منتدى الدريوش ريف

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    الحدود المغلقة غير مرئية بالنسبة للجارتين الجزائر والمغرب

    سعيد أدرغال
    سعيد أدرغال
    عضو فضي
    عضو فضي


    ذكر
    1842
    العمر : 50
    لإقــامه : تسلي-الدريوش
    المهنة : مراسل صحفي
    نقاط : 3081
    السٌّمعَة : 11
    تاريخ التسجيل : 15/02/2007

    الحدود المغلقة غير مرئية بالنسبة للجارتين الجزائر والمغرب  Empty الحدود المغلقة غير مرئية بالنسبة للجارتين الجزائر والمغرب

    مُساهمة من طرف سعيد أدرغال الأحد يوليو 22, 2012 10:15 am


    بالنسبة لسكان الركن الساحلي الذي تلتقي فيه الجزائر والمغرب، الحدود لم تكن أبدا مغلقة.

    نظيم فتحي من مغنية لمغاربية – 20/07/12

    [نظيم فتحي] حرس الحدود الجزائرية يرابطون في مركز مغنية. عادة ما يعبر المواطنون من الجانبين بانتظام للتجارة أو الترفيه.


    الساعة تشير إلى العاشرة مساءا لدى وصولنا إلى "محور التهريب" المعروف في مغنية. في هذه المدينة التي تقع على أقصى الغرب الجزائري على بعد 600 كلم من العاصمة وعلى طول الحدود من وجدة في المغرب، تعج المقاهي بالزبائن.

    تُعتبر مغنية عاصمة "التراباندو" (التهريب). فمن الدواء إلى الدجاج ومن الكحول إلى الأطعمة الرمضانية، كل شيء يمر عبر هذه المدينة.

    وفي ساحة السوق، يعرض الشباب علنا كل أنواع السلع التي أحضروها من المغرب. واقترح شاب لا يتجاوز الخامسة عشر "إذا أردت كمية كبيرة، يمكننا نقلها إلى منزلك؛ سأقدم لك سعرا معقولا".

    بشير فكري من المهربين المحليين علّق بالقول "هاتفي لا يتوقف عن الرنين"، وهو محترف في انتزاع الصفقات الجيدة". وأضاف "كل ما يُباع سواء هنا أو هناك، سأشتريه. الآن، أقوم بتخزين التمور ذلك أن المغاربة يتهافتون عليها خلال شهر رمضان".

    وتُباع هنا الملابس والمواد الغذائية والأدوية ومساحيق التجميل وحتى المواشي بشكل جيد لكن السلعة المطلوبة أكثر هي البنزين.

    فالسيارات مُجهزة بخزان إضافي لتقديم خدمة خاصة للتنقل بين محطات البنزين والمستودعات على الحدود. ثم يُرسل بعدها الوقود إلى المغرب في أوعية على ظهر الحمير والدراجات النارية والسيارات والدراجات الهوائية.

    أحد التجار في السوق السوداء، قال لنا "ثلاثة محركات للسيارات، 5 علب السرعة، 2070 لتر من الديزيل، 3600 لتر إضافي في العلب، هذه حصيلة جزئية لعمل ليلة واحدة".

    نتجاوز سيارات غير معروفة بسبب التغييرات على خزانات البنزين. هذه هي منطقة "هلاباس"، أو المهربين المتخصصين في تهريب البنزين.

    رشيد، الذي يتخصص في هذا النوع من التهريب، قال "سعر البنزين أقل عشر مرات مما هو عليه في المغرب، يمكنك إذن أن تتخيل الأرباح الممكنة".

    لكن مهربي المخدرات أقل سعادة. فالعمليات الأخيرة الناجحة لمكافحة التهريب والتعزيزات الأمنية مصدر قلق بالنسبة لهم.

    أحد ضباط الشرطة أكد لنا شرط عدم الكشف عن اسمه "قمنا بتعزيز الجهود لإفشال عمليات التهريب".

    وأضاف "في كل يوم نحتحز مئات الكيلوغرامات وأحيانا أطنان من الحشيش. موسم الحصاد يقترب في الريف المغربي، لهذا فإن المنتجين يريدون تصفية كل مخزونهم الآن".

    [أ ف ب/كلود جوفينال] تاجر قرب مدينة وجدة الحدودية المغربية يبيع البنزين الجزائري.


    وفي السنوات الأخيرة، أصبحت مغنية أيضا منطقة عبور للمهاجرين غير القانونيين الذين يذهبون إلى أوروبا عبر مستعمرتي سبتة ومليلية.

    كما يأتي العديد من الشباب المغربي بحثا عن عمل موسمي أو دائم. عبد الحفيظ، أحد هؤلاء الشباب، يقول إن "مغنية هي نقطة البداية".

    على الحدود، الشباب يجلس في السيارات ويستمع إلى الموسيقى. ويقول لنا الشاب حميد "هؤلاء هم الحضاية. عادة ما تكون لديهم رقائق الهاتف للبلدين".

    حرس الحدود يقومون بدورهم بالحراسة في انتظار سيارة "مقاتلة". وهي عبارة عن سيارة بدون صفائح أو أضواء يستخدمها المهربون.

    "هذه السيارات تسير بأقصى سرعة ولا تتوقف أبدا في أي حاجز طرقي. السائقون عبارة عن ممثلين حقيقيين للأدوار الخطيرة، فلا يهتمون إن أطلق الناس النار عليهم".

    ومن المركز العسكري العقيد لطفي، يشاهد الحرس وميض الأضواء تتلألأ في سماء المغرب ليلا.

    ويقود حرس الحدود المرابطون قرب مغنية معركة مزدوجة. فهم يحاربون لسنوات على الجبهات الأمامية ضد الإرهاب وفي نفس الوقت يسهرون على حماية الحدود الشاسعة بين الجزائر وجيرانها.

    أما على الجانب المغربي، يقوم الجيش بحراسة الحدود منذ 1994.

    ويتوق البلدين لإعادة فتح الحدود رسميا. وتنتشر إشاعات باستمرار في هذا الصدد، ما يزيد من حماس الناس.

    سعيد، أستاذ بدوام كامل، ومهرب بنصف دوام، يقول "كلما توقف المسؤولون في المدينة، وكلما شاهد الناس أشغال لترقية الطرقات أو تزيين البنايات، يقول الناس 'حان الوقت، هذه المرة الأمر جاد".

    وأضاف "الحدود هي طريقة للحياة هنا. لدينا عائلات على الجانب الآخر من الحدود ولا شيء نجح في وقفنا عن الاتصال مع بعضنا البعض كل هذه السنين".

    فيما ينظر آخرون للمسألة من زاوية اقتصادية.

    [أ ف ب/رياض كرامدي] المهاجرون السريون يستريحون في مخيم للحراقة بمغنية قرب الحدود الجزائرية-المغربية.


    وليد موساوي، مستخدم في بنك، يقول إن المناقشات حول فتح الحدود البرية "يجب أن تسبقها اتفاقات بين الحكومتين حول مبادلاتهما التجارية".

    أما سمير حاجيات، بائع، قال لمغاربية "إعادة فتح الحياة سيبعث الحياة من جديد في مغنية. سيكون بإمكاني القيام برحلات يومية إلى وجدة دون إزعاج، للمقايضة مع إخواني المغاربة. الكل في مغنية سيستفيد من ذلك".

    وعند التقدم إلى الأمام، يضيق الوادي تدريجيا، ويصبح الطريقان الجزائري والمغربي المؤديان إلى الساحل أقرب أكثر فأكثر. ويخرج السائقون رؤوسهم من الجانبين ويتبادلون التحيات. ويوجد شاطئ السعيدية المغربي على اليسار، وعلى اليمين يوجد شاطئ مرسى بن مهيدي الجزائري.

    واد صغير هو فقط ما يفصل بين الطريقين الجزائري والمغربي قبل أن يصب في البحر. ويمكن للناس العبور على الأقدام أو بالسيارات.

    الشاطئان مكسوان بالأعلام الجزائرية والمغربية ويكتظان بالمصطافين خلال هذا الموسم الحار. ويتبادل المصطافون من البلدين التحيات ويتحسران لإغلاق الحدود ما يمنع التواصل الطبيعي.

    ويقول حميد لمغاربية "إنها فرصة بالنسبة لي للقيام ببعض الأعمال الصغيرة والمربحة. أقوم بحراسة السيارات وأساعد الناس على كراء الشقق وأقوم بالتسوق للعائلات التي لا يمكنها الخروج".

    وعادة ما يلتقي حميد وأصدقاؤه. ويقول لنا "إنهم ينظمون سهرات ليلية في السعيدية خاصة في الصيف وخلال شهر رمضان، لهذا نذهب هناك لقضاء وقت ممتع".

    ويضيف "لدينا أصدقاء مغاربية الذين بإمكانهم أيضا القدوم لأمسيات الراي. وبالنسبة لهم، عبور الحدود أمر غاية في السهولة كذلك".

    وعلى شاطئ موسكردا، صادفنا عائلات قدمت من الجزائر العاصمة ووقعت في حب هذا الجنة الصغيرة.
    متعلقات
    عادات الطبخ قاسم مشترك بين الأسر المغاربية في رمضان

    2010-08-06
    بائعو ذبائح العيد يستميلون الزبائن المغاربيين

    2010-11-12
    رمضان يؤثر سلبا على الخدمات العمومية الجزائرية

    2010-09-02
    أجواء ودية تسود الدربي المغاربي التأهيلي لكأس إفريقيا

    2011-03-25
    المنتجعات الحرارية في الجزائر تستقبل نوعا جديدا من الزبائن

    2010-04-09

    سميرة شليح، أستاذة، قالت "من العار أن الحدود مغلقة. ومع ذلك، فإن الطريق السيار يصل إلى هنا"، مضيفة "كنت أتمنى اصطحاب أبنائي إلى المغرب ليتعرفوا على بلدنا الجار".

    باديس سادي، مستخدم في بنك حكومي، مقتنع أنه "عاجلا أم آجلا، ستفتح الحدود من جديد".

    وقال بثقة "أنا مستعد للرهان أن هناك ما لا يقل عن خمسة ملايين جزائري سيذهبون إلى المغرب لقضاء العطلة".

    وأضاف سادي "كل ما نحتاجه هو جلوس الحكومتين على مائدة التفاوض والتحدث عما يزعجهم".
    عن المغاربية

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 7:33 am