لا تفصلنا عن شهر رمضان سوى أياما معدودة،حيث سيحط الرحال بيننا هذا الشهر الفضيل قريبا جدا،في زيارة جديدة يطل بها علينا مرة في العام،وسيستمر بيننا 30يوما وقد ينقص مكوثه بيوم،وذلك وفق الهلال،الذي يتحكم في مجيئ الشهر،وهو المتحكم أيضا في موعد مغادرته.
لرمضان بالدريوش طقوس مألوفة،لا أراها ستتغير هذه السنة، واعتقد بانها ستكون كالتي مضت،وإن كان هناك من تغيير فلن يكون مغايرا للسنوات الفارطة،طبعا قد نلاحظ صورا مختلفة ومظاهر جديدة،لكن المضمون واحد.
في الدريوش،يتجمع الناس خلال رمضان بشكل يومي في السويقة،حيث تجد العديد منهم يقضون وقتهم بمكان يعج بالباعة والبضع المختلفة،وطيلة فترة ما بعد العصر تجد المواطنين يتسابقون نحو الخبز والسمك والشباكية..وكأن القوم مقبلون على أيام من القحط والجفاف!.ول ـ البكيط ـ نكهة خاصة عند عامة الناس في رمضان بهذه المدينة،حيث تجد أغلبهم،فقراء كانوا أم أغنياء، لا يعترفون بمائدة الإفطار إلا إذا وجد عليها البكيط الذي يظل عنصرا أساسيا في تشكيلة المائدة عند كثير من الصائمين،وفي بعض الأحيان تقع (لمدبزا)بسببه بينما تجد أجزاء منه في صباح اليوم الموالي في القمامة؟!.
وفي السويقة أيضا،حيث يتكدس المواطنون من باعة ومتجولين،يفضل البعض ممارسة رياضة ـ البوكس ـ حيث لا يخلو يوم من مباراة في هذا النوع الرياضي،الذي صار رمضانيا عندنابامتياز،وليت فكرت الجمعيات المحلية(اللي بقات فارق الشغل)وما أكثرها، في تنظيم منازلات في ـ البوكس ـ قبل وقت قليل من موعد الإفطار،وتخصص جائزة عبارة عن ـ بكيط ـ للفائزين،وبطولة البوكس هاته سوف لن تكون مكلفة من الناحية المادية،لكن ضروري من حضور رجال الأمن والوقاية المدنية والإسعاف..
قصص السويقة عديدة ومغرية والحديث عنها قد يأخذ منا وقتا طويلا،لكن أود الإشارة الى أن بعض الباعة مع الأسف اكثر ما يكونون "غشاشين "في هذا الشهر،فهم لا يرون بدا من الغش وممارسة كل السلوكات المشينة التي من خلالها يلهثون وراء دراهم معدودة،سرعان ما تذهب في الحشيش او في ـ القرطون/القمار ـ،فهم بهذا التصرف يمارسون لعبة، (من الحرام الى الحرام )لا غير،ولكن أكثرهم لا يعقلون وإن صاموا وصلوا..
وعلى ذكر القمار،فالبعض لا يحلوا لهم الترويج لهذا السلوك سوى في هذا الشهر،حيث يقضي هواة لعبة القرطون أوقات طويلة لمطاردة الأرقام،عسى أن يحمل صوت ـ البراح ـ رقما رابحا وفق تعبير هواة اللعبة التي يتم استيرادها من مليلية.
ورغم نداءات خطباء المساجد بتجنب هذه الافة،فإن الأفة تشهد انتشارا في أكثر من مقهى.
والخطباء في مدينتي مع كامل الأسف،يكتفون بانتقاد هذه الظاهرة وبسرد ادلة تحريمها،وهم يصرخون بأصوات عالية فوق المنابر،وكأنهم يتعاركون مع من يقدم على هذا الفعل المشين،بينما الأجدر ان يكون دورهم البحث عن سبل لعلاج المشكل،فيعملون على التحلي بالحكمة و تشخيص الوباء واقتراح نماذج حلول وإن كانت هذه الحلول جزئية،فالمجتمع يريد حلولا للأمراض لا خطبا تنتقد فقط،والقمار شأنه شأن ظواهر عديدة تنخر المجتمع،في رمضان وفي غيره من شهور العام،لها دوافع وأسباب،وتقليص مساحة هذه الدوافع ومحاصرة المسببات، قد يدفع بالناس لتركها،لكن أأمة مساجد الدريوش لا يتقنون مع الأسف الشديد(نقولها صراحة) فن الدعوة والتوجيه.
في رمضان تعمر المساجد بالرجال والنساء والأطفال،وتنتشر ـ العباية ـ على ظهور الشباب والرجال،وترتدي الفتيات والنساء ألبسة ـ محتشمة ـ ويتسمر البعض في المقاهي الى غاية موعد السحور،كما أن ـ غرسية ـ تشهد توافد العشرات من هواة(إنقاص الوزن)وملأ الوقت وليس ممارسة الرياضة..وغير هذا كثير من الصور والمشاهد التي باتت تتكرر في شهر رمضان.
فإلى متى سنبقى هكذا كلما حل بنا رمضان،وهل سيستمر الناس في التزاحم على الشباكية،وخوض معارك من أجل ـ بكيطة ـ وممارسة سباق السيارات ودهس المارةعلى الطرقات قبيل موعد الإفطار،وإيذاء المصلين في المساجد بإلقاء فضلات التمر والتين في أماكن الصلاة،وهل سيواصل الناس (البوكس) والغش والتحايل والتدليس،في السويقة،وهل سيطالب المسئولين على المساجد بمعاونة للفقيه ويطالبون المصلين بمساعدة الإمام يوم ال27من رمضان،وهل (سيتشمس)العجائز والشيوخ لوقت طويل تحت أشعة الشمس الحارقة وهم ينتظرون"كرتونة"مؤسسة محمد الخامس للتضامن..؟أسئلة واخرى سوف نتعرف عن أجوبتها خلال وبعد رمضان(فابقوا معناولا تذهبوا بعيدا).
لرمضان بالدريوش طقوس مألوفة،لا أراها ستتغير هذه السنة، واعتقد بانها ستكون كالتي مضت،وإن كان هناك من تغيير فلن يكون مغايرا للسنوات الفارطة،طبعا قد نلاحظ صورا مختلفة ومظاهر جديدة،لكن المضمون واحد.
في الدريوش،يتجمع الناس خلال رمضان بشكل يومي في السويقة،حيث تجد العديد منهم يقضون وقتهم بمكان يعج بالباعة والبضع المختلفة،وطيلة فترة ما بعد العصر تجد المواطنين يتسابقون نحو الخبز والسمك والشباكية..وكأن القوم مقبلون على أيام من القحط والجفاف!.ول ـ البكيط ـ نكهة خاصة عند عامة الناس في رمضان بهذه المدينة،حيث تجد أغلبهم،فقراء كانوا أم أغنياء، لا يعترفون بمائدة الإفطار إلا إذا وجد عليها البكيط الذي يظل عنصرا أساسيا في تشكيلة المائدة عند كثير من الصائمين،وفي بعض الأحيان تقع (لمدبزا)بسببه بينما تجد أجزاء منه في صباح اليوم الموالي في القمامة؟!.
وفي السويقة أيضا،حيث يتكدس المواطنون من باعة ومتجولين،يفضل البعض ممارسة رياضة ـ البوكس ـ حيث لا يخلو يوم من مباراة في هذا النوع الرياضي،الذي صار رمضانيا عندنابامتياز،وليت فكرت الجمعيات المحلية(اللي بقات فارق الشغل)وما أكثرها، في تنظيم منازلات في ـ البوكس ـ قبل وقت قليل من موعد الإفطار،وتخصص جائزة عبارة عن ـ بكيط ـ للفائزين،وبطولة البوكس هاته سوف لن تكون مكلفة من الناحية المادية،لكن ضروري من حضور رجال الأمن والوقاية المدنية والإسعاف..
قصص السويقة عديدة ومغرية والحديث عنها قد يأخذ منا وقتا طويلا،لكن أود الإشارة الى أن بعض الباعة مع الأسف اكثر ما يكونون "غشاشين "في هذا الشهر،فهم لا يرون بدا من الغش وممارسة كل السلوكات المشينة التي من خلالها يلهثون وراء دراهم معدودة،سرعان ما تذهب في الحشيش او في ـ القرطون/القمار ـ،فهم بهذا التصرف يمارسون لعبة، (من الحرام الى الحرام )لا غير،ولكن أكثرهم لا يعقلون وإن صاموا وصلوا..
وعلى ذكر القمار،فالبعض لا يحلوا لهم الترويج لهذا السلوك سوى في هذا الشهر،حيث يقضي هواة لعبة القرطون أوقات طويلة لمطاردة الأرقام،عسى أن يحمل صوت ـ البراح ـ رقما رابحا وفق تعبير هواة اللعبة التي يتم استيرادها من مليلية.
ورغم نداءات خطباء المساجد بتجنب هذه الافة،فإن الأفة تشهد انتشارا في أكثر من مقهى.
والخطباء في مدينتي مع كامل الأسف،يكتفون بانتقاد هذه الظاهرة وبسرد ادلة تحريمها،وهم يصرخون بأصوات عالية فوق المنابر،وكأنهم يتعاركون مع من يقدم على هذا الفعل المشين،بينما الأجدر ان يكون دورهم البحث عن سبل لعلاج المشكل،فيعملون على التحلي بالحكمة و تشخيص الوباء واقتراح نماذج حلول وإن كانت هذه الحلول جزئية،فالمجتمع يريد حلولا للأمراض لا خطبا تنتقد فقط،والقمار شأنه شأن ظواهر عديدة تنخر المجتمع،في رمضان وفي غيره من شهور العام،لها دوافع وأسباب،وتقليص مساحة هذه الدوافع ومحاصرة المسببات، قد يدفع بالناس لتركها،لكن أأمة مساجد الدريوش لا يتقنون مع الأسف الشديد(نقولها صراحة) فن الدعوة والتوجيه.
في رمضان تعمر المساجد بالرجال والنساء والأطفال،وتنتشر ـ العباية ـ على ظهور الشباب والرجال،وترتدي الفتيات والنساء ألبسة ـ محتشمة ـ ويتسمر البعض في المقاهي الى غاية موعد السحور،كما أن ـ غرسية ـ تشهد توافد العشرات من هواة(إنقاص الوزن)وملأ الوقت وليس ممارسة الرياضة..وغير هذا كثير من الصور والمشاهد التي باتت تتكرر في شهر رمضان.
فإلى متى سنبقى هكذا كلما حل بنا رمضان،وهل سيستمر الناس في التزاحم على الشباكية،وخوض معارك من أجل ـ بكيطة ـ وممارسة سباق السيارات ودهس المارةعلى الطرقات قبيل موعد الإفطار،وإيذاء المصلين في المساجد بإلقاء فضلات التمر والتين في أماكن الصلاة،وهل سيواصل الناس (البوكس) والغش والتحايل والتدليس،في السويقة،وهل سيطالب المسئولين على المساجد بمعاونة للفقيه ويطالبون المصلين بمساعدة الإمام يوم ال27من رمضان،وهل (سيتشمس)العجائز والشيوخ لوقت طويل تحت أشعة الشمس الحارقة وهم ينتظرون"كرتونة"مؤسسة محمد الخامس للتضامن..؟أسئلة واخرى سوف نتعرف عن أجوبتها خلال وبعد رمضان(فابقوا معناولا تذهبوا بعيدا).