من طرف هتلر الأربعاء مارس 04, 2009 1:50 pm
والله صراحة تاسف كثيرا لما تفعله ميضار اشد الاسف وهذا مقال كنت قد كتبته قبلا عما حدث في ميضار عله يلقى رضى اهل ميضار
مهزلة ميضار
في الايام الاخيرة شهدت منطقة الريف في بلدنا المغرب وبالضبط في مدينتي ميضار والدريوش بعض الاحداث الدرامية , التي أثارت الرأي العام الريفي . فبداية الحدث هو نقل العمالة من ميضار الى الدريوش , ثم انتهت بموجات من الغضب والسخط من لدن ساكنة مدينة ميضار , واستمر ذلك على نفس النسق الى يومنا هذا , فتطايرت من ألسن الصحافة والناس وبعض المؤسسات والجمعيات من ان هناك مسؤولين من عمالة الناظور وربما حتى من هم في البرلمان لعبوا دورا مهما خلف الكواليس حتى تم نقل العمالة الى مدينة الدريوش , حتى ان نبرات صوت الاتهامات طالت السيد مصطفى المنصوري والذي نفى بشدة ان يكون جزء من اللعبة . فقد كان فحوى كلامه هو انه اذا كان هو من اصحاب القرار فيما حدث لسعى جاهدا لنقل العمالة الى مدينة العروي لا الى مدينة الدريوش كما يزعم البعض.
وصراحة هذا الامر الذي وقع اثر في نفسي كثيرا وحزنت اشد الحزن , اضرابات يومية ومظاهرات بدون توقف , موجات من الغضب والنقم على قرار نقل العمالة الى الدريوش . هذا الامر يستدعي بان نقول ونطرح سؤالا : " هل ساكنة ميضار اطفال صغار ام ماذا ؟ " نعم من حق اي واحد منا ان يسال هذا السؤال او ربما اسئلة كثيرة كهاته , لان الامر مضحك كثيرا بل يثير الاشمئزاز والاحساس بخطر قادم وان لم نقل اخطار.
اقول لساكنة مدينة ميضار " لماذا كل هذا الغضب ؟ هل لمجرد انهم نقلوا العمالة ام ماذا ؟ هل يستحق كل ذلك العناء منكم والغضب ؟ ما المشكلة في ذلك؟ فساكنة الدرويش هم اخوانكم واهلكم والمسافة ليست بعيدة , اذن الامر سيان ولا اشكال فيه " ء
في الحقيقة ان ساكنة ميضار اثبتت المقولة التالية " الشعب المغربي كيجمع البندير اكيفرق الصح و المعقول " . كل يوم نسمع ان حشدا كبيرا من الناس خرجوا لمظاهرة وان الاضرابات على اوجها ... , ولكن عندما نرجع الى امور اكثر اهمية من نقل العمالة , نجد ساكنة ميضار نائمة في سبات عميق بالكاد نفقه اسمها في اليافطات المنتشرة على جنبات وقارعات الطريق . فالمغرب شهد احداث كثيرة خطيرة مهمة في الماضي ومازالت اثارها قائمة الى حد الان , نذكر على سبيل المثال الامطار والفيضانات التي لحقت بالريف خصوصا, والتي راح فيها ضحايا بشرية كبيرة وخراب البنيات التحية باكملها , اطفال شردوا ونساء رملوا ومنازل دمروا ... , فاين كنتم يا اهل ميضار من ذلك كله . هذا من جهة , اما من جهة اخرى سنمر على ما وقع في سيدي افني , والتي راح من خلالها مواطنون ابرياء لاذنب لهم سوى انهم يريدون حقهم المشروع . فهل سمعنا ولو صوت واحدا يخرج من افواه يا ساكنة ميضار , فبحكم ان سيدي افني مغربية يهمنا امرها وشانها ,ومن حقها علينا ان نكون معها يدا في يد , فهل نظمتم يا ساكنة ميضار ولو مظاهرة واحدة بل وقفة احتجاجية تضامنية ؟ وهل قمتم بغلق محلاتكم وبحت حناجركم في سبيل اخوانكم في سيدي افني ؟ .
لكن حسنا سنقول ان الخوف والجبن اعمى بصيرتكم ورباطة جائشكم , فماذا فعلتكم ازاء ما وقع في غزة والحرب الضارية الدامية التي كانت تخوضها ضد الكيان الصهيوني , فحسب علمي انكم كنتم مثل الفئران الخائفة من قط يفترسها. بينما رجال ونساء واطفال في غزة يقتلون ويحرقون كنتم انتم تعدون النقود وتجنون ارباح تجارتكم وتعاشرون نساءكم , واطفالكم في المقاهي ودور الالعاب الالكترونية يتسكعون كالجرذان .
حسنا سنقول انكم عديموا الاحساس وغير مبالون بما يحدث لاخوانكم في الدين , وعقولكم صغيرة و قلوبكم ميتة , فماذا فعلتم ازاء غلاء الاسعار الذي طال المواد الغذائية ومواد البناء ... ؟ , كان من الاجدر ان تكون السبعة الاف رجل التي جسدت المظاهرة البارحة من اجل نقل عمالة ان تكون على قضية غلاء الاسعار الفاحش , ام انكم مثل الذي قال : " اشن خصك العريان قالو خصني لخواتم امولاي" . اعتقد ان فقراءكم ومساكينكم يحتاجون الى ما ياكلون ويشربون ويسكنون لا الى عمالة على ارض يابسة حولها بشر مدقعون وانتهازيون . فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
واريد ان اشير الى قضية مهمة جدا, ولربما كان لها اثر كبير في اشعال نار الفتنة التي ستولد حقدا وكراهية بين مدينة ميضار ومدينة الدريوش , او دعونا نقول بين قبيلتي اريفين وابضرسن , الا وهي قضية الجمعيات والحركات الامازيغية التي تطالب بحقوق الشعب الامازيغي من لغة وثقافة وارض ... . نعم الحركات الامازيغية وجمعياتها ما دورها في هذه الاحداث التي تقع ؟ وربما حسب علمي والله اعلم بشؤون خلقه , ان تلك الجمعيات اما ان تكون هي التي تحرض ساكنة ميضار من اجل الفوضى والشغب حتى تصل الى اهداف هي الادرى بها , او ربما انها تراقب ما يدور من بعيد لا هم لها . وفي كلتا الحالتين احلاهما مر. واريد قبل ان اختم ان اوجه بعض الكلمات الى تلك الحركات والجمعيات الامازيغية والقائمين عليها وهي : ان كنتم حقا تريدون مصلحة الشعب الامازيغي والريفي خصوصا ,هو ان تلعبوا دورا في الحد مما يقع بين القبيلتين ان صح التعبير , والا ستكون هناك حربا كلامية بينهما وقد تصل الى مواجهات مباشرة عنيفة , وهذا بالطبع لا يخدم ماربكم ومصالحكم ومن اهمها الحكم الذاتي . واتركوا امر الاحتفالات بالسنة الامازيغية واطفاء الشموع الى ما بعد اصلاح انفسكم واقرباء لغتكم وثقافتكم . والسلام
