إرشاء الإعلام قبل شراء الأصوات
المقبلون على خوض الإنتخابات المحلية المزمع إجراؤها في 12يونيو الجاري شرعوا في شراء الذمم وحصد الدعم من أجل كسب المعركة الإنتخابية حيث عمد هؤلاء في شراء مدراء الجرائد والمسؤولين على المواقع الإلكترونية إذ تنشر لهم الإعلانات المرفوقة ببرامجهم الإنتخابية عبر هذه الوسائل الإعلامية وقد لاحظ القارء عودة العديد من الجرائد إلى الصدور بعدما غابت هذه الجرائد لفترة طويلة وسبب الظهور في هذه الأيام معروف وواضح... وأما المواقع الإلكترونية فقد فسحت المجال للإعلانات المتعلقة بالإنتخابات وهكذا يعاين القارء الوجوه المرشحة بارزة عبر هذه المواقع وهذا العمل يعد شراء لهذه الوسائل الإعلامية بمعنى أن أول ما يشتريه المرشح المستعمل للمال هي وسائل الإعلام التي تزعم الموضوعية والإستقلالية وتكتب عن أولائك الذين يستعملون المال للفوز في الإنتخابات وهذا نفاق واضح وكذب بين وكيف يمكن وصف نشر إعلانات المرشحين من قبل هذه المطبوعات والمواقع ؟طبعالا أحد يمكن أن يقنعنا بأن هذا العمل يندرج في خانةالإشهار ويدخل ضمن العمل الصحافي لكن أي إشهار ؟ لقد بات من المعروف على العديد ممن يزعمون ممارسة العمل الإعلامي الجاد الظهور بقوة في الفترة التي تسبق الإنتخابات بغية ممارسة الإسترزاق الصحافي وهذا العمل الدنيئ أصبح شائعا بشكل كبير حتى ان الصحافي النزيه لم يعد له مكان وسط هؤلاء المسترزقون الذين يوهمون القراء بانتقاد المسؤولين وفضح تصرفاتهم بيد أنهم أول من يقبض المال في الإنتخابات ويشتريهم هؤلاء المسؤولون وكأنهم يشترون الخرفان وهذا ما يشير إلى أن اللعبة الإنتخابية هي فرصة لتبادل المصالح وتحقيق الرغبات وكسب المال ولو بطرق غير مشروعة ...