لست معلقا سياسيا بالمعنى الصحفي، أي أني لا أحترف مهنة التعقيب والتعليق على المشاهد والأحداث السياسية، بل أنا أخص بكتاباتي، منذ أكثر من عقدين من الزمن، همومنا الوطنية والتنموية في عراقنا المكلوم، قبل وبعد الإحتلال. ولكن ما يجري اليوم من عدوان غاشم وتدمير منظم وقتل للأطفال والأبرياء في غزة، وهي جزء غالي من فلسطين ومن أرض العرب، يحفز كل الأقلام ويستدعي كل الطاقات لشجب العدوان وللوقوف ضده. ولكن بالنسبة لي، لا يتأدى الواجب من خلال الإسهام بكلمات نارية، ساخطة، لاعنة، مثيرة، مفزعة، ومولولة، فلهذا الواجب رجاله وأقلامه، وقد غصت الصحف العربية، كلها تقريبا، بسيول من هذه الخطابات والتعليقات.
نرى إن الكلمة الشافية، هي الكلمة العاقلة، المتبصّرة، والمشخّصة، والمشيرة الى مكامن الخلل، وسبل الخروج من المهالك، والتورّط في حروب غير متكافئة، يدفع ثمنها أهلنا الأبرياء، كما يحصل في غزة اليوم، تحت وضح النهار، بل وفي برودة أعصاب؛ بينما أصحاب القرارات والأساطيل ومحركو وسائل التدمير، يتداولون ويصرحون، ويرشدون الضحية، وليس القاتل الى ضبط النفس.
لقد بلغ عدد الشهداء، حتى كتابة هذه السطور أكثر من 390 شهيد، وما يزيد على 2000 جريح، بعضهم بحالة خطيرة. دعنا لا نزايد هنا بالكلام عن الفاجعة، ولا في النوح والتلويح بقصاص التأريخ، الى آخره. دعنا نقول كلمتنا الصريحة؛ نقول، عندما تكون المقدمات في صياغة أي حدث خاطئة تكون النتائج خاطئة؛ وهذه قاعدة منطقية أرسطوطاليسية معروفة منذ ماقبل الميلاد!
إذا كانت إسرائيل عدو محتّل، ولها من العدّة والعديد ما لها، ولها مصالح وغايات قامت وتقوم على أساس إحلال شعب جاء من الشتات محل آخر أصيل، وإنها من أجل هذه الغايات تسخر نفسها لتخدم غايات ومصالح دول عظمى، كالولايات المتحدة التي ترغب أن يكون لها في بلاد النفط الغزير، وهو شريان الصناعات فيها، ترغب، بوجود قوة إقليمية حليفة لها؛ وقوة، تريد لها أن تبقى في حالة تناقض وعداء وإستنفار دائم ضد ما يجاورها من دول النفط أو دول الوصول إليه، فما هي الإستراتيجية العاقلة والحصيفة والمناسبة، لمواجهة هكذا عدو قوي بعديده ودعمه، وشرس وعنيد بغاياته؟ والجواب يبدو بسيطا حدّ السذاجة، وهو بوحدة الشعب الفلسطيني كله، وبوحدة الموقف العربي كله؛ هذه الوحدة، وياللغرابة! أقوى من أعتى أسلحة الدمار، لأنها وحدها، هي التي تجعل المحتل يموت ضمئا ويموت عزلة، ويموت وحشة؛ ويظل جنوده لا يعرفون من أي صوب ستأتيهم رصاصة أو حجارة، أو أين سيقعون في لغم قاتل، وهم لا يرون أمامهم هدفا عسكريا ليدمروه!؟
هل توجد مثل هذه الإستراتيجية؟ كلا وألف كلا، لأن هناك من يريد أن يقاتل على طريقة الهنود الحمر، بل ويريد أن يقيم دولة إسلامية بمفاهيم القرون الوسطى، وهناك من يرهن قيادة لمصالح دول إقليمية، أو لتمويلها؛ وهناك من يرى، وبحق، ربما، أن يقيم الديمقراطية على أي شبر يتحرر، ثم يأخذ ومن ثم يطالب، فيستخدم أدوات السياسية، ولكن بشرط وجود شعب موحّد وراءه ليتكئ عليه. فطالما هناك مزايدون، وطالما هناك هنود حمر، وطالما هناك طائشون، وطالما هناك سلفيون يعيشون مفاهيم بالية، وطالما هناك من لا يجيدون لعبة الحروب وموازينها، فالمقدمات خاطئة؛ وهكذا ستكون النتائج خاطئة، لا بل مأساوية، لأن مئات بل ألوف الأبرياء من أشقائنا يدفعون الثمن الآن، أما القادة، فهم في حصن حصين! ثم، يا للفجيعة، سوف لا تتحقق إلا أغراض العدو وغاياته!!
كامل العضاض
نرى إن الكلمة الشافية، هي الكلمة العاقلة، المتبصّرة، والمشخّصة، والمشيرة الى مكامن الخلل، وسبل الخروج من المهالك، والتورّط في حروب غير متكافئة، يدفع ثمنها أهلنا الأبرياء، كما يحصل في غزة اليوم، تحت وضح النهار، بل وفي برودة أعصاب؛ بينما أصحاب القرارات والأساطيل ومحركو وسائل التدمير، يتداولون ويصرحون، ويرشدون الضحية، وليس القاتل الى ضبط النفس.
لقد بلغ عدد الشهداء، حتى كتابة هذه السطور أكثر من 390 شهيد، وما يزيد على 2000 جريح، بعضهم بحالة خطيرة. دعنا لا نزايد هنا بالكلام عن الفاجعة، ولا في النوح والتلويح بقصاص التأريخ، الى آخره. دعنا نقول كلمتنا الصريحة؛ نقول، عندما تكون المقدمات في صياغة أي حدث خاطئة تكون النتائج خاطئة؛ وهذه قاعدة منطقية أرسطوطاليسية معروفة منذ ماقبل الميلاد!
إذا كانت إسرائيل عدو محتّل، ولها من العدّة والعديد ما لها، ولها مصالح وغايات قامت وتقوم على أساس إحلال شعب جاء من الشتات محل آخر أصيل، وإنها من أجل هذه الغايات تسخر نفسها لتخدم غايات ومصالح دول عظمى، كالولايات المتحدة التي ترغب أن يكون لها في بلاد النفط الغزير، وهو شريان الصناعات فيها، ترغب، بوجود قوة إقليمية حليفة لها؛ وقوة، تريد لها أن تبقى في حالة تناقض وعداء وإستنفار دائم ضد ما يجاورها من دول النفط أو دول الوصول إليه، فما هي الإستراتيجية العاقلة والحصيفة والمناسبة، لمواجهة هكذا عدو قوي بعديده ودعمه، وشرس وعنيد بغاياته؟ والجواب يبدو بسيطا حدّ السذاجة، وهو بوحدة الشعب الفلسطيني كله، وبوحدة الموقف العربي كله؛ هذه الوحدة، وياللغرابة! أقوى من أعتى أسلحة الدمار، لأنها وحدها، هي التي تجعل المحتل يموت ضمئا ويموت عزلة، ويموت وحشة؛ ويظل جنوده لا يعرفون من أي صوب ستأتيهم رصاصة أو حجارة، أو أين سيقعون في لغم قاتل، وهم لا يرون أمامهم هدفا عسكريا ليدمروه!؟
هل توجد مثل هذه الإستراتيجية؟ كلا وألف كلا، لأن هناك من يريد أن يقاتل على طريقة الهنود الحمر، بل ويريد أن يقيم دولة إسلامية بمفاهيم القرون الوسطى، وهناك من يرهن قيادة لمصالح دول إقليمية، أو لتمويلها؛ وهناك من يرى، وبحق، ربما، أن يقيم الديمقراطية على أي شبر يتحرر، ثم يأخذ ومن ثم يطالب، فيستخدم أدوات السياسية، ولكن بشرط وجود شعب موحّد وراءه ليتكئ عليه. فطالما هناك مزايدون، وطالما هناك هنود حمر، وطالما هناك طائشون، وطالما هناك سلفيون يعيشون مفاهيم بالية، وطالما هناك من لا يجيدون لعبة الحروب وموازينها، فالمقدمات خاطئة؛ وهكذا ستكون النتائج خاطئة، لا بل مأساوية، لأن مئات بل ألوف الأبرياء من أشقائنا يدفعون الثمن الآن، أما القادة، فهم في حصن حصين! ثم، يا للفجيعة، سوف لا تتحقق إلا أغراض العدو وغاياته!!
كامل العضاض