في البداية،ليس لأحد الحق في ان يثني غيره عن الكتابة عن مكان ما،أو على شخصية ما،لأعتبارها شخصية تخصه هو،وتمثله هو.فالوطن ملك للكل وليس لأحد دون آخر،والمرء بسبب التسلط المخزني أضحى لا يملك إلا من عتبة داره"ولهيه"،بل وحتى داره قد تأخذ منه طوعا إذا رغب "السي المخزن"في ذلك،تحت ذرائع جمة،من بينها نزع الملكية من اجل المصلحة العامة إلخ...
سبقت الكلمات لكي أتحدث بعض الشيئ عن شخصية معروفة،شخص لا طالما ضرب به المثل في الريف،شخص قد ينطبق عليها المثل الدارج"قد فمو قد ذراعو".غير أن ذراعه قد يستعملها فيما طاب وفيما لا يطيب،شخص ينوب عنا في برلمان"الكرطون" عن منطقة الريف الأوسط رغم وصوله إلى سن ال95.
هذا النائب البرلماني يدعى"محمد البوكيلي"،ولست أدري حقا فيما أن ما يروى عنه صحيحا أم إشاعات "وبس"،حول أنه من كبار أثرياء"البلد"ومن ممولي الجيش المغربي،وفي الآن نفسه أستغرب من أحقية هذا القول،وأتساءل مع نفسي:"واش بصح هاد الشي؟!"
هذا كلام وارد ولا زالا يروى على ألسنة الجميع،ففي الوقت الذي تعيش فيه أغلبية بلدته في وضعة مأساوية يكتفي السي"النائب"بتوفير المأكل والمشرب للجيش،عملا بمقولة"زيد العلف فالظهر المعلوف".
إن الرواية السالفة الذكر إذا كانت صحيحة يمكننا بكل بساطة توديع المغرب ووضعه في صف مجموعة الدول القبائلية البدائية،لا من بين الدول السيادية.
وفي الصدد نفسه أعتقد أنه إذا قمنا باستطلاع للآراء في منطقة الريف الأوسط وفي الدريوش خاصة على نسبة علاقة الود التي تربط سكان هذه المنطقة ونائبهم البرلماني.فستكون النسبة قريبة إلى الصفر إذا لم تكن الصفر نفسه..!
إذن،فالأغلبية الساحقة تكره سعادة النائب وغالبا ما يستحضر هذا الكره بسبب قضية"القشلة"وقضية "البوط الإستهزائية" إلخ...
والسؤال الذي سيتبادر في عقل كل منا هو:"علاش السيد منبوذ فمنطاقتو وفجماعتو ومع ذلك يفوز فالإنتخابات كل مرة؟.
الجزء الأهم من هذا السؤال تجيب عليه الفقرة الأولى من هذه المقالة،اي "المال" والجزء الآخر هو الجهل والأمية.ليس جهل السيد"النائب" الذي لم يلج مدرسة قط أقصد،فقد أيان هذا الأخير عن ذكائه الفطري،وإنما أقصد "جهل الساكنة".وهذه هي العبارة التي لم يوافقني عليها بعض الإخوة في موضوع "الازبال المنتشرة في الدريوش".واعتبروا أن كلمة "جهلة"تسيئ بشكل واضح إلى ساكنة الدريوش ولا أدري حقا ما هي الكلمة التي يريد مني هؤلاء الإخوة أن أستعملها لتعويض الكلمة "المسيئة".كما أنني لا أدري لما لم يضع هؤلاء الكلمة الأنسب لوصف "الجهلة"غير هذه الكلمة نفسها.
إن هذه الكلمة يمكن أن نستنبط منها عدة شقوق،فالجاهل لا يعني بالضرورة أن يكون جاهلا في كل شيئ لكي يوصف بالجاهل،بل يكفي أن يكون جاهلا لأمر واحد حتى "يربح" هذه الكلمة المحرجة عن استحقاق وجدارة.وأنا"مع التأسف على هذا الضمير الأناني"وضعت كلمة"جهل السكان"في الموضوع السالف الذكر لأنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء أن يلقوا بأزبالهم أمام منازلهم،وفي صناديق مخصصة لذلك وإذا لم تكن هذه الصناديق متوفرة فلهم الحق كل الحق في الاحتجاج على المجلس القروي الذي سيصبح عما قريب "مجلسا حضاريا"،والذي يمثله ابن "ممول الجيش"،وبما أنهم لم يقوموا بذلك فلي اعتقاد انهم يستحقون كل الاستحقاق ان يوصفوا بالجهلة.أم أن لقب"ممول الجيش"التي ترافق سعادة النائب أينما هب وارتحل تخوفهم!!.وبدل ان يشنوا حملتهم التنديدية عليه وعلى من ساندهم لتمثيل البلدة وجهوها إلي أنا الشاب المتواضع ووصفوني بأني أسيئ لساكنة الدريوش بالكلمة "المشينة".
ومن عدة منطلقات،أولها منطلق"الساكت على الحق شيطان أخرس"وجهت كلامي سابقا وهو أن الحل الأنجع لينعم سكان الدريوش ومعهم ساكنة الريف الأوسط بعيش كريم لن يكون إلا بمواجهة المسؤولين الذين يشربون "ولا زالوا" من "بزولة" هذا البلد التعيس خفية وعلانية إلى أجل غير مسمى..
وفي السياق نفسه،كلنا نعلم أن سعادة الرئيس لم يلج مدرسة قط،كما أنه لم يتلقى أي تعليم في "كندا"أو "باريس"كسائر الوزراء الحاليين والسابقين ومع ذلك،فهو يبدو مثلهم بل وأذكى منهم باعتبار أن رئيس مجلس النواب والأمين العام لحزب الأحرار والنائب البرلماني مصطفى المنصوري وزميله الوزاني أمين عام حزب العهد الديموقراطي الجديد وآخرون،يلزمهم الحضور إلى جماعاتهم للترغيب "والتزواك" في المواطنين البسطاء من أجل أن يمنحوهم صوتهم الإنتخابي وهذه الحملة الحضورية تلزم نوابنا المحترمين في كل عملية انتخابية..لكن السيد البوكيلي لا يكلف نفسه هذا العناء،بل وبدل هذا يقوم بالعكس ويستهزء بالمواطنين عبر مقولة "البوط"وعبارات أخرى وجهها سعادته إلى الناخبين أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:"راني كنشريكوم فحال لحوالا".ومع هذا كله يفوز في الإنتخابات "هادي عقود".
حقا الأمر يدعوا للإستغراب والتأمل،النائب يدعوا سكان قبيلته والقبائل المجاورة "بلحوالا" ومع ذلك يفوز في الإنتخابات..!!.
لنحافظ على كرامتنا وهويتنا وقيمتنا كشعب مسلم وكأحفاد للمجاهدين الأشواش ولنكره كل من يتسلط علينا ويضع نفسه في منزلة غير مؤهل لها ولنوقف كل من "يحسب" نفسه الناهي والآمر على كل شؤوننا إلى حده.ولنرمي صوب الواد العميق كل خلافاتنا كميضاريين وتفرسيتيت والدريوشيين.وعلى هذا كله يمكنني كما يمكنكم بكل بساطة الحكم على كل "متسلط" أصالح هو ام لا.كما يمكنني ويمكنكم الحكم على الساكنة أجاهلة أم غبية أم ذكية.لذا فما دام الفعل الجاري به العمل في الدريوش وما جاوره هو شراء الذمم أو لحوالا "على حد تعبير البوكيلي"،فستبقى خير صفة يوصف بها هؤلاء هي"الجهلة"وما دامت الشوارع على حالها"عامرة زبل"في كل زواية،فلن تكون هناك صفة تطلق على الساكنة غير تلك الصفة..لأن هذه الأزبال لم تنزل من السماء وإنما وجدت في مكانها بفعل فاعل،وتفسير القول على أنها وجدت لأن المجلس المنتخب امتعض عن جمعها مبرر ليس جيد وغير مناسب على الإطلاق..لأن الساكنة لها الحق في الإحتجاج والإضراب وهذا حق يمنحه الدستور.
وأختم بالقول ان هناك من لا يزال يتخوف من تكرار أحداث "95" لذا يلزمنا الإختيار بين شعارين لا ثالث لهما.شعار المرتزقة أحفاد الإستعمار:"من يركع يعش ومن يحترم نفسه يحاصر".وبين شعار ابناء الريف وحفدة محمد عبد الكريم الخطابي:"الموت في سبيل مبدأ رفيع خلود".
والسلام مسك الختام
عبد الكريم محمد
عدل سابقا من قبل عبد الكريم محمد في الثلاثاء أبريل 14, 2009 3:00 pm عدل 3 مرات