لا يخفى على أحد ما تعيشه سجون المملكة المغربية من إهمال وخراب ودمار وانعدام للمراحظ والمرافق وردائة المأكل والمشرب ووساخة الوسائد والاغطية.كل هذا يمكن أن نقول عنه بأنه أمر عادي ما دامت السجون تحوي على المذنبين ومفترفي الجرائم
لكن، أن يعيش المرء هذا الجو البشع في سجن تابع للأمن الوطني والتهمة المنسوبة إليه لم تثبت بعد ولم تصدر فيها المحكمة بفاه القاضي حكمها فهذا أمر غير وارد في قاموس العقلاء...ولا يوجد وصف يمكن أن نشبه إليه سجون الحراسة النظرية مثل "كوري" لخنازير وليس لدولة لها قوائم وأسس ومؤسسات...وزيارة خفيفة إلى السجن المعني تأخذك صورة واضحة عليه فالمرحاظ الموجود في السجن أو ما يعرف بمعقل الحراسة النظرية ليس له سقف ولا يتوفر على باب مما يودي بالمعتقلين إلى إظهار عوراتهم أمام زملائهم الآخرين علما أن السجن ضيق،ففي بعض الحالات يصل تعداد المعنقلين الذين يقضون فيه لياليهم إلى 30 معتقلا في حين أنه لا يتسع لعشرة أشخاص...هذا دون أن ننسى الأغطية المتوسخة التي لا تصلح حتى للبعير فما بالكم بإنسان لم تثبت إدانته بعد..ويعود العلم لله وللقائمين على المركز متى كان غسلها آخر مرة...وأيضا نشير إلى ان السجن يتموقع أسفل مرحاظ مركز الأم"الكومسارية" وهذا المرحاظ الخاص بالأمن الوطني يقطر بحيث سرعان ما يمل السجناء ويغيرون أماكنهم أملا في تجنب الروائح الكريهة التي تنبعث من السقف لا نخفي على أحد أن المعتقلين المساكين منهم من أذنب ومنهم من لفقت إليهم التهم عشوائيا يقدمون شكايات مستمرة للشرطي القابع على كرسي المراقبة إلا أن هذا الأخير لا يعيرهم أدنى اهتمام كما هو حال المخزن المغربي في باقي أرجاء المغرب...يكتفي فقط بترديد التساؤل نفسه"آه شنو قلتي السقف كايقطر..؟!! وكأن السجناء ينتظرون من يردد عليهم شكاياتهم
هناك عدة مشاكل تنظاف إلى معانات من جرته الحياة للمبيت في هذا السجن ونذكر منها بأن النوافذ بدون ألواح خشبية ولا زجاج يحمي السجناء من برودة الجو مما يبقيهم يرتعدون ليالي فصل الشتاء لكون السجن المعني يقع على بعد خطوات من شاطئ البحر... بالإضافة إلى تعمد إبقاء مصابيح السجن مضيئة طيلة الليل..وتفسير الشرطي للأمر يأتي دائما معاكسا للواقع وهو انهم يركونها مضيئة تجنبا تجنبا لأعمال العنف وخصومات قد بين المعتقلين...
باختصار هذا سجن الحراسة النظرية المتواجد بمركز الأمن الوطني بالناظور فمبيت ليلة واحدة فيه تجعلك تكره المغرب ومن عليه...
أما سجن المحكمة الإبتدائية فحدث ولا حرج...يكفي أن نقول بأنه مزبلة...نعم مزبلة فهو أكثر خرابا من سجن الكوميسارية
هذا حال السجنين ونتمنى يوما ان نرى رئيس اللجنة التنسيقية لفعاليات المجتمع المدني بشمال المغرب يقوم بزيارة تفحصية الى السجنين المذكورين مصحوب باعضاء اللجنة وعامل الاقليم ورئيس المجلس البلدي ليقفوا على ما يجري ويدور فيهما...
