عشية احتلال فلسطين، وبهدف إقامة الكيان الصهيوني، قامت العصابات الصهيونية بعدد كبير من المذابح والمجازر في سبيل تحقيق ذلك الهدف، ولعلّ مجزرة دير ياسين التي حصلت في 9ـ أبريل 1948م، تشكّل ذروة الإرهاب الصهيوني. |
تبعد قرية دير ياسين عن القدس حوالي أربعة كيلو مترات إلى الغرب، وقد كان عدد سكانها أكثر من 700 فلسطيني في العام 1948.
وفي أجواء المناوشات العربية ـ الصهيونية، وفي ظلّ الدعم البريطاني للصهاينة، لم يكن أهالي تلك القرية الوادعة التي تحتضنها جبال القدس الشريف يعلمون أن شمس التاسع من نيسان ـ أبريل ستغيب حاملة معها أرواح الغالبية العظمى من أبنائها على يد عصابات الإرهاب الصهيوني.
في الساعة الثانية من صباح 9/4/1948م أُعطيت الأوامر بالهجوم على دير ياسين، فتحركت الوحدات الصهيونية لاكتساح القرية من الشرق والجنوب، وقد اشتركت في ذلك الهجوم مجموعة من السيارات المصفّحة وطائرة حربية قذفت القرية بسبع من قنابلها. |
وقد قاوم سكان القرية المعتدين بما ملكت أيديهم من سلاح ووسائل بدائية واستطاعوا قتل عدد من الصهاينة.. ولكن القرية وقعت أخيراً بأيدي اليهود الذين رفعوا عليها العلم الصهيوني، وأثخنوا أهلها تقتيلاً ومنازلها تدميراً حتى مُحيت دير ياسين عن الخارطة.
وقد علّق قائد وحدة الهاغانا على وضع القرية المنكوبة في ذلك اليوم، بقوله: "كان ذلك النهار يوم ربيع جميل رائع، وكانت أشجار اللوز قد اكتمل تفتّح زهرها، ولكن كانت تأتي من كل ناحية من القرية رائحة الموت الكريهة ورائحة الدمار التي انتشرت في الشوارع، ورائحة الجثث المتفسخة التي كنا ندفنها جماعياً في القبر".
لم تكن قرية دير ياسين الوادعة بحاجة إلى هذا الهجوم الصهيوني العنيف لإخضاعها، لكنه كان جزءاً من خطة شاملة تهدف إلى تحطيم المقاومة العربية عسكرياً، وإخلاء الأهالي من مدنهم وقراهم بإثارة الرعب والفزع في نفوسهم. |
وأدل شيء على ذلك هو قول الإرهابي مناحيم بيغن: "ما وقع في دير ياسين وما أذيع عنها ساعدا على تعبيد الطريق لنا لكسب معارك حاسمة في ساحة القتال، وساعدت أسطورة دير ياسين بصورة خاصة على إنقاذ طبريا وغزو حيفا".
...وهكذا تحوّل اسم هذه القرية العربية التي أبيد أهلها، ولم ينج منهم إلا أفراد قلائل، إلى رمز من رموز الإرهاب الصهيوني المرتبط بدوره بالعقيدة الإرهابية الصهيونية.