ا
...لاأدري كيف كنت سأدرك المعاني الرائعه للطبيعه لو لم أكن فنانا..عشقت الرسم منذ الصغر..وأصبحت رساما عند الكبر..دفعتني تلك الموهبه الى ان اسعى هنا وهناك بحثا عن المناظر الطبيعيه الخلابه لأجعلها بريشتي لوحه فنيه وأنثر فيها الألوان فتعبر عن مكنوناتي...
...وفي احدى الأيام كعادتي..جمعت أدواتي وانطلقت من منزلي المتواضع لأبحث عن المكان الملائم ليكون احد لوحاتي..ذلك هو الطريق الذي أسير فيه كل يوم ولكن هذا اليوم ليس ككل يوم.....
وجدت أمامي شيء لم أره من قبل..انه بستانا رائعا هادئا قريبا من منزلي خاليا من الاشخاص وكأنه صنع خصيصا لي..اقتربت مندهشا..دخلت بخطوات هادئه متأملا ما حولي..فما أروعه!!..أصبحت في حيره..أي منظر سيكون لوحتي؟؟!!
...تابعت السير وتصاحبني حيرتي..حتى ما رأيت ما شد بصري..شعرتأني فقدت التحكم في عيني..فلم أمنع نفسي من النظر..انها زهره كبيره في غاية الجمال..لم أدرك نوعها ولكني وجدتها وسط مجموعه مألوفه من الزهور..فشعرت أنها فريده من نوعها..ولم أتردد أبدا في أن أجعلها لوحة اليوم....
...جلست على مقعدي الصغير ووضعت اللوحه أمامي وأمسكت الريشه..وبدأت أبث احساسي على الورق متأملا الزهره..وأخيرا انتهيت من اللوحه بعد أن زينتها بالألوان المناسبه التي مزجتها بشعوري....
...وبعد أن انتهيت..لمحت بطرف عيني شخصا قادم عن يميني من بعيد..فنظرت...فاذا هي بفتاه رائعة الجمال..ترتدي ثوبا أبيضا يسدل عليه شعرها الاسود الطويل..جلست على مقعد يبعد عني بأمتار..هاجمني شعور بأني أريد التحدث اليها..فقمت من مكاني واقتربت منها في هدوء..فنظرت الي نظره رقيقه..وتبين لي جمالها..فهي لا تقل جمالا عن الزهره التي رسمتها..لم أكن أعرف ماذا سأقول لكن الكلام تسرب الي خلسة دون أن أشعر..فقلت لها :"أتمانعين أن أرسم لك لوحه؟"
فهزت رأسها بالموافقه دون أن تهمس بكلمه..فقامت من مكانها وذهبت لتجلس بجوار الزهره التي رسمتها من قبل..ثم ذهبت أنا الى مقعدي وبدأت لوحه جديده..رسمت وجه الفتاه ثم رسمت الزهره بجوارها..وكأني أرسم وجه الفتاه مرتين..شعرت بأني غبيا فأنا لم أتعرف عليها..ولكني قررت أن أفعل ذلك بعدما أنه اللوحه....
ما هذا...أين الفتاه..انها اختفت!!!..لا أراها..قمت من مكاني وبحثت عنها ولكن دون جدوى...شعرت بالارهاق الشديد..وفقدت الأمل في أن أجد الفتاه..فأخذت لوحتي ومتعلقاتي وانطلقت الى منزلي..وصورة الفتاه لا تفارق خيالي....
...ساد الظلام في المنطقه..ولم يتبق من الضوء سوى القمر الساطع ليلا..اتجهت الى فراشي وغلبني النوم.. وبدأت أرى حلما غريبا......
.....( رأيت نفسي أتسلق جبلا عاليا في الصحراء..في جو عاصف مليء بالأتربه..فسقطت من الجبل وجرحت ساقي اليسرى..ولكني باصرار قمت لأصعد مره أخرى..وتمكنت بصعوبه من الوصول للقمه.. فوجدت الفتاه التي رأيتها في البستان..كانت ملقاه على الأرض..فأسرعت نحوها..كان وجهها شاحب اللون وقلبها يخفق بسرعه وصدرها يعلو ويهبط..وكأنها تحتضر..وسألتها مندهشا:"ماذا أصابك؟!"
فأجابتني:"لن تران ثانية.."..سألتها :"لماذا؟!"..أجابتني :"دمرني كل البشر ولم يعد لي وجودا على تلك الأرض"...سألتها مندهشا :"من أنت؟!"...أجابت :"أنا من هجرني كل البشر..أنا من لا تعود عندما تقتل.. ووجودي الأن من عدم..أنا الحب..أنا الاحساس..أنا الانسانيه..")
....وصباحا..استيقظت من نومي أنظر حولي مندهشا..فقمت معتدلا..ولكن شعرت بألما في ساقي اليسرى.. فكشفت عنها فوجدتها مجروحه..ذهبت لأرى اللوحه التي رسمتها بالأمس..انه شيئا غريبا..اللوحه ممحاه!! لا أجد ما رسمت..
....ارتديت ملابسي وخرجت من المنزل متوجها نحو البستان..ووجدت ما توقعته.....لا أثر للبستان......
.gif)
...لاأدري كيف كنت سأدرك المعاني الرائعه للطبيعه لو لم أكن فنانا..عشقت الرسم منذ الصغر..وأصبحت رساما عند الكبر..دفعتني تلك الموهبه الى ان اسعى هنا وهناك بحثا عن المناظر الطبيعيه الخلابه لأجعلها بريشتي لوحه فنيه وأنثر فيها الألوان فتعبر عن مكنوناتي......وفي احدى الأيام كعادتي..جمعت أدواتي وانطلقت من منزلي المتواضع لأبحث عن المكان الملائم ليكون احد لوحاتي..ذلك هو الطريق الذي أسير فيه كل يوم ولكن هذا اليوم ليس ككل يوم.....
وجدت أمامي شيء لم أره من قبل..انه بستانا رائعا هادئا قريبا من منزلي خاليا من الاشخاص وكأنه صنع خصيصا لي..اقتربت مندهشا..دخلت بخطوات هادئه متأملا ما حولي..فما أروعه!!..أصبحت في حيره..أي منظر سيكون لوحتي؟؟!!
...تابعت السير وتصاحبني حيرتي..حتى ما رأيت ما شد بصري..شعرتأني فقدت التحكم في عيني..فلم أمنع نفسي من النظر..انها زهره كبيره في غاية الجمال..لم أدرك نوعها ولكني وجدتها وسط مجموعه مألوفه من الزهور..فشعرت أنها فريده من نوعها..ولم أتردد أبدا في أن أجعلها لوحة اليوم....
...جلست على مقعدي الصغير ووضعت اللوحه أمامي وأمسكت الريشه..وبدأت أبث احساسي على الورق متأملا الزهره..وأخيرا انتهيت من اللوحه بعد أن زينتها بالألوان المناسبه التي مزجتها بشعوري....
...وبعد أن انتهيت..لمحت بطرف عيني شخصا قادم عن يميني من بعيد..فنظرت...فاذا هي بفتاه رائعة الجمال..ترتدي ثوبا أبيضا يسدل عليه شعرها الاسود الطويل..جلست على مقعد يبعد عني بأمتار..هاجمني شعور بأني أريد التحدث اليها..فقمت من مكاني واقتربت منها في هدوء..فنظرت الي نظره رقيقه..وتبين لي جمالها..فهي لا تقل جمالا عن الزهره التي رسمتها..لم أكن أعرف ماذا سأقول لكن الكلام تسرب الي خلسة دون أن أشعر..فقلت لها :"أتمانعين أن أرسم لك لوحه؟"
فهزت رأسها بالموافقه دون أن تهمس بكلمه..فقامت من مكانها وذهبت لتجلس بجوار الزهره التي رسمتها من قبل..ثم ذهبت أنا الى مقعدي وبدأت لوحه جديده..رسمت وجه الفتاه ثم رسمت الزهره بجوارها..وكأني أرسم وجه الفتاه مرتين..شعرت بأني غبيا فأنا لم أتعرف عليها..ولكني قررت أن أفعل ذلك بعدما أنه اللوحه....
ما هذا...أين الفتاه..انها اختفت!!!..لا أراها..قمت من مكاني وبحثت عنها ولكن دون جدوى...شعرت بالارهاق الشديد..وفقدت الأمل في أن أجد الفتاه..فأخذت لوحتي ومتعلقاتي وانطلقت الى منزلي..وصورة الفتاه لا تفارق خيالي....
...ساد الظلام في المنطقه..ولم يتبق من الضوء سوى القمر الساطع ليلا..اتجهت الى فراشي وغلبني النوم.. وبدأت أرى حلما غريبا......
.....( رأيت نفسي أتسلق جبلا عاليا في الصحراء..في جو عاصف مليء بالأتربه..فسقطت من الجبل وجرحت ساقي اليسرى..ولكني باصرار قمت لأصعد مره أخرى..وتمكنت بصعوبه من الوصول للقمه.. فوجدت الفتاه التي رأيتها في البستان..كانت ملقاه على الأرض..فأسرعت نحوها..كان وجهها شاحب اللون وقلبها يخفق بسرعه وصدرها يعلو ويهبط..وكأنها تحتضر..وسألتها مندهشا:"ماذا أصابك؟!"
فأجابتني:"لن تران ثانية.."..سألتها :"لماذا؟!"..أجابتني :"دمرني كل البشر ولم يعد لي وجودا على تلك الأرض"...سألتها مندهشا :"من أنت؟!"...أجابت :"أنا من هجرني كل البشر..أنا من لا تعود عندما تقتل.. ووجودي الأن من عدم..أنا الحب..أنا الاحساس..أنا الانسانيه..")
....وصباحا..استيقظت من نومي أنظر حولي مندهشا..فقمت معتدلا..ولكن شعرت بألما في ساقي اليسرى.. فكشفت عنها فوجدتها مجروحه..ذهبت لأرى اللوحه التي رسمتها بالأمس..انه شيئا غريبا..اللوحه ممحاه!! لا أجد ما رسمت..
....ارتديت ملابسي وخرجت من المنزل متوجها نحو البستان..ووجدت ما توقعته.....لا أثر للبستان......
