قصتي مع متشرد

في صبيحة احدى ايام شهر مارس المنصرم كنت جالس في ركن مقهى هبانا ارتشف فنجان القهوة واتحسس زخات المطر كما اني كنت انظر يمينا ويسارا تارة اتعقب مرور السيارات وتارة احملق في السمكة المسجونة في الصندوق الزجاجي.الحقيقة اني كنت احاور نفسي عن الاسباب والدواعي التي كانت وراء سجن هده السمكة هل اقترفت دنب ام انها ضحية جمالها واللوانها المدهبة .بين هدا وداك اختلفت الاسئلة وتعقدت الاجابات ما ان رشفت ما تبقى في قعر الفنجان حتى ولج الى المقهى شخص غريب يحمل بعض الحقائب فوق ظهره في الوهلة الاولى ظننته مختل عقليا لكنه سرعان ما اثبت لي العكس .اقترب مني ومد لي يده طالبا مني ما يسد به رمقه فبل ان ادفع له ما كتب الله دفعني الفضول ان اساله عن وجهته ..بمجرد ما سمع سؤالي حتى يمطروني بجملة من الاجابات التي جاءت كاالنالي .اخي لقد تبخرت احلامي وتحولت الى خيط من الدخان تاها في الافق البعيد قبل ان ان يكمل حديثه قاطعته قائلا بما كنت تحلم في البداية تنهد تنهيدة حارة ثم اخبرني انه موجزلكن الاجازة لم تشفع له من التشرد...من خلال كلماته تبين لي انه ضحية الظروف القاسية لاسيما ان الابواب غلقت في وجهه وتقطعت منه الحبال ..عندما راءيت النادل يرسل نظرات متتالية فهمت ودفعت لي صاحبنا بعض بعض الدراهم فدهب على جناح السرعة الى حال سبيله ادركت من خلال هده الدردشة انه ليس كل المتشردين والحمقى اسباب خروج قطارهم عن السكة هو باالضروري السحر والمخدرات ..بل هناك عوامل اخرى من شاءن ازماتها ان تفقد المرء عقله تصوروشخص ظل لسنوات طوال ينتقل بين المدارس والمؤسسات التعلمية في نهاية المطاف تغلق الابواب في وجهه ويجد نفسه وحيد امام الشارع يقيسه طولا وعرضا او يحمل صناديق الخضر في الاسواق .حتى نكون صريحين فاءن هدا المتشرد جزء لا يتجزء من عدد الموجزين الدين حكمت عليهم الظروف والاءكرهات ان يبتسمو رغم دموع الحسرة والم الجراح فهم ادن بين مطرقة النجار وسندان الحداد.في خلاصة فاءن مثل هده الحالات يحز لها القلب ..لكن وبرغم مرارة الواقع يجب ان نتشبث باالامل لكي يعود القطار الى سكته ....فقد صدق الشاعر حين قال ...لا بدا من الليل ان ينجلي ولا بدا للقيد ان ينكسر.

جمال غلادة.

اخي أدمين التزم حدودك ودعك من التعصب نوح ابدى وجهة نضره فقط وماتحسب رسك غير انت اللي عندك منتدى ]