تعودت مختلف وسائل الإعلام على إذاعة ونشر خبر كاذب كلما افتتح شهر ابريل, وتحاول قدر الإمكان إختراع اضخمه من الأكاذيب لأجل لفت الإنتباه وإشاعته بأقصى سرعة ممكنة حتى يستهلك من قبل الكثيرين الذين يضعون كامل ثقتهم في وسائل الإعلام سواء المرئية او المكتوبة منها, احيانا اتساءل عن السر وراء اختيار افتتاح شهر ابريل بدل إثنى عشر شهرا ام ان المسألة محاولة التضليل وفي نفس الوقت التغطية على ما تقدمه لنا من اخبار وخرفات سوقية, ليس العيب في المتلقي المسكين الذي يهفو ويترقب الجديد على منابر متنوعة , علاوة على ذلك فهي سلطة تنضوي تحت لواء السلطة الرابعة.
فسماع او قرأة خبر زائف لا يمت الى الحقيقة بأي صلة مفاده حادث مروع او إنجاز بطولي يدفعان الإنسان الى التفاعل والتساءل بإندهاش لا سيما ان المادة المختارة كما ذكرت اعلاه تدعو الى ذلك في المقابل تفقد مصداقياتها لدى الشرائح الواسعة المتبقية.
من هنا يجب ان نستوعب الدرس ونقيس المسألة على باقي السلطات الأولية لأن هذه الإنزلاقات دليل قاطع قابل للقياس ونموذج يحتدى به؟
كلنا نتذكر الشعارات والنداءات المتداولة والمتطبلة داخل قبة البرلمان حول مجهودات الحكومة وعملها الدوؤب بغية القضاء على الأيادي الطويلة ووضع حد للتجاوزات وتشميع الفجواة في مختلف القطاعات في المملكة الشريفة لكن سرعان ما بقيت تلك الشعارات حبيسة الملفات وعليها كلمات – محاربة الامية –محاربة الرشوة بما فيها البناء العشوائي بالأحرى البناء الرشاوي – البطالة ندرك جميعا خطورة هذه الافة التي باتت تفتك بالمجتمع وتنهش جسده بعدما هضمت حقوقه. ثمة وعود كثيرة مافتئ اصحابها يمنون النفس ومعها المواطنين الذين سئموا الإنتظار وملوا التكرار لكنها لم تتحقق بعد لماذا..
فحتى مسؤولينا البسطاء لا يوارون في سبق المنجازات والمشاريع التنموية تعاقبت الشهور ومرت السنوات لا شيء قد تحقق هل نسمي هذا كذبة بيضاء كما يحلو للبعض تسميتها على فاتح ابريل ام ان لكذبهم لون اخر في حين ليس للكذب الوان ام نتركهم يكذبون حتى يسمون عند الله..
بقلم جمال غلادة