أطفال الطبقات الشعبية المسحوقة يحبون هذه البطاطس إلى حد الجنون ، لأنهم لا يجدون شيئا آخر يملؤون به بطونهم الجائعة .
وإذا استمر هذا الحب المجنون بين هؤلاء الأطفال البؤساء ورقائق البطاطس المعلبة في أكياس مغرية ، فإنهم سيصابون بأمراض خطيرة جدا على مستوى قلوبهم الصغيرة عندما يصبحون رجالا ، أي عندما يحتاج المغرب إلى سواعدهم وأدمغتهم.
والسبب هو أن دراسة قامت بها "جمعية القلب " البريطانية قبل شهور، كشفت أن تناول علبة صغيرة من التشيبس يعادل شرب خمس لترات من زيت الطهي . هادشي راه فبريطانيا التي لا تنزل فيها السلع إلى الأسواق إلا بعد إن تمر تحت مراقبة طبية صارمة جدا
وإذا جئنا لنتحدث عن "التشيبس" الذي يباع لأطفال المزاليط في دكاكين البقالة والأسواق التجارية في المغرب ، والذي يتم صنعه في مصانع عين السبع بالدار البيضاء ، فيمكننا أن نقول بأن تناول علبة صغيرة من هذه البطاطس الرديئة يعادل شرب عشر لترات من زيت الطهي المتعفنة مادام أن السلع التي تباع في الأسواق المغربية لا تتعرض إلى مراقبة طبية من طرف مصالح وزارة السيدة ياسمينة بادو ، التي تقع على عاتقها مسؤولية حماية صحة المغاربة ، ولا إلى مراقبة ضمائر أصحاب الشركات الذين يصنعونها.
وبالتالي فإن صحة البراعم الصغار الذين يملؤون الأزقة الشعبية وساحات المدارس العمومية بالضجيج والشغب الجميل قد تنطفيء جذوة النشاط في قلوبهم الصغيرة وهم في ريعان الشباب .
لذلك يجب على الآباء أن يكونوا على علم بأن أي درهم يمنحونه لأطفالهم الصغار في الصباح قبل التوجه الى المدرسة لإرضاء خواطرهم هو بمثابة مساهمة فعالة منهم في تدمير قلوب فلذات أكبادهم الصغيرة .
إيوا سيادنا الوالا راه كالو درهم وقاية خير من قنطار علاج ، والواحد هو اللي يحضي راسو قبل ما توقع الفاس فالراس .
اللهم الواحد يصبر على الغوات ديال ولدو الصغير ولا يعطيه درهم يشري بيه السم باش يقتل راسو .فحذار ثم حذار من التشيبس يا أبناء المزاليط ، أما أبناء الأغنياء فإنهم لا يأكلون التشيبس الرديء مثلكم ، وإنما يأكلون الفرماج الذي تنتجه المصانع الهولندية ، واليوغورت اللذيذ ، والحوايج ديال المعقول.