الدريوش ريف:عبد الكريم محمد
في كثير من الأحيان تستطيع الصدفة فعل كل شيئ وأي شيئ أكثر من أي قوة أخرى،هذا ما عشته أمس من خلال حدث طريف أحببت أن تشاركوني وقائعه،فبعد عودتي إلى داري في وقت كانت فيه الساعة تشير إلى ما بعد الحادية عشر ليلا كما هي العادة التي أحاول جاهدا التخلص منها..وأنا أفتح باب داري وجدت أخي الصغير يقرأ بضع كلمات من كتاب منضو في مقرره الدراسي،كلمات وجمل ارتسمت في ذهتي لمدة ليست بالقصيرة ولا بالطويلة،جمل من قبيل:"إن لكل وقت ملابس تناسبه"!!.
لما كنا صغارا لم نكن نستصيغ فهم مثل هذه العبارات المنافية للواقع الريفي،خاصة لدى الأسر المتوسطة،حيث كنا نهرول نحو المنزل بعد خروجنا من المدرسة ونرمي بمحفظاتنا جهة اليمين وبما ملكت أيدينا جهة الشمال وبقميصنا المدرسي الشبيه بقميص "عبد الواحد الميكانيكي" جهة أخرى حتى يصعب جمع كل هذه الأشياء عند حلول صباح اليوم الموالي،كانت أياما حلوة بالرغم من مرور 17 عاما فقط عندما كنت أتابع تعليمي في القسم الأول الإبتدائي،في الليل كنا ننام بالسراويل نفسها التي نغدوا بها إلى الفصل ونفسها التي نلعب بها لعبة "الواتشي" وغيرها..
هكذا كانت أيامنا الطفولية ورغم ذلك كنا جد متفوقين في دراستنا..
وقبل أن أغوص في استرجاع الذكريات التي لم يمر عليها زمن يستحق مني العودة إلى خباياها إنجررت نحو أخي الصغير لأعرف وأتيقن من مصدر الجمل التي تلاها ولأمحو الفضول الذي ينازعني فأخذت منه الكتاب الذي كان يطالع فيه إذ بي أجده كتابا للمقرر الدراسي الأول إبتدائي وقرأت النص كاملا آملا في أن أتوصل إلى شيئ ما،شيئ يشفي هذا الغليل الذي يعايشني،غليل الحنين إلى الماضي القريب،غليل يوصلني في بعض الأوقات إلى تمني البقاء كما كنت في صغري،ورجاء العودة إلى تلك الأيام الطفولية الخوالي،والغوص في الطفولة الأبدية وإحيائها دون ملل ولا كلل،بلا كبر ولا شيب!!.
لا أوافق طبعا قائل أن:"الرجل يضل طفلا ما دامت أمه حية ترزق،وإن ماتت شاخ فجأة"،لأن الطفل بعد أن يصير رجلا وبعد أن تسير السنوات والعقود بالأم نحو الكبر العتي تصبح المعادلة مقلوبة،فيصبح الإبن هو الذي يخدم الأم وليس العكس كما كان في السابق وتصبح قوة الأم تحيى وتستمر من قوة الإبن وخدمته لها،وليس العكس كما كان قبل عقدين أو ثلاثة أو أربع...
النص الذي وجدت أخي الصغير يقرأ منه تلك الكلمات الرنانة،يدعوا أطفال(...)لا أعرف أطفال أي دولة بالضبط!ربما أطفال فرانسا رغم أن المقرر مخصص للتعليم الإبتدائي المغربي..يدعوهم إلى تخصيص ملابس معينة لكل مناسبة ووقت،يدعوهم إلى إرتداء لباس للنوم وآخر للمدرسة وآخر للخروج العادي وآخر للإستعمال المنزلي وآخر للحمام..إلخ...
حقيقة عندما أكملت النص الإبتدائي غدت بي مخيلتي إلى حد الشك وخبث وجهالة وزراة التربية الوطنية وأفراد الحكومة أجمعين بعيش الفئة الساحقة من من الشعب المغربي وأحسست احساسا قريب إلى اليقين_كما أسلفت الذكر_أن الكتاب المعني يصدر لتلاميذ يتابعون تعليمهم في بلد أوربي متقدم وليس لتلاميذ في بلد يحتل مرتبة جد متأخرة في -منظمة- دول العالم الثالث...
وليس غريبا إذا قلنا بأن السيد اخشيشن ربما يوجه كتابه ذاك إلى أبنائه وأبناء عباس الفاسي وأبناء ما يقرب لهؤلاء.وربما لا يعلم سعادته_اخشيشن_أن70 في المئة من التلاميذ الذين وجه إليهم كتابه -الفرنسي-أبائهم بالكاد يوفرون المأكل والمشرب لفلذات أكبادهم،فكيف بهم يخصصون لهم هذه الأنواع والأشكال العديدة من الملابس...
لقد صدق من قال:"لن ينعم بلد بالديموقراطية الحقة حتى يكون اللوبي الحاكم من عامة الشعب"،إذ كيف نبغي من وزير تلقى تكوينه بين جنبات الأحياء والجامعات اللاتينية وعاش حياة ملئها الرفاهية والتبذير المسرف أن يضع مقررا دراسيا موال ومنسجم مع الواقع المغربي المعاش؟.
كيف نبغي من حكومة "فرنسية" تفضل أن تكون ذيل أسد على أن تكون رأس فأر بأن تنافي وتعارض ما تكونت من أجله؟ولن نستغرب من الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الناصري حين قال أن المغرب لن يتأثر من الأزمة العالمية التي أتت على الأخضر واليابس منذ شهور تعد على رؤوس أصابع اليد الواحدة..!!
الثاني أقدم على هذا التصريح بكل جرأة ووقاحة لأنه ببساطة كما زميله الأول،بمعنى أنه لا يخص بقوله الشعب والبلاد وإنما يتحدث عن نفسه هو،وقد يكون صادقا لأن حسابات الوزراء البنكية تزيد ولا تنقص كما هو الشئن للبسطاء،سواء في زمن الأزمة العلمية أو غيرها..
فإلى متى يا ترى سيضل الوضع على ما هو عليه؟وإلى أي أمد ستطغى أفواه المستهزئين والإنتهازيين على أفواه الغيورين على هذا البلد التعيس؟والسؤال الأهم:هل ستتغير عقلية الرعية؟لأنها الأهم في هذه المعادلة!!.
"والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
سلسلة سوق راسي:
إني أتسائل يا سادة...ما الفرق بين الدريوش وميضار؟
ثلاثة أيام في معتقل الكوميسارية(1-6)
إلى متى سيضل المواطن في دار غفلون؟؟
ثلاثة أيام في معتقل الكوميسارية(2-6)
إلى متى سيضل المواطن في دار غفلون؟؟
ثلاثة أيام في معتقل الكوميسارية(2-6)
والله إلى نْدَمْتْ
يوم مع دكتور متخصص في قضايا الإرهاب
دولة البطاقات البيومترية..!!
مسيرة الكرامة وما بعدها مجرد جعجعة بدون طحين
دولة البطاقات البيومترية..!!
مسيرة الكرامة وما بعدها مجرد جعجعة بدون طحين
مخزن يقمعنا وتلفزة تضحك على ذقوننا
هل صحيح ان كلمة المغاربة لن تتوحد؟؟
وداعا يا صديقاي