وعلى ما يبدو أضحت هذه التصرفات قريبة إلى أن تكون عادة -يمتاز-بها الجمهور الدريوشي الذي غير التعامل بالروح الرياضية والتسامح التي انبنت عليها جميع الألعاب الرياضية إلى التعامل بالعنف ولا شيئ غير العنف.
وقد كان من غير الغريب أن تحدث مثل هذه التصرفات وتأتي من قبل جمهور بلدة الدريوش،كوننا أصبحنا شبه متعودين عليها وما هي إلى امتداد للعنف الذي مارسه الجمهور الدريوشي طيلة الأيام والسنوات الأخيرة.ففي حفل قبل أيام فقط في دار الشباب بهذه البلدة وعلى إثر سبب تافه لم يجد له منظموا الحفل حلا قام عدد من المراهقين برشق الدار بالحجارة وتم كسر الباب الرئيسي وعدد من النوافذ.دون أي سبب وجيه قد يدعوا إلى ذلك،وفي مباراة الشباب الدريوشي الماضية مع فريق أزغنغان حدثت تقريبا نفس الأحداث،حيث تطرقت إليها عدد من الصحف الوطنية والمحلية،وأيضا تقع هذه الأحداث في جل مباراة الفريق الدريوشي الثاني-إتحاد الدريوش-وخاصة إذا كانت مباراة هذا الأخير تجمعه مع فريق ميضاري.وحتى في ثانوية الأمل بميضار كان التلامذة الدريوشيون هم السباقين إلى العنف والداعين إليه على الدوام!.
كل هذه الأحداث قد نجد لها مبررات منها استفزازات الجمهور أو ما شابه رغم أن الفرد الذي يتخاصم مع العديد من الاشخاص يكون من البديهي أن يأتي الخطأ منه فقط وتحمل المسؤولية له بمفرده،ولو كان الجمهور الدريوشي يتشاجر على سبيل المثال مع جمهور واحد لكان من الممكن أن نحمل المسؤولية لكلا الفريقين.لكن أن تكون هذه الخصومات بأعداد مهولة وفي أغلبية المباريات تقريبا،فهذا أمر يدعوا إلى النظر مليا،وما يدعوا للنظر أكثر أن يقوم هذا الجمهور بالإعتداء على فريق جار بالرفس والضرب والرشق،فريق كان من الواجب أن نصفق له وننحني له إجلالا لصعوده إلى مباراة السد.لكن الجمهور كان له رأي آخر.
لا أعرف لم يحدث العنف في غالبية مباريات الجمهور الدريوشي.يمكن أن يوجد خلل لدى هؤلاء؟وما السبب أصلا في هذا العنف غير المبرر؟هل صعود رجاء الحسيمة إلى مباراة السد كان السبب في ذلك؟هو الحسد إذن؟كيف بنا أن نحسد فريقا جارا ساعدنا في الفيضانات الأخيرة بكل ما استطاع إليه سبيلا-كما قال أحد الإخوة-؟وكيف آن لنا أن نكافأه بهذه المعاملة التي لا تمت للأخلاق بصلة؟
أسئلة كثيرة تطرح على هذا الإعتداء المشؤوم،لكن لا إجابة تشفي الغليل.فريق حسيمي،جار،لعب بكل ما اقتدر عليه من أجل الفوز وتأتى له ذلك.ثم أراد أن يبدأ إحتفاله في أرض ريفية،يتحدث أناسها نفس اللغة،ثقافة واحدة،روابط عائلية،تجارية.فلماذا هذا الإعتداء الدنيئ إذن؟.
هناك من يحاول أن يوهمنا بأن الجمهور الذي قام بهذه الفعلة ليس من الدريوش،وإنما جاء أفراده من كل فج عميق ليشاركوا وليشجعوا الفريق الدريوشي!أي مبرر هذا؟.
لم أشاهد قط لا في ميضار ولا في تفرسيت ولا في ابن الطيب من يهتم كل هذا الإهتمام الذي يدعيه أصحاب هذا المبرر بالفريق الدريوشي.ولم أشاهد أي واحد من هذه القبائل يغدوا إلى الدريوش من أجل متابعة ومساندة مباراة فريقه الذي يلعب في القسم الأول هواة.وعلى ماذا يساندونه،فالمباراة الأخيرة لم تكن للتأهل ولا للنزول،كون أن هذا الأخير تخطاه في مباراته السابقة.
لا يا إخواني،هذه كارثة منبعها الدريوش،كارثة محلية،وعلينا أن نحمل المسؤولية لأنفسنا للوقوف على عدم حدوث مثل هذه الأحداث في ما يأتي من الأيام،ولو بقينا نحمل المسؤولية لغيرنا لن يحدث أي تحسن ولن نستدرك الخطأ،علينا محاربة هذه الظاهرة بكل حزم وقوة ولكي يقدرنا الآخر في مدينته علينا أن نقدره نحن أيضا في بلدتنا.
وأعتقد أنه إذا كان عدد المعتدين على هذا الفريق 300 كما قيل فمن المأكد أنهم منتشرين في كل أرجاء هذه القبيلة،ودون شك منهم من يلج هذا المنبر.فليتفضل معتد واحد ليوضح لنا على الأقل سببا وحيد لإقدامه على ذلك!لأنني للآن لا أعرف سبب هذا الإعتداء وأتمنى أن أعرف!.
عبد الكريم محمد