تساؤلات عام 2005
أطل علينا عام جديد وكلنا أمل أن تتحسن الأمور في بلادنا، أن تبدل كل المساوي إلى حسنات.. وكل ضار إلى نافع.. ولكن .. هل سيكون لآمالنا هذه معنى.. هل سيكون لها أثر مع الواقع؟
هل ستخرس خفافيش الظلام؟
وهل ستنطلق حمائم السلام لتحلق في سمائنا؟
هل سيختفي الألم من حياتنا؟
هل سيخرس الظلم وينطق الحق؟
أترك كل هذه المعاني الكبيرة التي أدرك أن الطاغيه لا يقيم لها وزنا ولا يفهم لها معنى، مع أن اللبيب بالإشارة يفهم. أوجه تساؤلاتي السابقة واللاحقة : متى يكون من حق المواطن أن يشعر أنه إنسان؟ متى يخرج أحدنا من بيته آمنا ويعود له آمنا دون أن يشعر أنه في غابة تتربص به العيون وتنصت له الآذان ويحاصر في أفعاله وكلامه وحتى أفكاره، حتى ليكاد يخشى على نفسه من نفسه، فلا يرى الشمس ثانية كما غابت الشمس فجأة عن عديدين غيره قبل أن تحين آجالهم.
متى سيختفي التمييز بيننا، ولا يعود هذا زيد وذاك عبيد، هذا يعالج من السرطان في المستشفى المحلي، تنقصه أبسط الأدوات الطبية، وذاك يعالج في سويسرا من الزكام ! هذا يحرم من تحضير الدكتوراة في الفيزياء لعجز الموازنة، وذاك يدرس الإعدادية في لندن على حساب نفس الموازنة. هذا يكاد يقتل نفسه بحثا عن عمل يفتح به بيتا، وذاك يشتري بملايين الدولارات اليخوت ألفاخره والقصور المنيفة في أغلى الأماكن في العالم ويشترى أسهم نوادي أوروبا المفلسة ويفتتحها. هذا يقود أحدث موديلات السيارات وأغلاها ثمناً، وذاك لا يجد ثمن حذاء ينتعله. هذا يشوه تاريخه ألجهادي ويطمسه إلى العدم، وذاك يمجد بطولات ومعارك وانتصارات وهمية لم تكن موجودة بالتاريخ ولن توجد. متى سيصبح له قلب، ومتى يصبح لقلبه نبض، ومتى يشعر أننا وإياه من نفس الطينه، وأننا واحد ولسنا اثنان. متى سيكون من حق شبابنا أن يكون لهم حقوق. متى سيجد أحدهم فرصة عمل مناسبة - أو حتى غير مناسبة - قبل أن ينتقل إلى مرحلة الكهولة، ولا تفارقه صفة الباحث عن العمل، وربما ينتقل إلى رحمة ربه وهو لا يزال باحثا عن عمل. باحث دائما وأبدا. متى سينتقل الذين يسكنون أكواخ الصفيح الحقيرة التي لا تمنع عنهم قيض الصيف ولا برد الشتاء، إلى مساكن تحترم آدميتهم ولا تجعلهم يشعرون بالخجل أمام أطفالهم، ولا تجعلنا نطأطيء رؤوسنا خجلا أمام دول العالم الثالث قبل الثاني والأول.
متى سيكون من حق أحدنا أن يأخذ حقه من الثروة من أيدي اللصوص الكبار الذين يمنون علينا بأقل القليل، ويحسدوننا على علب الطماطم والزيت، وكأن ثروة بلادي ورثوها عن آبائهم المفلسين. متى سيطلق أبناء وطني الأسرى الذين أشفقت لحالهم جدران السجون ولا ذنب لهم إلا أن قالوا ربنا الله.. لا إله إلا الله.
متى سنجد الدواء في مستشفياتنا الخالية حتى من حبوب الأسبرين. متى سنجد أطباء أكفاء يعالجوننا، بدل أشباه الأطباء الذين لم يكتفوا بعجزهم عن علاج مرضاهم، بل زادوا على ذلك بنشر الإيدز بين أطفالنا بإهمالهم وسوء سريرتهم وأسرتهم، ومع ذلك يجدون من يدافع عنهم ويمنع عنهم العقاب العادل الذي لا يعرفه الطاغية إلا عند الدفاع عن كرسيه المغتصب.. نعم .. فدماء أطفال بنغازي - ضحايا الإيدز - ستذهب ضد مجهول لأن حرصه على إرضاء امريكا و أوروبا أكثر من حرصه على مسح دموع الثكالى التي لا تجري فيهن الدماء الزرقاء. متى سيسير المواطنون على طرق آمنة ولا يموتون كل يوم بسبب شبكة الطرق المتدهورة والتي يجب أن تسمى شبكة الحفر لا الطرق، حتى أنه لا يكاد يخلو بيت في وطني لم تنصب أمامه خيمة العزاء لفقده أحد أبنائه بسبب حوادث المرور،والسيارات القديمة المتهالكة ، وكأن زلازل شرق آسيا لها في وطني وجه آخر.
متى ستخرج جامعاتنا شبابا واعيا ناضجا متعلما يساهم في تطور مجتمعنا سياسيا واقتصاديا وثقافيا، وليس أشباه متعلمين يعجز بعضهم عن صياغة رسالة يكتبها تلميذ ابتدائي.
أحس بالغرابة أمام حاكم تنحصر مسؤوليته في تجهيل شعبه وتجويعه وسجنه وإذلاله وقتله وتهجيره.
يقودني هذا الشعور للتساؤل من جديد: لمصلحة من كل هذا؟
متى سيغير الحاكم طريقة تفكيره؟
متى سيكون له قلب ينبض بحب هذا الوطن؟
كم ستمر من سنوات ليشعر أنه جزء من هذا الشعب؟...أ
احيانا يراودني شعور بأنه ليس منا ،نعم ليس من بنى وطني ، بل غريب عنا ،والا كيف نفسر اصراره العجيب والمتعمد على الهدم بدل البناء إلى ذلك الحين، وليس قبله، ستستمر تساؤلاتي، وأتمنى أن لا تحذف حتى تساؤلاتي، كي لا نفقد حتى حقنا في مجرد التساؤل!.
أطل علينا عام جديد وكلنا أمل أن تتحسن الأمور في بلادنا، أن تبدل كل المساوي إلى حسنات.. وكل ضار إلى نافع.. ولكن .. هل سيكون لآمالنا هذه معنى.. هل سيكون لها أثر مع الواقع؟
هل ستخرس خفافيش الظلام؟
وهل ستنطلق حمائم السلام لتحلق في سمائنا؟
هل سيختفي الألم من حياتنا؟
هل سيخرس الظلم وينطق الحق؟
أترك كل هذه المعاني الكبيرة التي أدرك أن الطاغيه لا يقيم لها وزنا ولا يفهم لها معنى، مع أن اللبيب بالإشارة يفهم. أوجه تساؤلاتي السابقة واللاحقة : متى يكون من حق المواطن أن يشعر أنه إنسان؟ متى يخرج أحدنا من بيته آمنا ويعود له آمنا دون أن يشعر أنه في غابة تتربص به العيون وتنصت له الآذان ويحاصر في أفعاله وكلامه وحتى أفكاره، حتى ليكاد يخشى على نفسه من نفسه، فلا يرى الشمس ثانية كما غابت الشمس فجأة عن عديدين غيره قبل أن تحين آجالهم.
متى سيختفي التمييز بيننا، ولا يعود هذا زيد وذاك عبيد، هذا يعالج من السرطان في المستشفى المحلي، تنقصه أبسط الأدوات الطبية، وذاك يعالج في سويسرا من الزكام ! هذا يحرم من تحضير الدكتوراة في الفيزياء لعجز الموازنة، وذاك يدرس الإعدادية في لندن على حساب نفس الموازنة. هذا يكاد يقتل نفسه بحثا عن عمل يفتح به بيتا، وذاك يشتري بملايين الدولارات اليخوت ألفاخره والقصور المنيفة في أغلى الأماكن في العالم ويشترى أسهم نوادي أوروبا المفلسة ويفتتحها. هذا يقود أحدث موديلات السيارات وأغلاها ثمناً، وذاك لا يجد ثمن حذاء ينتعله. هذا يشوه تاريخه ألجهادي ويطمسه إلى العدم، وذاك يمجد بطولات ومعارك وانتصارات وهمية لم تكن موجودة بالتاريخ ولن توجد. متى سيصبح له قلب، ومتى يصبح لقلبه نبض، ومتى يشعر أننا وإياه من نفس الطينه، وأننا واحد ولسنا اثنان. متى سيكون من حق شبابنا أن يكون لهم حقوق. متى سيجد أحدهم فرصة عمل مناسبة - أو حتى غير مناسبة - قبل أن ينتقل إلى مرحلة الكهولة، ولا تفارقه صفة الباحث عن العمل، وربما ينتقل إلى رحمة ربه وهو لا يزال باحثا عن عمل. باحث دائما وأبدا. متى سينتقل الذين يسكنون أكواخ الصفيح الحقيرة التي لا تمنع عنهم قيض الصيف ولا برد الشتاء، إلى مساكن تحترم آدميتهم ولا تجعلهم يشعرون بالخجل أمام أطفالهم، ولا تجعلنا نطأطيء رؤوسنا خجلا أمام دول العالم الثالث قبل الثاني والأول.
متى سيكون من حق أحدنا أن يأخذ حقه من الثروة من أيدي اللصوص الكبار الذين يمنون علينا بأقل القليل، ويحسدوننا على علب الطماطم والزيت، وكأن ثروة بلادي ورثوها عن آبائهم المفلسين. متى سيطلق أبناء وطني الأسرى الذين أشفقت لحالهم جدران السجون ولا ذنب لهم إلا أن قالوا ربنا الله.. لا إله إلا الله.
متى سنجد الدواء في مستشفياتنا الخالية حتى من حبوب الأسبرين. متى سنجد أطباء أكفاء يعالجوننا، بدل أشباه الأطباء الذين لم يكتفوا بعجزهم عن علاج مرضاهم، بل زادوا على ذلك بنشر الإيدز بين أطفالنا بإهمالهم وسوء سريرتهم وأسرتهم، ومع ذلك يجدون من يدافع عنهم ويمنع عنهم العقاب العادل الذي لا يعرفه الطاغية إلا عند الدفاع عن كرسيه المغتصب.. نعم .. فدماء أطفال بنغازي - ضحايا الإيدز - ستذهب ضد مجهول لأن حرصه على إرضاء امريكا و أوروبا أكثر من حرصه على مسح دموع الثكالى التي لا تجري فيهن الدماء الزرقاء. متى سيسير المواطنون على طرق آمنة ولا يموتون كل يوم بسبب شبكة الطرق المتدهورة والتي يجب أن تسمى شبكة الحفر لا الطرق، حتى أنه لا يكاد يخلو بيت في وطني لم تنصب أمامه خيمة العزاء لفقده أحد أبنائه بسبب حوادث المرور،والسيارات القديمة المتهالكة ، وكأن زلازل شرق آسيا لها في وطني وجه آخر.
متى ستخرج جامعاتنا شبابا واعيا ناضجا متعلما يساهم في تطور مجتمعنا سياسيا واقتصاديا وثقافيا، وليس أشباه متعلمين يعجز بعضهم عن صياغة رسالة يكتبها تلميذ ابتدائي.
أحس بالغرابة أمام حاكم تنحصر مسؤوليته في تجهيل شعبه وتجويعه وسجنه وإذلاله وقتله وتهجيره.
يقودني هذا الشعور للتساؤل من جديد: لمصلحة من كل هذا؟
متى سيغير الحاكم طريقة تفكيره؟
متى سيكون له قلب ينبض بحب هذا الوطن؟
كم ستمر من سنوات ليشعر أنه جزء من هذا الشعب؟...أ
احيانا يراودني شعور بأنه ليس منا ،نعم ليس من بنى وطني ، بل غريب عنا ،والا كيف نفسر اصراره العجيب والمتعمد على الهدم بدل البناء إلى ذلك الحين، وليس قبله، ستستمر تساؤلاتي، وأتمنى أن لا تحذف حتى تساؤلاتي، كي لا نفقد حتى حقنا في مجرد التساؤل!.