لعل موظفي الجماعة القروية بميضار لم يستوعبوا جيدا مقولة تقريب الإدارة من المواطن والتي تعني كما نعلم جعل الإدارة في خدمة المواطن ، هذه الخدمة التي تتجلى في التعجيل من وتيرة قضاء حوائج المواطنين دونما سير وجي بلاتي أو رجع غدا أو الرئيس ماكايانش وبعبارة أوضح لأن جل موظفي جماعة ميضار هم أبناء المنطقة ، عقبد شواشوايت أو إجن سيمانا تعقبد وغير ذلك من عبارات التسويف والمماطلة ، مما يحتم على الحكومة الجديدة التفكير في صياغة وزارة جديدة تسميها وزارة ربح الوقت وتسمي وزيرها بوزير ربح الوقت حتى نغرقه نحن المواطنين في بحر من الشكايات التي سوف لن يخرج منها بسلام .
المنطوق من عبارة تقريب الإدارة من المواطن يعني لدى جل شرائح المجتمع المغربي العمل على فك التهميش الذي عاناه المواطن من الإدارة المغربية وذلك بالتعجيل والتسريع من وتيرة قضاء الشواهد الإدارية دونما تسويف أو مماطلة ، أما المفهوم من عبارة تقريب الإدارة من المواطن لدى موظفي الجماعة القروية بميضار فهو يعني الإحتكام إلى مقولة البعد والقرب ، وهذا ما حصل معي شخصيا حيث ولجت إدارة الجماعة يوم 22/05/2008 طمعا في إنجاز الحالة المدنية ونظرا لكثرة مشاغل موظفي الجماعة المذكورة طلبوا مني الرجوع خلال مدة سبعة أيام ،طبعا خرجت من إدارة الجماعة راضيا على الأيام السبعة ، عدت يوم 29/05/2008 إلى الجماعة –بالمناسبة فأنا لا أقطن في تلك الجماعة – لأخذ كناش الحالة المدنية التي تخص عائلتي، فعلا تم الإنتهاء من ملئ الخانات التي تهمني أنا وزوجتي وتعرفون جيدا كم يستغرق وقت كتابة بطاقة تعريفي وتعريف زوجتي على كناش الحالة المدينة ، لاأعتقد أن ذلك سيأخذ من موظفي مكتب الحالة المدنية مدة نصف ساعة ..... بقي إمضاء رئيس مصلحة كتابة الضبط ، أين هو ، لقد خرج ، سيعود بعد خمس دقائق ، مرت الدقائق الخمس لم يعد السيد الرئيس المكلف بالحالة المدنية ليرش كناشي بمداده الأحمر وليختم بأصابعه الذهبية بخيوط عنكبوتية ليضفي على كناشي صبغته القانونية .. إستفسرت عنه مرات ومرات حتى رقم هاتفه لا يعرفونه أو ربما لا يريدون إزعاجه لأنه مشغول ..أما أنا فلست إلا مجرد مواطن عاطل عن العمل أو ربما هكذا يظنون ... أخذت نفسا ، حمدت الله على نعمه ودخلت إلى الموظفين لإستفسارهم حول إمكانية عودة زميلي لأخذ كناش الحالة المدنية نيابة عني لأني كثير المشاغل ... حينها وقع ما لم يكن في الحسبان : هل أنت بعيد عن الجماعة كأنهم أرادوا أن يقولوا لي إن كنت كذالك فسوف نساعدك الان على أخذ الكناش ، حينها خرجت من الجماعة ساخطا على الامازيغ وعلى مطلب الحكم الذاتي واستحضرت مقولة إبن خلدون: البرابر لا ينصاعون إلا لسلطان قاهر . لأنه لا يهم إن كنت بعيدا أو قريبا فسياسة تقريب الإدارة من المواطن لا يحكمها القرب أو البعد بل يحكمها الضمير المهني .