تلاميذ آخر الزمان...

أذكر آيام دراستي بإعدادية عبدالعزيز آمين في تسعينيات القرن الماضي،ومع قلّة إمكانياتنا من الناحية المادّية وضعف وسائل التّكنولوجيا والعولمة التي تساعد على الدّراسة،ومع ذلك كانت لدينا رغبة جامحة في الدّراسة،وكانت المؤسّسة صارمة في تعاملها معنا في جميع الأشياء من الإلتزام بالوقت واحترام رجال التّعليم الذين كانوا بمثابة آباءنا والعكس أيضاً مروراً بالإنضباط في الأخلاق وحسن الهندام الذي كانت تفرضه علينا إدارة المؤسسة وكان من أولوياتها ممّا كان يعطي للمؤسّسة حلّة محترمة وجميلة وكانت دائماً في لباس البهجة والسرور،زد على ذلك الأنشطة التي كنا نقوم بها في محيط المؤسّسة في جميع المجالات بتنسيق مع اساتذتنا الذين كانوا دائما إلى جانبنا ولم نكن نهمل دراستنا والحمدلله هناك الكثير من الأصدقاء ممن وفّقهم الله في دراستهم وهم يتبوّؤون الآن مناصب عليا في جميع الميادين.
اما تلاميذ هذا الجيل(تلاميذ آخر الزمان،ليس كلّهم لكن الغالبية العظمى منهم)الذين سيطرت على عقولهم الصّغيرة ثقافة(الهيب هوب) ما أن يدخل الشّخص مؤسّساتنا ببلدية الدريوش حتّى يتخيّل إليك أنّك داخل إلى صالة كبيرة تعرض فيه ألازياء الغربية ومشطات شعرهم التي لا تتناسب مع مستواهم الثقافي،وقد إنتهى إلى علمي مؤخراً ما مفاده أن مدير مؤسّسة تعليمية ببلدية الدريوش إتّخذ قراراً بعدم إدخال أي تلميذ إلى الفصل حتّى يردّوا الإعتبار لرؤوسهم التي يعيثون فيها خراباً بمشطات شعر عجيبة وغريبة،ناهيك عن البعض الذين يلبسون سراويل(نص سروال) ترفع السّتار عن مؤخراتهم وتخدش بالحياء ولا حول ولا قوة إلا بالله،زد على هذا وذاك إستهلاكهم الفاضح للمخدّرات والتحرّش بالفتيات أمام أبواب المؤسّسات وغيرها من الأشياء التي يندى الجبين لذكرها ضاربين بعرض الحائط كل المبادئ الإسلامية،وكل هذا يحدث في المؤسّسات أمام صمت السّلطات المعنية بالتّعليم أوّلاً وبأولياء الأمور الذين تركوا الحبل على الغارب.
نصارى إلى دارو الهيب هوب قادّين عليه،وحنا مازال مشبعنا حتى الخبز وكنقلدوهوم...

الرّئيس اديالك عبدالغني البقالي. ههههه