بوستاتي عبد العالي: (فاعل أمازيغي)
في سابقة خطيرة، الهدف من ورائها العمل على تشويه القضية الأمازيغية والفاعلين فيها، وكذا التأثير على عواطف المواطنين من اجل نبذ وتحقير الفاعلين في هذا الميدان، تم اليوم 11/01/2009 ، وعلى مرء السلطات والمواطنين توزيع منشورات "غير قانونية" في شوارع ومقاهي الناضور(انظر النموذج المرفق أعلاه) تروج للكراهية والحقد اتجاه الأمازيغ. وتعود وقائع هذه المنشور إلى القصاصة الإخبارية التي نشرتها جريدة ّ"المساء" في عددها( 706 الاثنين 29 ديسمبر 2008) والتي تشير إلى البيان الصادر عن احد المنظمات" الأمازيغية"، "العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان"، التي رحبت بالزيارة المرتقبة للسيدة تيسي ليفني، وزير خارجية إسرائيل، إلى المغرب في الأيام المقبلة، ومعلوم لدى الأمازيغ أو غيرهم من الشعوب "الحرة" الأخرى، أنه لا يحق لأحد الحديث باسم الأمازيغ مهما كان، وان أي بلاغ أو تصريح لا يلزم إلا أصحابه، والمنظمة التي صدر عنها، وبالتالي فالبلاغ المشار إليه لا يلزم احد، بل فقط العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان( المكتب والمنخرطين والمتعاطفين)، أما الأمازيغ خاصة بالريف فليسوا قطيعا يأتي من يشاء ليتحدث باسمهم، وربما حتى الدولة المغربية لا تملك هذا الحق لا لشيء سوى أنها لم تعترف بعد بحقوقهم في المواطنة. لكن السؤال المطروح، ما الهدف من وراء نشر وتوزيع هذا المنشور بمقاهي مدينة الناضور وتحت عنوان زائغ عن صيغته الأصلية التي ورد بها في جريدة المساء. فالجريدة قصدت الجمعية التي أصدرت البلاغ، بينما أصحاب المنشور قصدوا فعاليات أمازيغية، بعنوان عريض" فعاليات أمازيغية ترحب بـ"الزيارة الميمونة" لوزيرة خارجية إسرائيل" في اتهام خطير للفعاليات الأمازيغية بالناضور بما جاء في المقال، دون تحديد أية فعاليات مقصودة بهذا البلاغ، فالعالم كله فعاليات أمازيغية.
أما عن الخلفيات التي كانت وراء توزيع هذا المنشور، فالهدف منه هو تضليل وحشد الحقد والكراهية تجاه الأمازيغ، خاصة مع التجاوب الكبير الذي يلقاه يوميا الخطاب الأمازيغي لدى المواطنين، الشيء الذي لا يعجب أصحاب الأفكار الاطلاقية التي لا تقبل التعدد والاختلاف في المجتمع الناضوري.
ومن جهة أخرى، فالعديد من الوقفات الاحتجاجية والمسيرات التي نظمت بمدينة الناضور تضامنا مع الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره، والتي حطمت أرقام قياسية في عدد المحتجين والمتضامنين ،عبرت على أن أمازيغ الريف دائما متضامنون مع الشعوب المقهورة والمستضعفة. أم أن هؤلاء الذين خرجوا إلى الشارع في الناضور وغيرها من المدن ليسوا أمازيغ؟ هذا ظلم وبهتان وتضليل للرأي العام، وحملة يهدف من ورائها إلى زرع بذور الحقد والكراهية بين الأمازيغ المناضلين حول قضيتهم وغيرهم من المواطنين المتعاطفين مع هذه القضية، فمن يعتقد بأن الأمازيغ هم فقط من يناضل حول هذه القضية فهو واهم، فكلنا أمازيغ وكلنا متضامنون إنسانيا مع الشعوب المستضعفة، فالتوجهات والإيديولوجيات هي فقط ما يختلف فينا، و إلا كيف يمكن تبرير إلغاء وتأجيل مجموعة من الجمعيات المعروفة بمنطقة الريف بنضالاتها الراديكالية حول القضية الأمازيغية لاحتفالات قدوم السنة الأمازيغية الجديدة2959 ، تضامنا مع قطاع غزة، لا لشيء سوى أن هذه الجمعيات تعي أكثر من غيرها معنى أن تكون مهمشا ومقصيا ومستعبدا ومحكور في وطنك ..و...و..و فهل قراءتم تلك البلاغات الصادرة عن الجمعيات الأمازيغية بالريف( ثامزغا، ثاوسنا...) أم أنكم رأيتم فقط بلاغ"العصبة" التي لا تمثل إلا أصحابها، كما تمثل البلاغات الصادرة عن الجمعيات التي تطالب بإلغاء الاحتفال بالسنة الأمازيغية 2959 أصحابها أيضا.
كفى من زرع بذور الحقد والكراهية