حمل التقسيم الإداري الجديد الذي انفصلت بموجبه ضواحي مدينة الدريوش و الدواوير المحيطة به عن المركز أو بلدية الدريوش، الكثير من البشرى للمواطنين ، ومع أنهم واعون بأن البلدية ستفرض عليهم ضرائب حضرية وقيود كثيرة لم يألفوها، إلا أن الأمل في غد أفضل و التطلع إلى الخروج بمدينتهم إلى النور يتجاوز أنانيتهم و مصالحهم الشخصية- على الأقل لدى الفئة العظمى من المواطنين- و هذا ما شحن حماسة فئة واسعة من الشباب المتعلم والغيور و بأعداد غير مسبوقة، لاعلان نيتهم في دخول غمار الانتخابات البلدية المقبلة لضخ دماء نقية في كيان التجربة الديمقراطية المحلية كخطوة أولى نحو التغيير، عاقدين العزم على فضح المؤامرات التي تحاك ضدا على مصالح الساكنة أمام الرأي العام المحلي و الوطني، و التحذير من التمادي في استغفال الدولة و استغلال هامش الحريات العامة الذي تضمنه وجو الثقة المتبادلة بينها وبين المواطن، للتحايل على الناخبين و المتاجرة بأصواتهم سرا وعلانية، و الاستهانة بأهمية العمل السياسي والحزبي و زرع بذور الاستكانة والتقاعس بالترويج لفلسفة اللاجدوى و رفع شعار" ليس في الإمكان خير مما كان" ، وافراغ العملية الديمقراطية من محتواها الوطني والتنموي بفرض نماذج ممسوخة من المنتخبين على الساحة السياسية، وابراز ممثلين للسكان لا يمثلون في الحقيقة غير أنفسهم و أشباههم من المرتزقة - أعداء المواطنة والتنمية - ممن ينفرون و لا يبشرون و يعدون و لا يوفون..
إن إقناع المواطن ببريق الدرهم بدلا عن برامج وخطط عمل تخاطب ضميره، وتنطلق من الواقع المعايش لتراعي تطلعاته السياسية وحاجاته التنموية، و تقوم على قاعدة من الصدق واحترام الذات والآخر،هو تعبير عن أ بشع تجليات الجهل والحقارة، جهل بالقيم التي يفترض أن يخضع لها كسب ثقة المواطن، وجهل بالمسؤولية التي تترتب عن هذه الثقة وبالعواقب الوخيمة التي هي نتاج هذا العمل الدنيء.
أحلام كبيرة تدغدغ قلوب المواطنين هنا وهناك، وتعدهم بغد مختلف و واعد،ومخاوف أكبر من تكرار تجارب العقود الماضية بما حملته من ظلم و غبن وطغيان، تقض مضاجعهم وتخنق فيهم فرحتهم الكبيرة واستبشارهم خيرا عظيما بالموافقة الملكية المشكورة على الرقي بمدينتهم إلى اقليم، وبين الحلم الجميل بالتغيير والخوف من تجارب الواقع المرير،وفي انتظار أخبار عشية الثاني عشر من يونيو، ينمو سؤال بلا جواب ، الى متى كل هذا الاستبداد؟؟
منشور بجريدة المنعطف عدد الخميس 19فبراير
إن إقناع المواطن ببريق الدرهم بدلا عن برامج وخطط عمل تخاطب ضميره، وتنطلق من الواقع المعايش لتراعي تطلعاته السياسية وحاجاته التنموية، و تقوم على قاعدة من الصدق واحترام الذات والآخر،هو تعبير عن أ بشع تجليات الجهل والحقارة، جهل بالقيم التي يفترض أن يخضع لها كسب ثقة المواطن، وجهل بالمسؤولية التي تترتب عن هذه الثقة وبالعواقب الوخيمة التي هي نتاج هذا العمل الدنيء.
أحلام كبيرة تدغدغ قلوب المواطنين هنا وهناك، وتعدهم بغد مختلف و واعد،ومخاوف أكبر من تكرار تجارب العقود الماضية بما حملته من ظلم و غبن وطغيان، تقض مضاجعهم وتخنق فيهم فرحتهم الكبيرة واستبشارهم خيرا عظيما بالموافقة الملكية المشكورة على الرقي بمدينتهم إلى اقليم، وبين الحلم الجميل بالتغيير والخوف من تجارب الواقع المرير،وفي انتظار أخبار عشية الثاني عشر من يونيو، ينمو سؤال بلا جواب ، الى متى كل هذا الاستبداد؟؟
منشور بجريدة المنعطف عدد الخميس 19فبراير