أبطال المستقبل لكن ...
بقلم سمراي
لاشك أن المتتبع للواقع المعاش بالدريوش ، يستغرب من ظاهرة الانحراف التي أصبحت تنتشر في صفوف الشباب ، وتدب في عقولهم بشكل أصبح يؤرق مضجع الأباء والأمهات ، فحتى الأطفال الذين هم في عمر الزهور لم ينجو من هذه الظاهرة ، من خلال ما نراه ونشاهده في الشارع .
فهذا الانحراف اتخذ بعدا خطيرا ،ومفهوما معقدا ، بحيث لم يقتصر على فئة معينة من الشباب ، واعية كانت أو أمية ، أو على سن محدد ، أو على شريحة معينة ، بل أصبح الكل مهدد ، في ظل وجود أرضية جد مناسبة ، فالمجتمع وفر جميع وسائل الانحراف ، رغبة في الربح السريع والإثراء ولو على حساب هذه الفئة ،أمام انتشار الخمور والسجائر المهربة والمخدرات على شتى الأصناف والأشكال، بشكل فضيع .
ومما زاد الأمر تعقيدا ، كثرة المقاهي ، في كل ركن وزاوية ، بحيث أصبحت تشكل قبلة لهؤلاء ، لما تقدمه من برامج، غالبا ما تكون أفلاما مخلة بالآداب العامة وكليبات فارغة المحتوى ، تدغدغ مشاعر الشباب والمراهقين ، في ظل غياب برامج اجتماعية و تربوية هادفة ، من الإعلام العربي الذي شكل حقيقة انتكاسة لهؤلاء الشباب . وما نسمعه هنا وهناك في بعض المنابر الإعلامية من حملات منع التدخين ، وان جاءت هذه المبادرة متأخرة ، لكن يبقى دورها مهم في تقريب الصورة الحقيقية لسلبيات التدخين وأثاره الخطيرة على صحة الإنسان .
فالمقاهي ، مع أن بعضها يفتقد إلى المواصفات التي تليق بالمقهى ، إلا أنها أصبحت ثقافة الربح السريع بالنسبة للمستثمرين المحليين ، الذين لا يرغبون في تكليف جيوبهم وأنفسهم عناء المشقة والمصاريف في إنجاز مشاريع اقتصادية وتنموية للمنطقة ، لحفز الشباب على العمل والإنتاج .
فعقلية البورجوازية المحلية ،مركزة على العقار وما يحيط به ،لا أقل ولا أكثر ، ولا حاجة لها في فتح الأفاق للشباب ، مادامت المشاريع السالفة الذكر تذر عليهم أرباحا سريعة و طائلة في نفس الوقت.
أما الجانب الاجتماعي (الغائب )، فغير حاضر قطعا بالمنطقة ، بحيث لا يقدمون أي خدمات اجتماعية ولا يقومون بأي نشاط جمعوي ، يمكن أن يستفيد منه الشباب والأطفال ، كتأسيس مرافق اجتماعية ومراكز تربوية و نوادي رياضية وثقافية.
فمعظم الجمعيات بالمنطقة ، يؤسسها شباب لهم دخل ضعيف وهزيل ، لا يسمح لهم في تطوير عملهم الجمعوي والاجتماعي ، مما جعل هذا القطاع ضعيف ،وهزيل، مقارنة مع بعض المناطق التي أصبحت فيها الجمعيات والتعاونيات احد المحركات الاساسية في تطوير الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
فمعظم الجمعيات بالدريوش ماتت مباشرة بعد تأسيسها ،لغياب الدعم من جهة ، ومن جهة أخرى ، قلة التجربة في هذا الميدان الذي يتطلب الاجتهاد والمثابرة والصبر لتحقيق الغاية المنشودة .
فغياب هذه المرافق ، الاجتماعية من طرف المجتمع المدني التي تشكل اللبنات الأساسية لتأهيل الشباب ثقافيا ورياضيا وصقل مواهبهم ، على الواقع ،لاشك أن مصير بعضهم يكون الانحراف ، ولا شك في ذلك .
والنتيجة ما نعاينه من استفحال ظاهرة السرقة التي أصبح الدريوش ، يشكل مرتع اللصوصية والاعتداءات اليومية على أملاك الغير في واضحة النهار، فحتى القمامات والفضلات ، لم يتركوها وشأنها .
فعدد السرقات التي ترتكب يوميا ، في حق التجار وأصحاب الدكاكين ، أو الراجلين الذين يتعرضون للاعتداءات والتهديدات بالسلاح الأبيض ، دليل قاطع أن الانحراف مطروح ويسير في اتجاه بروز الجريمة المنظمة .
فكم من شاب توقف عن الدراسة و تبخرت أحلامه ، نتيجة إصابته بداء ( سرطان) الانحراف و التعاطي للمخدرات ،وأصبح علة على أسرته بعدما كانت تنظر فيه بطل المستقبل في إنقاذها من برا كيم الفقر وقسوة الزمان ،وعائلا لها في الشيخوخة . ها هو أصبح شخصا - معاقا - ممقوتا ،غير مرغوب فيه من طرف المجتمع .
فالحديث على شباب من هذا الصنف ، حديث طويل لا يمكن اختزاله في مقال أو أكثر، لكن حميتنا وغيرتنا عليه حاولنا تقريب الصورة للآباء ، بغية الحرص على أبنائهم ومراقبتهم ، وحثهم على الدراسة بدل إرسالهم إلى بيع السجائر واقتحام أماكن ومقاهي ، تجعله يحتك بأشخاص ليسوا في سنه وقد تنجموا عنه عواقب خطيرة .
هذه العقلية المريضة والسلوك آلا أبوي أصبح منتشرا لدى بعض الأسر التي تستغل براءة الطفولة في أعمال شاقة ،كما تستغلها بعض الجهات ، دون مراعاة حق الطفل وسنه في الدراسة واللعب ، حتى ينمو بشكل سوي عقلا وسلوكا .
وأمام هذه المعضلة المطروحة في مجتمعنا ، أطلب من الأثرياء المحليين، القيام بمصالحة مع شباب المنطقة ، عبر إنجاز مشاريع اقتصادية حقيقية ، على أرض الواقع ،والاهتمام بالجانب الاجتماعي والإنساني والتربوي للرقي بهذا الشباب نحو مستقبل أفضل .
بقلم سمراي
لاشك أن المتتبع للواقع المعاش بالدريوش ، يستغرب من ظاهرة الانحراف التي أصبحت تنتشر في صفوف الشباب ، وتدب في عقولهم بشكل أصبح يؤرق مضجع الأباء والأمهات ، فحتى الأطفال الذين هم في عمر الزهور لم ينجو من هذه الظاهرة ، من خلال ما نراه ونشاهده في الشارع .
فهذا الانحراف اتخذ بعدا خطيرا ،ومفهوما معقدا ، بحيث لم يقتصر على فئة معينة من الشباب ، واعية كانت أو أمية ، أو على سن محدد ، أو على شريحة معينة ، بل أصبح الكل مهدد ، في ظل وجود أرضية جد مناسبة ، فالمجتمع وفر جميع وسائل الانحراف ، رغبة في الربح السريع والإثراء ولو على حساب هذه الفئة ،أمام انتشار الخمور والسجائر المهربة والمخدرات على شتى الأصناف والأشكال، بشكل فضيع .
ومما زاد الأمر تعقيدا ، كثرة المقاهي ، في كل ركن وزاوية ، بحيث أصبحت تشكل قبلة لهؤلاء ، لما تقدمه من برامج، غالبا ما تكون أفلاما مخلة بالآداب العامة وكليبات فارغة المحتوى ، تدغدغ مشاعر الشباب والمراهقين ، في ظل غياب برامج اجتماعية و تربوية هادفة ، من الإعلام العربي الذي شكل حقيقة انتكاسة لهؤلاء الشباب . وما نسمعه هنا وهناك في بعض المنابر الإعلامية من حملات منع التدخين ، وان جاءت هذه المبادرة متأخرة ، لكن يبقى دورها مهم في تقريب الصورة الحقيقية لسلبيات التدخين وأثاره الخطيرة على صحة الإنسان .
فالمقاهي ، مع أن بعضها يفتقد إلى المواصفات التي تليق بالمقهى ، إلا أنها أصبحت ثقافة الربح السريع بالنسبة للمستثمرين المحليين ، الذين لا يرغبون في تكليف جيوبهم وأنفسهم عناء المشقة والمصاريف في إنجاز مشاريع اقتصادية وتنموية للمنطقة ، لحفز الشباب على العمل والإنتاج .
فعقلية البورجوازية المحلية ،مركزة على العقار وما يحيط به ،لا أقل ولا أكثر ، ولا حاجة لها في فتح الأفاق للشباب ، مادامت المشاريع السالفة الذكر تذر عليهم أرباحا سريعة و طائلة في نفس الوقت.
أما الجانب الاجتماعي (الغائب )، فغير حاضر قطعا بالمنطقة ، بحيث لا يقدمون أي خدمات اجتماعية ولا يقومون بأي نشاط جمعوي ، يمكن أن يستفيد منه الشباب والأطفال ، كتأسيس مرافق اجتماعية ومراكز تربوية و نوادي رياضية وثقافية.
فمعظم الجمعيات بالمنطقة ، يؤسسها شباب لهم دخل ضعيف وهزيل ، لا يسمح لهم في تطوير عملهم الجمعوي والاجتماعي ، مما جعل هذا القطاع ضعيف ،وهزيل، مقارنة مع بعض المناطق التي أصبحت فيها الجمعيات والتعاونيات احد المحركات الاساسية في تطوير الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
فمعظم الجمعيات بالدريوش ماتت مباشرة بعد تأسيسها ،لغياب الدعم من جهة ، ومن جهة أخرى ، قلة التجربة في هذا الميدان الذي يتطلب الاجتهاد والمثابرة والصبر لتحقيق الغاية المنشودة .
فغياب هذه المرافق ، الاجتماعية من طرف المجتمع المدني التي تشكل اللبنات الأساسية لتأهيل الشباب ثقافيا ورياضيا وصقل مواهبهم ، على الواقع ،لاشك أن مصير بعضهم يكون الانحراف ، ولا شك في ذلك .
والنتيجة ما نعاينه من استفحال ظاهرة السرقة التي أصبح الدريوش ، يشكل مرتع اللصوصية والاعتداءات اليومية على أملاك الغير في واضحة النهار، فحتى القمامات والفضلات ، لم يتركوها وشأنها .
فعدد السرقات التي ترتكب يوميا ، في حق التجار وأصحاب الدكاكين ، أو الراجلين الذين يتعرضون للاعتداءات والتهديدات بالسلاح الأبيض ، دليل قاطع أن الانحراف مطروح ويسير في اتجاه بروز الجريمة المنظمة .
فكم من شاب توقف عن الدراسة و تبخرت أحلامه ، نتيجة إصابته بداء ( سرطان) الانحراف و التعاطي للمخدرات ،وأصبح علة على أسرته بعدما كانت تنظر فيه بطل المستقبل في إنقاذها من برا كيم الفقر وقسوة الزمان ،وعائلا لها في الشيخوخة . ها هو أصبح شخصا - معاقا - ممقوتا ،غير مرغوب فيه من طرف المجتمع .
فالحديث على شباب من هذا الصنف ، حديث طويل لا يمكن اختزاله في مقال أو أكثر، لكن حميتنا وغيرتنا عليه حاولنا تقريب الصورة للآباء ، بغية الحرص على أبنائهم ومراقبتهم ، وحثهم على الدراسة بدل إرسالهم إلى بيع السجائر واقتحام أماكن ومقاهي ، تجعله يحتك بأشخاص ليسوا في سنه وقد تنجموا عنه عواقب خطيرة .
هذه العقلية المريضة والسلوك آلا أبوي أصبح منتشرا لدى بعض الأسر التي تستغل براءة الطفولة في أعمال شاقة ،كما تستغلها بعض الجهات ، دون مراعاة حق الطفل وسنه في الدراسة واللعب ، حتى ينمو بشكل سوي عقلا وسلوكا .
وأمام هذه المعضلة المطروحة في مجتمعنا ، أطلب من الأثرياء المحليين، القيام بمصالحة مع شباب المنطقة ، عبر إنجاز مشاريع اقتصادية حقيقية ، على أرض الواقع ،والاهتمام بالجانب الاجتماعي والإنساني والتربوي للرقي بهذا الشباب نحو مستقبل أفضل .