بقلم : عادل شكري
canariasur@hotmail.com
قامت الدنيا ولم تقعد حينما قرر إمام أحد المساجد بإسبانيا وبالضبط بضاحية تدعى vecindario أن يخرج عن الشكل التقليدي لإمام المسجد ويقوم بدوره العظيم الذي يجب عليه القيام به. وما إلى ذلك من شروط الإمامة إلى غير ذلك، فالتيجاني ميمون البوجي وهو رئيس جمعية وحدة الجزيرة ومستشار شرعي بجمعية إسبانية مغربية......خالف الجميع بكل بساطة فقال إن اللحوم التي يأكلها المهاجرون المغاربة لمدة طويلة لا يتم ذبحها بالطريقة الشرعية، بعدما كانت تباع لسنوات طوال في مجازر يقال عليها أنها إسلامية، على أساس أنها لحوم مذبوحة حقاً. مباشرة بعد تلك الخطبة بدأ هذا الإمام يشهد دون سابق إنذار حملة تشهيرية كبرى، في الوقت الذي شهد المسجد الذي أمه لمدة أوج عطائه. فلم يشهد أن تعلقت قلوب الأطفال بسبب هذا الرجل بالمسجد كما تعلقت به في ذلك الوقت. حيث كان يعطي دروساً في اللغة العربية والتربية الإسلامية، مواعظ، تدخلات صلح بين المتخاصمين، حل مشاكل الشباب والشابات... إلى درجة ولأول مرة في تاريخ المنطقة أصبحت الهيئات والسلطات الإسبانية تشيد بنفسها بدور المسجد وإمامه في إعطاء صورة مشرقة عن الإسلام والمسلمين، حتى هدى الله عز وجل على يديه إسبان وإيطاليين، ولم تعد أسرة واحدة لا تسمع بهذا الإمام، ولم يعد شخص إلا وطرح مشاكله عليه إلى درجة أصبح صندوقاً لأسرار المهاجرين، والله على ما أقول شهيد. والغريب أنه لحد الآن هو نفسه لا زال يستهين بما قدمه للجالية، ذلك أنه لا ينتظر منهم جزاء ولا شكوراً...
وكالعادة، فإن الفساق الذين الذين يمنعون ما أمر الله أن يوصل في كل زمان ومكان جدوا واجتهدوا في النيل منه من خلال وضع كل ما يعرقل سيرورته، حتى تنازل لهم ذات يوم عن إمامة المسجد. وهو الحال الوحيد الذي تبين بعده مدى قيمته التي كان يحظى بها، حتى تدهور كل ما تركه ولم يعد الحال كما كان.
فلقد أتى رجل الحسن البصري رحمه الله قائلا : "إن قوماً يجالسونك ليجدوا بذلك إلى الوقيعة فيك سبيلا (أي يتصيدون الأخطاء)". فقال : "هون عليك يا هذا، إني أطمعت نفسي في الجنات فطمعت، وأطمعتها في النجاة من النار فطمعت، وأطمعتها في السلامة من الناس فلم أجد إلى ذلك سبيلا، فإن الناس لم يرضوا عن خالقهم ورازقهم فكيف يرضون عن مخلوق مثلهم؟؟" وكذلك لم يسلم صاحبنا من الناس وجاليته التي ضحى من أجلها ولا زال، لا تشغله عنها الأوروهات والله قد رزقهم رجلاً لا يعرف قيمته إلا عاقل. فحالنا مع الجالية المغربية للأسف كذلك، كلما لمست الجرح الذي يؤلمنا جميعاً إلا ووجدت من باعوا أنفسهم لأهوائهم أولئك الذين أصبحوا يدافعون عن غربهم أكثر من دفاعهم عن هويتهم الحقيقية...
لقد عشت سنين عدداً كمهاجر بالخارج، وعشت عن كثب ذلك الانبهار بالعالم الغربي، حتى إن البعض لو وجد مسلكاً لغير اسمه في سبل إرضاء واقع معيش يعلم الجميع أنه ذلول. وأما الفرحين بوضعهم الجديد فأولئك مما لا شك فيه من الذين كانوا يبيعون أثاثهم للالتحاق بالفردوس المفقود، فهؤلاء معذورون. وأن يطلب منا البعض أن نشوه الحقائق ونقول إن طلبة غرناطة ملائكة نزلوا من السماء فذلك أمر لا يقبل المساومة، لأن رهاننا الوحيد هو كلمة حق سنحاسب عليها يوم البعث، كلمة نقولها بصدق ليس بغرض التشهير والتحقير ولا بغرض دنيء كما يعتقد البعض، إنما نريد حقاً أن نلمس في الكثير من إخواننا المهاجرين رجولتهم التي للأسف أصبحوا يفقدون قيمتها، خصوصاً حينما يرد عليك أحدهم ويقول بأننا ظلمنا طلبة غرناطة وأن ما يحدث هناك إنما يعبر عن نبل الأخلاق!
إن آخر شيء يهمني من خلال هذا العمود أو من خلال كل كلمة أكتبها أن أسير ضد التيار، ولكن التيار الذي يسير ضد إرادة الواحد الأحد لا بد لنا من التصدي له. والصحافة التي تحدث عنها البعض هي التي تمارس الآن أضعف الإيمان، والاهتمامات التي يريدنا البعض الآخر أن تتصدر أولوياتنا فليحدثونا عن أول جمعية بالريف تهتم بشؤون الجالية، إن لم يكن اسمها بلا حدود للجالية المغربية، ورئيسها العبد الضعيف. أما ذلك المدافع عن غرناطة المقيم بها لمدة، إن هذا الشخص الذي تعاتبه إسباني الجنسية ولكن الجنسية لا تغير الهوية ولا العقيدة ولا المبادئ. نحن لسنا ممن ينسلخون من قشرتهم لمجرد أنهم وصلوا إلى غرناظة.
عموماً، إن كانت ردودكم حاجة في نفس يعقوب فغفر الله لي ولكم، وإن كانت نصحاً تقدمونه فشكر الله لكم
canariasur@hotmail.com
قامت الدنيا ولم تقعد حينما قرر إمام أحد المساجد بإسبانيا وبالضبط بضاحية تدعى vecindario أن يخرج عن الشكل التقليدي لإمام المسجد ويقوم بدوره العظيم الذي يجب عليه القيام به. وما إلى ذلك من شروط الإمامة إلى غير ذلك، فالتيجاني ميمون البوجي وهو رئيس جمعية وحدة الجزيرة ومستشار شرعي بجمعية إسبانية مغربية......خالف الجميع بكل بساطة فقال إن اللحوم التي يأكلها المهاجرون المغاربة لمدة طويلة لا يتم ذبحها بالطريقة الشرعية، بعدما كانت تباع لسنوات طوال في مجازر يقال عليها أنها إسلامية، على أساس أنها لحوم مذبوحة حقاً. مباشرة بعد تلك الخطبة بدأ هذا الإمام يشهد دون سابق إنذار حملة تشهيرية كبرى، في الوقت الذي شهد المسجد الذي أمه لمدة أوج عطائه. فلم يشهد أن تعلقت قلوب الأطفال بسبب هذا الرجل بالمسجد كما تعلقت به في ذلك الوقت. حيث كان يعطي دروساً في اللغة العربية والتربية الإسلامية، مواعظ، تدخلات صلح بين المتخاصمين، حل مشاكل الشباب والشابات... إلى درجة ولأول مرة في تاريخ المنطقة أصبحت الهيئات والسلطات الإسبانية تشيد بنفسها بدور المسجد وإمامه في إعطاء صورة مشرقة عن الإسلام والمسلمين، حتى هدى الله عز وجل على يديه إسبان وإيطاليين، ولم تعد أسرة واحدة لا تسمع بهذا الإمام، ولم يعد شخص إلا وطرح مشاكله عليه إلى درجة أصبح صندوقاً لأسرار المهاجرين، والله على ما أقول شهيد. والغريب أنه لحد الآن هو نفسه لا زال يستهين بما قدمه للجالية، ذلك أنه لا ينتظر منهم جزاء ولا شكوراً...
وكالعادة، فإن الفساق الذين الذين يمنعون ما أمر الله أن يوصل في كل زمان ومكان جدوا واجتهدوا في النيل منه من خلال وضع كل ما يعرقل سيرورته، حتى تنازل لهم ذات يوم عن إمامة المسجد. وهو الحال الوحيد الذي تبين بعده مدى قيمته التي كان يحظى بها، حتى تدهور كل ما تركه ولم يعد الحال كما كان.
فلقد أتى رجل الحسن البصري رحمه الله قائلا : "إن قوماً يجالسونك ليجدوا بذلك إلى الوقيعة فيك سبيلا (أي يتصيدون الأخطاء)". فقال : "هون عليك يا هذا، إني أطمعت نفسي في الجنات فطمعت، وأطمعتها في النجاة من النار فطمعت، وأطمعتها في السلامة من الناس فلم أجد إلى ذلك سبيلا، فإن الناس لم يرضوا عن خالقهم ورازقهم فكيف يرضون عن مخلوق مثلهم؟؟" وكذلك لم يسلم صاحبنا من الناس وجاليته التي ضحى من أجلها ولا زال، لا تشغله عنها الأوروهات والله قد رزقهم رجلاً لا يعرف قيمته إلا عاقل. فحالنا مع الجالية المغربية للأسف كذلك، كلما لمست الجرح الذي يؤلمنا جميعاً إلا ووجدت من باعوا أنفسهم لأهوائهم أولئك الذين أصبحوا يدافعون عن غربهم أكثر من دفاعهم عن هويتهم الحقيقية...
لقد عشت سنين عدداً كمهاجر بالخارج، وعشت عن كثب ذلك الانبهار بالعالم الغربي، حتى إن البعض لو وجد مسلكاً لغير اسمه في سبل إرضاء واقع معيش يعلم الجميع أنه ذلول. وأما الفرحين بوضعهم الجديد فأولئك مما لا شك فيه من الذين كانوا يبيعون أثاثهم للالتحاق بالفردوس المفقود، فهؤلاء معذورون. وأن يطلب منا البعض أن نشوه الحقائق ونقول إن طلبة غرناطة ملائكة نزلوا من السماء فذلك أمر لا يقبل المساومة، لأن رهاننا الوحيد هو كلمة حق سنحاسب عليها يوم البعث، كلمة نقولها بصدق ليس بغرض التشهير والتحقير ولا بغرض دنيء كما يعتقد البعض، إنما نريد حقاً أن نلمس في الكثير من إخواننا المهاجرين رجولتهم التي للأسف أصبحوا يفقدون قيمتها، خصوصاً حينما يرد عليك أحدهم ويقول بأننا ظلمنا طلبة غرناطة وأن ما يحدث هناك إنما يعبر عن نبل الأخلاق!
إن آخر شيء يهمني من خلال هذا العمود أو من خلال كل كلمة أكتبها أن أسير ضد التيار، ولكن التيار الذي يسير ضد إرادة الواحد الأحد لا بد لنا من التصدي له. والصحافة التي تحدث عنها البعض هي التي تمارس الآن أضعف الإيمان، والاهتمامات التي يريدنا البعض الآخر أن تتصدر أولوياتنا فليحدثونا عن أول جمعية بالريف تهتم بشؤون الجالية، إن لم يكن اسمها بلا حدود للجالية المغربية، ورئيسها العبد الضعيف. أما ذلك المدافع عن غرناطة المقيم بها لمدة، إن هذا الشخص الذي تعاتبه إسباني الجنسية ولكن الجنسية لا تغير الهوية ولا العقيدة ولا المبادئ. نحن لسنا ممن ينسلخون من قشرتهم لمجرد أنهم وصلوا إلى غرناظة.
عموماً، إن كانت ردودكم حاجة في نفس يعقوب فغفر الله لي ولكم، وإن كانت نصحاً تقدمونه فشكر الله لكم