي هذه اللحظة ،قفز الذئب من سلة البردعة حيث كان السمن ،إلى السلة الثانية حيث يوجد الخروف.ثم عادت السيدة بعد حين، إلى حيث تركت دابتها وتابعت سيرها
انقض الذئب على الخروف فأرداه ميتا، وسالت الدماء على الأرض وهي تنساب عبر شقوق السلة، فانتبهت المرأة إلى ذلك، ثم صرخت بفزع شديد: ـ ما هذا الدم يا عمي الذئب؟
فأجابها الذئب قائلا: انه جرحي ، لقد تفصد دما بعدما امتلأ
ثم التهم نصف الخروف، وصرخ قائلا: نعم
فسألته السيدة :من يناديك
فأجابها قائلا:أخوالي النصف
ثم عاد ليلتهم ما تبقى، وما أن انتهى من وليمته،حتى صاح من جديد قائلا:نعم
فسألته السيدة كعادتها قائلة:من يناديك
ثم أجابها الذئب قائلا :إنهم أخوالي، لقد فعلتها
وما لبث أن أنهى كلامه هذا، حتى قفز أرضا ولاذ بالفرار وهو يصرخ قائلا: لقد خدعتك أيتها العجوز
وحينما تفحصت سلتها وجدت الجرة فارغة والخروف في خبر كان. فأردفت والحسرة تعتصر قلبها
ـ لقد أكل ما كنت أجلبه إلى ابنتي، ولا أستطيع زيارتها وأنا صفر اليدين، فماذا سيقول الناس عني، لا أملك سوى أن أعود أدراجي
لقد عادت على عقبيها، وحينما وصلت إلى بيتها وبّخت الحمار بقولها
ـ عليك اللعنة أيها الحمار الأحمق أبا عن جد، إذا لم تحضر لي هذا الذئب ، سأضربك بالهراوة حتى الموت
وعاد الحمار إلى المكان الذي فر فيه الذئب،فبحث عنه، وانتهى إلى العثور عليه في مأواه في جحر بصخرة. ثم تمدد في مدخله تاركاً فاه ومؤخرته مفتوحين، متظاهراً بالموت. وحينما خرج الذئب طلباً للفريسة ، وجد الحمار ممدداً ومنتفخاً في مدخل الجحر. ثم قال: الحمد لله، الذي أنعم علينا بهذه المأدبة دون تعب ولا نصب
ثم هرع صغار الذئب لسحبه من أطرافه،محاولين إدخاله إلى الجحر. ولما لم يفلحوا في ذلك، غضب الأب وصرخ في وجوههم قائلا: تنحوا جانبا، لا هم لكم سوى إزعاجي بسبب مأكلكم اليومي..هيا ،احضروا لي حبلا
فأحضروا له الحبل، فقال لهم: اربطوا ذيل الحمار بذيلي
فربطوا ذيل أبيهم بذيل الحمار.وحينئذ استجمع الحمار كل قواه فانتصب قافزا ثم انطلق راكضا، وهو يجر وراءه الذئب المربوط بذيله.وهكذا أخذ الحمار الذئب إلى سيدته التي أهانها الذئب بخديعته.فخرجت تبحث عن الحطب، ثم أوقدت نارا تضاهي نار عاشوراء ورفعت الذئب على خازوق بعد أن بترت ذيله،ثم قذفت به إلى النار وبدأت تقلبه ذات اليمين وذات الشمال، حتى أصبح مجرد رماد
منقولللل منقولللل منقولللل