يونس افطيط : صحفي بجريدة الريفي/الناظور
اتصل بي احد اقاربي يود الهجرة الى الغرب بطريقة غير مشروعة ويريد مني مرافقته الى حيث توجد شبكة الهجرة حتى اسلمهم المال حال ركوبه في القارب حتى يضمن انه لن يتعرض لعملية نصب واحتيال...تراجعت قليلا لخطورة الاقدام على المساعدة على الهجرة السرية لان عقوبة المساعدة اكبر من عقوبة الهجرة لكني رايت اخر الامر انه من حق القارئ ان يعرف ماذا يجري داخل دهاليز هذا العالم الخفي عن انظار العامة فكان القرار ان اخوض التجربة حتى تكون تجربتي هذه عبرة لكل واحد يود الذهاب داخل قوارب الموت.
بعد ان وافقت كان لا بد من العودة الى ادارة الجريدة حتى يكون كل شيء في مساره الطبيعي لهذا تشاورت مع مدير الجريدة ثم هاتفت قريبي حتى ينتقل من فاس الى الناظور على جناح السرعة لانه اسر لي بان شبكة الهجرة تنتظره لكي ينطلق القارب الى البر الاخر...
في رحاب قرية اركمان
السبت صباحا كان الجو حار كاننا في فصل الصيف رغم ان الفصل ربيع ركبنا الحافلة انا وابن عمي واتجهنا نحو وسط المدينة هناك اتصلنا "بالحراك" طلب منا رقم هاتف محمول حتى يستطيع مكالمتنا فيه فاخبرناه انه نفس الرقم الذي نتصل منه الان بعد حوالي النصف ساعة عاود الاتصال بنا واخبرنا ان موعد الانطلاق سيكون في العاشرة ليلا من هذا اليوم وطلب منا ان نحضر عشرين الف درهم الى المكان الذي سنلتقي فيه والذي سيخبرنا عنه فيما بعد...لم نجد ما نفعله في انتظار مكالمته التالية التي سيخبرنا فيها بمكان اللقاء فجلسنا في المقى على امل ان يرن جرس المحمول بقينا هناك لساعات الى ان ساد الاعتقاد بيننا ان الامر مجرد خدعة فقمنا وتوجهنا الى المنزل لنرتاح قليلا وفي المساء عدنا الى وسط المدينة بعد ان اعتقدنا ان الحكاية انتهت بقينا نتجول في الشوارع لحوالي الساعتين وحينما انهكنا المشي قررنا الجلوس في المقهى لكن الهاتف رن اجاب ابن عمي فكان المتصل هو "الحراك" اخبره ان مكان الالتقاء سيكون في قرية اركمان وطلب منه ان يترك الهاتف مشغل حتى يعاود الاتصال بنا ليخبرنا متى ناتي لان الزمان تغير مرة اخرى انتظرنا الى حدود التاسعة ليلا ليتصل بنا مرة اخرى ويطلب منا الحضور بسرعة الى الى القرية وقد اخبرت ابن عمي مسبقا ان القرية تبعد عن الناظور بحوالي ثلاثون كيلومترا فاخبره اننا سنتاخر لحوالي ساعة لكن "الحراك" اخبره انه لا حاجة لمجيئنا ان كنا سنتاخر كل هذه المدة في الحين هاتفت صديقي وطلبت منه الحضور بسيارته ليوصلنا الى القرية وما هي الا دقائق حتى كان معنا واقلنا الى المنزل لناخذ المال ثم توجهنا الى هدفنا المنشود.
الخوف سيد اللقاء
وصلنا الى قرية اركمان لكننا كنا خائفين من ان يكون الامر مجرد خدعة و"الحراك" ليس سوى لص محترف فنذهب ضحية للمصب والاحتيال لهذا اتجهنا اول الامر نحو القرية الشاطئ وكانت الساعة انذاك تشير الى العاشرة والربع ليلا بحثنا عن مخدع هاتفي فوجدنا واحدا لكنه معطل فعبئنا الهاتف بعد بحث مضن عن بطائق التعبئة ثم اتصلنا به ليخبرنا انه بنتظرنا في سيارة زرقاء داكنة من نوع رونو...عدنا الى القرية فوجدنا سيارة تنطبق عليها نفس المواصفات التي اعطانا اياها محدثنا وقفنا بعدها بعدة امتار ثم نزلنا فاخرجت الهاتف من جيبي وشرعت في الاتصال لكن الخط كان مشغول...نظرت يمنة وشمالا فرايت رجلا واضعا هاتف محمول على اذنه كان يتحدث واشار لنا اقتربنا الى ان وصلنا بمحاذاة السيارة واقترب هو ايضا منا لكن لا احد تحدث مع الاخر بقينا كذلك للحظات بينما تقدم هو من ثلاثة رجال كانوا داخل السيارة واثنين خارجها وراح يتهامس معهم بصوت منخفض...لم اطق صبرا فتشجعت واقتربت منه وسالته :" هل انت صديق فلان؟" "فلان من؟" "فلان من فاس" "من انتم؟" "نحن من طرفه اتصلنا بك منذ قليل؟" اومأ لنا براسه وتحلقنا اربعتنا فقال له ابن عمي: "متى موعد الانطلاق؟" رد عليه محدثنا الاسمر:"هذا امر لا يسأل عنه" ثم استطرد "هل معك المال؟" اجبته ان المال معي فاخبرني ان ابن عمي سيذهب معهم ليبيت مع المهاجرين لانهم سينطلقون غذا...ساورني الشك لان هذا الشخص اخبرنا من قبل انهم سينطلقون اليوم والان يخبرنا انهم سينطلقون غذا وسالنا عن المال فلم اسمح لهم باخذه معهم واخبرتهم ان قريبي سيعود ادراجه معي وغذا ساحضره متى هاتفونا هنا اقترب منا اثنان من الجانب الايسر هم اصدقاء محدثنا واقترب واحد من اليمين يظهر كأنه متشرد صمتنا للحظات فظننت اننا سنتعرض للضرب والسرقة لهذ حضرت نفسي لاي موقف لا سيما انني لا اعرف كم عددهم بالضبط...قطع "الحراك" فاصل الصمت وقال لنا:"اسبقونا الى الامام بسيارتكم وسنتبعكم الان لان هذا المكان مليئ بالابواق" رجعنا الى السيارة وبقينا فيها...انتظروا ان ننطلق لكني منعت صديقي من الاقلاع لانهم خمسة او ستة اما نحن فثلاثة ولا نعرف ماذا يوجد بحوزتهم...تقدموا امامنا وبقينا مكاننا لم نتزحزح وفجاة توقفوا انتظروا مرة اخرى ان نتحرك وبعد ذلك اداروا السيارة كانهم عائدين نحونا فخرج ابن عمي وتوجه نحوهم تحدثوا لحوالي خمس دقائق عاد بعدها وقال لنا بان نقترب منهم حتى يعطونا ستة ملايين سنتيم...لم افهم السبب من اعطائهم لنا هذا المبلغ الكبير لكننا جازفنا واقتربنا منهم مبتعدين عن ابناء القرية الذين ظلوا طوال مدة وقوفنا بجنبهم ينظرون الينا نظرة العارف بخبايا لعبة "لحريك".
نهاية يوم طويل
توقفنا امام السيارة الزرقاء نزل منها شاب في العشرينات دخل الى سيارتنا وسال ابن عمي:"هل انت فلان؟" فاجابه بالايجاب لكنه لم يصدق فاتصل بصديق ابن عمي في فاس وقال له :"ها هو صديقك تحدث معه حتى اتاكد من انه الشخص المعني" تناول ابن عمي الهاتف وقال بابتسامة عريضة تعلوا محياه "اهلا...كيف الاحوال..." تحدث معه للحظات ثم اعاد الهاتف للشاب الجالس بجنبه وحينما اكد له المتصل به ان من تحدث معه للتو هو الشخص الذي يريد ائتمانه على الملايين الست اخرج الشاب كيسا بلاستيكيا من داخل معطفه وشرع يمد رزما مالية لابن عمي وهو يقول له : " ها بريكة...ها جوج بريكات...." الى ان اتم العد عند الرقم ستة فودعنا وانصرف عائدا الى السيارة التي تنتظره ورائنا...قلت لصديقي ان يذهب عكس اتجاههم لانه من الممكنان يسبقونا ويعترضوا طريقنا لا سيما ان لدينا الان ثمانية ملاين سنتيم...انطلقنا في الاتجاه المعاكس كاننا عائدين الى شطائ القرية من حيث جئنا فاشاروا لنا باشارة ضوئية وابتعدوا لنمضي نحن عكس الاتجاه الذي نريد...عند وصولنا الى الطريق الرئيسية سلكنا الطريق المؤدي الى الناظور وعدنا الى المنزل على امل ان يكون الغذ هو اليوم الموعود.
اطول يوم في حياتي
في الغذ استيقظنا باكرا ثم اتجهنا الى وسط المدينة وجلسنا في المقهى منتظرين ان يهاتفنا "الحراك" الذي التقيناه بالامس...على الساعة الثانية عشر زوالا رن الهاتف فاجاب ابن عمي ليحدثه شخص اخر قال له بانه فلان وهو المسؤول عن الثلاثة مالكي الستة ملايين التي اعطيت له البارحة فاستفسره ابن عمي عن سبب اتصاله ليجيبه انهم بحاجة الى اثنى عشر"بوجي" وتعبئة مائة درهم للهاتف الذي يتصل منه الان...عاد وقال لي ما جرى فاستغربت لان ما اعرفه عن شبكات الهجرة انهم لا يطلبون من المهاجرين شراء لوازم المحركات فقلت له انه من ناحيتي ان لا يعطيهم شيئا فرد علي بانه لن يعطيهم من ماله بل من الستة ملايين صمتت قليلا ثم قلت له : "ما ادام الامر كذلك فاتصل بصديقك في فاس واخبره عما يريدونه فان وافق فلا مشكل بالنسبة لنا" وذاك ما فعله فكان جواب صديقه عكس ما توقعت اذ وافق على ان يعطيهم ما يودون...اتجهنا الى "الماحي" حتى نشتري "البوجيات" لكننا فوجئنا بالمتجر مغلق لنتذكر ان اليوم يوم احد لهذا عاودنا الاتصال بمحدثنا الاخير واخبرناه عن الامر فطلب منا ان نحضر له الف درهم وننتظره امام المحكمة الابتدائية...ذهبنا في سيارة اجرة الى المنزل لكي ناخذ الالف درهم ثم عدنا الى المقهى الاقرب الى الابتدائية جلسنا هناك واتصلنا به نخبره اننا بالقرب من المحكمة فقال لنا بانه سيتواجد معنا بعد نصف ساعة في سيارة من نوع "جيطا"...جلست مع الاصدقاء بينما كان ابن عمي ينتظر ان يرن هاتفه...رن الهاتف فخرج وغاب لمدة دقائق ثم عاد واخبرني انه سيذهب ليسلمه الالف درهم فظننت انه سيعود بعد ان يسلمه المال لكنه غاب لمدة تزيد عن الساعتين وحين عاد اخبرني انه سيذهب حالا الى القرية فطلبت منه ان يسبقني الى المنزل ريثما انهي بعض المواضيع العالقة مع مدير الجريدة...ذهب وبعد حوالي النصف ساعة عاد وقال لي: " يجب ان نذهب الان لقد اتصلوا بي وطلبوا مني الحضور لانهم ينتظرونني فقط" فاخبرته انه ما دامت الملايين الست بحوزته فين يحركوا الزورق ابدا باتجاه "الجنة الوهمية"...وفورا اتصلت بصديقي واخبرته اننا سنعود مرة اخرى الى قرية اركمان فحضر واقلنا الى المنزل اخذنا المال ويممنا صوب قرية اركمان.
اتصالات المغرب الرابح الاكبر
طوال الطريق كان الهاتف يرن ويقولون لنا بانهم ينتظروننا نحن فقط وعلينا ان نسرع لان المهاجرين بالقرب من القارب...ضغط صديقي على دواسة البنزين فارتفعت السرعة الى مائة واربعين كيلومترا ثم قال لابن عمي :" ها انت ترى عندما تكون على عجالة من امرك يصبح العالم بطيئ من حولك" ابستم قريبي وارخى راسه على المقعد الخلفي بينما غصت في التفكير في طريقة اخرج بها سالما بدون خسائر لانه من الصعب جدا ان تكون بامان ولديك ثمان ملايين...وصلنا الى مكان اللقاء لكناا لم نجد احدا فاتصلنا بهم وقلنا لهم اننا ننتظرهم وطلبنا منهم الاسراع...بقينا داخل السيارة مدة نصف ساعة ثم عاودنا الاتصال مرة اخرى وقلت لهم بانهم ان لم يحضروا الان سانصرف فطلب مني محدثي الانتظار قليلا لان الطريق بعيدة ووعرة لهذا تاخرت السيارة لكني لم استصغ كذبته ثم سالته عن نوعها حتى نعرفها حين تحضر ليخبرني انها نفس السيارة التي التقت بنا امام المحكمة وبما اني لم ارها سالت ابن عمي بعد قطع الاتصال فقال لي بانها "جيطا" من صنف الثمانينات لونها رمادي اقرب الى لون الالومنيوم بقينا ننتظر لحوالي عشر دقائق اخرى فظهرت سيارة بنفس المواصفات ووقفت بعيدا...قبل ان اذهب مع ابن عمي اخرجت الملايين الثمان واعطيتها لصديقي واوصيته ان لم اعد معهم ان يهرب ويذهب الى منزلي ويخبرهم بالامر وحتى ان عاد ابن عمي فلا يعطيه المال...خرجنا واتجهنا صوب السيارة ركبنا فيها وكانت السيارة جد مهترئة حتى ان مبدل السرعة في العدديد من الاحيان كان ينتقل من وضعية الوقوف الى المستوى الثالث بدل ان ينتقل الى المستوى الاول فتسري ذبذبة قوية في بدن السيارة كان زلزال ضربها...انطلقنا متجهين الى "القرية التعاونية" فسالته عن مكان القارب صمت قليلا ثم قال : "من الفلوجة" وصمت مرة اخرى ثم استطرد : " لقد كنت اسمع عن الفلوجة في الاخبار فقط ولم ارها يوما لكنني الان اعيش فيها" ابتسمت في حين اني كنت مستغربا مما يقول هذا الرجل...دخقنا الى "القرية التعاونية" واشترى السائق السجائر ثم عدنا من حيث اتينا وقبل ان نخرج من قرية اركمان متجهين الى ما اسماه السائق "بالفلوجة" سالنا هل احضرنا المال معنا فاجبته ان المال في السيارة وحين سمع اخر جملة اوقف السيارة وقال بانه يجب ان ناخذ المال معنا فاخبرته انني ساكون الضمانة لاموالهم فحالما يخرج الزورق ويعيدوني الى السيارة ساعطيهم المال ليردف قائلا :" انا ماشي سوقي اخويا ولكن راهوم غادي ايرجعوك باش تجيب لفلوس" ثم سالني ان كان هاتفي معبأ كي نتصل بهم ونسالهم حتى لا نعود مرة اخرى فاخبرته ان التعبئة انضبت ولم يعد لها اثر في هاتفي...صمت قليلا ثم انطلق الى الفلوجة.
ما ان قطعنا الكيلومتر الاول حتى تاكدت ان ما قاله السائق عن هذه المنطقة صحيح فكان امريكا اخطات الفلوجة وضربت "الجزيرة"...والجزيرة التي اقصد ليست تلك الاخبارية بل هي مكان يقبع في اقصى شاطئ القري جهة اليسار...كانت الطريق مليئة بالحفر ان سقط فيها فيل سيختفي وبالكاد كنا نتحرك فقال لنا السائق بان السيارة التي تقلنا الان كانت منذ شهر ونصف ممتازة لكن هذه الطريق حولتها الى مجرد خردة...حين وصل بنا الى نصف الطريق اتصل بالسائق نفس الشخص الذي كان يتصل بنا طوال اليوم وتحدث معه قليلا ثم سلم الهاتف لابن عمي الذي خرج من السيارة حتى يستطيع سماع محدثه وعاد بعد برهة فسالته عن سبب الاصتال وقال لي :" لقد اراد منا العودة لاحضار المال لكني قلت له بان حال ركوبي ستوصلون ابن عمي وسيعطيكم المال فوافق" ارتحت اخيرا واطمئننت قليلا...استمرت الرحلة الى "الجزيرة" ورن الهاتف مرة اخرى فطلبوا من السائق العودة الى حيث يوجد المال لكنه اخبرهم اننا بالقرب من المنزل فقطعوا الاتصال واستمر المسير الى ان وصلنا واصبحنا بعيدين عن المنزل بحوالي المائتا متر اطفأ مصابيح السيارة واقترب من المنزل انزلنا وذهب خلف الاشجار ليضع السيارة هناك...لفحنا برد قارس حال خروجنا من السيارة فولجنا الى منزل لا يحمل من صفاته سوى الاسم والاسوار فلا ابوب ولا نوافذ حتى السيراميك والصباغة غير موجودين...عرجوا بنا الى سطح البناية وهنا تحلق حولنا حوالي خمسة رجال كانت ملامحهم غير بادية واذخوا يسالونني هل ان المكلف بالثلاثة الذين لا يحملون المال فقلت لهم بان ماليهم معي وساعطيهم اياه حاليما يقلع الزورق لكنهم لم يوافقوا وتعالت الاصوات فطلبت منهم الهدوء وان نتحدث بعقلانية واذعنوا لكلامي وصمت الجميع فقلت لهم حتى باتمنونني بان ثمانية ملايين بالنسبة لي لا شيء وانا مجرد فاعل خير فقط فقال لي رجل طويل وضعيف عرفت فيما بعد انه قبطان سابق باحدى سفن الصيد البحري والان يعمل في هذا المجال...قال لي :"ولماذا لم تحمل المال معك هل لم تثق فينا؟" فعاتبته على قوله هذا واجبته بانني لم احضر المال خوفا من ان يمسكنا حرس الحدود ونحن قادمون ويفتشنا ويجد بحوزتنا هذا المبلغ فينفضح الامر برمته...هنا احسسن كان هذا الشخص بدء يقتنع بكلامي لكن شخصا اخر كان يقف بعيدا تقدما نحوي وقال لي :"لماذا تتحدث معه فهو مجرد سائق فقط...تحدث معي فانا مالك القارب" انذاك اوليت ظهري للسائق وتحولت الى المالك لكن بمجرد ان تحدث معه قال لي :" اترى ان كان ينقصكم درهم واحد فلن يتحرك القارب واي واحد لم يدفع لن يركب" كان حازما في حديثه بشكل لا يقبل النقاش لهذا سالته عن الحل فقال لي بان نعود ونحضر المال...لم اجد بدا من الموافقة على رايه لانني مرغم وحتى ارباب الملايين الست صاروا يطالبونني بمالهم فرجعت مع رجل ضخم الجثة الى حيث يوجد صديقي...
اتصل بي احد اقاربي يود الهجرة الى الغرب بطريقة غير مشروعة ويريد مني مرافقته الى حيث توجد شبكة الهجرة حتى اسلمهم المال حال ركوبه في القارب حتى يضمن انه لن يتعرض لعملية نصب واحتيال...تراجعت قليلا لخطورة الاقدام على المساعدة على الهجرة السرية لان عقوبة المساعدة اكبر من عقوبة الهجرة لكني رايت اخر الامر انه من حق القارئ ان يعرف ماذا يجري داخل دهاليز هذا العالم الخفي عن انظار العامة فكان القرار ان اخوض التجربة حتى تكون تجربتي هذه عبرة لكل واحد يود الذهاب داخل قوارب الموت.
بعد ان وافقت كان لا بد من العودة الى ادارة الجريدة حتى يكون كل شيء في مساره الطبيعي لهذا تشاورت مع مدير الجريدة ثم هاتفت قريبي حتى ينتقل من فاس الى الناظور على جناح السرعة لانه اسر لي بان شبكة الهجرة تنتظره لكي ينطلق القارب الى البر الاخر...
في رحاب قرية اركمان
السبت صباحا كان الجو حار كاننا في فصل الصيف رغم ان الفصل ربيع ركبنا الحافلة انا وابن عمي واتجهنا نحو وسط المدينة هناك اتصلنا "بالحراك" طلب منا رقم هاتف محمول حتى يستطيع مكالمتنا فيه فاخبرناه انه نفس الرقم الذي نتصل منه الان بعد حوالي النصف ساعة عاود الاتصال بنا واخبرنا ان موعد الانطلاق سيكون في العاشرة ليلا من هذا اليوم وطلب منا ان نحضر عشرين الف درهم الى المكان الذي سنلتقي فيه والذي سيخبرنا عنه فيما بعد...لم نجد ما نفعله في انتظار مكالمته التالية التي سيخبرنا فيها بمكان اللقاء فجلسنا في المقى على امل ان يرن جرس المحمول بقينا هناك لساعات الى ان ساد الاعتقاد بيننا ان الامر مجرد خدعة فقمنا وتوجهنا الى المنزل لنرتاح قليلا وفي المساء عدنا الى وسط المدينة بعد ان اعتقدنا ان الحكاية انتهت بقينا نتجول في الشوارع لحوالي الساعتين وحينما انهكنا المشي قررنا الجلوس في المقهى لكن الهاتف رن اجاب ابن عمي فكان المتصل هو "الحراك" اخبره ان مكان الالتقاء سيكون في قرية اركمان وطلب منه ان يترك الهاتف مشغل حتى يعاود الاتصال بنا ليخبرنا متى ناتي لان الزمان تغير مرة اخرى انتظرنا الى حدود التاسعة ليلا ليتصل بنا مرة اخرى ويطلب منا الحضور بسرعة الى الى القرية وقد اخبرت ابن عمي مسبقا ان القرية تبعد عن الناظور بحوالي ثلاثون كيلومترا فاخبره اننا سنتاخر لحوالي ساعة لكن "الحراك" اخبره انه لا حاجة لمجيئنا ان كنا سنتاخر كل هذه المدة في الحين هاتفت صديقي وطلبت منه الحضور بسيارته ليوصلنا الى القرية وما هي الا دقائق حتى كان معنا واقلنا الى المنزل لناخذ المال ثم توجهنا الى هدفنا المنشود.
الخوف سيد اللقاء
وصلنا الى قرية اركمان لكننا كنا خائفين من ان يكون الامر مجرد خدعة و"الحراك" ليس سوى لص محترف فنذهب ضحية للمصب والاحتيال لهذا اتجهنا اول الامر نحو القرية الشاطئ وكانت الساعة انذاك تشير الى العاشرة والربع ليلا بحثنا عن مخدع هاتفي فوجدنا واحدا لكنه معطل فعبئنا الهاتف بعد بحث مضن عن بطائق التعبئة ثم اتصلنا به ليخبرنا انه بنتظرنا في سيارة زرقاء داكنة من نوع رونو...عدنا الى القرية فوجدنا سيارة تنطبق عليها نفس المواصفات التي اعطانا اياها محدثنا وقفنا بعدها بعدة امتار ثم نزلنا فاخرجت الهاتف من جيبي وشرعت في الاتصال لكن الخط كان مشغول...نظرت يمنة وشمالا فرايت رجلا واضعا هاتف محمول على اذنه كان يتحدث واشار لنا اقتربنا الى ان وصلنا بمحاذاة السيارة واقترب هو ايضا منا لكن لا احد تحدث مع الاخر بقينا كذلك للحظات بينما تقدم هو من ثلاثة رجال كانوا داخل السيارة واثنين خارجها وراح يتهامس معهم بصوت منخفض...لم اطق صبرا فتشجعت واقتربت منه وسالته :" هل انت صديق فلان؟" "فلان من؟" "فلان من فاس" "من انتم؟" "نحن من طرفه اتصلنا بك منذ قليل؟" اومأ لنا براسه وتحلقنا اربعتنا فقال له ابن عمي: "متى موعد الانطلاق؟" رد عليه محدثنا الاسمر:"هذا امر لا يسأل عنه" ثم استطرد "هل معك المال؟" اجبته ان المال معي فاخبرني ان ابن عمي سيذهب معهم ليبيت مع المهاجرين لانهم سينطلقون غذا...ساورني الشك لان هذا الشخص اخبرنا من قبل انهم سينطلقون اليوم والان يخبرنا انهم سينطلقون غذا وسالنا عن المال فلم اسمح لهم باخذه معهم واخبرتهم ان قريبي سيعود ادراجه معي وغذا ساحضره متى هاتفونا هنا اقترب منا اثنان من الجانب الايسر هم اصدقاء محدثنا واقترب واحد من اليمين يظهر كأنه متشرد صمتنا للحظات فظننت اننا سنتعرض للضرب والسرقة لهذ حضرت نفسي لاي موقف لا سيما انني لا اعرف كم عددهم بالضبط...قطع "الحراك" فاصل الصمت وقال لنا:"اسبقونا الى الامام بسيارتكم وسنتبعكم الان لان هذا المكان مليئ بالابواق" رجعنا الى السيارة وبقينا فيها...انتظروا ان ننطلق لكني منعت صديقي من الاقلاع لانهم خمسة او ستة اما نحن فثلاثة ولا نعرف ماذا يوجد بحوزتهم...تقدموا امامنا وبقينا مكاننا لم نتزحزح وفجاة توقفوا انتظروا مرة اخرى ان نتحرك وبعد ذلك اداروا السيارة كانهم عائدين نحونا فخرج ابن عمي وتوجه نحوهم تحدثوا لحوالي خمس دقائق عاد بعدها وقال لنا بان نقترب منهم حتى يعطونا ستة ملايين سنتيم...لم افهم السبب من اعطائهم لنا هذا المبلغ الكبير لكننا جازفنا واقتربنا منهم مبتعدين عن ابناء القرية الذين ظلوا طوال مدة وقوفنا بجنبهم ينظرون الينا نظرة العارف بخبايا لعبة "لحريك".
نهاية يوم طويل
توقفنا امام السيارة الزرقاء نزل منها شاب في العشرينات دخل الى سيارتنا وسال ابن عمي:"هل انت فلان؟" فاجابه بالايجاب لكنه لم يصدق فاتصل بصديق ابن عمي في فاس وقال له :"ها هو صديقك تحدث معه حتى اتاكد من انه الشخص المعني" تناول ابن عمي الهاتف وقال بابتسامة عريضة تعلوا محياه "اهلا...كيف الاحوال..." تحدث معه للحظات ثم اعاد الهاتف للشاب الجالس بجنبه وحينما اكد له المتصل به ان من تحدث معه للتو هو الشخص الذي يريد ائتمانه على الملايين الست اخرج الشاب كيسا بلاستيكيا من داخل معطفه وشرع يمد رزما مالية لابن عمي وهو يقول له : " ها بريكة...ها جوج بريكات...." الى ان اتم العد عند الرقم ستة فودعنا وانصرف عائدا الى السيارة التي تنتظره ورائنا...قلت لصديقي ان يذهب عكس اتجاههم لانه من الممكنان يسبقونا ويعترضوا طريقنا لا سيما ان لدينا الان ثمانية ملاين سنتيم...انطلقنا في الاتجاه المعاكس كاننا عائدين الى شطائ القرية من حيث جئنا فاشاروا لنا باشارة ضوئية وابتعدوا لنمضي نحن عكس الاتجاه الذي نريد...عند وصولنا الى الطريق الرئيسية سلكنا الطريق المؤدي الى الناظور وعدنا الى المنزل على امل ان يكون الغذ هو اليوم الموعود.
اطول يوم في حياتي
في الغذ استيقظنا باكرا ثم اتجهنا الى وسط المدينة وجلسنا في المقهى منتظرين ان يهاتفنا "الحراك" الذي التقيناه بالامس...على الساعة الثانية عشر زوالا رن الهاتف فاجاب ابن عمي ليحدثه شخص اخر قال له بانه فلان وهو المسؤول عن الثلاثة مالكي الستة ملايين التي اعطيت له البارحة فاستفسره ابن عمي عن سبب اتصاله ليجيبه انهم بحاجة الى اثنى عشر"بوجي" وتعبئة مائة درهم للهاتف الذي يتصل منه الان...عاد وقال لي ما جرى فاستغربت لان ما اعرفه عن شبكات الهجرة انهم لا يطلبون من المهاجرين شراء لوازم المحركات فقلت له انه من ناحيتي ان لا يعطيهم شيئا فرد علي بانه لن يعطيهم من ماله بل من الستة ملايين صمتت قليلا ثم قلت له : "ما ادام الامر كذلك فاتصل بصديقك في فاس واخبره عما يريدونه فان وافق فلا مشكل بالنسبة لنا" وذاك ما فعله فكان جواب صديقه عكس ما توقعت اذ وافق على ان يعطيهم ما يودون...اتجهنا الى "الماحي" حتى نشتري "البوجيات" لكننا فوجئنا بالمتجر مغلق لنتذكر ان اليوم يوم احد لهذا عاودنا الاتصال بمحدثنا الاخير واخبرناه عن الامر فطلب منا ان نحضر له الف درهم وننتظره امام المحكمة الابتدائية...ذهبنا في سيارة اجرة الى المنزل لكي ناخذ الالف درهم ثم عدنا الى المقهى الاقرب الى الابتدائية جلسنا هناك واتصلنا به نخبره اننا بالقرب من المحكمة فقال لنا بانه سيتواجد معنا بعد نصف ساعة في سيارة من نوع "جيطا"...جلست مع الاصدقاء بينما كان ابن عمي ينتظر ان يرن هاتفه...رن الهاتف فخرج وغاب لمدة دقائق ثم عاد واخبرني انه سيذهب ليسلمه الالف درهم فظننت انه سيعود بعد ان يسلمه المال لكنه غاب لمدة تزيد عن الساعتين وحين عاد اخبرني انه سيذهب حالا الى القرية فطلبت منه ان يسبقني الى المنزل ريثما انهي بعض المواضيع العالقة مع مدير الجريدة...ذهب وبعد حوالي النصف ساعة عاد وقال لي: " يجب ان نذهب الان لقد اتصلوا بي وطلبوا مني الحضور لانهم ينتظرونني فقط" فاخبرته انه ما دامت الملايين الست بحوزته فين يحركوا الزورق ابدا باتجاه "الجنة الوهمية"...وفورا اتصلت بصديقي واخبرته اننا سنعود مرة اخرى الى قرية اركمان فحضر واقلنا الى المنزل اخذنا المال ويممنا صوب قرية اركمان.
اتصالات المغرب الرابح الاكبر
طوال الطريق كان الهاتف يرن ويقولون لنا بانهم ينتظروننا نحن فقط وعلينا ان نسرع لان المهاجرين بالقرب من القارب...ضغط صديقي على دواسة البنزين فارتفعت السرعة الى مائة واربعين كيلومترا ثم قال لابن عمي :" ها انت ترى عندما تكون على عجالة من امرك يصبح العالم بطيئ من حولك" ابستم قريبي وارخى راسه على المقعد الخلفي بينما غصت في التفكير في طريقة اخرج بها سالما بدون خسائر لانه من الصعب جدا ان تكون بامان ولديك ثمان ملايين...وصلنا الى مكان اللقاء لكناا لم نجد احدا فاتصلنا بهم وقلنا لهم اننا ننتظرهم وطلبنا منهم الاسراع...بقينا داخل السيارة مدة نصف ساعة ثم عاودنا الاتصال مرة اخرى وقلت لهم بانهم ان لم يحضروا الان سانصرف فطلب مني محدثي الانتظار قليلا لان الطريق بعيدة ووعرة لهذا تاخرت السيارة لكني لم استصغ كذبته ثم سالته عن نوعها حتى نعرفها حين تحضر ليخبرني انها نفس السيارة التي التقت بنا امام المحكمة وبما اني لم ارها سالت ابن عمي بعد قطع الاتصال فقال لي بانها "جيطا" من صنف الثمانينات لونها رمادي اقرب الى لون الالومنيوم بقينا ننتظر لحوالي عشر دقائق اخرى فظهرت سيارة بنفس المواصفات ووقفت بعيدا...قبل ان اذهب مع ابن عمي اخرجت الملايين الثمان واعطيتها لصديقي واوصيته ان لم اعد معهم ان يهرب ويذهب الى منزلي ويخبرهم بالامر وحتى ان عاد ابن عمي فلا يعطيه المال...خرجنا واتجهنا صوب السيارة ركبنا فيها وكانت السيارة جد مهترئة حتى ان مبدل السرعة في العدديد من الاحيان كان ينتقل من وضعية الوقوف الى المستوى الثالث بدل ان ينتقل الى المستوى الاول فتسري ذبذبة قوية في بدن السيارة كان زلزال ضربها...انطلقنا متجهين الى "القرية التعاونية" فسالته عن مكان القارب صمت قليلا ثم قال : "من الفلوجة" وصمت مرة اخرى ثم استطرد : " لقد كنت اسمع عن الفلوجة في الاخبار فقط ولم ارها يوما لكنني الان اعيش فيها" ابتسمت في حين اني كنت مستغربا مما يقول هذا الرجل...دخقنا الى "القرية التعاونية" واشترى السائق السجائر ثم عدنا من حيث اتينا وقبل ان نخرج من قرية اركمان متجهين الى ما اسماه السائق "بالفلوجة" سالنا هل احضرنا المال معنا فاجبته ان المال في السيارة وحين سمع اخر جملة اوقف السيارة وقال بانه يجب ان ناخذ المال معنا فاخبرته انني ساكون الضمانة لاموالهم فحالما يخرج الزورق ويعيدوني الى السيارة ساعطيهم المال ليردف قائلا :" انا ماشي سوقي اخويا ولكن راهوم غادي ايرجعوك باش تجيب لفلوس" ثم سالني ان كان هاتفي معبأ كي نتصل بهم ونسالهم حتى لا نعود مرة اخرى فاخبرته ان التعبئة انضبت ولم يعد لها اثر في هاتفي...صمت قليلا ثم انطلق الى الفلوجة.
ما ان قطعنا الكيلومتر الاول حتى تاكدت ان ما قاله السائق عن هذه المنطقة صحيح فكان امريكا اخطات الفلوجة وضربت "الجزيرة"...والجزيرة التي اقصد ليست تلك الاخبارية بل هي مكان يقبع في اقصى شاطئ القري جهة اليسار...كانت الطريق مليئة بالحفر ان سقط فيها فيل سيختفي وبالكاد كنا نتحرك فقال لنا السائق بان السيارة التي تقلنا الان كانت منذ شهر ونصف ممتازة لكن هذه الطريق حولتها الى مجرد خردة...حين وصل بنا الى نصف الطريق اتصل بالسائق نفس الشخص الذي كان يتصل بنا طوال اليوم وتحدث معه قليلا ثم سلم الهاتف لابن عمي الذي خرج من السيارة حتى يستطيع سماع محدثه وعاد بعد برهة فسالته عن سبب الاصتال وقال لي :" لقد اراد منا العودة لاحضار المال لكني قلت له بان حال ركوبي ستوصلون ابن عمي وسيعطيكم المال فوافق" ارتحت اخيرا واطمئننت قليلا...استمرت الرحلة الى "الجزيرة" ورن الهاتف مرة اخرى فطلبوا من السائق العودة الى حيث يوجد المال لكنه اخبرهم اننا بالقرب من المنزل فقطعوا الاتصال واستمر المسير الى ان وصلنا واصبحنا بعيدين عن المنزل بحوالي المائتا متر اطفأ مصابيح السيارة واقترب من المنزل انزلنا وذهب خلف الاشجار ليضع السيارة هناك...لفحنا برد قارس حال خروجنا من السيارة فولجنا الى منزل لا يحمل من صفاته سوى الاسم والاسوار فلا ابوب ولا نوافذ حتى السيراميك والصباغة غير موجودين...عرجوا بنا الى سطح البناية وهنا تحلق حولنا حوالي خمسة رجال كانت ملامحهم غير بادية واذخوا يسالونني هل ان المكلف بالثلاثة الذين لا يحملون المال فقلت لهم بان ماليهم معي وساعطيهم اياه حاليما يقلع الزورق لكنهم لم يوافقوا وتعالت الاصوات فطلبت منهم الهدوء وان نتحدث بعقلانية واذعنوا لكلامي وصمت الجميع فقلت لهم حتى باتمنونني بان ثمانية ملايين بالنسبة لي لا شيء وانا مجرد فاعل خير فقط فقال لي رجل طويل وضعيف عرفت فيما بعد انه قبطان سابق باحدى سفن الصيد البحري والان يعمل في هذا المجال...قال لي :"ولماذا لم تحمل المال معك هل لم تثق فينا؟" فعاتبته على قوله هذا واجبته بانني لم احضر المال خوفا من ان يمسكنا حرس الحدود ونحن قادمون ويفتشنا ويجد بحوزتنا هذا المبلغ فينفضح الامر برمته...هنا احسسن كان هذا الشخص بدء يقتنع بكلامي لكن شخصا اخر كان يقف بعيدا تقدما نحوي وقال لي :"لماذا تتحدث معه فهو مجرد سائق فقط...تحدث معي فانا مالك القارب" انذاك اوليت ظهري للسائق وتحولت الى المالك لكن بمجرد ان تحدث معه قال لي :" اترى ان كان ينقصكم درهم واحد فلن يتحرك القارب واي واحد لم يدفع لن يركب" كان حازما في حديثه بشكل لا يقبل النقاش لهذا سالته عن الحل فقال لي بان نعود ونحضر المال...لم اجد بدا من الموافقة على رايه لانني مرغم وحتى ارباب الملايين الست صاروا يطالبونني بمالهم فرجعت مع رجل ضخم الجثة الى حيث يوجد صديقي...