وقد تجمهر عدد من المواطنين مكان عملية الهدم متحسرين على ما حل بأحد الفضاءات السينمائية التي أرّخَت ذات يوم لعروض مسرحية وندوات فكرية، بالاظافة إلى عروض الأفلام العالمية على رأسها الأفلام الهندية..! غير أن جرة قلم ربما، أو رغبة تجارية على ابعد تقدير.. كانت وراء هدم السينما وتسوية جدرانه بالأرض .. ليموت الجمهور الناضوري ومعه نخبته الثقافية بحسرتهم وليذهبوا إلى الجحيم طالما لم يعد مكان للفعل الثقافي في حسابات الكبار..!!
جدير بالذكر أن عملية الهدم تتم (كما في جميع حالات المشاريع الأخرى الجارية بالناضور) بدون أية علامات للتشوير التي من شانها خلق قناة تواصلية بين القائمين على المشاريع وبين المواطن التواق لمعرفة ما يجري.. وانعدام هذه العلامات يشكل خطرا في بعض الأحيان كحالة سينما الريف التي سجلنا دخول احد المعتوهين داخله أثناء عملية الهدم..لكن لطف الأقدار حال دون وقوع ما لايحمد عقباه وبالتالي إخراج الشخص دون إصابات..
وفي انتظار المزيد من عمليات الهدم والتجريف في حق معالم المنطقة ومبانيها الكولونيالية التاريخية، ما علينا سوى أن نترقب من بعيد ونشهد – دون التدخل لتغيير المنكر- إن كان منكراً حقا..نشهد على اندثار تاريخنا أمام أعيننا.. لكن لا علينا فَلَرُبَّمَا يفكر الكبار في مصالحنا أحسن منا .. ولَرُبَّمَا لهم خطة ما لصناعة تاريخ جديد أحسن وأفضل..
Tarik Chami