ما أروع وصية ابن حبان لابنه، فهي وصية شاملة فقد تخطت
حدود المنطقة التي يقيم ابن حبان وابنه فيها، فأصبحت
مدرسة يتعلم فيها الناس، الشباب والشابات والرجال
والنساء، وصلت إلينا كاملة لتصبح واحدة من
الوصايا المشهورة التي يرجع إليها.. وتمتاز وصية
ابن حبان لابنه بقصرها وشمولها لكثير من المطالب بأوجز
عبارة وألطف إشارة وإنني سأورد بعضها هنا بدأ ابن حبان
وصيته، فقال: يا بني عليك بتقوى الله وطاعته
وتجنب محارمه باتباع سنته.. وإني قد وسمت لك وسماً،
ووضعت لك رسماً، إن أنت حفظته ووعيته وعملت به
ملأت أعين الملوك، وأنقاد لك به الصعلوك..
طع أباك، واقتصر على وصية أبيك، وفرغ لذلك ذهنك.. وإياك
وهذر الكلام، وكثرة الضحك والمزاح، ومهازلة الإخوان،
فإن ذلك يذهب البهاء، ويوقع الشحناء، وعليك
بالرزانة والتوقر، من غير كبر يوصف منك، ولا خيلاء
تحكى عنك، والق صديقك وعدوك بوجه الرضا.. وقلل
الكلام، وأفش السلام، وامش تمكناً قصداً، ولا تخط برجلك،
ولا تسحب ذيلك، ولا تلو عنقك، ولا رداءك، ولا تنظر
في عطفك، ولا تكثر الالتفات، ولا تقف على الجماعات،
ولا تتخذ السوق مجلساً، ولا الحوانيت متحدثاً، ولا تكثر
المراء، ولا تنازع السفهاء، فإن تكلمت فاختصر، وأن مزحت
فاقتصر،وإذا جلست فتربع، وتحفظ من تشبيك
أصابعك وتفقيعها، والعبث في لحيتك وخاتمك..
وإياك وتخليل أسنانك، وإدخال يديك في أنفك،
وكثرة طرد الذباب عنك، وكثرة التثاؤب والتمطي..
وليكن مجلسك هادياً، وحديثك مقسوماً، وأصغ إلى
الكلام الحسن ممن حدثك، بغير إظهار عجب منك، ولا
مسألة ولا إعادة، وغض عن الفكاهات من المضاحك
والحكايات، ولا تتحدث عن إعجابك بولدك، ولا جاريتك..
وإياك وأحاديث الرؤيا، فإنك ان أظهرت عجباً بشيء
منها طمع فيها السفهاء، فولدوا لك الأحلام، واغتمزوا
في عقلك، ولا تصنع تصنع المرأة.. ولا تلح في الحاجات
ولا تخشع في الطلبات. ولا تعلم أهلك وولدك..
فضلاً عن غيرهم.. عدد مالك، فإنهم ان رأوه قليلاً
هنت عليهم، وان كان كثيراً لم تبلغ به رضاهم..
ولا تهازل أمتك، وإذا خاصمت فتوقر، وتحفظ
جهلك، وتجنب من عجلتك، وتفكر في حجتك،
وأر الحاكم شيئاً من حلمك، ولا تكثر الإشارة بيدك،
ولا تحفز على ركبيتك، وتوق حمرة الوجه، وعرق
الجبين...)
حدود المنطقة التي يقيم ابن حبان وابنه فيها، فأصبحت
مدرسة يتعلم فيها الناس، الشباب والشابات والرجال
والنساء، وصلت إلينا كاملة لتصبح واحدة من
الوصايا المشهورة التي يرجع إليها.. وتمتاز وصية
ابن حبان لابنه بقصرها وشمولها لكثير من المطالب بأوجز
عبارة وألطف إشارة وإنني سأورد بعضها هنا بدأ ابن حبان
وصيته، فقال: يا بني عليك بتقوى الله وطاعته
وتجنب محارمه باتباع سنته.. وإني قد وسمت لك وسماً،
ووضعت لك رسماً، إن أنت حفظته ووعيته وعملت به
ملأت أعين الملوك، وأنقاد لك به الصعلوك..
طع أباك، واقتصر على وصية أبيك، وفرغ لذلك ذهنك.. وإياك
وهذر الكلام، وكثرة الضحك والمزاح، ومهازلة الإخوان،
فإن ذلك يذهب البهاء، ويوقع الشحناء، وعليك
بالرزانة والتوقر، من غير كبر يوصف منك، ولا خيلاء
تحكى عنك، والق صديقك وعدوك بوجه الرضا.. وقلل
الكلام، وأفش السلام، وامش تمكناً قصداً، ولا تخط برجلك،
ولا تسحب ذيلك، ولا تلو عنقك، ولا رداءك، ولا تنظر
في عطفك، ولا تكثر الالتفات، ولا تقف على الجماعات،
ولا تتخذ السوق مجلساً، ولا الحوانيت متحدثاً، ولا تكثر
المراء، ولا تنازع السفهاء، فإن تكلمت فاختصر، وأن مزحت
فاقتصر،وإذا جلست فتربع، وتحفظ من تشبيك
أصابعك وتفقيعها، والعبث في لحيتك وخاتمك..
وإياك وتخليل أسنانك، وإدخال يديك في أنفك،
وكثرة طرد الذباب عنك، وكثرة التثاؤب والتمطي..
وليكن مجلسك هادياً، وحديثك مقسوماً، وأصغ إلى
الكلام الحسن ممن حدثك، بغير إظهار عجب منك، ولا
مسألة ولا إعادة، وغض عن الفكاهات من المضاحك
والحكايات، ولا تتحدث عن إعجابك بولدك، ولا جاريتك..
وإياك وأحاديث الرؤيا، فإنك ان أظهرت عجباً بشيء
منها طمع فيها السفهاء، فولدوا لك الأحلام، واغتمزوا
في عقلك، ولا تصنع تصنع المرأة.. ولا تلح في الحاجات
ولا تخشع في الطلبات. ولا تعلم أهلك وولدك..
فضلاً عن غيرهم.. عدد مالك، فإنهم ان رأوه قليلاً
هنت عليهم، وان كان كثيراً لم تبلغ به رضاهم..
ولا تهازل أمتك، وإذا خاصمت فتوقر، وتحفظ
جهلك، وتجنب من عجلتك، وتفكر في حجتك،
وأر الحاكم شيئاً من حلمك، ولا تكثر الإشارة بيدك،
ولا تحفز على ركبيتك، وتوق حمرة الوجه، وعرق
الجبين...)