اللي حرث اجمل دكو

عساوي سفيان

بمجرد جلوسي أمام حاسوبي لتصفح جديد ريفنا الحبيب وذلك عبر الإبحار على جل المواقع الإليكترونية التي تهتم بشؤون الريف,كعادتي لا يمكن لي أن أتصفح هذه المواقع دون أن أتصفح منبري المفضل الذي يزخر بمواهب دفينة ناذرا ما نصادف أمثالهم ,طبعا ماأثار انتباهي ليس هؤلاء المراسلين الذين ينشطون في هذا الموقع الشامل حيث يصنف حسب تقديري المتواضع من بين أحسن المنتديات بالريف وينافس أعتد المواقع,دون الإطالة عليك أخي القارئ فبمجرد أن قرأت خبر الزميل المقتدر سعيد أدرغال باعتباره القدوة والحافز الذي شجعني وشجع العديد من هواة الكتابة والمراسلة باعتباره قيدوم المراسلين بالمنطقة .

وأنا أتمعن في سطور الزميل سعيد أدرغال حول الأحداث اللارياضية والتي لا تمت بصلة للجمهور الدريوشي دون شك أن أحداث الشغب التي وقعت اليوم كانت مفبركة في الكواليس من قبل شرذمة لا علاقة لها بكرة القدم ولا حتى بملعب المسيرة بالدريوش,وبعد تعمق كبير في سطور الزميل سعيد بدأ قلبي بالخفقان وتأسفت كثيرا,وروادتني أسئلة عديدة فرضت نفسها ,لا سيما وان مبارة شباب الدريوش ورجاء الحسيمة عرفت بداية أخوية صفق لها من أتى إلى الملعب من أجل الإستمتاع بالمبارة ولا تهمه النتيجة بقدر ما تهمه الفرجة والأداء وحسن السلوك داخل الميدان ,بغض النضر عن من يقصدون الملعب من أجل الفتنة وزرع البلبلة في المدرجات وتحويل مسار مبارة كرة القدم إلى مبارة الملاكمة ,كما ذكرت سالفا المبارة انطلقت في أجواء حميمية سادها الود والوئام وذلك ماتتبعته بأم عيني ولكنني أرغمت على الانسحاب بسبب رداءة الطقس وذلك بعد خمسة دقائق من انطلاق المبارة,وانبهرت واستغربت بمجرد قراءة خبر اعتداء الجمهور على فريق الرجاء وكأن الجمهور أحس بالبرودة خاصة بعد سقوط زخات مطر خفيفة ولم يجد وسيلة لتدفئة عضامه سوى توجيه لكمات وركلات للفريق الضيف وأسفاه على الجمهور الدريوشي الذي عودنا على مساندة وتشجيع فريقه منذ بداية البطولة إلى نهايتها. أهذا هو الجمهور الذي ساهم بنسبة كبيرة في بقاء فريقه ضمن القسم الأول هواة؟لا وألف لا لم نعتاد على جمهورنا مثل هذه السلوكات الغريبة واللا أخلاقية أقولها وأتحمل مسؤوليتي على كلامي هذا,خاصة وأن الفريق الحسيمي إخواننا تجمعنا عادات وتقاليد ولسان واحد.

لا شك أن التاريخ سيسجلها وبدون رحمة ويكتبها بحبر الدناءة والإحتقار ويذكر بها خلفنا ويخبرهم أنه كان في زمن ما اناس طغت عليهم النزعة القبلية وغطت وجوههم السوداء بسوء أعمالهم,لا محالة فهذا الخلف سيرمي بهذا الخبر في مزبلة التاريخ ولن يتركه في أرشيف أجدادنا الشرفاء المناضلين الذين أخرجو المستعمر من أرضنا وجلبوا لنا حريتنا وكرامتنا على حساب دمائهم وأرواحهم,أجدادنا الكرماء على ذكر الكرم فيبدوا أنه غاب عن قلوبنا اليوم وتبع أجدادنا بدون رجعة.

أكاد أنكر هويتي وثقافتي التي اكتسبتها في مدينتي الهادئة والمحبوبة كوني ترعرعت فيها منذ أن فتحت عيناي لأول مرة ,ولكن أعلم علم اليقين أن ضميري اليقيض لا ولن يسمح لي بنكران هويتي لأنني في أمس الحاجة لهذه الثقافة والهوية وهي كذلك لا تسطتيع نكراني,إلى حد كتابتي هذه السطور لم أصدق أن من كان وراء هذه الممارسات الدنيئة هو جمهور الدريوش الأحرار والشرفاء ويجب الحذر ثم الحذر وزجر كل من يحاول الإساءة لصورة جمهور الدريوش وكذا رياضة الدريوش التي تزخر بتاريخ عتيد .

لا ياجمهورنا الكريم ...لا لمثل هذه السلوكات التي لا تعبر عن شيء ,وإن عبرت فإنها تعبر عن اللاوعي والجهل الذي مللناه وكرهناه لأنه لزمنا سنين طوال ورغم المجهودات الجبارة لبعض الإخوان بالمنطقة وأإمتنا الكرام في خطيهم ومواعضهم المستمرة إلا أن النتيجة لم تتغير ,إلى متى سنبقى على هذه الحالة المزرية التي تجرنا بأذيالها إلى مستنقع حثالة الأمم ,"اللي حرث اجمل دكو".........!!!.