يقول الله تعالى: {لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة:108].
فإذا كان مسجد الضرار نُهي النبي صلى الله عليه وسلم عن دخوله والصلاة فيه لأنه أقيم لغرض تدبير المكائد للمسلمين فيه، مع أنه مسجد، فالكنائس من باب أولى، وذلك لعدة أمور:
1 - أنها بنيت لمعصية الله عز وجل.
2 - يقوم القساوسة فيها بالدعوة وتوزيع المنشورات والأشرطة الداعية للنصرانية.
3 - أن الداخل فيها قد يفعل بعض الأمور المحرمة على أقل تقدير مجاراة لهم مثل وضع الصليب وغير ذلك.
4 - فيه دعم لهم؛ لأن بعض الكنائس تعتبر مجرد دخول المسلم إلى الكنيسة أنها قامت بتنصيره ويدخل ضمن إحصائيتها السنوية.
وقد صح عن عمر عند البيهقي قوله: "لا تدخلوا على المشركين في كنائسهم ومعابدهم فإن السخطة تنزل عليهم"، وقد أفتت اللجنة الدائمة بعدم الجواز إلاّ لمصلحة شرعية أو لدعوتهم.
ولذا فلا يجوز الدخول إلا لمن أراد الدخول لأجل دعوتهم وكان أهلاً لذلك فلا حرج حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يتغشى كفار قريش في منتدياتهم وفيها آلهتهم ومجالسهم عند الكعبة والكعبة تحيطها الأصنام من كل جانب، على أن لا يرتكب محرماً مجاراةً لهم ومداهنة، وأن يكون قادراً على إعلان دينه والصدع بالحق، وألا يترتب على دخوله مفسدة أعظم كأن يغتر بعض الجهال من المسلمين بدخوله، فيعتبرون ذلك إقراراً منه، ورضا بما هم عليه، والله أعلم.