يبدو أن الذين كانوا يتابعون اخبار السياسة والثقافة والمال والأعمال.. منذ مدة طويلةعلى قناة الجزيرة القطرية،قد غيروا الإتجاه نحو قناة أخرى بحثا منهم عن شيئ من المصداقية ورغبة منهم في الحصول ولو على قليل من الرأي والرأي الأخر.
فقناة الجزيرة،التي كنا جميعا نتابعها بشكل يومي منذ سنة1996 قد إنكشف أمرهاوتكشفت حقيقتها،وذلك بعد"الربيع العربي"الذي لا يعدو ان يكون مجرد شعار لتدويخ المشاهدين،العرب طبعا، لأنه من السهل التلاعب والتحايل على شعوب تعيش في التخلف،وآخر شيئ يمكن أن تفهم فيه هو الإعلام.
بداية "الربيع العربي"/الخريف العربي،كان من تونس،وهنا كانت الجزيرة ومثيلاتها،خارج التغطية الواقعية،حيث كنا نعاين صورة نمطية للوضع بهذا البلد.
ففي مصرالأمر نفسه ساد في القنوات الإعلامية العربية،والتي تتحدث باللغة العربية، وعلى رأسها الجزيرة،فكانت الأخبار الواردة من "ميدان التحرير"تصل المشاهد وفق تصور واحد ووحيد،وليس هذا فحسب بل يتم تدعيم ذلك بتصورات لسياسيين ومثقفين"مدفوعي الأجر"حتى تكتمل الصورة ويكون هناك تناسق بين الخبر وما يأتي من تحليل خلال البرامج الحوارية وأثناء نشرات الأخبار،خاصة وان الجزيرة تعمل على تقديم الصورة الكاملة للمشاهد؟!
في ليبيا،الأمر كان أدهى وأمر،ولم يذبح هذا البلد وحاكمه والشعب بطريقة وحشية لم نرى مثيلا لهافحسب،وإنما سقطت الجزيرة،سقطة مدوية ودق في نعش "مصداقيتها"آخر مسمار،من خلال تمجيدها "للناتو"وتحريفها للعديد من الاخبار،وسكوتها عن مشاهد لمواطنين حرقهم"الناتو"حيث دكتهم طائرات فرنسية وأمريكية..وكل همها كان القذافي ومن معه،ليتضح بان ما جرى لم يعدو سوى تكتيكات غربية في شمال افريقيا والشرق الاوسط، لا علاقة لها ب"الثورة".
وللإشارة،فالجزيرة إضافة الى انحيازها الى "عبد الجليل"وليس الى الخبر المجرد،فتحت قنوات إذاعية محلية داخل ليبيا في عدد من المدن في هذا البلد،وذلك لتوجيه المواطنين وتقديم صورة أحادية عما يجري،ونتساءل هل يحق لقناة اجنبية أن تفتح قنوات إعلامية لها خارج حدود البلد الذي تنتمي إليه،ومن منحها الترخيص بذلك؟
وهذا التحريف الإعلامي الممنهج،والربيع العربي المزعوم،الذي لا يخرج عن دائرة"تخربيق عربي"،تواصل في اليمن والبحرين والسعودية،بدرجة من التحيز من طرف الجزيرة والعربية وفرانس24وحتى من طرف البي بي سي،والوافد الإعلامي الجديد ـ سكاي نيوز عربية ـ وهي القناة التي رأت النور مؤخرا،حيث لم تتعامل هذه القنوات بطريقة مهنية مع ما جرى ويجري حتى الأن في هذه البلدان، حيث تقف مع النظام وتساير سياسة معينة،وعلى العكس من ذلك،فهذه القنوات بقيادة الجزيرة،تقدم أخبارا من زاوية واحدة وبطريقة غاية في التحريف والتهويل والتزوير عما يجري في سورية،إذ تذبح الحقيقة وتتعرض لابشع صنوف القتل والتدمير،كمايقع للشعب السوري الذي تسلط عليه النظام وعناصر مسلحة،فبات يعيش بين ظلم الاسد وعبثية فرق مسلحة زج بها في حرب من طرف دول خليجية تنفذ اجندة أمريكية،فرنسية..بالوكالة.
مع بداية الأحداث في ليبيا،إتضحت لدي صورة الجزيرة ومن معها،وتيقنت بأن ما تقوم به هذه القنوات هي تجارة ذميمة بدماء الشعوب،التي نالت في كل الدول التي حصلت فيها الفتن وليس الثورات،الويلات والتقتيل والجوع والحرمان والتيتم ووو...فالشعوب وحدها من خسرت في هذه البلدان،وبلا شك فالفتن ستستمر لأن إزاحة رئيس من مقعده ما هو إلا بداية لفتن وحروب بين الطوائف واطياف الشعب نفسه،وبين الجالسين على سدة الحكم في هذه الدول التي تبدو في وضع مثل الذي كان يسود البلدان الإفريقية حيث مسلسل الإنقلابات،لا يبرح القارة السوداء.
في الحرب الصهيونية على غزة،كنت أتابع ما يجري في هذه البقعة على قناة الجزيرة"2008/2009"لما يزيد عن 6ساعات في اليوم من الأخبار،ونادرا ما كنت اتحول الى قنوات اخرى،وكانت الجزيرة تنقل وجهات نظر الغزاويين وتنقل آراء الصهاينة،لكن جزيرة حمد في "الخريف العربي"باتت تقدم وجهة نظر وحيدة،بل وتعتمد على مستعملي الأنترنت بدل المراسلين الصحافيين،فيضيع الخبر وسط سيل من الصخب والضجيج والصور التي لا يعرف احد أين يتم إلتقاطهاومتى؟،وقد شاهدنا مرارا هذا مع الحرب في سورية،حيث الحقيقة غائبة والرأي الأخر مغيب.
واثناء غزو العراق،وإبان الإحتلال الأمريكي/الغربي لهذا البلد،كانت الجزيرة تقدم خبر الجماعات المقاومة،عند تفجيرها لعبوة ناسفة في مدرعة المحتل.. وفق شاكلة"خبر لم يتسنى التأكد منه بعد"لكن مع المحتل تقدم الخبر كما يرد عن قوات الإحتلال؟!
ومن دون شك،فسقوط مبارك والقذافي وفرار بنعلي.. في خريف عربي اتى على دول عربية متخلفة، وأعادها سنين الى الوراء،قد أزاح كذلك قناة إسمها الجزيرة من اذهان الكثير من المشاهدين،ومن خارطة المتابعة الكبيرة،بعد ان اكتشف حقيقتها،وعرفت "دكتاتوريتها"،ومدى تحريفها للوقائع وكذبها المتواصل على المشاهد.
وأمام سقوطها المريع في مستنقع الإفتراء،بات نجم قنوات عربية أخرى يلمع حيث من غير المستبعد ان تسرق هذه القنوات الاضواء في قادم الايام وهي التي بدأت تؤشر على عمل مهني محترم،والمثال على ذلك قناة"الميادين"التي باتت تشق طريقها نحو صحافة محترمة،وهي التي انطلقت قبل شهرين لا غير،ورغم قلة امكانياتها،فهي تقدم الخبر بنسبة لابأس بها من المهنية،(على الأقل حتى الأن).
وفي غياب إعلام وطني حقيقي وهادف؛سنظل نبحث عبر الصحن الهوائي عن قناة تحترم المشاهد وتقدم الخبر بمصداقية.
فقناة الجزيرة،التي كنا جميعا نتابعها بشكل يومي منذ سنة1996 قد إنكشف أمرهاوتكشفت حقيقتها،وذلك بعد"الربيع العربي"الذي لا يعدو ان يكون مجرد شعار لتدويخ المشاهدين،العرب طبعا، لأنه من السهل التلاعب والتحايل على شعوب تعيش في التخلف،وآخر شيئ يمكن أن تفهم فيه هو الإعلام.
بداية "الربيع العربي"/الخريف العربي،كان من تونس،وهنا كانت الجزيرة ومثيلاتها،خارج التغطية الواقعية،حيث كنا نعاين صورة نمطية للوضع بهذا البلد.
ففي مصرالأمر نفسه ساد في القنوات الإعلامية العربية،والتي تتحدث باللغة العربية، وعلى رأسها الجزيرة،فكانت الأخبار الواردة من "ميدان التحرير"تصل المشاهد وفق تصور واحد ووحيد،وليس هذا فحسب بل يتم تدعيم ذلك بتصورات لسياسيين ومثقفين"مدفوعي الأجر"حتى تكتمل الصورة ويكون هناك تناسق بين الخبر وما يأتي من تحليل خلال البرامج الحوارية وأثناء نشرات الأخبار،خاصة وان الجزيرة تعمل على تقديم الصورة الكاملة للمشاهد؟!
في ليبيا،الأمر كان أدهى وأمر،ولم يذبح هذا البلد وحاكمه والشعب بطريقة وحشية لم نرى مثيلا لهافحسب،وإنما سقطت الجزيرة،سقطة مدوية ودق في نعش "مصداقيتها"آخر مسمار،من خلال تمجيدها "للناتو"وتحريفها للعديد من الاخبار،وسكوتها عن مشاهد لمواطنين حرقهم"الناتو"حيث دكتهم طائرات فرنسية وأمريكية..وكل همها كان القذافي ومن معه،ليتضح بان ما جرى لم يعدو سوى تكتيكات غربية في شمال افريقيا والشرق الاوسط، لا علاقة لها ب"الثورة".
وللإشارة،فالجزيرة إضافة الى انحيازها الى "عبد الجليل"وليس الى الخبر المجرد،فتحت قنوات إذاعية محلية داخل ليبيا في عدد من المدن في هذا البلد،وذلك لتوجيه المواطنين وتقديم صورة أحادية عما يجري،ونتساءل هل يحق لقناة اجنبية أن تفتح قنوات إعلامية لها خارج حدود البلد الذي تنتمي إليه،ومن منحها الترخيص بذلك؟
وهذا التحريف الإعلامي الممنهج،والربيع العربي المزعوم،الذي لا يخرج عن دائرة"تخربيق عربي"،تواصل في اليمن والبحرين والسعودية،بدرجة من التحيز من طرف الجزيرة والعربية وفرانس24وحتى من طرف البي بي سي،والوافد الإعلامي الجديد ـ سكاي نيوز عربية ـ وهي القناة التي رأت النور مؤخرا،حيث لم تتعامل هذه القنوات بطريقة مهنية مع ما جرى ويجري حتى الأن في هذه البلدان، حيث تقف مع النظام وتساير سياسة معينة،وعلى العكس من ذلك،فهذه القنوات بقيادة الجزيرة،تقدم أخبارا من زاوية واحدة وبطريقة غاية في التحريف والتهويل والتزوير عما يجري في سورية،إذ تذبح الحقيقة وتتعرض لابشع صنوف القتل والتدمير،كمايقع للشعب السوري الذي تسلط عليه النظام وعناصر مسلحة،فبات يعيش بين ظلم الاسد وعبثية فرق مسلحة زج بها في حرب من طرف دول خليجية تنفذ اجندة أمريكية،فرنسية..بالوكالة.
مع بداية الأحداث في ليبيا،إتضحت لدي صورة الجزيرة ومن معها،وتيقنت بأن ما تقوم به هذه القنوات هي تجارة ذميمة بدماء الشعوب،التي نالت في كل الدول التي حصلت فيها الفتن وليس الثورات،الويلات والتقتيل والجوع والحرمان والتيتم ووو...فالشعوب وحدها من خسرت في هذه البلدان،وبلا شك فالفتن ستستمر لأن إزاحة رئيس من مقعده ما هو إلا بداية لفتن وحروب بين الطوائف واطياف الشعب نفسه،وبين الجالسين على سدة الحكم في هذه الدول التي تبدو في وضع مثل الذي كان يسود البلدان الإفريقية حيث مسلسل الإنقلابات،لا يبرح القارة السوداء.
في الحرب الصهيونية على غزة،كنت أتابع ما يجري في هذه البقعة على قناة الجزيرة"2008/2009"لما يزيد عن 6ساعات في اليوم من الأخبار،ونادرا ما كنت اتحول الى قنوات اخرى،وكانت الجزيرة تنقل وجهات نظر الغزاويين وتنقل آراء الصهاينة،لكن جزيرة حمد في "الخريف العربي"باتت تقدم وجهة نظر وحيدة،بل وتعتمد على مستعملي الأنترنت بدل المراسلين الصحافيين،فيضيع الخبر وسط سيل من الصخب والضجيج والصور التي لا يعرف احد أين يتم إلتقاطهاومتى؟،وقد شاهدنا مرارا هذا مع الحرب في سورية،حيث الحقيقة غائبة والرأي الأخر مغيب.
واثناء غزو العراق،وإبان الإحتلال الأمريكي/الغربي لهذا البلد،كانت الجزيرة تقدم خبر الجماعات المقاومة،عند تفجيرها لعبوة ناسفة في مدرعة المحتل.. وفق شاكلة"خبر لم يتسنى التأكد منه بعد"لكن مع المحتل تقدم الخبر كما يرد عن قوات الإحتلال؟!
ومن دون شك،فسقوط مبارك والقذافي وفرار بنعلي.. في خريف عربي اتى على دول عربية متخلفة، وأعادها سنين الى الوراء،قد أزاح كذلك قناة إسمها الجزيرة من اذهان الكثير من المشاهدين،ومن خارطة المتابعة الكبيرة،بعد ان اكتشف حقيقتها،وعرفت "دكتاتوريتها"،ومدى تحريفها للوقائع وكذبها المتواصل على المشاهد.
وأمام سقوطها المريع في مستنقع الإفتراء،بات نجم قنوات عربية أخرى يلمع حيث من غير المستبعد ان تسرق هذه القنوات الاضواء في قادم الايام وهي التي بدأت تؤشر على عمل مهني محترم،والمثال على ذلك قناة"الميادين"التي باتت تشق طريقها نحو صحافة محترمة،وهي التي انطلقت قبل شهرين لا غير،ورغم قلة امكانياتها،فهي تقدم الخبر بنسبة لابأس بها من المهنية،(على الأقل حتى الأن).
وفي غياب إعلام وطني حقيقي وهادف؛سنظل نبحث عبر الصحن الهوائي عن قناة تحترم المشاهد وتقدم الخبر بمصداقية.