حرف تفيناغ يواصل معركة إثبات الذات في مواجهة من يعتبره «مجرد خربشات رعاة».
الرباط – من مريم التيجي
--------------------------------------------------------------------------------
كسبت "الأمازيغية" نقطة إضافية في الامتحان الذي تخوضه لتثبت أنها لغة حية قابلة للتطوير، ويأتي ذلك بحصولها على الاعتراف الدولي بحرف تفيناغ، وبسبب كيفية كتابة الأمازيغية حدثت مواجهة سياسية بين دعاة استعمال الحرف اللاتيني، ودعاة الحرف العربي، قبل أن يحسم العاهل المغربي الخلاف خلال السنة الماضية عندما أقر حرف تفيناغ الموغل في القدم كوسيلة لكتابة الأمازيغية.
إلا أن هذا الحل الوسط لم يلق ترحيبا داخل الأوساط كافة بما فيها الأوساط الأمازيغية، حيث اعتبر عضو من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أن حرف تفيناغ ما هو "خربشات رعاة".
إلا أن "خربشات الرعاة" نجحت في امتحان المعايير الدولية، وتم الاعتراف بها مما يؤهلها لخوض معركة المعلومات وغيرها من المعارك التي تحتاج إلى وقت، ليثبت الحرف الأمازيغي قدرته على منافسة باقي الحروف على مستوى التواصل.
وفي هذا الصدد قال أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية إن الاعتراف الدولي الذي حظيت به كتابة "تفيناغ" من قبل المنظمة العالمية للمعايرة "ايسو" يمثل خطوة كبيرة في طريق توحيد معايير اللغة الأمازيغية.
وأشار، خلال ندوة صحفية عقدها في الرباط، إلى أن هذا الاعتراف يكتسي طابعا استثنائيا خصوصا أنه يفتح آفاقا كبيرة أمام كتابة "تفيناغ" وأيضا اللغة والثقافة الأمازيغية.
وأوضح أن الاعتراف نهاية الشهر الماضي بتورنتو "كندا" بتفيناغ كجزء من المخطط الأساسي المتعدد اللغات، سيمكن من إدماج هذه الكتابة في إطار المنطاقيات المعدة من قبل المقاولات الكبرى المتخصصة في إنتاج البرامج المعلوماتية ميسرا على هذا النحو إمكانية توظيفها على مستوى الانترنت ومعالجة النصوص.
وحرص عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية على التوضيح بأن إعداد حروف "تفيناع" كانت ممكنة "بفضل جهود الخبراء المغاربة وأيضا الجزائريين والنيجيريين والليبيين والماليين والكنديين"، مضيفا أن لقاءات تشاور واسعة النطاق كانت قد أجريت بهذا الخصوص مع الجمعيات الثقافية الأمازيغية.
ولاحظ أن تبني كتابة موحدة سيمكن أيضا من فتح الطريق أمام توحيد معايير كتابة اللغة الأمازيغية بعيدا عن الاختلافات اللسانية الجزئية.
ومن خلال وجهة نظر لسانية خاصة أوضحت عائشة بوحجار من مركز التهيئة اللسانية أنه بالإضافة إلى33 رسيما (تمثيل تصويري للعناصر اللغوية) التي تضمها "تفيناغ" من الضروري القيام ببحث في مختلف اللهجات المحلية والجهوية على تنوعها واختلافها كالقبائلية والطوارقية لإغناء هذا الرصيد وبلوغ العدد 55 الحالي".
ولاحظت أن الباحثين في المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وغيرهم من الخبراء اللسانيين لم يأخذوا بعين الاعتبار سوى السمات الصواتية المناسبة، وبالمقابل استبعدوا جميع التعارضات غير المناسبة متخذين من الاختلافات الموجودة بين اللهجات مصدرا للإغناء بدل اعتبارها عنصرا معرقلا لتحقيق التجانس اللغوي.
وأضافت بوحجار التي مثلت المغرب خلال أشغال تورنتو أن قبول "تفيناغ" بالإجماع منذ التعديل الأول الذي أجرته وفود مختلف البلدان المشاركة في هذه الأشغال، أكسبت الأمازيغية سنة في مجال تقنين حروف تفيناغ.
وحسب المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يضم القانون الضابط لكتابة تفيناغ 54 حرفا إلى جانب حركة "شكلة" و25 موقعا فارغا لاستقبال التصويبات المحتملة مستقبلا.
يشار إلى أن تقنين كتابة "تفيناغ" كما أنجزها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والتي سيتم ضمها قريبا للتعديل الأول للمنظمة العالمية للمعايرة "10/ 646" وأيضا ضمن "اليونيكود"، يندرج في إطار عالمية المعالجة وتبادل المعلومات والنشر الإلكتروني الذي يؤكد على ضرورة تحديد معايير ضبط الحروف الموجودة في العالم بأسره.
ويمثل "يونيكود" معيارا معلوماتيا تم تطويره من قبل "كونسورتيوم يونيكود" الذي يرمي إلى إعطاء كل حرف داخل أي نظام كتابة لغوي "معطى رقميا موحدا" كيفما كانت القاعدة المعلوماتية أو المنطاق المعتمد.
ومن خلال تقنين تفيناغ سيكون بمقدور الأمازيغية أن تستفيد من توحيد المنتوجات الإلكترونية وإلحاق قانون معلوماتي "قائمة باسم ورقم" بحروف تفيناغ، وهو ما سيسمح بضمان تبادل الوثائق الإلكترونية دون ضياع للمعلومات.
للإشارة فإن المنظمة العالمية للمعايرة ممثلة في المغرب من خلال مصلحة المعايرة الصناعية التابعة لوزارة الصناعة والتجارة والمواصلات
الرباط – من مريم التيجي
--------------------------------------------------------------------------------
كسبت "الأمازيغية" نقطة إضافية في الامتحان الذي تخوضه لتثبت أنها لغة حية قابلة للتطوير، ويأتي ذلك بحصولها على الاعتراف الدولي بحرف تفيناغ، وبسبب كيفية كتابة الأمازيغية حدثت مواجهة سياسية بين دعاة استعمال الحرف اللاتيني، ودعاة الحرف العربي، قبل أن يحسم العاهل المغربي الخلاف خلال السنة الماضية عندما أقر حرف تفيناغ الموغل في القدم كوسيلة لكتابة الأمازيغية.
إلا أن هذا الحل الوسط لم يلق ترحيبا داخل الأوساط كافة بما فيها الأوساط الأمازيغية، حيث اعتبر عضو من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أن حرف تفيناغ ما هو "خربشات رعاة".
إلا أن "خربشات الرعاة" نجحت في امتحان المعايير الدولية، وتم الاعتراف بها مما يؤهلها لخوض معركة المعلومات وغيرها من المعارك التي تحتاج إلى وقت، ليثبت الحرف الأمازيغي قدرته على منافسة باقي الحروف على مستوى التواصل.
وفي هذا الصدد قال أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية إن الاعتراف الدولي الذي حظيت به كتابة "تفيناغ" من قبل المنظمة العالمية للمعايرة "ايسو" يمثل خطوة كبيرة في طريق توحيد معايير اللغة الأمازيغية.
وأشار، خلال ندوة صحفية عقدها في الرباط، إلى أن هذا الاعتراف يكتسي طابعا استثنائيا خصوصا أنه يفتح آفاقا كبيرة أمام كتابة "تفيناغ" وأيضا اللغة والثقافة الأمازيغية.
وأوضح أن الاعتراف نهاية الشهر الماضي بتورنتو "كندا" بتفيناغ كجزء من المخطط الأساسي المتعدد اللغات، سيمكن من إدماج هذه الكتابة في إطار المنطاقيات المعدة من قبل المقاولات الكبرى المتخصصة في إنتاج البرامج المعلوماتية ميسرا على هذا النحو إمكانية توظيفها على مستوى الانترنت ومعالجة النصوص.
وحرص عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية على التوضيح بأن إعداد حروف "تفيناع" كانت ممكنة "بفضل جهود الخبراء المغاربة وأيضا الجزائريين والنيجيريين والليبيين والماليين والكنديين"، مضيفا أن لقاءات تشاور واسعة النطاق كانت قد أجريت بهذا الخصوص مع الجمعيات الثقافية الأمازيغية.
ولاحظ أن تبني كتابة موحدة سيمكن أيضا من فتح الطريق أمام توحيد معايير كتابة اللغة الأمازيغية بعيدا عن الاختلافات اللسانية الجزئية.
ومن خلال وجهة نظر لسانية خاصة أوضحت عائشة بوحجار من مركز التهيئة اللسانية أنه بالإضافة إلى33 رسيما (تمثيل تصويري للعناصر اللغوية) التي تضمها "تفيناغ" من الضروري القيام ببحث في مختلف اللهجات المحلية والجهوية على تنوعها واختلافها كالقبائلية والطوارقية لإغناء هذا الرصيد وبلوغ العدد 55 الحالي".
ولاحظت أن الباحثين في المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وغيرهم من الخبراء اللسانيين لم يأخذوا بعين الاعتبار سوى السمات الصواتية المناسبة، وبالمقابل استبعدوا جميع التعارضات غير المناسبة متخذين من الاختلافات الموجودة بين اللهجات مصدرا للإغناء بدل اعتبارها عنصرا معرقلا لتحقيق التجانس اللغوي.
وأضافت بوحجار التي مثلت المغرب خلال أشغال تورنتو أن قبول "تفيناغ" بالإجماع منذ التعديل الأول الذي أجرته وفود مختلف البلدان المشاركة في هذه الأشغال، أكسبت الأمازيغية سنة في مجال تقنين حروف تفيناغ.
وحسب المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يضم القانون الضابط لكتابة تفيناغ 54 حرفا إلى جانب حركة "شكلة" و25 موقعا فارغا لاستقبال التصويبات المحتملة مستقبلا.
يشار إلى أن تقنين كتابة "تفيناغ" كما أنجزها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والتي سيتم ضمها قريبا للتعديل الأول للمنظمة العالمية للمعايرة "10/ 646" وأيضا ضمن "اليونيكود"، يندرج في إطار عالمية المعالجة وتبادل المعلومات والنشر الإلكتروني الذي يؤكد على ضرورة تحديد معايير ضبط الحروف الموجودة في العالم بأسره.
ويمثل "يونيكود" معيارا معلوماتيا تم تطويره من قبل "كونسورتيوم يونيكود" الذي يرمي إلى إعطاء كل حرف داخل أي نظام كتابة لغوي "معطى رقميا موحدا" كيفما كانت القاعدة المعلوماتية أو المنطاق المعتمد.
ومن خلال تقنين تفيناغ سيكون بمقدور الأمازيغية أن تستفيد من توحيد المنتوجات الإلكترونية وإلحاق قانون معلوماتي "قائمة باسم ورقم" بحروف تفيناغ، وهو ما سيسمح بضمان تبادل الوثائق الإلكترونية دون ضياع للمعلومات.
للإشارة فإن المنظمة العالمية للمعايرة ممثلة في المغرب من خلال مصلحة المعايرة الصناعية التابعة لوزارة الصناعة والتجارة والمواصلات
