بقلم فكري ولد علي
Fikri_press@hotmail.fr
على بعد بضع أسابيع من الاستحقاقات الانتخابية ل يونيو 2009 المقبل، بدأت تلوح بالأفق ملامح المرشحين ووكلاء اللوائح لهذه الاستحقاقات لتمثيل السكان في الانتخابات المحلية لتسيير الشأن المحلي، ملامح لا تعدو أن تكون أطيافا لطالما مرت بجوانب أحيائنا و حوماتنا أجسام تحمل رؤوسا لوجوه مألوفة و تلقب بأسماء صرنا نعرفها من كثرة تكرارها السقيم في المشهد السياسي بسلبية مطلقة ... ليبقى نصيب الجهة الريفية معها ومسالة الشأن المحلي مجرد كلمات من هوى وجدان المرشحين وسماسرتهم الدين ينطقون عن الهوى و لا يدركون من السياسة و الديمقراطية سوى الكلمات الرنانة التي حفضوها عن ظهر قلب .
بكل صراحة يمكن الجزم أن الأسماء التي طفت على الساحة لا تعكس مستوى ساكنة الجهة لا ثقافيا ولا سياسيا و لا سوسيو اجتماعيا ، فجل المرشحين ألقت بهم أمواج الجهل والأمية على شواطئ الشأن المحلي بمنطقتنا ، بمساعدة الأرصدة المالية غير المشروعة دفعت بهم في غياهب السياسة أمام عجز و فقر السكان ، فمنهم من لا يستطيع كتابة اسمه حتى ، ومنهم من عمر طويلا في الجماعات دون حسنة تذكر له , اللهم الدعوات التي يجنيها من تلك الأرامل و العجزة و المستضعفين الدين هضمت حقوقهم و سلبت ، ومنهم من سقط سهوا على السياسة بعدما لفظته قطاعات أخرى ...او ربما هي الحاجة التي جعلتهم يمتطون قطار المجالس لقضاء مصالهم و تيسير قوافله المتوقفة.
طبعا الإشكال المطروح لم يعد يخص أسماء المرشحين، بقدر ما بات يهم الأحزاب كافة التي بدورها ضربت بالمبادئ عرض الحائط , مقابل الظفر بمقاعد قد تزيد لها قيمة ايضافية للوصول إلى تسيير الشأن المحلي وتحقيق أكبر عدد من كراسي الجماعات، وعوض أن ينصرف بعض الزعماء للتقاعد وفسح المجال أمام الشباب والأطر القادرة على مواكبة مضمار مغرب العهد الجديد الدي يسير بسرعة ، لا زالوا يكرسون عبر التزكيات التي تشوبها عدة شبهات نفس الوجوه التي شاخت في السياسة و باتت مفلسة سياسيا .
لا غرابة إذن أن يظفر أمي أو جاهل بتزكية حزب دون أن ينالها الوزير، ولا عجب أن نجد أطر الأحزاب متذمرة عاجزة عن فعل أي شيء، وكأن قدرها أن تدير أو تشارك في حملات انتخابية دون أن يكون لها حظ خوض التجربة في يوم من الأيام كوكلاء لوائح.
المطلوب في تسيير الشأن المحلي بجهة الريف اليوم أن يكون من خلال برلمانيين يحملون هم الجهة على عاتقهم ومستشارون جماعيون يشاركون في دفع عجلة التنمية الاقتصادية حتى لا تتكرر أخطاء الماضي و تجتر هفواته ، ويبقى المفروض في قيادات الأحزاب أن تجدد دمها، وتطور أداءها، رغم الأمية المرتفعة، ورغم أن الديمقراطية تقتضي أن يتم تمثيل هذه الفئة، لكن ماذا عساها تفعل لنفسها وهي لا تمتلك أدوات الحوار والتمثيلية الفعالة و البناءة ؟
لقد حان الوقت أن يحال على التقاعد كل من أعلنوا إفلاسهم السياسي ، فمغرب الملك محمد السادس ، هو مغرب الشباب و الحداثة و لا مكان لمن استنزفوا البلد لسنوات و استغلوا خيراتها و تركوا الشعب على الرصيف ، لأن اللعبة السياسية لا تخلوا من اكراهات اجتماعية و اقتصادية و ثقافية و جيو سترايجية و نهج سلوك جديد من شأنه ان يغير و جه المغرب و يبعث الأمل أمام العازفين على التصويت .
إن جهة الريف ستكون أفضل بفعاليات شابة و مسؤلة و كفأة متمرسة و متطلعة للأمام ، ولن تكون على دربها الصحيح مع استمرار تكريس نفس الوجوه والأسماء التي لم تقم سوى بحفظ امتيازاتها ومصالحها، ولم تتخلص من سلوك البيع والشراء في الذمم ودخول سوق السمسرة الانتخابية.
لقد حان الوقت ليقوم المواطن بدوره، وبعد ما بدأت مؤسسات الدولة تستعيد ثقة المواطن، ما على الأحزاب سوى أن تتحرك في نفس الاتجاه للتأطير واستعادة ثقة الشباب في هيئاتها التي هرمت دون أن تتجدد. وما على المواطن الا ان يتجرأ على خلق القطيعة مع الماضي و التوجه بايجابية نحو المستقبل بمشاركة فعالة و رؤية موضوعية و طاقة كبيرة تهدف التغيير و الإصلاح وليست كل الأعمال بالنيات...لكن إن عزمت فتوكل .
