الانتخابات في فنجان
الحملة الانتخابية في هذه الايام تبدو مسلية انها تشبه زوابع الفناجين اي ان الذين يوجدون في قعر الفناجين يحسونها و يكتوون بنارها و الذين خارج الفنجان لا يلقون لها بالا .
الانتخابات في المغرب . منذ ان بدأت و الى اليوم بهرجة تجمع ما بين التسلية و تبذير المال العام و الاحساس بالغبن و الحسرة
و من الغريب ان المغرب اذا قرر يوما ان يخرج من واحة الديموقراطية و يلغي الانتخابات
بكل اشكالها فلن يحدث شيئ على الاطلاق بل على العكس من ذلك تماما سيتم توفير الكثير من المال و الجهد لانشاء المدارس و المرافق العمومية و توفير مناصب الشغل ... واشياء كثيرة .
التقديرات تقول ان مصاريف الانتخابات في المغرب تقارب 60 مليار و هذا المبلغ معناه
تغيير حياة الملايين من الناس و اخراج الكثير من ظلمات الفقر المطلق الى نور الحياة الكريمة . لكن يبدو ان البهرجة الانتخابية مفيدة من اجل تلميع صورة البلد في الخارج
واظهاره كبلد ديموقراطي بينما نحن الذين نعيش في هذا البلد نعرف بالفعل معنى الديموقراطية
المغربية لاننا نكتوي بنارها يومــــــــيا .
في مختلف المدن المغربية و الدريوش هناك مشاهد صادمة و لحملة انتخابية تثير التقزز واحيانا تثير الضحك .
اغلب المرشحين استعانوا في قوائمهم الانتخابية بالعاطلين مقابل مبالغ مالية بخسة .
واخرون استغلوا الاطفال و البسوهم شعاراتهم و جابو بهم مختلف شوارع الجماعة
مقابل حفنة من الدراهم و وعود كاذبة .
هناك لوائح انتخابية يوجد فيها اشخاص يبيعون المخدرات و اصحاب سوابق .
لذلك فان كثيرا من الاحزاب عمدت الى اظهار بضعة وجوه فقط لمرشحيها الرئيسيين
و اخفت الاخرين .سيكون مفجعا ان ترى صورة مرشح يطلب منك التصويت عليه
وانت تجده كل مساء يبيع الكحول و الحشيش و المخدرات او يتعاطاها .
ولو كان المغرب بالفعل دولة قانون لتم وضع ازيد من 90مئة من المرشحين الحاليين و السابقين في الســـجـــن انهم سبب رئيسي لمظاهر البؤس و استفحال الجريمة و الانحراف
لكن الحفلة الكبرى ستبدا بعد الانتخابات اي خلال تشكيل مكاتب الجماعات و في هذه
الحفلة يبدا المرشحون الصغار في استرجاع اموالهم التي انفقواها المرشحون
وبذلك تتحول الاديموقراطية الى ســـــــوبــــــر مـــارشــــي كبير تروج فيه الاموال الحلال و الحرام .
اما السؤال الكبير الذي تطرحه مثل هذه الانتخابات المضحكة فهو :
يمكن ان يتطور يوما و يصبح مثل باقي الشعوب المتقدمة بالعالم ؟
الحقيقة اني لا ادري متى ... بل احس بتشاؤم كبير .
جريدة المساء
عبد الله الدامون[/size]
عدل سابقا من قبل بقالي ياسين في الخميس يونيو 11, 2009 10:02 am عدل 2 مرات