منتدى الدريوش ريف

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

4 مشترك

    الأحلام المذبوحة بين الفيزا وقوارب الموت - متجدد

    karim aouraghi
    karim aouraghi
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    ذكر
    62
    العمر : 40
    لإقــامه : البيت الدي يطل على المسجد
    المهنة : ofecial
    نقاط : 22
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 30/04/2008

    حدث في أكنول الأحلام المذبوحة بين الفيزا وقوارب الموت - متجدد

    مُساهمة من طرف karim aouraghi الأربعاء أبريل 30, 2008 4:37 am

    أحلام مذبوحة في قوارب الموت

    رن الهاتف وعلى الطرف الآخر كان هناك صوت إفريقي حزين متقطع، كلماته تأبى الخروج من الحلق كانت مختنقة بالدموع.
    - السلام عليكم، أنا إبراهيم سيدتي....
    - وعليكم السلام إبراهيم كيف الحال ؟
    - نحن بخير شكرا
    وتوقف عن الكلام لحظة، اعتقدت أن إبراهيم محرج من طلب شيء ما، فهو متزوج وله طفل، قد يكون يرغب في مساعدة.قلت له:
    - إبراهيم هل أنت محتاج لشيء؟.
    - بصوت خافت ومخنوق قال:
    - لا سيدتي ، فقط نريد أن نقول لك أننا نشكرك ونشكر أسرتك ونقول لك أننا نحبكم...
    - (قاطعته) ما الأمر؟ تكلم،لكنه لم يجب قلت
    - أخبرني أين انتم الآن لأحضر إليكم على الفور؟ قلت ذلك لأني شرعت أن الأمر خطيرا جدا وكنت أخشى أن يصاب هشام الصغير بمكروه.
    لم أنتظر طويلا فقد أخذت زوجته السماعة وكانت تبكي بشدة. يا الله إن الأمر صعب فعلا. فلم أر فاطمة (هذا اسم زوجته) تكبي من قبل، تلك الإفريقية الصغيرة المرحة والمفعمة بالحيوية التي ما أن تشاهدني في الشارع حتى تنسى أنها في العاصمة الرباط، لتطلق العنان لصوتها الإفريقي القوي، الذي يجعل كل المارة يلتفتون لمعرفة مصدره، وتهرول نحوي فاتحة ذراعيها وهي تناديني بأعلى صوتها بالاسم الذي اختارته لي:Mamy ،ولست أدري ما تنعيه هذه الكلمة في نجيريا هل هي الأم( طبعا لن تكون لي بنت في عمرها وأيضا في حجمهاالأحلام المذبوحة بين الفيزا وقوارب الموت - متجدد Smailes111 ) أو الأخت أو شيء آخر، لا يهم الاسم وما يعنيه، المهم أنه يخرج من القلب وهذا ما يسعدني بالرغم أن أفراد أسرتي ينادونني بطنط كتبية كما يفعل بعض أعضاء الإعلامي- منهم لله- فأضافت لهم فاطمة اسما آخر، ليمارسوا علي شغبهم اليومي.
    لكن فاطمة هذه المرة ليست مرحة إنها تبكي بحرقة ولم تترك لي الفرصة للاستفسار عن السبب قالت بصوت مبحوح:
    - Mamy we go
    - Mamy we love you so much

    الأحلام المذبوحة بين الفيزا وقوارب الموت - متجدد 183149616
    قالت ذلك و انقطعت المكالمة.
    انتهى الكلام، و تسمرت في مكاني، فقد فهمت الآن ما سر هذا الحزن ، فهمت إنهم قرروا الرحيل، إبراهيم اخبرني مرة أنه ينتظر شخصا سينقلهم عبر قوارب الموت من أكادير إلى لابالماس ومنها إلى اسبانيا. قلت له حينها إنها مغامرة قد تنتهي بموتهم جميعا وأخبرته بالعدد الهائل من الجثث التي يلفظها البحر بشكل مستمر.
    لكن يبدو أن حلمهم بالوصول إلى أوروبا أكبر من الحفاظ على حياتهم أو التفكير في العواقب. تذكرت سعادتهم عندما دعوتهم لقضاء أيام عيد الأضحى مع أسرتي كما عملنا ديننا الحنيف باقتسام أضحية العيد مع الفقراء وابن السبيل، تذكرت فاطمة ذات 18 ربيعا و تعاطفها إلى حد البكاء مع الأضحية عندما عزم الجزار على نحرها.
    .ذكرت الطفل هشام الذي سيصبح عندما يكبر نجما في كرة القدم، الشيء الوحيد الجميل في نيجيريا.
    هاهي فاطمة اليوم تقدم نفسها وزوجها وطفلها قربانا لأسماك المحيط من أجل حلم بحياة أفضل في أوروبا. طمعا في تغير حياتهم وحياة ذويهم الفقيرة في نيجريا.
    إبراهيم 26 سنة حاصل على دبلوم عالي في التبريد ويطمح في الاشتغال بشهادته في بلد يقدر الكفاءات، لهذا قطع صحبة زوجته نصف القارة الإفريقية مواجهين كل الأخطار حتى حلا منذ عامين بالمغرب كمحطة نهائية في اتجاه الفردوس الاوروبي.
    المغرب هذا البلد الذي يتقاسم شبابه نفس الرغبة في الهجرة والرحيل الى الضفة الأخرى، رغم اختلاف الظروف بين نيجريا حيث الصراع السياسي والاجتماعي و العرقي للسيطرة على السلطة و النفط. و المغرب حيث الصراع الطبقي والاجتماعي بين طبقة المسحوقين وطبقة المحظوظين الذين يسيطرون على كل الثروات في البلاد، مما جعل شباب بلدي يقتسمون الحلم مع إبراهيم وفاطمة و آخرون ويفكرون في الابتعاد عن وطن يقتل فيهم كل شيء حتى الحلم. فلم يجد الشباب سوى حمل أحلامهم على أكتافهم و الإرتماء في أحضان المحيط، لعله يكون أكثر رحمة من حكومات فاسدة تصادر كل الحقوق حتى الحق في الحلم بتحقيق الذات.
    مرت أسابيع وأنا أنتظرخبرا قد يأتي من هناك، ورنة هاتف قد تحمل صوتا يثبت أن صاحبه لازال على قيد الحياة.
    وكثيرة هي التمنيات بين القلق و الانتظارأكبرها : ألا تحمل لنا وسائل الإعلام خبرا بوجود جثت باردة كان أصحابها يحلمون بحياة تليق بالادميين .
    فكم من شاب مغربي أو عربي حمل حلمه وطار به بعيدا تاركا أهله ينتظرون أن يرن الهاتف ليقول لهم:
    السلام عليكم أنا بخير.
    و لأن الهجرة السرية وقوارب الموت موضوع يهمنا جميعا، وحتى تكون الاستفادة أكبر،
    *********
    في انتظار ردودكم اهو اخوكم كريم يحيكم
    avatar
    anti-3robiya
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    ذكر
    76
    العمر : 61
    لإقــامه : في المدينة
    المهنة : المهم أني لست بفلاح
    نقاط : 0
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 29/04/2008

    حدث في أكنول رد: الأحلام المذبوحة بين الفيزا وقوارب الموت - متجدد

    مُساهمة من طرف anti-3robiya الأربعاء أبريل 30, 2008 4:53 am

    العروبي ديما يبقى عروبي وخا يهاجر ولا يزمر
    avatar
    thamazegha
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    ذكر
    150
    العمر : 39
    لإقــامه : kharkov
    المهنة : طالب جامعي
    نقاط : 0
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 07/03/2008

    حدث في أكنول رد: الأحلام المذبوحة بين الفيزا وقوارب الموت - متجدد

    مُساهمة من طرف thamazegha الأربعاء أبريل 30, 2008 5:01 am

    merci mon frere
    عبد الكريم محمد
    عبد الكريم محمد
    رئيس تحرير نوارس الريف
    رئيس تحرير نوارس الريف


    ذكر
    2327
    العمر : 39
    لإقــامه : هنا وهناك
    المهنة : اعمال خاصة
    نقاط : 1022
    السٌّمعَة : 12
    تاريخ التسجيل : 13/03/2008

    حدث في أكنول رد: الأحلام المذبوحة بين الفيزا وقوارب الموت - متجدد

    مُساهمة من طرف عبد الكريم محمد الأربعاء أبريل 30, 2008 5:03 am

    شكرا أخي على الموضوع المميز

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 1:28 am