في اللقاء التواصلي الذي عقده برلمانيون عن حزب العدالة والتنمية،مع عشرات من سكان مدينة الدريوش،الجمعة الماضية بمقر دار الشباب بالدريوش،وبعد أن تناول الكلمة نواب الحزب،الذين تحدثوا عن موضوعات لها صلة بالحزب والحكومة.فسح المجال لتدخلات الحضور،حيث تدخل عدد من الحاضرين،من جمعويين وسكان عاديين.وكانت نبرة الغضب على الوضع بالدريوش،وسخط المتدخلين على أفعال وممارسات المسئولين،بادية بكل وضوح في كلام جل من تناول الكلمة.ومن بين التدخلات التي لفتت إنتباهي،تدخل رجل تجاوز الستين من العمر،يقطن بحي بين الويدان،تحدث بمرارة وحرقة عن الوضع الأسري الذي يعيش فيه،وما زاد من عذابه ومحنته،ما يلاقيه من معاملة،كلما زار المركز الصحي بالدريوش،لطلب"الربوز"لزوجته التي تعاني من مرض تنفسي،حيث قال بأن الطبيب يعامله بطريقة غير صحية،بل وينهره"وأما السائل فلا تنهر" ثم يطرده من المركز كلما حل بهذا الأخير في طلب الدواء لزوجته بحسب قوله.وهذا التعامل الذي وصفه الرجل،بالخطير والفضيع والوضعية المعيشية التي يتكبدها،بسبب فاجعة"كرت2008"،التي جعلته يبدأ حياته من جديد،ويبدأ من "الصفر"بعد أن جرفت السيول الجارفة ممتلكاته وأغراض الأسرةآنذاك،وإثر تنكر المسئولين لوعو قال بأنها زائفة،والتي وعدوا بها عدد من سكان الحي،بإيوائهم وتعويضهم عن أضرار الفاجعة،حولت حياته إلى جحيم لايطاق،ما جعله يفكر في الإنتحار ووضع حد لحياته حسب تدخله الذي كان أمام عشرات المواطنين،لأنه لم يعد يطيق الوضع،وحتى من كان ينتظر أن يساعدوه من مسئولين خاب أمله نحوهم بعد أن تأكد بأنهم مجرد أصحاب حكايات فارغة المحتوى،والكذب عندهم أمرا طبيعيا،ولا تعنيهم أحوال الناس.والأكثر من هذا هو أن الرجل،إرتفعت لديه درجة اليأس وصار يفكر في قتل نفسه،بعد أن أصبح المركز الصحي أيضا،يشكل عقبة أمام حالة أسرته،فزوجته التي يريد أن تتلقى العلاج " بحالها بحال عباد الله"ويأتي لها بالدواء مجانا من هذا المركز كلما إحتاجت إليه،أصبحت حالتها تؤرقه وهو يعاين آلامها عن قرب،وأمام هذا المشهد المتكرر يتعذب معها بشكل يومي،لأن اليد قصيرة والعين بصيرة كما يقال.ماقاله الرجل،ليس بكلام عادي ولا بالشيئ الهين،فالرجل عبر عن شعور ينتابه،وحكى بصريح العبارة عما يخامر عقله ويدور في فؤاده،وبالتالي فنحن أمام حالة جد خطيرة،تعبر بكل وضوح عن درجة من اليأس لدا عدد من المواطنين بالدريوش،وتشير بما لا يدع أي مجال للشك إلى أن" السيل قد بلغ الزبى" عند بعض الأسر وأن المجتمع المحلي فيه عائلات تتعذب بشكل يومي،ومعاناتها لاتنتهي،وما هذه الحالة الوحيدة سوى تعبير عن حالات تعيش على الهامش وتتعذب في صمت،تقاسي الأمرين من دون ان يكترث لها مسئول ولا جار ولا أخ...وبلا شك،وحتى لا نلف لفات حول دائرة الإشكال،ونكرر في الكلام،علينا البحث عن حل آني إن كان هناك من يصغي للكلام ويتأمل ما جاء على لسان الرجل.والكل هنا مسئول ومعني بالموضوع،الجهات المعنية بالشأن المحلي،المجتمع المدني،السلطات المحلية،ومختلف الفعاليات،جماعات وأفراد.وقبل البحث في الموضوع،ووضعه في دائرة النقاش والتنقيب عن مقترحات حلول،من الواجب والضروري،وبشكل عاجل،فتح تحقيق من طرف السيدة مندوبة الصحة،في قصة الرجل الذي يسكن بحي بين الويدان بالدريوش مع المركز الصحي،لمعرفة ملابساتها والإستماع لوجهة نظر الطبيب المعني،الذي إتهمه الرجل بأنه يطرده ويمتنع عن إعطائه الدواء الخاص بزوجته.وأيضا على الجهات المختصة البحث في ملف إيواء المتضررين من وادي كرت،وتقفي آثر وعود المسئولين التي وعدوا بها"عباد الله"،والجهة المعنية هنا معروفة،فهي بلدية الدريوش التي تتحمل كامل المسئولية المتعلقة بملف الفيضانات.
"أفــكر في الإنتحار"
سعيد أدرغال- عضو فضي
1842
العمر : 50
لإقــامه : تسلي-الدريوش
المهنة : مراسل صحفي
نقاط : 3081
السٌّمعَة : 11
تاريخ التسجيل : 15/02/2007
- مساهمة رقم 1