فجاءة تحطم ذلك الهدوء و تنهار تلك الصورة الجميلة الرائعة , يتقدم رجل في الاربعينات من عمره معروف بجاهه و ثرائه ملوحا بمجموعة اوراق في يده واضعا داخلها ورقة نقدية يدعوا احد المواظفين تعجيله و تقديمه على سابقه بشكل مستفز و دونما حياء او خجل , اثار التصرف امتعاض الموظف و تملكه غضب شديد حتى انه لم يتمالك نفسه و انهال على هذا الشخص بوابل من العبارات اللاذعة كي لا يعيد مثل هذا التصرف ما عاش و ان يحترم الاسبقية .
اعترت الابتسامة وجوه المواطنين عامة خاصة الضعفاء منهم , بعدما اعتذر هذا المواطن عن تصرفه اللاخلاقي لتعود الصورة الى ما كانت عليه , انتابني شعور بالفخر و الاعتزاز لما وصلنا اليه من نضج و صلاح ورقي ..
وانا في هذه السعادة الغامرة شعرت بيد تربت على كتفي و صوت مألوف ينتشلني مما انا فيه , فتحت عيناي و اذا هي أمي تقول : هيا انهظ انها التاسعة لقد تأ خرت ,يبدوا انني كنت احلم , كان مجرد حلم فقط ياللاسف الشديد واقعنا لم يتغير بعد , فنحن نحتاج الى التربية و كثير من الصبر .