في تطور مثير شهدت العاصمة الليبية طرابلس ندوة تعد الأولي من نوعها منذ وصول العقيد القذافي إلى السلطة عام 1969
حول الامازيغ في ليبيا يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين في الفندق الكبير بالعاصمة الليبية. حضر الندوة عدد من الناشطين الأمازيغ، وأيضا شخصيات رسمية، و"ثورية"، كانت تعارض أي اعتراف بالخصوصية الأمازيغية، وكانت تصر على أن الأمازيغ هم "عرب ما قبل الإسلام". يأتي هذا التطور اللافت بعد أن نظم الأمازيغ الليبيون مؤتمرا في مدينة مكناس المغربية في الفترة من 20 إلى 22 يوليو الماضي، وكانوا قد نظموا مؤتمرهم الأول في العام الماضي بمدينة أغادير المغربية، وفي "تجمع أمازيغ ليبيا الثاني" تمسك المؤتمرون ببيانهم الأول الذي يصر على أن تجمعهم ليس تجمعا سياسيا، وإنما تجمع ثقافي، وأنه يناضل من أجل الحقوق الثقافية لأمازيغ ليبيا التي ينتهكها النظام بشكل منهجي.
رابطة شباب جادو
وفي اتصال هاتفي مع الناشط الأمازيغي الصحفي محمد ربيع عاشور " مسينيسا كاباون"، صرح لإذاعة هولندا العالمية أن الندوة كان يعد لها مجموعة من الناشطين الأمازيغ كانوا قد منعوا من حضور تجمع أمازيغ ليبيا الثاني الذي عقد بمدينة مكناس، وعندما علم بنشاطهم ما يُعرف برابطة شباب جادو، طلبوا منهم المشاركة في الإعداد للندوة، ويذكر أن سيف الإسلام القذافي كان قد شكل مجموعة من الروابط الشبابية، بما في ذلك المناطق الأمازيغية، ومن بينها مدينة جادو، التي تقع في جبل "نفوسة"، الذي عرف فيما بعد باسم "الجبل الغربي"، حيث يعيش أكبر عدد من الأمازيغ في ليبيا. ويقول عاشور أن الشباب تكفلوا بجمع تبرعات مالية للإنفاق على الندوة من عدد من الشخصيات الأمازيغية، للتأكيد على أنه لا توجد جهة رسمية تقف وراء انعقاد هذه الندوة، وبالرغم من حضور شخصيات نافذة داخل النظام، ومقربة من سيف الإسلام القذافي، في مقدمتهم الدكتور عبد الله عثمان القذافي، مدير المركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب الأخضر، إلا أنهم لم يشاركوا، أو يتدخلوا في النقاش الذي دار بين الحضور حول موضوع كان من "المحرمات الكبرى" في ليبيا القذافي، باستثناء شخص واحد من مكتب الاتصال باللجان الثورية، الذي كرر نفس ما كان يقوله العقيد القذافي حول الأمازيغ منذ أن وصل إلى السلطة. ويأمل السيد عاشور بالرغم من كل الملابسات التي أحاطت بظروف انعقاد الندوة، أن تكون الندوة خطوة أولى من النظام للاعتراف والتكفير عما لحق حقوق الأمازيغ من إنكار وإجحاف.
تحسين صورة النظام إعلاميا
وفي حديث أخر مع الناشط الأمازيغي محمد اؤمادي المقيم بالمغرب، والمشرف على موقع توالت الإلكتروني، المهتم بالقضايا الأمازيغية، قال اؤمادي لإذاعة هولندا العالمية أن الندوة المذكورة مجرد رد فعل غير محسوب من النظام الليبي على نشاط الأمازيغ الليبيين في الخارج. ويضيف السيد اؤمادي أنهم تمكنوا من طرح قضيتهم أمام المفوضية العليا لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، مما أدى إلى أن يشمل تقريرها السنوي على إدانة واضحة لسجل النظام لحقوق الإنسان، ومن بينها حقوق الأمازيغ، وأن هذه الندوة تأتي كمحاولة من النظام لتحسين الصورة ولو إعلاميا. ويقول محمد اؤمادي أن الشباب الذي حضر بعضهم تجمع أمازيغ ليبيا الثاني في مدينة مكناس، وأيضا الذين منعوا من السفر لحضور المؤتمر هم من بادر لتنظيم الندوة، ولكن بعد أن تدخلت رابطة شباب جادو التابعة "للجنة المشرفة على روابط الشباب"، التابعة بدورها لمؤسسة القذافي للتنمية التي يديرها سيف الإسلام القذافي، لم تعد الندوة تمثل أولئك الشباب، وأصبحت مجرد محاولة لاستغلال مبادرتهم لهدف يخدم مصالح النظام، والدليل أن المبالغ المالية التي جمعها الشباب الأمازيغ لم تدفع لتغطية نفقات الندوة، وإنما تولى المركز العالمي لدراسة وأبحاث الكتاب الأخضر الإنفاق على الندوة، بل أن المنظمين منعوا الشباب الذين بادروا لتنظيم الندوة من الصعود إلى المنصة، أو المشاركة في الحوار، بالرغم من أن المنظمين ومن بينهم " إمحمد كعبر" العضو المنتظم في حركة اللجان الثورية، سمحوا بتلاوة الرسالة التي أرسلها إلى الندوة السيد بلقاسم وناس رئيس الكونغرس العالمي للامازيغية، ويضيف السيد اؤمادي أنهم سمحوا بقراءة ورقته التي أرسلها إلى الندوة دون أن يذكروا اسمه، كما وجهت دعوات إلى معظم وسائل الإعلام العربية والدولية المتواجدة في طرابلس، وهكذا تم تغطية الندوة بشكل جيد، وخاصة من طرف قناة الجزيرة. ويقر السيد اؤمادي بأن الفترة الأخيرة قد شهد تطورات ايجابية وخاصة بعد زيارة سيف الإسلام القذافي للمناطق الأمازيغية العام الماضي، وتشكيله روابط شباب في المناطق الأمازيغية، والذي وصف منع تداول الأسماء الأمازيغية ب"العنصري" وسمح للأمازيغ باستخدام أسمائهم التاريخية، وإطلاقها على مواليدهم، وهو ما كان ممنوعا طوال سنوات عديدة من الإصرار على أن الأمازيغ عرب أكثر عروبة من أولاد هلال وبني سليم.
الحرس القديم يرمي آخر نباله
يذكر أن عمر شكال المنسق العام لمكتب الاتصال باللجان الثورية قام بزيارة للمناطق الأمازيغية في شهر يوليو الماضي، وشملت مدن زوارة، نالوت، كابو، جادو، ويفرن، حيث اجتمع بالقيادات الأمازيغية المقربة من النظام، وكذلك الأهالي، وحاول شكال الذي يعد أحد كبار شخصيات ما يعرف ب"الحرس القديم"، والذي يقود أهم مؤسسة أيديولوجية للنظام، أن يضغط على الأمازيغ لنسيان مطالبهم، حيث طلب من الأهالي محاربة الأمازيغ الليبيين الذين ينشطون بالخارج، وطالبهم بأن يقتنعوا باجتهادات الشخصيات الأمازيغية الشهيرة، التي ترى أن الأمازيغ هم عرب قبل كل شئ، واستشهد بكتابات وأقوال رئيس الجزائر الأسبق أحمد بن بلة، و الباحث الجزائري عثمان سعدي، والليبي علي فهمي خشيم الذي يحاول من خلال كتاباته تعريب العالم، حيث اشتهر باجتهاداته في "إعادة" أي كلمة أعجمية إلى مصدرها "العربي"، ولكن ما لم يتوقعه عمر شكال هو أن يطالبه الأهالي بالكشف عن مصير الناشط الأمازيغي عمرو النامي الذي اعتقله النظام في مطلع الثمانينات، واختفت آثاره منذ ذلك الوقت، ويعتقد أنه قتل في السجن، كما طالب الأهالي من شكال إعادة المخطوطات الأمازيغية النادرة، التي صادرتها اللجان الثورية من المكتبات الأمازيغية، في محاولة لاستئصال المذهب الأباضي الذي يعتنقه معظم الأمازيغ.
الأمازيغ انقرضوا
تأتي هذه التطورات بعد تصريحات العقيد القذافي يوم 2 مارس من العام الماضي والتي قال فيها " انقرض الأمازيغ منذ حقبة الممالك النوميدية. فالأخصائيون في علم الآثار والفلك يقولون أن جفافا دام قرنا من الزمان أدى إلى انقراض كلي للحضارة الأمازيغية في شمال أفريقيا. بعدها جاء العرب الذين يسمون "بر- بر" من اليمن واستوطنوا شمال أفريقا. وجاء بعدهم عرب آخرون مع مجيء الإسلام. ولما جاء المستعمرون، قالوا لنا: أنتم بربر، أمة متميزة عن العرب. بعدها ابتدعوا كلمة أمازيغ فقط لتقسيمنا من أجل السيطرة علينا. فليبيا لليبيين ولن نقبل أبدا أن يقول شخص ما أن له هذه الهوية أو تلك. وكل من يقول كذلك سيعامل كخائن في خدمة الاستعمار."
عن موقع الأخبار الليبية
حول الامازيغ في ليبيا يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين في الفندق الكبير بالعاصمة الليبية. حضر الندوة عدد من الناشطين الأمازيغ، وأيضا شخصيات رسمية، و"ثورية"، كانت تعارض أي اعتراف بالخصوصية الأمازيغية، وكانت تصر على أن الأمازيغ هم "عرب ما قبل الإسلام". يأتي هذا التطور اللافت بعد أن نظم الأمازيغ الليبيون مؤتمرا في مدينة مكناس المغربية في الفترة من 20 إلى 22 يوليو الماضي، وكانوا قد نظموا مؤتمرهم الأول في العام الماضي بمدينة أغادير المغربية، وفي "تجمع أمازيغ ليبيا الثاني" تمسك المؤتمرون ببيانهم الأول الذي يصر على أن تجمعهم ليس تجمعا سياسيا، وإنما تجمع ثقافي، وأنه يناضل من أجل الحقوق الثقافية لأمازيغ ليبيا التي ينتهكها النظام بشكل منهجي.
رابطة شباب جادو
وفي اتصال هاتفي مع الناشط الأمازيغي الصحفي محمد ربيع عاشور " مسينيسا كاباون"، صرح لإذاعة هولندا العالمية أن الندوة كان يعد لها مجموعة من الناشطين الأمازيغ كانوا قد منعوا من حضور تجمع أمازيغ ليبيا الثاني الذي عقد بمدينة مكناس، وعندما علم بنشاطهم ما يُعرف برابطة شباب جادو، طلبوا منهم المشاركة في الإعداد للندوة، ويذكر أن سيف الإسلام القذافي كان قد شكل مجموعة من الروابط الشبابية، بما في ذلك المناطق الأمازيغية، ومن بينها مدينة جادو، التي تقع في جبل "نفوسة"، الذي عرف فيما بعد باسم "الجبل الغربي"، حيث يعيش أكبر عدد من الأمازيغ في ليبيا. ويقول عاشور أن الشباب تكفلوا بجمع تبرعات مالية للإنفاق على الندوة من عدد من الشخصيات الأمازيغية، للتأكيد على أنه لا توجد جهة رسمية تقف وراء انعقاد هذه الندوة، وبالرغم من حضور شخصيات نافذة داخل النظام، ومقربة من سيف الإسلام القذافي، في مقدمتهم الدكتور عبد الله عثمان القذافي، مدير المركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب الأخضر، إلا أنهم لم يشاركوا، أو يتدخلوا في النقاش الذي دار بين الحضور حول موضوع كان من "المحرمات الكبرى" في ليبيا القذافي، باستثناء شخص واحد من مكتب الاتصال باللجان الثورية، الذي كرر نفس ما كان يقوله العقيد القذافي حول الأمازيغ منذ أن وصل إلى السلطة. ويأمل السيد عاشور بالرغم من كل الملابسات التي أحاطت بظروف انعقاد الندوة، أن تكون الندوة خطوة أولى من النظام للاعتراف والتكفير عما لحق حقوق الأمازيغ من إنكار وإجحاف.
تحسين صورة النظام إعلاميا
وفي حديث أخر مع الناشط الأمازيغي محمد اؤمادي المقيم بالمغرب، والمشرف على موقع توالت الإلكتروني، المهتم بالقضايا الأمازيغية، قال اؤمادي لإذاعة هولندا العالمية أن الندوة المذكورة مجرد رد فعل غير محسوب من النظام الليبي على نشاط الأمازيغ الليبيين في الخارج. ويضيف السيد اؤمادي أنهم تمكنوا من طرح قضيتهم أمام المفوضية العليا لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، مما أدى إلى أن يشمل تقريرها السنوي على إدانة واضحة لسجل النظام لحقوق الإنسان، ومن بينها حقوق الأمازيغ، وأن هذه الندوة تأتي كمحاولة من النظام لتحسين الصورة ولو إعلاميا. ويقول محمد اؤمادي أن الشباب الذي حضر بعضهم تجمع أمازيغ ليبيا الثاني في مدينة مكناس، وأيضا الذين منعوا من السفر لحضور المؤتمر هم من بادر لتنظيم الندوة، ولكن بعد أن تدخلت رابطة شباب جادو التابعة "للجنة المشرفة على روابط الشباب"، التابعة بدورها لمؤسسة القذافي للتنمية التي يديرها سيف الإسلام القذافي، لم تعد الندوة تمثل أولئك الشباب، وأصبحت مجرد محاولة لاستغلال مبادرتهم لهدف يخدم مصالح النظام، والدليل أن المبالغ المالية التي جمعها الشباب الأمازيغ لم تدفع لتغطية نفقات الندوة، وإنما تولى المركز العالمي لدراسة وأبحاث الكتاب الأخضر الإنفاق على الندوة، بل أن المنظمين منعوا الشباب الذين بادروا لتنظيم الندوة من الصعود إلى المنصة، أو المشاركة في الحوار، بالرغم من أن المنظمين ومن بينهم " إمحمد كعبر" العضو المنتظم في حركة اللجان الثورية، سمحوا بتلاوة الرسالة التي أرسلها إلى الندوة السيد بلقاسم وناس رئيس الكونغرس العالمي للامازيغية، ويضيف السيد اؤمادي أنهم سمحوا بقراءة ورقته التي أرسلها إلى الندوة دون أن يذكروا اسمه، كما وجهت دعوات إلى معظم وسائل الإعلام العربية والدولية المتواجدة في طرابلس، وهكذا تم تغطية الندوة بشكل جيد، وخاصة من طرف قناة الجزيرة. ويقر السيد اؤمادي بأن الفترة الأخيرة قد شهد تطورات ايجابية وخاصة بعد زيارة سيف الإسلام القذافي للمناطق الأمازيغية العام الماضي، وتشكيله روابط شباب في المناطق الأمازيغية، والذي وصف منع تداول الأسماء الأمازيغية ب"العنصري" وسمح للأمازيغ باستخدام أسمائهم التاريخية، وإطلاقها على مواليدهم، وهو ما كان ممنوعا طوال سنوات عديدة من الإصرار على أن الأمازيغ عرب أكثر عروبة من أولاد هلال وبني سليم.
الحرس القديم يرمي آخر نباله
يذكر أن عمر شكال المنسق العام لمكتب الاتصال باللجان الثورية قام بزيارة للمناطق الأمازيغية في شهر يوليو الماضي، وشملت مدن زوارة، نالوت، كابو، جادو، ويفرن، حيث اجتمع بالقيادات الأمازيغية المقربة من النظام، وكذلك الأهالي، وحاول شكال الذي يعد أحد كبار شخصيات ما يعرف ب"الحرس القديم"، والذي يقود أهم مؤسسة أيديولوجية للنظام، أن يضغط على الأمازيغ لنسيان مطالبهم، حيث طلب من الأهالي محاربة الأمازيغ الليبيين الذين ينشطون بالخارج، وطالبهم بأن يقتنعوا باجتهادات الشخصيات الأمازيغية الشهيرة، التي ترى أن الأمازيغ هم عرب قبل كل شئ، واستشهد بكتابات وأقوال رئيس الجزائر الأسبق أحمد بن بلة، و الباحث الجزائري عثمان سعدي، والليبي علي فهمي خشيم الذي يحاول من خلال كتاباته تعريب العالم، حيث اشتهر باجتهاداته في "إعادة" أي كلمة أعجمية إلى مصدرها "العربي"، ولكن ما لم يتوقعه عمر شكال هو أن يطالبه الأهالي بالكشف عن مصير الناشط الأمازيغي عمرو النامي الذي اعتقله النظام في مطلع الثمانينات، واختفت آثاره منذ ذلك الوقت، ويعتقد أنه قتل في السجن، كما طالب الأهالي من شكال إعادة المخطوطات الأمازيغية النادرة، التي صادرتها اللجان الثورية من المكتبات الأمازيغية، في محاولة لاستئصال المذهب الأباضي الذي يعتنقه معظم الأمازيغ.
الأمازيغ انقرضوا
تأتي هذه التطورات بعد تصريحات العقيد القذافي يوم 2 مارس من العام الماضي والتي قال فيها " انقرض الأمازيغ منذ حقبة الممالك النوميدية. فالأخصائيون في علم الآثار والفلك يقولون أن جفافا دام قرنا من الزمان أدى إلى انقراض كلي للحضارة الأمازيغية في شمال أفريقيا. بعدها جاء العرب الذين يسمون "بر- بر" من اليمن واستوطنوا شمال أفريقا. وجاء بعدهم عرب آخرون مع مجيء الإسلام. ولما جاء المستعمرون، قالوا لنا: أنتم بربر، أمة متميزة عن العرب. بعدها ابتدعوا كلمة أمازيغ فقط لتقسيمنا من أجل السيطرة علينا. فليبيا لليبيين ولن نقبل أبدا أن يقول شخص ما أن له هذه الهوية أو تلك. وكل من يقول كذلك سيعامل كخائن في خدمة الاستعمار."
عن موقع الأخبار الليبية
