28-04-2009
فيلم فظيع علي الانترنت سبب الكثير من ا لحرج للأسرة الحاكمة في دولة الإمارات العربية المتحدة. نري علي الفيلم كيف أن رجلا يتعرض للتعذيب بصورة وحشية بواسطة شقيق ولي العهد. صار الفيلم حديث الساعة وسط الملايين من المغتربين في ابوظبي ودبي، في الوقت الذي لم تجرؤ فيه وسائل الإعلام المحلية علي التطرق للموضوع.
يعود تاريخ اللقطات الفظيعة إلي العام 2005 حيث صور الفيديو في احدي المزارع في ضواحي العاصمة أبو ظبي. نري رجلا أفغانيا مقيد اليدين والقدمين يتعرض للتعذيب وهو ملقي علي الرمال بواسطة الشيخ عيسي بن زايد آل نهيان، والشيخ عيسى هو واحد من اثنين وعشرين شيخا يمثلون الأسرة الحاكمة في الإمارات.
سرقة قمح
الرجل الأفغاني الذي تعرض للتعذيب متهم بسرقة حمولة من القمح، حسب ما يقول الشيخ الثري. تبلغ قيمة القمح المسروق 5000 دولار. ما نراه في الفيلم المعروض علي موقع يوتيوب، هو مجرد لقطات منتقاة من جلسة تعذيب طويلة استمرت زهاء ثلاث أرباع الساعة. علي ضوء مصابيح سيارته المرسيدس الجيب، نري الشيخ يضغط وجه الرجل الأفغاني في الرمال، بيده الأخرى يحاول الشيخ دفع الرجل للاختناق وذلك بحشو فمه بالتراب وهو يصيح به " ايها الكلب القذر، يا لك من نذل" ليقوم من ثم بافراغ خزانة سلاحه الاتوماتيكيي في الأرض حول الرجل الذي لا حول له ولا قوة.
يواصل الشيخ تعذيب الرجل وذر الملح علي جراحه، كما تم اغتصاب الأفغاني وذلك بإدخال عصا الصعقات الكهربائية في مؤخرته، ليفقد الرجل وعيه في النهاية.
ينتهي مشهد التعذيب في الفيلم بدهس الشيخ للرجل الأفغاني بسيارته المرسيدس حيث نسمع صوت تسكر عظام رجليه.
ما يثير الصدمة في واقعة التعذيب هذه هو حصول الشيخ علي مساعدة من رجل شرطة بملابسه الرسمية، حيث يقوم الشرطي بضغط الرجل الأفغاني علي الأرض بصورة تشل حركته حتى يتمكن الشيخ من ممارسة التعذيب دون أي مقاومة من الرجل.
فيديو التعذيب ونحذر القراء من المشاهد المفظيعة https://www.youtube.com/watch?v=NS2s4XqccmM
خلاف تجاري
شريك أعمال سابق للشيخ عيسي تولي إيصال هذا الفيديو لمحطة التلفزيون الأمريكية إن بي سي.حصل شريك الأعمال هذا علي الفيلم من أخيه الذي كان حاضرا للتعذيب والذي أوكلت إليه مهمة تصوير المشهد من قبل الشيخ. تمكن شريك الشيخ عيسي وبصعوبة من تهريب الفيلم، وذلك عقب خلاف تجاري له مع الشيخ عيسي بن زايد . تعرض هذا الشريك أيضا للتعذيب من قبل الشرطة الإماراتية حين رفض تسليم شريط الفيديو الذي بحوزته.
استخدم رجل الأعمال هذا الفيلم لرفع دعوى ضد الشيخ عيسي بن زايد في الولايات المتحدة الأمريكية. بثت محطة أن بي سي التلفزيونية الأمريكية لقطات من الفيديو في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، كما وضع الفيلم علي موقع يوتيوب علي الانترنت الأمر الذي سبب عاصفة من ردود الفعل في أمريكا والأمارات علي حد سواء.
تقول احدي العاملات في منظمة هيومان رايتس ووتش:
" ارتكبوا فعلتهم هذه تحت حماية القانون وباسمه وهم يمثلون الحكومة،إذا لم تقم الحكومة بالتحري في الأمر ومحاكمة هؤلاء الضباط ومن يصدر إليهم الأوامر لتتركهم يواصلون مثل هذا السلوك فأن الدولة هي المسئولة عن مثل هذا التعذيب".
صمت وسائل الاعلام
عيسي هو شقيق للشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد إمارة ابوظبي، وأخ غير شقيق للشيخ منصور بن زايد أل نهيان أحد الشخصيات الرئيسية في حكومة الأمارات. وسائل الإعلام التي تقع تحت السلطة المباشرة للأسرة الحاكمة، منعت من التطرق للواقعة. لا شك أن المواطن العادي في الإمارات قد علم بواقعة التعذيب هذه ، ولكن ردود الفعل لا زالت غير واضحة. المغتربون في الأمارات أعربوا عن صدمتهم جراء مشاهدة وقائع التعذيب هذه. شرعت الشرطة في التحري حول المسألة، إلا أن التحقيق قد توقف بعد فترة قصيرة من بدايته. حيث تقول وزارة الداخلية أن كل الإجراءات والقوانين قد تم إتباعها بدقة.
تقول موظفة هيومان رايتس ووتش
" إذا كانت هذه هي إجابتهم النهائية والكاملة، فيا للعار ويا للفضيحة"
ولكن الشرطة تقول أن الموضع قد سوي فالرجل الذي تعرض للتعذيب، والذي بقي بمعجزة علي قيد الحياة ، أعلن بحسب ما تقول الشرطة عن عدم نيته في فتح بلاغ جنائي. وأن الموضوع سيسوى بالتراضي بين الشيخ وضحيته الأفغاني علي حد قول الشرطة الإماراتية.
تبرأت الأسرة الحاكمة من فعلة الشيخ عيسي بن زايد ال نهيان، إلا أنه ما يزال طليقا ولم تتخذ ضده إجراءات بتهمة ممارسة التعذيب.